راسل ادارة الموقع جديد المشاركات التسجيل الرئيسية

 
 
        

اخر المواضيع

 
 

 
 
العودة   تاريخ الكويت > منتدى تاريخ الكويت > التاريـــخ الأدبي
 
 

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 23-12-2008, 03:25 AM
الصورة الرمزية AHMAD
AHMAD AHMAD غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
الدولة: الكويت
المشاركات: 2,661
افتراضي مقارنة بين شاعرين ( زيد الحرب، وفهد بورسلي )

الأزمنة والأمكنة - يعقوب الغنيم ( جريدة الوطن )



لا أمل معاودة قراءة شعر زيد الحرب، ولا شعر فهد بورسلي فكلاهما شاعر من شعراء الشعر النبطي الجيدين، وكلاهما له قراء ومحبون أثناء حياتهما وبعد مماتهما. وقد رأيت في قراءتي للديوانين اللذين ضما شعريهما ما يغري بالمعاودة، بل بالمقارنة بين هذين اللذين شغلا الناس في فترة من الفترات، وأعجب الجميع بما جادت به قريحتهما من شعر حفظ ذكرهما، فنحن اليوم نقرأ هذا الشعر وكأنهما يعيشان بيننا، ويشاهدان ما نحن فيه على الرغم من أن شكوانا أعظم من شكواهما، وهذا هو الأمر الذي سوف يطلع عليه قارئ هذا المقال.


***
كنزان من الشعر النبطي تركهما لنا شاعران من شعراء »الوطن« كانا سجلا لوقتهما ومحط أنظار الناس. ولما كانت بدايتهما في وقت خلا من أدوات الإعلام التي بدأت تظهر في أواخر أيامهما، وتتزايد نمواً وانتشاراً بعد وفاتهما فإن شعرهما كان هو الأداة الإعلامية السائدة وبخاصة في أربعينيات القرن الماضي وأوائل خمسينياته، وكان الكل يتطلع الى ما قاله زيد الحرب وفهد بورسلي في مناسبة عابرة، أو في تعليق شعري على حادث عارض.

كان شعر الأول منهما معبراً تعبيراً صادقاً عن شخصيته ناماً عن إمكاناته القوية، ولقد كان وصف الأستاذ أحمد البشر الرومي له من أصدق ما قيل فيه على الرغم من قصر الكلمة التي كتبها عنه في أوراقه الخاصة، فهو يقول مؤخراً لوفاة الشاعر: »في صباح يوم الاثنين بتاريخ 1972/2/21م، توفي صباحا الشاعر المشهور زيد الحرب، وشيع جثمانه في الساعة الثالثة بعد الظهر، وزيد الحرب صديق، وهو شاعر باللهجة العامية رغم أنه أمي لا يجيد القراءة والكتابة ولا التهجي، وقد كان بصيراً، وقبل 25 سنة كف بصره، ولم يفد به العلاج، وزيد الحرب يحفظ قصائده، وينشدها بلهجة رجولية.
وهو بعدُ عاقل، ومميز، ويحترم أصدقاءه«.

إن اللهجة الرجولية التي أشار إليها أحمد البشر هي التي ميزت شعر هذا الشاعر إضافة إلى ما أضفته من تميز على شخصيته. ولذا فأنت تجد شعره معبراً بقوة عن كثير من الأمور لا يتردد في الانقاد إذا وجد ما يستحق ذلك، ولا في الإشادة إذا وجد ما هو جدير بالإشادة، وهو في حياته وفي شعره بعيد عن الإسفاف وعن التزلف.
أما فهد بورسلي فقد كان حديث الأستاذ البشر عنه حديث عارف به، قريب الصلة منه، فقد كانت له جلسات مع هذا الشاعر يستمع فيها إلى شعره، ويعرف من خلالها أخباره، وهو الذي جمع قصائده، وأعد ديوانه للنشر، وهو ما نعرفه حق المعرفة.


