السدرة بين الأسرّة البيضاء (8)
لقد ربطت بـين موضوع استقلال الجزائر ووجـود إسرائيل، لأن هـذه الأخيرة تشكل قـوة في المنطقـة، وأعطاها تفكك الحكومات العربية حرية الحركة، ولا يستطيع أحـد الوقوف بوجهها. تحدثت بهـذا قبل عـام 1967، قبل النكسة، وكان في ذهني دائماً أن هـذه الدولـة تتحكم بالمنطقة، وفكرت أن الدول العربية تقف ساكنة، وأن إسرائيل سوف تعمل ضد استقلال الجزائر.
عدنا إلى الفندق ورتبت مع البعثة رحلة الطيران الفرنسي من تونس إلى وهران. ثم سافرت إلى بروكسل بناء على تعليمات من وزارة الصحة تقضي بزيارة مكتب منظمة الصحة العالمية، لأن لدى المنظمة، بعد استقلال الكونغو، هيئة طبية من أطباء وممرضين يمكن الاستفادة منها في الكويت. واجتمعت بمسؤولي المكتب، وتم الاتفاق، ووعدوا بالاتصال بنا في الكويت. ووفق التعليمات أيضاً، واصلت سفري إلى لندن ورتبت هناك مع د. بيلي الملحق الثقافي أمر التعاقد مع مختص النظائر المشعة الذي تحدثت عنه واستقدامه إلى الكويت.
إلى وهران
خلال وجودي في لندن اتصل بي الوزير عبد العزيز الصقر وطلب مني الذهاب إلى وهران، لأن البعثة الطبية هناك بدأت تواجه مشكلة. فسافرت إلى باريس وهممت بركوب الطائرة إلى وهران بعد حجز مسبق من باريس إلى وهران، إلا أن الموظفين في مطار أورلي أوقفوني بحجة انني لا أحمل تأشيرة دخول إلى الجزائر! قلت لهم إن الجزائر مستقلة، فلم يبد عليهم أن فكرة استقلال الجزائر وصلتهم بعد. لم يوافقوا على صعودي إلى الطائرة من دون تأشيرة. وحاولت أن اشرح لهم انني ضمن بعثة طبية هناك تقـدم خدمات إنسانية، ولكن شروحي لاقت آذاناً صماء، واقتادتني شرطة المطار إلى غرفـة توقيـف، وأغلقـوا عليّ بابها، فلم أعرف ماذا أفعل. لا سفير لدينا في باريس، ولا أعـرف بمن أتصل، ولم يبق إذن إلا الانتظـار. بعـد ساعـة جاء شخص وقال لي:
«ليس لديك تأشيرة، ومع ذلك سنتركك تذهب إلى وهران»
شكرته، وقلت له أنهم أخذوا جواز سفري، فقال:
«تعال معي»
وأخـذني إلى سيارة شبه عسكريـة، صعـدت شاعـراً بالخوف لأنني لا أعـرف إلى أين يأخـذني، ولا أحـد يعرف أين أنا. ولم أشعـر بالارتيـاح إلا حين أوصلني إلى سلم الطائرة، فنزلت، وقال لي:
«تفضل»
لم أسأله شيئاً، أردت الخلاص فقط من هذه الورطة. وزاد اطمئناني وفارقني خوفي حين وجدت في الطائرة ركاباً. وما أن جلست في مقعدي حتى سارعت إلى طلب مضيفة الطائرة، وأخبرتها انني لم أتسلم جواز سفري ولا حقائبي، فطمأنتني:
«لا تقلق..كل شيء موجود على متن الطائرة» هبطنا في مرسيليا، ومكثنا لمدة ساعة، ثم أقلعت الطائرة الى وهران، وهناك استقبلتني البعثة وانضممت اليها.
