| 
				 الرفيق المريض 
 الرفيق المريض
 الرفيق المريض
 
 
 الرفيق المريض
 
 
 فى يوم من الايام و بالتحديد كان يوم السبت و كالعاده فى اوربا
 ان  يوم السبت هو يوم الشراء و المقابلات و التعارف و بالتحديد عام 1994 و انا  فى مركز تجارى كبير جدا بالمانيا ( مول ) وجدت امامى الرفيق الذى كنت احلم  به و لا تعلمون كيف كانت فرحتى و سعادتى بهذا الرفيق .
 و بدات علاقتى  به تشتد يوما عن يوم و كان اقرب الى من اى شخص قابلته فى حياتى و بدات  الصداقة بيننا فى الاحزان و الافراح و المرض و الصحه و كل شئ , بدانا نرتبط  ببعضنا البعض عاما بعد عام حتى وصلت علاقتى به الى اننى دائما ما اتحدث  معه و اسمع صوته .
 و منذ عامين شعرت اننى لا استطيع ان اتكلم و جسدى كله  يئن من الالم و اشعر بالضيق و لا اريد ان اتكلم مع احد و ذهبت الى الطبيب  فقال لى : انك مريض بامراض عصبية و يجب ان ترتاح راحه تامه و انت تبتعد عن  كل المؤثرات الخارجيه حتى ان تبتعد عن عائلتك بعض الوقت , و تحدثت مع  الطبيب و شرحت له علاقتى مع رفيقى المريض و انه دائما ما يحتاجنى عندما  يتالم او ينادى و على اكون دائما معه .
 فقال لى : للاسف الشديد انك فى حاجة ماسة الى ان تبتعد عنه هو الاخر الى ان تتعافى .
 و سألنى : هل هذا الرفيق لديه اسرة ترعاه ام لا ؟
 فقالت له : ان لدية اخ صغير و ينتظر اخ اخر و جميعهم فى حاجة الى .
 فقال لى : للاسف الشديد ان ما تعانيه من مرض عصبى يجبرك الى الابتعاد عنهم و انه تلزمك الراحة التامه لنستطيع ان نساعدك .
 فشعرت بالحزن و اللالم لاننى لن استطيع ان اتحدث مع رفيقى .
 فقلت  للطبيب : اننى سوف افعل ذلك و ابتعد عن الجميع ووعدته ان اعطى لنفسى  الفرصه لكى استعيد حياتى و ارجع الى ذاتى و اكون انسان كما اراد الله لى  عقلا و جسدا .
 و اقمت بالمستشفى و لكن اشتياقى الى رفيقى المريض دائما ما يجعلنى اتحدث معه و كأننى ادمنته لا استطيع ان ابتعد عنه .
 و  جاءت زوجتى الى و قالت لى : عليك ان تستمع الى نصائح الطبيب , رفيقك الذى  تتعامل معه انانى جدا و لا يحب الا منفعته و مصلحته و الاستفاده منك .
 و ذهبت و هى فى اشد الضيق من تصرفاتى مع هذا الرفيق .
 و  فى يوم من الايام و انا اقف فى شرفة غرفتى بالمستشفى و انا اتحدث مع رفيقى  المريض و فجأه يفتح الباب كبير الاطباء و يرفع صوته و يقول : ان رفيقك  المريض ليس مريضا و لكن انت المريض انت من يحتاج الى المساعده انت فى حاجة  الى انت تنظر الى نفسك فأنك اصبحت عبدا له و لاخواته
 فقلت له : و كيف اعيش ؟
 فقال لى : ماذا كنت تفعل قبل ان تقابل رفيقك و اخواته هل ما كنت سعيد ؟
 هل كان لديك الوقت لنفسك و لعائلتك ؟
 ماذا حدث لك ؟
 هذا الرفيق سيطر على اعصابك و على كل شئ و قال لى :
 اعطنى الموبايل و الاب توب و اخذهم
 اخذ  رفيقى و اخواته و تركنى وحيدا من دونهم و قال لى انظر ماذا سوف يحدث لك فى  المستقبل بدون الرفيق المريض الذى تسمية انت انه مريض ؟
 فقلت له : دائما ما ينادى على و يسحبنى الى اخواته و اتحدث اليه .
 فقال : هذه مشكلتك انت و ليست مشكلتهم هم .
 و مشكلة التكنولوجيا العالية ( الموبايل و الاب توب و غيرهم هم الرفيق المريض ) الذى اصبح الانسان عبدا لها بدون عقل و فكر .
 اعطنى الموبايل و الاب توب و كفى و انظر الى نفسك كم من الوقت ضاع بدون حساب و كان فى اعتقادك انك لا تستطيع ان تعيش بدونهم .
 و بعد اسبوع شعرت بالفرق بين وجودى بدون هذه الاشياء
 ( التكنولوجيه ) كم من الراحه شعرت بها و بدات افكر
 ان الله سبحانه و تعالى حذرنا جميعا ان كل شئ له حساب و كل شئ يزيد عن حده له ضرر كبير عليك و على من حولك
 سبحانك يا اللهى انك انذرتنا نحن البشر و نطلب منك ان تحمينا من الشر و تعطينا الصبر و الطريق المستقيم يا رب العالمين .
 مع تحياتى
 الدكتور / سمير المليجى
 
			
			
			
			
				  |