كتب الأستاذ أحمد البشر الرومي مقدمة جيدة لديوان الشاعر تحدث فيها حديث العارف به المحب له، ومما قال فيها: »أما شاعرنا (فهد بورسلي) فهو أول الشعراء الشعبيين الذي اهتم بمشاكل حياتنا الاجتماعية، وكانت قصائده الانتقادية على أخطاء سياسة الدوائر الحكومية؛ بمثابة الصحيفة الناطقة عن الضمير الشعبي، العاكسة للأوضاع الاجتماعية والسياسية والإدارية داخل البلاد، ومجريات الاحداث السياسية داخل الوطن العربي وخارجه، في الوقت الذي لم تكن تصدر فيه بالكويت أية صحيفة، وكان فهد بورسلي ينظم أكثر قصائده عفو الخاطر، وكانت هذه القصائد تنتشر بسرعة وبعد ساعات من نظمها، فتُردد في مجالس أصدقائه، ويتناولها الرواة عن الرواة«.
هكذا أجمل لنا الأستاذ الرومي أغراض الشعر التي تطرق لها فهد بورسلي، وطريقته في النظم وتعلق الناس به.


***

كتبت عن الشاعر فهد بورسلي كثيراً، ولكني هنا في مجال مقارنة بينه وبين شاعر آخر من جيله هو الشاعر زيد الحرب. وليس ما يمنع هنا من التذكير بشيء عن حياة بورسلي حتى يكتمل العمل الذي أعرضه للقارئ الآن.

ولد الشاعر فهد بورسلي في سنة 1918م، وكان والده من كبار رجال البحر، وكان تاجر لؤلؤ يمتلك عدداً من السفن التجارية. درس شاعرنا القرآن الكريم واللغة العربية والحساب في الكتاب كغيره من أقرانه، وكما هي عادة هؤلاء في الدراسة في تلك الأيام الماضية. وقد أضاف فهد بورسلي إلى دراسته هذه دروسا خاصة تلقاها من المرحوم علي المجرن، وكان والده محبا للشعر النبطي يحفظ منه الكثير، ويردده بينه وبين نفسه ولكنه لم يؤثر عنه أنه نظم من ذلك النوع من الشعر شيئا. وكان خال الشاعر وهو المرحوم علي الموسى شاعراً مجيدا، يُعدُّ من أكبر شعراء الكويت النبطيين في زمنه، وبعض شعره لا يزال موجوداً ولكن أكثره قد أحرق بيد من لا يعرف قيمة الشعر. وقد أورد له الشيخ عبدالعزيز الرشيد قصيدة في كتابه »تاريخ الكويت« وجهها إلى الشيخ مبارك الصباح أثناء معركة الصريف المشهورة، هذا وللشاعر فهد بورسلي أقارب آخرون يقولون الشعر النبطي، وُيُعرفون بذلك حتى يومنا هذا.

هيأت هذه البيئة للشاعر الفرصة، فتعلق قلبه وفكره بالشعر النبطي والشعبي، واكبَّ عليه حتى برع فيه، وتميز، وظل بارزا في فنه حتى توفي في الخامس والعشرين من شهر ابريل لسنة 1960م. اهتمت مجلة البعثة منذ صدورها في سنة 1946م بشعر هذا الشاعر، وقدمت له الكثير من القصائد، وتحدثت عنه وعن المحن التي مرت به في بعض أعدادها، وكتب عنه الأستاذ عبدالله زكريا الأنصاري منوها بقدراته الفنية في كتابه »الشعر العربي بين العامية والفصحى«.

***

وكما قلنا آنفا فإنه بتاريخ الحادي والعشرين من شهر فبراير لسنة 1972م، انتقل إلى رحمة الله شاعر كويتي مجيد؛ هو الشاعر زيد الحرب. وهو شاعر مبدع سلك في الشعر النبطي مسالك كثيرة وأبدع وأجاد وشارك الكثيرين من شعراء زمانه في محاورات ومراسلات شعرية عديدة، وجاهد في حياته، وصبر على كثير من المشاق التي عبر عنها في شعره، ولد الشاعر زيد بن عبدالله الحرب في سنة 1887م تقريبا، في منطقة الشرق من العاصمة الكويتية، وكان يجيد نظم الشعر النبطي، وله قصائد معروفة تتردد بين الناس، ونُشرت له قصائد في عدد من المجلات الكويتية، كما أذيعت له قصائد أخرى من خلال الإذاعة والتلفزيون؛ إذ كان لا يمتنع عن الحضور إلى هذين الجهازين المهمين لكي يلقي عبرهما أشعاره التي ينتظرها محبوه وعاشقو شعره.