أول زيارة
كانت هذه أول زيارة لي الى الجزائر، وسكنت مقابل المستشفى المركزي. في تلك الأيام كانت منظمة الجيش الفرنسي السرية لا تزال تعمل في الجزائر ووهران وعين تموشن، ولهذا أرسلوا معنا مرافقاً من قيادة الجيش الثوري في جولاتنا لرؤية المقاهي على البحر والمرسى الكبير بأنفاقه التي تعبر تحتها البواخر. جلسنا في أحد المقاهي وتناولنا قهوة. كان المشهد جميلا تشعر معه أنك في اوروبا. وفجأة دوى انفجار رهيب، وسألت عن ماهية الانفجار فقيل لي: لا يوجد شيء، هذا من أعمال المنظمة السرية.
وعدت مع الأطباء الى البيت. وبعد ذلك صدر قرار أن تنتقل البعثة الطبية الى أم سعيدة، فركبنا سيارة يرافقنا شخص من الجيش الجزائري، ومررنا بعين تموشن، وحين وصلنا الى بوعباس أوقفنا حاجز درك من سود فارعي الطول سألونا عن وجهتنا. فقلنا لهم اننا متوجهون الى أم سعيدة. وتحدث معهم د. توفيق الترك بالفرنسية وأفهمهم أننا بعثة طبية انسانية، فتركونا نمر.
وصلنا أم سعيدة، فاذا هي في منطقة صغيرة مهملة في أحد الوديان. واتفقنا مع أحد المسؤولين هناك على قيام البعثة بتقديم المساعدات لأهالي أم سعيدة، وقفلنا راجعين الى بوعباس، وهناك أوقفنا الدرك أنفسهم وسألونا للمرة الثانية عن وجهتنا، فقلنا هـذه المرة الى وهران.
نهاية المهمة
في وهران ودعت البعثة لأنني أنهيت مهمتي، ولكن قبل أن اغادر جوا الى الكويت عن طريق باريس فلندن، أخذوني في جولة استطلاعية لرؤية أماكن شهدت تعذيب الثوار وقتلهم على يد الفرقة الأجنبية Q.A.S. في أحد هذه الأماكن، وهو جبل مرتفع لا تزال الحبال موجودة بين صخوره، قالوا لي انهم كانوا يأتون بالثائر الى هذا المكان ويهددون بإلقاء أولاده من فوق الجبل اذا لم يعترف. واذا كان الثائر امرأة، يقيدونها في صندوق مكهرب فيه أسلاك موصولة بكل أعضاء الجسد، وما هي الا صعقة أو صعقتان وتموت المرأة. كانت ذاكرة هذه الأمكنة التي تحتفظ بقصص تعذيب وحشي من هذا النوع تبعث في النفس الخوف الشديد. لم أستطع مواصلة الجولة، وطلبت العودة الى البيت. وفي طريق العودة أوقفتنا سيارة مسلحة عن بعد، فتحدث مرافقي مع جنودها باللغة الفرنسية وهو منبطح على الأرض، الى أن أقنعهم بحقيقة هويتنا ومهمتنا. وواصلنا طريق العودة. وخلال مرورنا على طول الساحل، شاهدنا الكثير من السيارات الخالية التي هجرها أصحابها، وعلمنا أن هؤلاء من أعضاء المنظمة السرية الذين ارتكبوا فظائع القتل والتعذيب، وسارعوا الى الهرب الى فرنسا بعد استقلال الجزائر خوفا من انتقام الجزائريين منهم.
مشكلة جديدة
بعد عودتي الى الكويت بشهرين حدثت مشكلة أخرى في الجزائر، أرادوا نقل البعثة من أم سعيدة إلى عين تموشن التي تبعد ساعة عن وهران. وطلب مني الذهاب وحل هذه المشكلة. وصلت إلى وهران، ثم إلى عين تموشن للتفاوض مع المسؤولين هناك والسماح للبعثة الطبية بالعمل في هذه المنطقة. وحول طاولة التفاوض، أخرج المسؤولون مسدساتهم ووضعوها على الطاولة ترحيبا بنا بدل الأقلام والأوراق. لم يكونوا موظفي هيئة صحية بل ضباطا في الثورة. واتفقنا معهم، وعدت إلى الكويت.
