مقتطفات من حوار مع الكاتب صالح الشايجي
هذه بعض المقتطفات من حوار أجرته جريدة عالم اليوم مع الكاتب صالح الشايجي
< استاذ صالح كيف تقدم نفسك للقارئ.. حدثنا عن المولد والنشأة.. والوالدين؟
-أنا صالح الشايجي كاتب في صحيفة الانباء منذ عام 1988، وقبلها كنت اكتب في القبس منذ عام 1977 مررت مروراً بالوطن في أوائل الثمانينيات ولم امكث فيها كثيراً، وقبلها كنت إعلامياً أعمل مذيعاً في الإذاعة والتلفزيون منذ عام 1966، وعملت مدرسا للغة العربية والتربية الدينية للمرحلة المتوسطة، انا من مواليد منطقة القبلة، فالكويت القديمة كانت عبارة عن حيين كبيرين وحي ثالث يعتبر حديثاً قياساً بهما، وهم شرق وقبلة والمرقاب .
والدي هو ناصر صالح الشايجي والوالدة هي سارة أحمد الرشيد
كان والدي يعمل بالتجارة ولديه مناجر، وعائلة الشايجي من أشهر النجارين بالكويت قديماً ثم اصبح مالك عقارات، كان صلباً وشديداً ولم أتعلم ذلك منه.
< ماذا عن دراستك.. ومن شجعك في بداية حياتك؟
- دخلت أول مدرسة بعمر «5» سنوات وكانت مدرسة المثني عام «1950» وهي أول مدرسة احتضنتني، وكموقع يمثلها الآن مجمع المثني بشارع فهد السالم ثم انتقلت لمدرسة حولي المتوسطة ثم ثانوية الشويخ، ولم أكمل فيها تعليمي حيث عملت بعد ثانية ثانوي واكملت الثانوية العامة في البحرين عام 1969، قبل الاذاعة عملت في بنك الخليج، حيث كان حديث الانشاء، ثم دخلت دار المعلمين وتخصصت لمدة سنتين في اللغة العربية والتربية الاسلامية عملت في التدريس لمدة عام واحد ولم أكمل فيها حيث وجدتها مهنة شاقة جدا ومسؤوليتها الاخلاقية كبيرة جدا، ومع التجربة احسست ان اخلاقي الخاصة ليست اخلاق مُدرس فتركت التدريس.
< «بلا قناع» زاوية يومية عدا الجمعة تقوم بتسديدها.. قُص لنا بدايتك مع الكتابة الصحفية ولماذا هذا الاسم؟
- كنت اكتب سابقاً باسم مستعار، فكانت الزاوية اسمها «من وراء القناع» وبعدما كشفت عن هويتي واسمي بدأت اكتب باسمي الصريح فاسميتها «بلا قناع» حيث كشفت القناع، وهي سبب من اسباب التسمية والسبب الآخر الذي قصدته من «بلا قناع» ان تكون زاوية مباشرة، حادة في مواجهتها وهذا ربما تحقق فيما كتبته واكتبه وقد يعاب عليه العنف الشديد.
< من اصدقاؤك من الكتاب الصحافيين ومن يعجبك فيهم؟
- الصديق الأول وصديق العمر وصداقتنا عن طريق الصحافة ورفيق الدرب وهو «صلاح الساير»، ايضاً لي الكثير من الزملاء من جيلنا منهم محمد الوشيحي وأنا معجب به كثيراً ككاتب اما الجيل القديم الاستاذ سامي النصف ويربطني معه شيء أقوى من الصداقة وفيصل الزامل وفؤاد الهاشم ومحمد مساعد الصالح، وارى ان الشخص الذي اطلق عليه صفة الكاتب فهو يستحقها، لكن هناك فروقاً بين كل كاتب وآخر، وهناك كُتاب يعجبني لهم اربع أو خمس مقالات في الشهر وآخرون لهم «10، 15، 20» مقالاً وتختلف من كاتب إلى آخر، بشكل عام أنا معجب بكل من يمتلك صفة الكاتب.