عمل زيد الحرب في البحر بمجاليه الغوص، والسفر، وشارك في معركة الجهراء (1920م) وفي بناء سور الكويت الثالث (1920م) وعندما بدأت عمليات استخراج النفط في البلاد التحق بإحدى الوظائف المتعلقة بأعمال الشركة المختصة بذلك. وفي سنة 1952 كُفَّ بصره، فانقطع عن العمل. وكان رجلا شهما نبيلا محبا لوطنه، متفانيا في خدمته، يحمل لأمته العربية ودا لا حد له. ذكر في أشعاره العديد من الأحداث التي مرت بالعرب في أثناء حياته، وشارك قومه في أفراحهم واتراحهم، ولم تمر مناسبة وطنية بالكويت إلا وهو يشارك فيها، معلنا بأناشيده الوطنية عن اعتزازه بوطنه، ودفاعه عنه في شتى المواقف.

تجد في شعر زيد الحرب أثر عمله في الغوص، وشاعت له قصائد جيدة في وصف حالة العاملين في هذا المضمار المهم بالنسبة للكويت بعد أن توقف العمل جزئيا في السنوات التي سميت سنوات الكساد، ولم يكتف شاعرنا بوصف الحالة بل إنه عتب على التجار الممولين لرحلات الغوص لأنهم لم يلتفتوا إليه وإلى رفاقه في هذه الفترة العصيبة ولم يمدوهم بما يسد حاجتهم. وتجد في شعر زيد الحرب - كما أشرنا

- أثر محبته لوطنه الكويت، ولأمته العربية، وله في ذلك قصائد كثيرة معبرة. ويكشف شعره - كذلك عمق صلاته مع أبناء وطنه ولاسيما الشعراء منهم، فهو يرسل القصائد إليهم مشاركا وهو يرد على قصائد الشعراء، والقصائد المتبادلة في ديوانه كثيرة لا مجال لتعدادها هنا.
لزيد الحرب ديوان مطبوع صدر بعناية ابنته الشاعرة غنيمة زيد الحرب، وضم عددا كبيراً من قصائده.

***

ها نحن الآن أمام شعر الشاعرين اللذين تحدثنا عنهما في بداية المقال، فما ذا نرى فيه؟
والإجابة على ذلك هي: نرى شعراً قويا متميزا ولكن ميزان القوة مختلف بين الرجلين فالشاعر فهد بورسلي يميل إلى الكلمات الدارجة أكثر من صاحبه، ويتناول حديثا متنوعا بين الشعر الرصين، والغنائي، والفكاهة، ولكنه في جميعها متمكن قوي الإبانة عن نفسه. ،وأما الشاعر زيد الحرب فهو مختلف حتى على المستوى الشخصي عن الآخر فهو يعيش عيشة هادئة لا تعصف بها أحداث شخصية تؤثر على وتيرة حياته ولذا فقد جاء شعره هادئا معبراً وإن كان قد تطرق إلى كثير مما كتبه فهد. وسوف نتتبع بعض الأغراض التي وردت في شعرهما فيما يلي:

-1 كان الشاعران يعتبان على وطنهما لكثير من الأمور، ورددا ذلك في قصائد أضحت مشهورة مثل قصيدة فهد بورسلي التي يقول فيها:
الدار جارت ماعليها شافه
والحر فيها شايف ما عافه
بالك تكاثر صدها وان صدت
عاداتها عقب القبول انكافه
دار لغير عْيالها مشكورة
وإلا أبنها تلعنْ أبو أسلافه
دار يعيش ابْها الغريب منعم
وتْعيش فيها أم أحمد العجافة

