راسل ادارة الموقع جديد المشاركات التسجيل الرئيسية

 
 
        

اخر المواضيع

 
 

 
 
العودة   تاريخ الكويت > منتدى تاريخ الكويت > الشخصيات الكويتية
 
 

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 05-06-2009, 02:54 AM
الصورة الرمزية AHMAD
AHMAD AHMAD غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
الدولة: الكويت
المشاركات: 2,661
افتراضي جاسم آل إبراهيم.. سرِي من الكويت أنصفه السابقون وجحده اللاحقون (1) يعقوب الإبراهيم

بقلم: يعقوب يوسف الإبراهيم


وإذا أراد الله نشر فضيلة .. طويت، اتاح لها لسان حسود.
لولا اشتعال النار فيما جاورت .. ما كان يعرف طيب نفح العود.


وقع نظري على كتاب «السيد رشيد رضا... منشئ المنار ورائد السلفية الحديثة» لجمال البنا. فجذبني العنوان على الرغم من جهلي بكاتبه الذي لم يسبق لي ان قرأت اي مؤلف له. كل ما عرفته انه الشقيق الاصغر لمؤسس «حركة الاخوان المسلمين» المرحوم حسن البنا، لكن اهتمامي هذا جاء لكوني اقوم حاليا بإعداد كلمة عن شخصية بارزة يُعد لتكريمها قريبا في الكويت في مهرجان شعبي «لرواد التنوير والعطاء» وقد ارتبط صاحبها بالسيد رشيد رضا.
وعند تصفحي السريع وجدت في محتوياته موضوعا عن تأسيس «دار الدعوة والارشاد» الذي هو سبب العلاقة بين الاثنين، مما دفعني لاقتنائه علني اجد فيه جديدا اضيفه، ربما يكون من باب الفائدة عرض الكتاب الموقوف على محتوياته: فهو من الحجم المتوسط 16.5 سم x 23.5 سم، يشتمل على 175 صفحة صادر من دار الفكر الاسلامي بالقاهرة 2006. والكتاب بمحتواه توثيقي الجانب ذو فصول خمسة، وفيه اشادة واضحة بدور السيد رشيد رضا ــــ وهو قول لا يختلف فيه اثنان ــــ يعتمد على مصادر كتبت عنه، اضافة الى استعانته باعداد مجلة المنار. ومما يلاحظ اهتمام المؤلف بعلاقة اسرته بالمترجم، ومنهم والده احمد عبدالرحمن البنا، هامش ص50، وملحق كامل يحمل رقم 4 مكون من اربع صفحات ص155 الى ص158 عن شقيقه حسن البنا، بعنوان مقارنة بين الامام حسن البنا والسيد رشيد رضا ــــ لاحظ لقب الامام الذي اقتصره المؤلف على شقيقه وحرم منه الكثيرين ممن جاء ذكرهم ومنهم محمد عبده الذي اكتفى بشيخ!! ــــ بالاضافة الى ملحق رقم 5 عن الامير شكيب ارسلان مكون من 16 صفحة، ولاستاذ اللغة العربية في الجامعة اللبنانية ــــ كلية الآداب محمد كشاش (ملحق 2) جاء في 21 صفحة. اما المذكرة المرفوعة الى رئيس الوزراء البريطاني لويد جورج (ملحق 1) فكانت على صفحتين، لكن موضوع اهتمامي عن تأسيس «دار الدعوة والارشاد» فكانت حصته في مجموعها تشكل قرابة 1/4 الكتاب، وهي 9 صفحات في المتن بالاضافة الى 36 صفحة هي ملحق رقم (3).