هذه الزيارات المكوكية كانت في الأشهر الأولى من انتصار الثورة، ووسط غبار لم ينجل. بعد، وتسارع في التنظيم وضبط الأمـور بعـد رحيل الفرنسيين. إلا أن زيـارتي التي حدثـت في عام 1964 كانت فـي جو أكثر هدوءاً وتنظيمـاً، كانـت لحضـور حفـل ذكـرى استقـلال الجزائـر.
ذكرى الاستقلال
دُعي إلى الحفل رئيس مجلس الأمة آنذاك عبدالعزيز الصقر والشيخ صباح الأحمد الجابر وزير الخارجية، بالإضافة إلى عضوي مجلس الأمة جاسم القطامي ومحمد الرشيد، وحضرت ممثلا لوزارة الصحة. ونزلنا في فيلا تابعة للحكومة.
ذهبت للاطمئنان على البعثة الطبية في عين تموشن، ثم أخذونا منذ اليوم الأول لوصولنا لحضور الاحتفال الأول لقراءة الفاتحة على أرواح الشهداء، وكان الرئيس أحمد بن بيلا حاضراً، ويقف خلفه هواري بومدين. فملت على جاسم القطامي الذي كنت واقفاً بجواره وقلت له:
«أنظر في عيني بومدين.. كأنه يريد أن يخلع بن بيلا ليجلس مكانه!».
فاستبعد القطامي الفكرة:
«لا.. غير ممكن».
بعد انتهاء الاحتفال ذهبنا إلى مقبرة الشهداء تحت سماء غائمة وممطرة، فقرأنا الفاتحة، ثم أخذونا إلى حي من أحياء مدينة الجزائر شهد معارك ضارية في أيام الثورة مع المستعمرين الفرنسيين. كان هذا الحي ملجأ للثوار يتميز بأزقة ضيقة جداً، وكانت النسوة يطلقن زغاريد، كما أخبروني، حين يدخل الفرنسيون الحي لتنبيه كل البيوت إلى أن الفرنسيين دخلوا، وعندها كان الثوار يحاصرون الداخلين ويقتلونهم.
حرب 67
لم تكن مساهمتنا الطبية في الجزائر فريدة من نوعها، بل ظل هذا النهج ثابتا لدينا، وهو ما اعتبرناه دائما واجباً من منطلق إنساني ومن منطلق انتمائنا العربي أيضاً. فمع اندلاع حرب عام 1967 أنشأنا غرفة عمليات في مستوصف الشويخ، وبدأنا بجمع التبرعات وتشجيع الناس على التبرع بالدم لإرساله إلى سوريا ومصر والأردن. وخلال حرب اكتوبر 1973 حين أرسلت الكويت قوات للمشاركة في القتال، أقمنا غرفة عمليات استعدادا لأي طارئ يستوجب تقديم المساعدات. وتم إرسال أطباء إلى سوريا، لأن مصر لم تكن بحاجة إلى أطباء.
وظلت علاقاتي بالجزائر خاصة بالخدمات الطبية. وعرفت بعد ذلك شخصيات جـزائريـة مثل جميلة بوحريد حين زارت الكويت، وعرفت رئيس الـوزراء الشـاذلي بن جديد في السنوات اللاحقة.