والقصيدة تدل على مدى السخط الذي كان يسيطر على نفس الشاعر، ومدى معاناته اليومية في زمنه.
أما زيد الحرب فهو مختلف في طرحه،فإننا نراه يعتب على وطنه في الوقت الذي يبدي فيه محبته له، وتعلقه به:
الكويت أمي وعنِّي الباب مغلوقْ
يا من يقول الأم تطرد ضناها
بْلادي تْسد الدرب دوني بْطابوق
وزوْد على الطابوق تردم حصاها
قزَّر شبابي بْحر دوم ما سوق
وْسخَّرت نفسي دايم في هواها
وبين الرجا والياس ظليت مشبوق
وكم وقعة منها شربنا غثاها
وْيوم استوت كالورد في حق مطبوق
واقبل ثمرها أقبلت في جفاها
اتقلط غريب الدار والغوش مفهوق
تحضنت لَجْناب وحْنا وراها

-2 اشتركا في الشكوى من زمانهما. فهذا هو فهد بورسلي يشكو دهره قائلاً:
الدار قامت تْصفّعني روابعها
مادامها مجفية لي وين أتابعها
عيناك من يطرد المجفي فهو نادم
مثل الذي خاطف عينه بأصابعها
دنياي بين السما والأرض تومي بي
والدهر خيله على أرخى مصارعها

ويتحسر في قصيدة اخرى على زمن مضى كان فيه من الرجال من يعتمد عليه، ويلبي النداء:
أعاتب زماني ولا من زمان
ألا يا زمان اشحدا مابدا
تفرَّج رجال الوفا واللزوم
وتجمع ورجال العشا والغدا

وما في ديوان هذا الشاعر من قصائد الشكوى كثير، وذلك لما مر به من أحداث مؤلمة جرها عليه أن المحيطين به لم يكونوا يدركون حساسية الشاعر عنده، ولا رغبته في الانطلاق من كثير من القيود التي كان التحرر منها في ذلك الوقت منكراً كبيراً.

واشتكى زيد الحرب في شعره وبخاصة بعد أن تدهور سوق اللؤلؤ، وتهافتت مهنة الغوص، فلم يعد له مجال يرتزق منه في تلك الفترة إلى أن هيأ الله له ذلك فيما بعد، وشكوى زيد الحرب ناتجة عن تدهور أسباب المعيشة ليس بالنسبة له فحسب بل لكل من كان يعمل في المهنة ذاتها فهو عندما تحدث عن ذلك كان يشرك معه زملاءه أبناء مهنة الغوص، ويشرح أحوالهم، ويدعو إلى إنصافهم، وذلك في قصيدته التي مطلعها:
عسر الدهر كابح ازنودي بكمبار
والوي على العرقوب زنجيل الأفكار
وظليت انا من دار لي دار محتار
تايهْ بغبّات الفكر والهواجيس

وقد استمر في نظمه للشعر الجيد يأخذ في أغراضه بحسب ما تقتضيه الحياة إلى أن قرر التوقف قائلاً:
بن حرب شاب وتاب عن بدع الأمثال
قلبه ضعيف والقوافي صعيبهْ
إمْنَ أولٍ من قوة الحيل والحال
سيم الحديد إلى عتا ما يجيبهْ
واليوم من ضيم الليالي والأهوال
لي شد في عنْقه تقوده السبيه

كانت شكاوى زيد الحرب مثل أسلوب حياته إذ كان مختلفاً في ذلك عن زميله فهد بورسلي، وقد قال الكثير من الأشعار ولكنه لم يكن معبراً عن ثورة في نفسه، ولقد عاش في القسم الأخير من حياته معززا بين الناس يحبونه ويقدرون فنه، ويتمنون سماع ما يُلقيه عليهم من انتاجه، وكان سعيداً - أكثر - بأولئك الشباب من شعراء المستقبل الذين التفوا حوله لكي يكتسبوا من خبرته ويستمعوا إلى نصائحه، وكل هذا جلب له راحة البال والسعادة التي كان يبحث عنها في النصف الأول من حياته.

