الباحث في التراث قال إن الأجيال تتغير من زمن إلى آخر
فبات تطور العامية الكويتية اضطرارياً
خالد سالم محمد: لهجتنا تغيرت
والتكنولوجيا أدخلت عليها مفردات أجنبية.. فتأثرت الهوية
كتبت ولاء حافظ:
لاتزال المفردات القديمة الجميلة تحمل معاني يفتقدها كثيرون على الرغم من اختفائها من على ألسن البعض، فلايزال التراث يحفظ تلك المفردات ويستوعب كل ما هو جديد ليصبح حارسا للتراث للأجيال القادمة فهكذا دائما يبحث التراث عن سبب القديم وجماله واسباب الحديث وصفاته بدءا من لهجات الشعوب الى عاداتهم وتقاليدهم، وهكذا يفسر الباحث في التراث خالد سالم محمد لـ«ملف الأسبوع» اسباب اختلاف اللهجة الكويتية عن الماضي وتأثر الهوية الكويتية بهذه التغيرات.
* في رأيك ما مدى انعكاس تأثر اللهجة الكويتية باللهجات الأخرى على الهوية الكويتية؟
ـ في الواقع ان كل اللهجات العربية تأثرت باللغات الأخرى سواء من البلدان الأجنبية القريبة منها او البعيدة ومن خلال تتبع الكلمات الأجنبية في لغة ما يستشف الباحث مدى علاقة تلك الدولة بجيرانها وبالدول الأخرى التي تعاملت معها تجاريا واجتماعيا على مدى تاريخها، وهذا ينطبق على اللهجة الكويتية، إذ تخللتها كلمات اجنبية كثيرة قديمة وحديثة نظرا لارتباطها تجاريا واجتماعيا وثقافيا احيانا مع البلدان الأجنبية القريبة منها او البعيدة.
وظلت هذه الكلمات يتداولها الناس جيلا بعد جيل ولكن الكثير منها ترك الآن واستعيض عنه بكلمات حديثة تواكب العصر، وهذا هو شأن اللهجة العامية فهي عرضة دائما للتغيير والتجديد من جيل الى جيل، كما ان الجيل بالأساس يتغير من زمن الى زمن، وبالتالي قد تتأثر الهوية بقدر تأثر الشخصية.
* هل ترى ان اللهجة الكويتية اخذت شكلا مختلفا في السنوات الأخيرة؟
ـ اللهجة الكويتية تغيرت كثيرا ولم يعد الأمر مجرد تأثر وذلك نظرا لتطور العلم والتكنولوجيا فلا تغفل انها أدخلت اليها الكثير من الكلمات الأجنبية من مختلف لغات العالم، وهناك عدة اسباب منها:
تطور العلوم وسهولة الاتصال بالشرق والغرب وكثرة المخترعات التي تحمل اسماء غريبة بالاضافة الى الاطلاع على ثقافات الشعوب من خلال البعثات الدراسية المختلفة منذ أكثر من 50 عاما.
* هل ترى ان الجيل الجديد من الشباب الكويتي بحاجة الى استعادة المفردات الكويتية القديمة؟
ـ بلاشك أن كثيرا من الشباب الكويتي يحرص على التعرف على المفردات الكويتية القديمة من خلال كبار السن او من خلال الاطلاع على الأعمال التراثية المكتوبة والمرئية والمسموعة،
حاجة الشباب الى التعرف على المفردات الكويتية القديمة من باب المعرفة والاطلاع والتواصل ما بين ماضي الكويت وحاضرها، لأن المفردات العامية القديمة عنصرا مهما للتعرف على الحياة القديمة بكل نواحيها، ومن هذا الباب على الجيل الحاضر ان يتعرف على المفردات العامية القديمة.
* في رأيك ما سبب اختفاء الكثير من الكلمات الكويتية القديمة؟
ـ الأسباب كثيرة ومتنوعة وأهمها كما اشرت دخول الكثير من المخترعات الحديثة التي تستعمل في الوقت الحاضر وكلها تقريبا تحمل اسماء اجنبية، كذلك الانفتاح التجاري الكبير وغيره بين دول العالم، وقد انعكس ذلك على اختفاء الأعمال القديمة التي كانت المفردات العامية تكوّن جزءا كبيرا في الحياة اليومية مثل:
السفر التجاري الى كل من سواحل ايران والهند وشرق افريقيا.
والغوص على اللؤلؤ وما يحمل من مفردات كثيرة تمت للعمل هذا وكذلك مسميات اجزاء السفينة.
كما ان هناك الكثير من المسميات الخاصة بالزراعة وصيد السمك والحرف اليدوية وغيرها من الأعمال التي تلاشت، فلكل مهنة مفرداتها الخاصة والتي اصبحت اليوم منسية الا من بعض كبار السن.
* حدثنا كيف كانت تتميز بعض العائلات الكويتية باختلاف لهجتها عن الأخرى والى اي مدى يؤثر ذلك على العلاقات الاجتماعية؟
ـ لا يوجد تميز او اختلاف واضح بين لهجة عائلة كويتية واخرى، فالجميع يتحدث اللهجة الكويتية وإنما التميز او الاختلاف يأتي في نطق بعض الحروف او الكلمات احيانا ومعروف منذ القدم لدى بعض الأحياء والقرى القديمة ولكنه لا يشكل ظاهرة.
تاريخ النشر: الاحد 21/6/2009
يتبع
__________________
ومنطقي العذب للألباب مستلبٌ *** ومبسمي نضَّ فيه الدر والنضرُ لازم منادمتي وافهـم مناظرتي *** واسمع مكالمتي يفشو لك الخبرُ
|