في "فريج الشيوخ" بمنطقة الوسط، وفي عام 1929 حين تنفست الكويت برئتيها الغوص والسفر لتوفر مقدرات الحياة لسائر أوصال الجزيرة العربية عموماً، وإلى أطراف إقليم نجد خصوصاً ولد الأستاذ حسين مكي جمعة.
تعلم حسين القراءة والكتابة والحساب وحفظ القرآن الكريم على يد الملا "بلال" ثم من بعده في مدرسة "حمادة"، وتعلم اللغة الإنجليزية معتمداً على نفسه بالمران. سافر حسين مكي جمعة – بعد الدراسة – بالسفن الشراعية مدة خمس سنوات إلى الهند وإفريقيا، وكانت غايته من هذه الرحلة تعلم قيادة السفن وكان عمره في ذلك الوقت لم يتجاوز السابعة عشرة ولكنه لم يمارس قيادة السفن بعد ذلك بالرغم من تعلمه لها.
قصته مع العمل التجاري
بعد عودته من رحلته بالسفن الشراعية بدأ حسين نشاطه التجاري وقام بفتح محل بالسوق الداخلي القريب من سوق المناخ، وكان يقوم بأعمال المكتب كافة، وكان نشاطه التجارة العامة، وكانت الكويت في هذه الفترة – حوالي عام 1950م – مدينة صغيرة والعاملون في التجارة يديرون أعمالهم التجارية بأنفسهم، ولم يكن هناك عمالة وافدة كثيرة، وكذلك لم تكن الأعمال التجارية قد تشعبت أو تعقدت معاملاتها مثل الآن.
بالرغم من هذه الأحوال قام حسين جمعة بتأسيس مكتب للاستيراد والتصدير بالعمولة (قومسيون) وراجت معه أعماله حتى تحول بعد ذلك في مطلع الستينيات إلى تأسيس الشركات المساهمة.
ركز حسين أعماله في قطاع العمل المصرفي، وقد شغل منصب عضو مجلس إدارة في " البنك الأهلي الكويتي" وكذلك العضو المنتدب وذلك لمدة عشرين عاماً. ثم أصبح بعد ذلك وكيلاً لشركات تأمين كثيرة منها شركات مصرية وعربية وأمريكية.
في مرحلة السبعينيات كانت قمة النشاط التجاري والاقتصادي بدولة الكويت، ففي هذه الفترة تأسست كثير من الشركات المساهمة وكان سعر البترول مرتفعاً وتعد تلك المرحلة هي المرحلة الذهبية لنشاط الكويت الاقتصادي.
كان حسين مكي جمعة يتميز بطاقة بشرية عالية استغلها في مجال عمله حيث استطاع أن يتوسع في تجارته، وقد كانت له مشاركات عدة في مختلف المجالات حيث إنه كان يضطر أحياناً للسفر على أمريكا والعودة خلال مدة لا تتجاوز زمن الرحلة.
كان الجمعة مساهماً فعالاً في شركات استثمار عديدة مثل شركات الأسماك وشركات السياحة وشركات عقارية وصناعية، وقد شغل في معظم هذه الشركات مناصب مختلفة منها عضوية " شركة البترول الوطنية الكويتية" قبل تأميمها.
مساهماته الوطنية
التجربة التي خاضها الجمعة في مجال التجارة والاقتصاد لم تشغله عن وطنه، فقد كان له نشاط سياسي بارز، حيث شارك في مجلس الأمة في فصله التشريعي الرابع عام 1975، وفي هذه الأثناء تم تأميم البترول وقامت الحكومة بتأميم "شركة البترول الوطنية" والتي كانت شركة مساهمة يمتلك القطاع الخاص نسبة من أسهمها. وقد شهدت قبة المجلس وأروقته آنذاك جدلاً كبيراً ومعارك فكرية عنيفة خاض الجمعة معظمها تقريباً.
كان حسين جمعة يدرك تماماً أن العمل السياسي يستقطع من رجل الأعمال أغلب وقته ويصرفه عن مصالحه الخاصة. ولكنه كان يعلم أن في العمل السياسي خدمة للوطن وتأكيداً لدور المواطن في تنمية العمل الديمقراطي.
المناصب التي تولاها
تولى حسين الجمعة عدة مناصب تجارية مهمة وحيوية كان لها تأثير في الاقتصاد الوطني الكويتي. وبرغم أنه ترأس شركات عديدة خارج حدود الوطن إلا أنه كان بهدف دعم النشاط التجاري والاقتصادي بالكويت ومنها على سبيل المثال لا الحصر:
- رئيس مجلس إدارة شركة الأسماك الكويتية الوطنية 1968 - 1972
- رئيس مجلس إدارة شركة سحب الألمنيوم بالكويت 1977
- رئيس مجلس إدارة الشركة العربية الآسيوية للاستثمار 1981
- رئيس مجلس إدارة البنك العربي الدولي 1982
- عضوية مجلس إدارة الشركة الكويتية للاستثمار 1962-1965
- عضوية مجلس إدارة الشركة الأهلية للتأمين 1962-1965
- عضو مجلس إدارة شركة البترول الوطنية الكويتية 1974-1975
- عضو مجلس إدارة المجموعة الاستثمارية العقارية الكويتية
إلى جانب العديد من المناصب التجارية خارج الكويت مثل :
- اتحاد المصارف العربية والفرنسية – باريس - 1969
- يوباف بنك محدود – لندن 1974
- يوباف البنك العربي الأمريكي – نيويورك 1976
- البنك العربي الماليزي للتنمية – كوالامبور 1975-1981
- شركة اللؤلؤ – لوكسمبورج 1980
- أرتوك بنك أند ترست ليمتد – باهماز 1975.
مساهمته في دعم الخدمات الصحية
مركز حسين مكي الجمعة للجراحة التخصصية
- اسم المتبرع : حسين مكي الجمعة.
- قيمة التبرع : 7.500.000 (سبعة ملايين وخمسمائة ألف دينار)
- الموقع : ضمن منقطة الصباح الطبية التخصصية مقابل مستشفى ابن سينا.
- المساحة الإجمالية للبناء : 11000م2 تقريباً.
- يتكون المركز من: سرداب ودور أرضي ودور أول ودور ثاني.
- الافتتاح وتقديم الخدمات العلاجية: تم في يونيو 1982م.
منقول محسنون من بلدي .
حسين مكي جمعة
العرض العادي