-3 يكاد فهد بورسلي أن يكون شاعر الغزل، وذلك لأن الكثير من قصائده كانت غزلية، وكان الكثير منها يُغنى ومنه ما يذاع إلى يومنا هذا حتى بالأصوات الشابة التي لم تدرك الشاعر إبّان حياته. وشعره الغزلي يدور حول ثلاثة محاور منها الشعر الجاد الذي يصوغه في قصائد طوال، ومنها شعر الغناء الذي يكتبه على عجل لكي تغنيه هذه الفرقة أو تلك، ومنها ما يقوله على عجل في لحظة ارتجالية تطلبها الموقف الذي كان فيه، وذلك وفق ما أشار إليه الأستاذ أحمد البشر الرومي حين قال إنه يكاد يرتجل شعره.
فمن قصائده الغزلية الطويلة قوله:
حلّ الفراق وخافي السد باحي
حاولت باصبر والصبر يتلف الروح
حالي تردَّي ومْتكسر جناحي
حزين من كثر الهواجيس والنوح

وأما الغزلية الخفيفة المغناة فمثل قوله:
خاطري طاب من ذاك الفريج
صَدَّ قلبي وانا تابع هواه
كلّ يوم وانا اْدق الطريح
ما احدَّ قال لي واعزتاه

وقوله:
سلموا لي على اللي
سم حالي افراقه
حسبي الله على اللي
حال بيني وبينه
قايد الريم تاخذني
عليه الشفاقة
ليتني دب دهري
حيسة في يمينة

وأما النوع الثالث فمنه الأبيات التي قالها وهو في البحرين موجها حديثه إلى صديقه الفنان محمود الكويتي:
محمود تاه الراي محمود
بين المحرق والمنامهْ
قم سلّني في نغمة العود
خفف على قلبي سقامهْ


والحديث عن شعر الغزل عند فهد بورسلي حديث يطول ولكن ما ذكرناه فيه الكفاية مؤقتا.
اما الشاعر زيد الحرب فهو مختلف نوعا من هذه الناحية، فلم يكن شعر الغزل أساسيا عنده كما هو عند بورسلي، وما كان شعر الغناء هو ما يبحث عنه، ولكن لا مانع لديه من التعبير العاطفي إذا تهيأت الأسباب، ولقد لاحظت أن أكثر ما كتب في هذا الغرض من أغراض الشعر هو الوصف ومن ذلك قصيدة له مشهورة وصف فيها المحبوبة وصفا كاملا وهي - في حد ذاتها - معبرة عن طريقته في الغزل:
ما همني ابدنياي شدَّه ولا لين
إلا حبيب القلب سيدي إلى بانْ
قالوا: تحبه؟ قلت: ما يعادله شين
حبه رجح بطويق مع ضلع شمسان
قالوا: يحبك؟ قلت: حين بعد حين
حين يحب، وحين يكمر بْطغيان
قالوا: تهابه؟ قلت: حتى الفراعين
من هيبته شفهم ارخوم وذلان
إلى أن يقول في الوصف:
قالوا: عْيونه؟ قلت: نادر شياهين
سود هدبها يطعن القلب بالزَّانّ
قالوا: خْشيمه؟ قلت: سيف السلاطين
في كف نادر واشهره يوم الاكوان
وهكذا...

ولقد وجدت له قصيدة غزلية منشورة في ديوانه هي من أحلى قصائد الشعر النبطي التي قرأتها، وهي ذات تعبير صادق عن مشاعر زيد الحرب حينما نظمها، ومعبرة عن أسلوبه المحتشم في الغزل، يقول:
يا صاحبي لا تحسب اليوم جافيك
والله مازليت ساعة عن البال
لو طالت الأيام ماني بناسيك
لو كان دونك نازح البعد واللالْ
***
كنت أتمنى أن تتسع دائرة المقارنة بين هذين الشاعرين ولكن الإطالة ليست مما يحتسب هنا فلكل من الرجلين ديوان مطبوع يستطيع القارئ أن يسعى إلى الاطلاع عليه، ومتابعة ما بدأناه هنا عن طريق القراءة والتأمل.


