راسل ادارة الموقع جديد المشاركات التسجيل الرئيسية

 
 
        

اخر المواضيع

 
 

 
 
العودة   تاريخ الكويت > منتدى تاريخ الكويت > الشخصيات الكويتية > مقابلات اذاعية وتلفزيونية وصحفية
 
 

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #3  
قديم 20-09-2012, 06:13 AM
ندى الرفاعي ندى الرفاعي غير متواجد حالياً
عضو مشارك فعال
 
تاريخ التسجيل: Jan 2011
المشاركات: 693
افتراضي

الشاعر علي السبتي والكتابة للمسرح

علي السبتي نموذج لشاعـر لــم يسجن نفسه في أبيات الشعر، فأضحت علاقته بالكلمة سببا في إقباله على مناقشة قضايا مجتمعه وانجذابه الى الصحافة والى المسرح. هذا ما رأيته عندما أهداني الأستاذ خالد خلف، مشكورا، صفحات من جريدة «الشعب» الصادرة في يناير 1959 لأقرأ عمودا للسبتي عنوانـه «الكلمة» بدأه على النحو التالي: «المسرح هو أحد وسائل التثـقيف والتوجيه في المجتمع الى جانب كونه وسيلة للترفيه عن النفس». استهلال ينم عن إيمان الشاعر بالمسرح كرافد ثقافي شأنه شأن الشعر والأدب، وفي الوقت نفسه يهيئ القارئ للتعرف على خصوصية المسرح قبل تناول كاتب المقال لعنصرين أساسيين: الكتابة المسرحية والأداء التمـثيلي وانعكاسه على المتلقي.
تطرق شاعرنا السبتي الى تجربة زكي طليمات في الكويت ومحاولته تجاوز مرحلة الارتجال فانتقد مثله التمثيليات غير المكتوبة ليقول: «فالممثل مهما كانت عبقريته لا يستطيع التصرف دون كتابة الـدور وحفظه». بأسلوبه، تلمس السبتي جمالية العلاقة بين الممثل والنص، مدركا انه بخلاف النصوص الأخرى، فللنص المسرحي ديناميكية تفرض على الممثل ان (يتــصرف) . التصرف في هذه الحالة هو طقس خاص بعالم الحوارات: سواء الحوار مع الذات: الـمــونولوج، أم مع الآخرين في الديالوج.
استند السبتي على الفعل «صرف» فـفتح أفقا لتأمل خصوصية التعامل مع النص المسرحي حيث يتجلى إدراك الخطاب الدرامي من خلال «التصرف» وتحويل المسرحية المكتوبة الى نص عرض تترك فيه الكلمات السطور فتختار الخشبة ملجأ وتتبلور المفردة في أداء تمثيلي محكم بسياق داخلي مرتبط بالنص ومتصل بسياقات أخرى محيطة بالعمل المسرحي وبتداعيات الخطاب وتأثيره على جمهور الصالة.
تجاوز السبتي عتبات النص، ولما أدرك ان لخشبة المسرح عمقا تابع من هناك ليقول: «والذي لاحظه الأستاذ طليمات ان الرجال يقومون بأدوار النساء.. وهذا العمل قد يصلح للتهريج إلا انه لا يمكن ان يفيد بالتمثيل الصحيح على الإطلاق فمن غير المعقول ان يتأثر الرائي وينسجم مع المسرحية وهو يرى الذي يقوم بدور المرأة شاب له شوارب وساعدان مفتولان! وكان اقتراح أستاذنا بهذا الصدد ان تجلب الشؤون ممثلات من خارج الكويت لعدم توفرهن هنا.. وكان جواب المسؤولين ان التقاليد تمنع والرجعيون لابد وان يثوروا».
في مؤازرته للأفكار الجديدة نجح السبتي في تحاشي أي تصنع لغوي أو اغتراب فكري ليبقى التصاقه في مجتمعه بمثابة ختم الأصالة. لم يقف على خشبة مسرح كيفان أو الشامية، لكني عرفت انه كان ضمن تلاميذ صغار مثلوا على خشبة المدرسة الأحمديـة، وتابع مشوار المسرح الشعبي وكان من أوائل المترددين على مقر مسرح الخليج العربي، لهذا عندما كتب عن هموم المسرح رافقت كلماته تلقائية الخطاب فعكست استعدادا فكريا لمنطق الفن المسرحي ليقول: «من غير المعقول ان يتأثر الرائي وينسجم مع المسرحية (...)». متهكما، يذكر السبتي بعنصر المشاهدة المرتبط بالفن المسرحي والقائم على وجود «الـرائي» أو الجمهور، ليؤكد أهمية انسجام عناصر المسرح مجتمعة أو منفردة. بهذا يعي القارئ ان الممثل وان انفرد كعنصر قائم بذاته، إلا انه كيان مركب يرسل بإشارات مرئية وسمعية تجعل منه لوحة تنقل للجمهور سمات شخصية تعيش على انسجام إيماءات المؤدي لترقى بصوته وبلغة جسده.