تنافس غير شريف
قلت أنني لم أبق في منصب مدير مكتب الوزير الا سنة واحدة، ونقلت بعـدها الى وظيفة مدير اداري في وزارة الصحة. جزء من الأسباب، وهي متشابكة ومتعددة، يرجع الى جو المنافسات غير الشريفة التي عملت على اجهاض محاولات التطوير التي تواصلت منذ عام 1962 وحتى عام 1967، فالكل كان يسعى الى الوظيفة والمنصب والكل يريد أن يكون مسؤولا ويحصل على ترقية من دون أن يمتلك كفاءة تؤهله لشغل المنصب الذي يبحث عنه. أما السبب المباشر، فلم يكن له علاقة بأمور وزارة الصحة، وهنا المفارقة، بل بسبب موضوع سياسي ذي علاقة بمجريات انتخابات أول مجلس أمة في عام 1962.
في هـذه الانتخابات نجح عبـد العزيز الصقر عن منطقـة جبـلـة، وسقط عبداللطيف ثنيان الغانم في منطقـة كيفان. وتسلم الصقر رئاسة مجلس الأمـة. ولأن الغانم يعرف أنني أقـرب شخص الى عبدالعزيز الصقر، اقتنع أنني سبب سقوطـه في الانتخابات. صحيح أنني عملت معه لانجاحه، ولكن لم تكن لي يد في سقوط الغانم. ومـع ذلك ما أن تـولى وزارة الصحة بعد الانتخابات حتى لمح الى أنه لايريدني في مكتبه. كان يعتقد أنه بهذا يـؤذي الصقر عن طريق ايذائي.
لم أكن في أي يوم من الأيام من الطامحين الى تولي المناصب القيادية وسط التدافع والتزاحم والتنافس، بل فضلت حين عرض عليّ منصب معاون مدير دائرة الصحة في عام 1958 رفضت هذا المنصب آنذاك ادراكا مني أنني غير قادر على العمل بالشكل الذي يريده الآخرون، والانصراف الى تعزيز قدراتي الادارية بالالتحاق بدورات تدريبية خاصة في بريطانيا. وحين كنت مديرا لمكتب الوزير عبد العزيز الصقر، اقترح محمد النصف تعييني وكيلا للوزارة في وقت لم يكن فيها وكيل، وما أن علمت بها، ذهبت الى الوزير وقلت له:
«هناك شخص أكفأ مني يستحق هذا المنصب هو الملا يوسف الحجي»
وتم تعيين الحجي كأول وكيل لوزارة الصحة. ورغم وجود درجة في الميزانية لتعييني وكيلا مساعداً، ذهبت اليه مرة ثانيـة وأخبرته أن سعد الناهض أحق بهـذا المنصب مني. وتمسكت برأيي. وتم تعيينه.
على هذه الأرضية، وحين لمست من تلميحات الوزير الجديد عبد اللطيف ثنيان الغانم أنه يغلق الطريق أمامي، وإن درجـة الوكيل المساعـد التي استحقها حجبت عني ذهبت إليه وقلت له:
«لايهمني المنصب بل خدمة الوزارة ووطني»
ولكن، وهذه هي نقطة الإنقلاب في الموقف، جاءت لحظة درامية في عام 1968 قبل مغادرة عبد اللطيف ثنيان الغانم منصبه في الوزارة بشهر، حين أرسل خطاباً إلى مجلس الوزراء يطلب فيه تعييني وكيلا مساعداً للشؤون الصحية!
دهشت بالطبع، ولكن سروري بهذه المبادرة كان أكبر من الدهشة أو علامات الاستفهام، فذهبت إليه أشكره، وهنا نلت تقديراً يتجاوز ما يأمله أي صاحب ترقية عادية؛ كان الرجل رغم تلك الظنون العابرة في خضم الإنتخابات، والتي لاتعلق لها بحسن الأداء والكفاءة في العمل، رجلا يعرف الرجال جيداً، فقال لي بلهجة لاتحمل أي رنة عتاب حتى:
«أردت تعيينك لأنني رأيت عملك»
وكانت هذه العبارة كافية لكي تمحو كل شائبة من الشوائب في العلاقة بيننا، وتؤكد أن الصحيح يظل صحيحاً حتى وإن غيبته الظنون والهواجس وحتى الإشاعات أحياناً.