وصف الدار
ما سوف ابتدئ به يأتي على ص70 هو ما ينقله المؤلف عما كتبه السيد رشيد رضا اقتباسا من اعداد المنار جاء كالتالي مع بعض الاختصار:
«كان تأسيس دار او مدرسة لاعداد الدعاة من اهم الافكار التي شغلت بال رشيد رضا في سنواته الاولى. فقد ظهر له ان ايجاد الاداة التي تعد هؤلاء وتسلحهم بالثقافة والمعرفة هو الضمان الاعظم لاستمرارية الدعوة».
وقد تحدث السيد رشيد رضا عن فكرة دار الدعوة والارشاد مرارا وتكرارا.
كما جاء في الجزء الاول من المجلد الرابع عشر من المنار الصادرة يوم الاثنين 29 محرم 1329 هــ الموافق يناير 1911م ص42 الى ص45.
ويضيف على ص 71: وكانت البداية مقالات ظهرت في جمادى الأولى 1318 هــ اغسطس 1900م. في مقالتين الاولى «الدعوة إلى حياة الأديان» والثانية «الدعوة وطريقها وآدابها»، وكتب في مقالات اخرى ردا على كتب وصحف دعاة النصرانية «شبهات النصارى وحجج المسلمين».
وفي عام 1323 هــ ــ 1905م كتب مقالة نوه فيها بالدعوة، واشار الى الاستعداد لها وبحث فيها دعوة اليابانيين الى الاسلام وانشاء جمعية الدعوة ومدرسة لاعداد الدعاة.
وقد راسل من وصفهم بــ «اهل الغيرة من الصين وبلاد المغرب» واشار الى ذلك في الجزء الاول من المنار الذي صدر في محرم 1324 هـ ــ فبراير 1906.
كما كاشف اصدقاءه في مصر ومنهم صاحب الدولة رياض باشا ليصبح رئيسا للجمعية التي تقوم بالاكتتاب لتنفيذ العمل، ويكون امين السر محمود بك سالم، امام الاعضاء، فمنهم حسن باشا عاصم ومحمد بك راسم وغيرهما من الفضلاء، واجتمعوا مرارا في المنار.
ويضيف نقلا عن السيد رشيد رضا: «شاورت يومئذ احمد مختار باشا الغاوي في العمل فاستحسنه هو وولده محمود باشا، ووعدني بالاشتراك بمائة جنيه في السنة عدا ما يدفعه من نفقات التأسيس، ولكن عرض في اثناء السعي دعوة كامل بك الغمراوي إلى تأسيس مدرسة جامعة مصرية. وتلت ذلك العسرة المالية في مصر فوقف الاكتتاب للمدرسة الجامعة ووقف ايضا سعي المشروع للدعوة».