تنويه


بعد صدور عدد »الوطن« المتضمن لمقالي: »اذهبوا إلى الهند« أبلغني الأخ العزيز سعود العمر، بخطأ غير مقصود وقع في التعليق على إحدى الصور وكانت هي الصورة التي ظهر فيها الشيخ عبدالله الجابر الصباح. وقد جاء في ذلك التعليق أن الواقف بجانب الشيخ هو السيد مساعد الساير، والصحيح أنه هو السيد عيسى الشيخ يوسف، وكنت قد نقلت التعليق على الصورة كاملاً من المرجع الذي رجعت إليه ثم تأكدت أن ما ذكره الأخ سعود هو الصحيح لذا لزم التنويه والاعتذار، وكذلك الشكر لمن صحح لي.
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 02-01-2009, 02:54 PM
2ar 2ar غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 47
افتراضي


ياهل الشرق مروا بي على القيصرية
عضدوا لى تلقون الاجر والثواب

انحروا دختر العشاق يكشف علية
كود يمسح على جرحي ويبري صوابي

ياغريب لفانا من ديار مدية
الغريب لاهلة وانا على العذاب

كود يرفى جروح بالضماير خفية
من رفا جرح مسلم فاز يوم الحساب

وهقوني بعرفة ناقلين الخطية
مثل ما وهق العطشان ضوح السراب

فى عيونه سحر هاروت دمث الشفية
إسحرونى وانا بيني وبينة حجاب

اتحرى مراحة واتحرى مجية
واستخيل البروق اللي بليا سحاب



وهذه قصيدته المشهورة يا هل الشرق
وياليت من يعرف شيء عن قصتها او اي توضيح ليه قالها يفيدنا وله الشكر


وهذا تحليل لمقطع البيت من جريدةالرياض

حتما كان الشاعر فى القيصرية ينتظر مرور حبيب أو رؤية معشوقة أو جميلة ربما جاءت لتتسوّق أو لترتاح من رتابة حياة أو لإحصاء من يحظى منهم بابتسامة. إذاً فثقافة الغزل فى المجمعات التجارية الباذخة الآن بدأت عندنا من أيام دكاكين القيصريات من قديم

http://www.alriyadh.com/2008/11/29/article391308.html


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 11-01-2009, 11:07 AM
كلام مهيل كلام مهيل غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 6
Smile

الله يعطيك ألف عافية .. موضوع جزل .. و مبحث مستفيض و يدل على سعة إطلاع و ثقافة عالية ..
بارك الله فيك و بجهودك ..
تقبل تحياتي و تقديري
__________________
وحىٍ يورّيك المذلّـه وتغليه


..... أنا أشهد أنك ميت القلب عامي



من لا يودِّك لا تودّه وترجيه


..... ارفع مقامك .. ياعزيز المقامي



ارفع مقامك عن عدوك وتوذيه


..... ويلحقك من تركة رفيقك ملامي
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 18-01-2009, 01:06 AM
الصورة الرمزية AHMAD
AHMAD AHMAD غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
الدولة: الكويت
المشاركات: 2,661
افتراضي

شكراً على المرور وعلى الكلام المهيل الجميل ..

والشكر بالتأكيد لأستاذنا الفاضل الدكتور يعقوب الغنيم على تلك المقالة الرائعة ..
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الحرب IE شرق 6 28-09-2020 06:29 PM
الشاعر زيد الحرب ديرة العز التاريـــخ الأدبي 32 26-06-2018 02:52 PM
بورسلي المتقصي شرق 47 23-02-2018 08:50 PM
فهد بورسلي IE التاريـــخ الأدبي 48 18-02-2018 11:07 PM
استفسار بخصوص غنيمة زيد الحرب MsMo799 التاريـــخ الأدبي 1 16-07-2009 09:29 PM


الساعة الآن 12:08 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لموقع تاريخ الكويت