لاأعرف بالضبط سبب انقلاب موقف الغانم تجاهي، اللهم إلا إذا كانت الخلافات الشخصية بينه وبين عبد العزيز الصقر ظلت في مكانها وزمانها، ولم تتحول إلى محرك يعمل في كل اتجاه ويفقد الإنسان حس التمييز بين المصلحة العامة والخاصة. أو أن نضوج التجربة البرلمانية والظروف التي تلت الإنتخابات قاربت بين الرجلين، فقدما استقالتهما في أول مجلس أمة سوية، وكان سليمان المطوع متحمساً أيضاً لتقديم استقالته حين سقطت الوزارة.
تزوير الانتخابات
وجاء هـذا على خلفيـة موضوع تزوير الانتخابات. لم أكن طرفاً في الموضوع، ولكنني كنـت شاهـداً، وحضرت الإجتماعات الإحتجاجيـة على التزوير بـين كـل الأطراف الوطنية مثل د. أحمـد الخطيب وجاسم القطامي. وتم إصـدار بيـان رد فيه الحاضرون على التزوير وحددوا الأشخاص الذين شاركوا في التزوير، ومنهم الخبير العشماوي. ومن أعد البيـان ثلاثة، أنا وعبد الله النيبـاري وراشـد الفرحـان.
وأذكر أن اجتماعاتنا كانت في ديوانية يوسف إبراهيم الغانم في منطقة الشويخ، وهناك وصلتنا تهديدات من الحكومة بأنها ستقوم بالرد بالقـوة على أي تحركات، ولكنها تراجعـت، وتم تسريـح العشماوي من إدارة الفتـوى والتشريع. ولكن لم يتم حل المجلس، وأكمل دورته البرلمانية حتى عام 1967.
في هـذه الظروف كانت بداية صعودي في السلم الوظيفـي، وانهماكي في الحياة السياسية العامـة معاً، من دون أن يطغى جـانب عـلى آخـر، بل كانا يتكاملان في الحقيقـة. وانتقلت بعد ذلك إلى منصب وكيل مساعد للشؤون الإدارية والمالية حتى عام 1973. في هذا العام تقاعـد وكيل الوزارة الملا يوسف الحجي، واستقال سعد الناهض وذهب إلى البنك العقاري، وأصبح منصب الوكيل شاغراً، وبـدأ عـدد من الأشخاص يسعون إلى هذا المنصب. يومها كان الوزير هو عبد الرزاق العدواني، فقلت له أنني الأقـدم بين المتقدمـين والأكفـأ لهذا المنصب والأحق به وظيفياً ولن أتنازل عن حقي.
جـوبـه تقدمـي بـاعتراضـات مـن بعض الأطباء الكويتيين بحجة أن من يشغـل هـذا المنصب يجب أن يكون طبيباً! وقلت للوزير العـدواني رداً عـلى هذه الحجـة، إنني درسـت إدارة المستشفيات وتدربـت عليها في انكلترا، وأكملت عـدة دورات في هـذا المجال، وليس هناك شخص أحق منـي بهذا المنصب. أحـد الذين لم يوقعـوا على مذكرة الأطبـاء الإعتـراضيـة كان د. عبد الرحمن العوضي.
أمام هذا اللغط الذي اختلطت فيه دوافع غير مهنية بدوافع المطامح الشخصية، أوصلت رسالة إلى ولي العهد رئيس مجلس الوزراء آنذاك الشيخ الراحل جابر الأحمد الصباح، فتحدث مع الوزير وأصدر قراراً بتعييني وكيلا للوزارة. منصبي الأخير في جهاز الدولة حتى عام 1976، وهو عام استقالتي.
__________________
تهدى الامور بأهل الرأي ماصلحت ***************** فان تولوا فبالاشرار تنقاد
|