رحلة الاستانة
أما على ص 72 فنظهر الامور كما يلي: «ثم حدث الانقلاب العثماني عام 1326 هــ ــ 1908م الذي كنا نسعى اليه في الخفاء ثم خلع السلطان عبدالحميد الذي كان مانعا في بلاده من كل علم وعمل نافع يجب على المسلمين القيام به، فعزمت ان اجعل مشروع الدعوة والارشاد في الاستانة لاسباب اهمها امران: انني ارجو انجاحه ومساعدته والثقة به بالاستانة في ظل الدستور ما لم ارجه في مصر التي اتوقع فيها مقاومة الحزب الوطني. (وثانيا) انني رأيت الدولة تكثر فيها الفتن باختلاف العناصر والمذاهب، وانني اعلم ان لكل طائفة من النصارى العثمانيين مدارس دينية تابعة لبطاركهم على شدة اقبالهم على مدارس دعاة دينهم من الافرنج، واعلم ان المسلمين هم المحرومون من ذلك، فقلت في نفسي ان تأسيس المشروع في الاستانة تكون فائدته الاولى ترقية مسلمي الدولة العلية في دينهم ودنياهم والتأليف بينهم وبين ابناء وطنهم ومنع اسباب الفتن والخروج على الدولة من اقرب طرقها وهو الوعظ الديني، وبذلك يكون ارتقاء الامة العثمانية الاجتماعي والاقتصادي سريعا وبه تزيد ثروة الدولة وقوتها.
فرحلت الى الاستانة في اواخر رمضان 1327 هــ ــ 1909 بعد مكاتبة في المشروع مع بعض معارفي فيها، ومع رجال جمعية الاتحاد والترقي في سلانيك ظهر منها ميلها الى مشروعي حتى انها سألت عن سفري بلسان البرق (تلغرافيا) وتلقتني بحفاوة في ازمير والاستانة، وقد اقمت سنة كاملة لا عمل لي فيها الا السعي لهذا المشروع، وقد كتبت مقالات اكثرها هناك بالتركية والعربية في جريدة اقدام وجريدة كلمة حق ثم جريدة الحضارة، وبجدها القارئ في مجلد المنار للسنتين الماضيتين.
وعلى ص 73 يكمل الآتي: عرضت المشروع هناك على وزراء الدولة وكبرائها من رجال جمعية الاتحاد والترقي وغيرهم، فاتفقت كلمتهم معي بصرف النظر عن مسألة تخريج الدعاة، وان تسمى المدرسة المراد انشاؤها «دار العلم والارشاد»، وكان قد وصل المشروع وزارة حسين حلمي باشا الى حيز التنفيذ اذ قال لي: «ان العمل قد تم نهائيا، فألف الجمعية حالا ونحن نصرف لكم خمسة الاف ليرة لاجل الابتداء بالعمل، وفي السنة المالية تزيد لكم بقدر الحاجة، ولكن استقالت وزارة حسين حلمي باشا قبل ان نتمكن من تأليف الجمعية».
ثم استأنفت العمل في وزارة حقي باشا وقد عرض عليّ ناظر الداخلية وناظر المعارف فيها ان آخذ رخصة باسمي وادع مسألة الجمعية إلى فرصة اخرى فلم اقبل، وقلت يجوز أموت بعد مدة قليلة حينئذ تصير المدرسة لورثتي وهم ليسوا أهلا لهذا العمل فلا بد من جمعية. وقد فوضت اليهم اختيار الاعضاء المؤسسين فاختارهم ناظر المعارف مع مدير شعبة الالهيات والادبيات في دار الفنون من صفوة رجالهم في المشيخة الاسلامية ومجلس الأمة ونظارات الحكومة، وقد ذُكرت اسماؤهم في الجزء السادس من المنار الذي صدر في جمادى الآخرة 1328 هــ ــ يونيو 1910م ومنهم شيخ الاسلام الحالي وكان من اعضاء مجلس الاعيان والمدرسين واقترح ان يكون شيخ الاسلام رئيس شرف الجمعية فقبلت.

كان هذا في شعبان من السنة الماضية، وفي رمضان بلغنا شيخ الاسلام صورة القرار الذي قرره مجلس الوكلاء فاذا فيه ان المدرسة تكون لها لجنة تحت إدارة ومسؤولية شيخ الاسلام، ولم يطرق سمع احد من اعضاء الجمعية هذا الرأي الا في أوائل رمضان وهو الشهر المتمم للسنة من سعيي للمشروع هناك. لم أكن انا الذي اعترضت وحدي على هذه الفقرة من القرار بل اجتمعت جمعية العلم والارشاد بدار الفنون بعد ظهر يوم الجمعة 19 رمضان 1328 هــ 25 سبتمبر 1910م، وقررت باتفاق الآراء الاعتراض على قرار مجلس الوكلاء وبلغوا شيخ الاسلام قرارهم بالكتابة الرسمية فقال حفظه الله: ان الاعتراض في محله (حقكز وار) أي معكم الحق، وانه سيراجع الباب العالي ويقترح تعديل قرار مجلس الوكلاء وجعل مدرسة دار العلم والارشاد خاصة بالجمعية التي الغت لاجلها وقد كتب بالفعل إلى الباب العالي يقترح تعديل القرار»، انتهى الاقتباس من المنار.

