تجرَّؤوا أنْ يعوقوا موكباً سلكتْ***رِكـابهُ بين آسـادٍ وأشبـالِ
 
 
 
على الضفافِ التي للآنَ ما برِحتْ *** لكمْ بها صوتُ مجدافٍ وموَّالِ
 
 
 
وعن يسارك أرضٌ طالما شهدتْ *** لكم مواسم إنعـامٍ وإفضالِ
 
 
 
كادتْ منازلهاالأولى تراشقهم *** صخراً ويحذفهم بحرٌ بشلالِ
 
 
 
كأنما الرملُ والأمواج قد صُنِعا *** سوراً منيعاً وأنتم سورُها العالي
 
 
 
وأنتم النخبة الأولى التي ظهرتْ *** لكي تصحِّح أخطاءً لجُـهَّالِ
 
 
 
واجهتمو الموتَ في شتَّى مواقفه *** وجهاً لوجهٍ فكنتم خيرَ أبطالِ
 
 
 
كأنكم في دروعٍ لا تلين إلى *** سلاح عصرٍ تبنّى كل دجَّال
 
 
 
أو أنكم في سلاحٍ ليس يملكه *** سواكم وحصونٍ ذات أقفالِ
 
 
 
فقد نجوتَ بحالٍ لانجاة بها *** كأنها بعضَ آياتٍ وأمثالِ
 
 
 
يا حاقناً دمَ مَنْ هانتْ دماؤهمو ***وماسكاً أرض من هُزَّت بزلزالِ
 
 
 
لئن تمادى بهم مكرٌ فقد سقطوا***في مكرهم كسقوط الهيكل البالي
 
 
 
يا جابراً كل عظمٍ ، يا منار هدىً*** ياجوهر الفكر ، بل يا شيخنا الغالي
 
 
 
إنَّ الخدوش التي في وجهك انتشرتْ *** في حادث الغدرِ أبكتني وأطفالي
 
 
 
فزعتُ عن شيءٍ أقوم به *** فما وجدتُ وخارت كلُّ أوصالي
 
 
 
لأنت أكبرُ من شعرٍ وقائلهِ *** شتَّان ما بين أقوالٍ وأفعالِ
 
 
 
وقد تصبَّرتُ كي يأتي فما فسحت *** له الهمومُ وكانت ذات أثقالِ