المراكز والوثائق العثمانية
كتب محمد بن إبراهيم الشيباني :
كتب الأخ د. سعود العصفور (القبس 2010/3/20) عن الأرشيف التركي (العثماني) وأن صديقه مدير الأرشيف العثماني قال عبارة أخجلت الحاضرين «مفادها أنه يعمل في وظيفته الحالية منذ خمس وعشرين سنة ولم يعرف أحداً من القائمين على تلك المراكز ــ ويعني الكويت ــ فلم يزره أحد البتة!»، وأكمل «وتغير المدير بعدها بنحو ست سنوات، ولم يزره أحد!»، انتهى كلام أخينا في الله القديم سعود العصفور، ومن باب الأمانة والأخوة القديمة، أقول لأخي سعود ليس شرطا في كتابة التاريخ أن يذهب مديرو المراكز ورؤساؤها في الكويت أو أي بلد إلى تركيا وإلى الأرشيف التركي تحديدا بأنفسهم ورؤية مديره حتى يثبتوا أنهم على علاقة حميمة مع الوثائق العثمانية أو الوثائق عموما، وإلا فهم على غير ذلك! فمثال واحد على ما فعلته أنا -رئيس مركز المخطوطات والتراث والوثائق- اني استأجرت نظير مبلغ شهري أحد الاخوة الأتراك الذين يعرفون اللغة العربية ويعرفون فك اللغة العثمانية القديمة وتحديدا في عام 1988، فكان يصور من الوثائق العثمانية التي تتعلق بالكويت على حسابنا ثم يترجمها فيرسلها، وقد جمعنا الكثير منها، لكن الكثير منها قد ضاع في بريد الكويت الحلو! وأنت أعرف بأسباب عزوف الكثير من الباحثين عن الذهاب إلى الأرشيف التركي لعسارة الجماعة هناك! مع أني أسافر إلى تركيا منذ عام 1964 وما انقطعت عنها إلا في عام 1989آخر رحلة لي وصداقاتي هناك كثيرة، وعلى رأسها صداقتي مع الأستاذ معمر أولكر مدير المكتبة السليمانية الأسبق الذي أهداه مركزنا جهاز IBM، فكان آنذاك الجهاز الثاني في عموم تركيا، بعد جامعة انقرة، كما قال اخونا ذلك في وقتها، أقول: أنت أعرف بعسارة الأتراك والضن باعطاء المعلومة وصعوبة ذلك حتى لو كانت ورقة، بل كان هناك قانون يمنع تصوير أي وثيقة أو مخطوطة إلى الخارج! وللعلم كان أخونا معمر أولكر ينافح عني آنذاك (1988) في مجلس الوزراء لتصوير مركزنا «المخطوطات السليمانية»!
فكان أن يممنا شطر الاراشيف الدولية الاخرى لسهولة الاجراءات في الموافقة عن الارشيف العثماني المغلق على نفسه! ثم يا أخي سعود، هل تعني إن لم اذهب انا بنفسي وغيري الى هذا الارشيف ومقابلة رئيسه نصبح لا نملك ادوات البحث واصوله؟! فهناك مصادر عدة في الوصول الى تكوين رأي في تاريخ الكويت او غيره من التواريخ مثل: الرواية الشفاهية والوثائق العامة التي بأيدي الناس هنا وهناك، والكتب المؤلفة في هذا الشأن في مراكز دول كان اتصالها بالكويت وما زال وغيرها كثير لا تخفاك. وماذا تقول عن الارشيف الروسي في موسكو فقد زرته عام 1989وهو ارشيف غني بوثائق المنطقة ومنها الكويت، وقد صورت منه بعض الوثائق التي تحتاج الى ترجمة؟ هل نقول ان من لم يذهب اليه قد اضاع الفرصة مع ان الديوان الاميري قد وجد صورة الشيخ جابر المبارك هناك مما يعني اهميته!
عموما جزاك الله خيرا على طرح هذا الموضوع اليوم، ولكني اقول لك «قد شربت مروقها»، فمن كان يقول ان تاريخ الكويت يبدأ بحكم الصباح في 1716 اصبح اليوم يقول انه في 1613، ولهذا حصلت اللخبطة والفوضى التي تقول عنها! يعني المسألة اصبحت سياسة!! والحي يقلب يا أخي سعود! ولنا رد على من يقول بهذا الرأي. ولك مني التحية والمودة.
.. والله المستعان.
|
العرض المتطور