ليلة الافتتاح
اما على ص74 يذكر المؤلف بعد هذه المقدمة وملابساتها: «نتيجة لهذه التطورات، ولان المشروع اكتسب معارضة شخصيتين بارزتين هما: محمد فريد والشيخ عبدالعزيز شاويش لما سبق إلى ذهنهما من ان المدرسة هي خاصة بتخريج مبشرين اسلاميين، ولان لصاحبها علاقة بالدوائر البريطانية في مصر وعلى رأسها «الدون حورست» المندوب البريطاني (الاسم الذي كتبه المؤلف خطأ والصحيح هو السير ايلدون كورست SIR EL DON GORST وقد عين بعد اللورد كرومر عام 1907م واستمر في منصبه حتى عام 1911م).
ويضيف كانت هذه ظنونا غير صحيحة، طرح السيد رشيد رضا فكرة تكوينها في الاستانة واعتمد على نفسه وعلى المجموعة الوثيقة التي تبارك الفكرة في مصر وعكف على اعداد الترتيبات العملية ووضع لائحة المدرسة في عددين من المنار واجرى اتصالاته الخاصة بحيث امكنه افتتاحها بصورة عملية في ليلة الاحتفال بالمولد النبوي سنة 1330 هــ ــ 1912م في مقرها بجزيرة الروضة». انتهى ما كتبه المؤلف بهذا الخصوص.
ولكنه لم يوفر للقارئ الأسباب والقدرة المالية التي مكنته من تحقيق ذلك ومن هم الاشخاص الذين ساهموا بالانفاق على المشروع، مختصرا كل المعاناة والمحاولات التي ابتدأت منذ عام 1318 هــ ــ 1900م حتى اتمام تحقيقها في ربيع 1330 هــ/ مارس 1912).
واكتفى بقوله: «اعتمد على نفسه وعلى المجموعة الوثيقة التي تبارك الفكرة بمصر وعكف على اعداد الترتيبات العملية واجرى اتصالاته الشخصية بحيث امكنه افتتاحها بصورة عملية في ليلة الاحتفال بالمولد النبوي سنة 1330 هــ ــ 1912 في مقرها بجزيرة الروضة.. ونسي أو تناسى ما ذكره كما راينا على ص71 عن دعوة كامل بك الغمراوي لتأسيس جامعة مصرية تم عن العسرة المالية التي تلتها وتوقف اكتتاب الجامعة ومن ثم توقف مشروع الدعوة.
وكذلك تناسى ما ذكره على ص72 من تفضيله اقامة المشروع في الاستانة لانه كان يتوقع معارضة الحزب الوطني لها في مصر..!!!
لقد تركنا المؤلف فجاءة امام فراغ للأحداث بعد سرد واف شغل ثلاث صفحات من كتابه، شارحا الاخفاقات المتكررة لمسعى رشيد رضا وعدم توافر المصدر المالي رغم الصعود المتكرر في كل من مصر والاستانة حتى رمضان 1328ه‍‍ - سبتمبر 1910م.
ولكنه فجاءة يتمكن رشيد رضا خلال سنة واحدة وبضعة أشهر ان يفتتح مدرسة دار الدعوة ليلة المولد النبوي 1330ه‍‍ - مارس 1912 في مبناها بجزيرة الروضة. ولم يأت بتفسير لهذا التغير الفجائي فجاءت الأمور كأنها رمية بدون رام.
وتحولت الأشياء بقدرة قادر من الفشل الذريع الى النجاح الباهر.
والاكثر غرابة هو عدم الافصاح عما إذا ما كان رشيد رضا قد كتب عن تلك الفترة والتغيير الجوهري للأمور وهو الذي عرف عنه تسجيل احداث حياته صغيرها وكبيرها ونشرها في مقالاته المستمرة في المنار بكل دقة ووضوح.


__________________
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 05-06-2009, 03:04 AM
الصورة الرمزية AHMAD
AHMAD AHMAD غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
الدولة: الكويت
المشاركات: 2,661
افتراضي

الجزء الثاني :