< عاصرت الاذاعة الكويتية ماضيا من خلال عملك فيها.. كيف تراها حاضراً؟
- في البداية كنا نطلق على المذيع صفة الاستاذ حيث كان متمكنا من اللغة العربية فيوميا في امتحان مباشر على الهواء، كما ان كانت هناك تخصصات لفن الإلقاء، وكان هناك نقل مباشر ينقل صور إذاعية للمستمع اما الآن فهناك نوعاً من الاستسهال، فكان ماضيا لوسائل الإعلام هيبتها ومكانتها وتقاليدها العريقة جدا ودورها الإعلامي والتنويري والثقافي، حتى نظرة الناس لمن يعمل في هذا القطاع كانت مختلفة مثال فاروق شوشة، للاسف لم تعد الاذاعة الآن حاضنة مثل هذه المواهب وهؤلاء الاساتذة بل مجرد مشروع ترفيهي اخباري بسيط يفتقد الكثير من الأمور، والان مع تقدم الوسائل التقنية اصبحت الاذاعة شيئاً سهلاً.
< فترة عملك بالاذاعة الكويتية ماذا تمثل لك..؟
- فترة جميلة تعلمت فيها اللغة العربية، واعطتني نجومية واوصلتني للناس، مارست أول عمل احبه، وقدمت برامج شيء من الوفاء» كنت اتناول فيه سيرة الأشخاص الراحلين المميزين من خلال اصدقائهم وابنائهم وهو من البرامج التي اعتز بها
< صالح الشايجي صاحب القلم المعروف.. لو لم تكن كاتباً فماذا تود ان تكون ولماذا؟
- لا اعرف.. فمن صغر سني كنت افكر في الإعلام وصقل الكلمة لذلك ذاكرتي الإعلامية قوية جدا حيث بدأتها من الطفولة فلا أتخيل نفسي قاضياً أو طبيباً أو مدير شركة أو تاجراً فقط إعلامي والآن الكتابة تصنعني يوميا رغم انني اعطي يوميا وأنا لا أمل من الكتابة، واحيانا الصحيفة تتضايق مني من كثرة ما اكتب.
< ما رأيك في شباب اليوم؟
- الافكار تختلف فلدي فكرة أو فلسفة خاصة مفادها ان الانسان حر، والأولاد مسؤولية ابائهم في المراحل الأولى من حياتهم، وفي هذه الآونة صغر وضاق هذا السن وصولا إلى 5: 15 سنوات في ظل افتتاح مجال المعرفة فيكبر الطفل قبل عمره، وأنا مؤمن بأن الانسان يصنع حياته وأؤمن بحرية التجربة، واعتقد ان شباب اليوم أفضل من شباب الامس، فقد كنا اشقياء في صغرنا نضرب الانارة بالحجارة ونرن اجراس البيوت ونهرب، فالسلوكيات الخاطئة موجودة مع اختلاف الاسلوب، والبويات والجنوس هي ضريبة لابد للمجتمع ان يدفعها فهي اخطاء طبيعية أو نعود للخيمة والجمل، وهناك الكثير من الشباب المبشرين بمستقبل باهر.
< هل تتذكر أول مرة امسكت بالقلم المهني وكتبت أول مقال بحياتك؟
- اعتبر نفسي امسكت القلم المهني عندما كتبت أول مقال لي الذي نُشر في 2/8/1977 ومازال المقال عندي «زاوية بلا قناع» انا كنت اخشى الكتابة معتبراً نفسي اصغر من الكتابة، وقدم لي استاذ رؤوف فكرة بجمع مقالاته وعمل له مقدمة وقال في المقدمة «هذا قلم يفرقع ويقرقع
ما علاقتك بالشعر وماذا يمثل لك الشاعر سليمان فليح؟
- الشعر غرامي.. فهو عالم جميل فلسفي وغزلي وادبي، والشاعر خالق لعالم جميل، اما الشاعر سليمان الفليح فهو شاعر جميل وانسان صادق يملك موهبة شعرية طاغية عفوي، تربطني به صداقة جميلة، اضافة إلى كونه شاعر مبدع على مستوى الوطن العربي فهو شاعر حداثي مثقف وكبير رغم كونه بدوياً صحراوياً.
جريدة عالم اليوم 01/06/2008
|