ان عبارة «يتأثر الرائي وينسجم» والتي ظهرت في الصحافة الكويتية قبل نصف قرن يمكن ان نستفيد منها اليوم لتكون محور نقاش حول «المسرح الكويتي وتطور الآليات المؤثرة في وعي الجمهور» ، ففي الوقت الذي حرص فيه طليمات والسبتي على «انسجام الجمهور» ظهرت في أوروبا دعوة بريخت (1869- 1956) الذي حاول كسر منطق الإيهام في المسرح، فشجع على تلافي انسجام الجمهور مع المشهد.
في الكويت شكلت نهاية الخمسينيات وبداية الستينيات مرحلة أساسية في توطيد علاقة المتلقي بالمسرح، لذا كانت معارضة تمثيل الرجال لأدوار النساء ضرورية لتلافي أي معوقات تعرقل الانسجام. هذا التباين في التوجه نحو الانسجام أو تحاشيه يرسخ اعتقادنا بان الدراما فن اجتماعي يرتبط بالأفراد ويعكس بيئتهم وينمو تدريجيا مع تطور أفكارهم، ليبقى المسرح فن الازدواجية الأمثل. فن يجمع بين الاتفاق والاختلاف، لهذا وعندما اختلفت ظروفنا عن الأوروبيين وتباينت نظرتنا الى علاقة الجمهور بالمشهد المسرحي اتفقنا معهم حول دور المسرح في «التوعية»، وهو ما حرص السبتي على ذكره في بداية مقاله حين كتب: «المسرح أحد وسائل التـثـقـيـف والتوجيه».
«كــلـمـة» علي السبتي في العام 1959 لم تكن استعراضا للمعلومات، لكن الجانب المعرفي فيها دعم رؤية شاعر وكاتب أهلته ثـقـافته وشخصيته لان ينتقد أوضاع المسرح ولان يتخذ موقـفـا يؤكد دور الفرد في المجتمع المدني ليختم مقالته بإيقاع حازم قائلا: «واليوم إما ان تتحدى الشؤون - دائرة الشؤون الاجتماعية - الرجعية فتجلب ممثلات للمسرح الشعبي من الخارج أو تطأطئ رأسها وتـقــفـل المسرح!».


http://www.annaharkw.com/annahar/Art...&date=06032008
__________________

*****
๑۩۞۩๑

{إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّـيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِين}
هود114
๑۩۞۩๑

*****
رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الأديب الشاعر عبدالعزيز السعود الصباح رحمة الله كويتى مخضرم التاريـــخ الأدبي 13 01-05-2022 08:45 AM
(يا منازل هند) قصيدة الشاعر عبدالمحسن الطبطبائي في معارضة الشاعر ابن لعبون جون الكويت الوثائق والبروات والعدسانيات 20 18-10-2011 08:28 AM
السبتي - عبدالرحيم بومحمد جبلة 6 17-05-2010 04:28 PM
الشاعر الأديب حجي بن جاسم الحجي محمد90 التاريـــخ الأدبي 1 17-05-2010 03:09 PM
الأديب الشاعر فاضل خلف - يعقوب الغنيم AHMAD المعلومات العامة 0 09-12-2009 11:48 PM


الساعة الآن 01:41 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.9 Beta 3, Copyright ©2000 - 2025
جميع الحقوق محفوظة لموقع تاريخ الكويت