لكن المشكلة التي وقع فيها المؤلف تبرز وتظهر أعراضها إذا ما عرفنا أن رشيد رضا لم يهمل الكتابة عن تلك التغيرات المهمة التي أخفاها واختزلها المؤلف لأسباب لا يعرفها أحد إلا من قام بهذا الفعل. لقد سجل رشيد رضا تفاصيل ما حدث ونشرها تباعا في مجلة المنار اعتبارا من ربيع الأول 1329ه‍‍ - مارس 1911 اي بعد رجوعه من الاستانة بمدة وجيزة واستمرت الكتابة لسنوات عدة بعد ذلك التاريخ.
فيكون بذلك - عظم الله أجره - قد أبرأ ذمته امام الله والعالم من خطيئة التجاوز والاقصاء فوثق ما تم وما رآه شاهدا عليه. وعلى الرغم من ذلك فقد تعمد المؤلف اغفال هذا الصنيع.. فتصور مبلغ الغبن الذي لحق بصاحب ذلك الجميل الذي نرجو من العلي القدير ان يزيد أجره ويضاعفه في ميزان أعماله.
يبقى ان نعرف ما هي الدوافع التي جعلت المؤلف ومن هم على شاكلته لاغفال هذا الأثر الخير واخفاء أمور صريحة واضحة مكتوبة بيد أصحابها؟ وما النية المبيتة لاختيار مثل هذا المسلك والسلوك؟ مع انه كان يقف على الحقيقة كاملة وليس على مرمى منها بحكم استخدام المصدر نفسه بل الصفحة نفسها. هل عول المؤلف على ان القراء اغبياء جهلة لا يقرأون، وان أهل الخليج والجزيرة تحديدا لا يستحقون الذكر الطيب بل العكس مهما كانت أعمالهم، لذا وجب عليهم الدخول في الممنوع؟ هل نسي المؤلف وهو في مثل عمره الحكمة القائلة: «من نَشَرَ نُشر»؟
هل غاب عنه ان العلم أمانة يجب نقلها كما هي مع احتفاظه بالحق في مناقشته او تصحيحه، أما تحريفه واخفاؤه فهما جريمة وعمل منكر.
أم إنها الشوفينية والمغالاة المتأصلة التي اطلت برأسها الكريه فطغت على العقيدة السمحاء التي كان من المفروض الا ينسى تعاليمها من يدعي نشر الفكر الإسلامي؟ لقد انكر المؤلف نداء الخالق الحق الذي تكرر في محكم كتابه اربع مرات:
«ولا تبخسوا الناس أشياءهم» سورة الأعراف الآية 85.
«ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تعثوا في الأرض مفسدين» سورة هود الآية 85.
«ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تعثوا في الأرض مفسدين» سورة الشعراء الآية 83.
«وليملل الذي عليه الحق وليتق الله ولا يبخس منه شيئاً» سورة البقرة 282.
فالدين هو الحق الصادق وليس لمن يتخذه مسوحاً
أم هي محنة الفكر السوداء المظلمة التي تريد ان تحتكر عقول الناس وتضرب حولهم حصاراً قاسيا ونفقا موحشا لا مخرج منه. فمهما كانت الحوافز فهي بكل الأحوال ليست خيارا ذكيا. فقد ظلم حتى من أراد تخليده وتبجيله وهو رشيد رضا حيث اقتطع أجزاء كثيرة مما كتبه فاعطى انطباع المتابع بأنه لم يذكر الحقيقة الكاملة كما سوف نوضحها.
وهل تنقلب الآية عند المؤلف لو ان من قام بهذا العمل الخيري الكبير من ابناء بلده؟
فهل يفعله لو كان مصرياً او حتى خواجة من سكنة مصر؟ فما فتئت الاقلام وما زالت تهتبل الفرصة لاثارة مكرمة الاميرة فاطمة بنت الخديو اسماعيل لمشروع الجامعة المصرية (جامعة الملك فؤاد لاحقاً والقاهرة حاليا عام 1908 حتى اصدرت طوابع بريدية عام 1998 تحمل صورتها وتخلد مبادرتها).
لقد صدق شاعر مصر الكبير حافظ ابراهيم حينما قال:
وكم ذا بمصر من المضحكات
كما قال فيها ابو الطيب

الكويتي المولد والنشأة
لم تكن مجريات الامور طلاسم كما ارادها المؤلف، بل ان عذابات ومعاناة رشيد رضا قد انتهت واختفت وان اهدافه قد تحققت بفضل الله ثم بتصدي احد ابناء الامة الغيارى البررة وهو الشيخ جاسم بن محمد آل ابراهيم العنقري التميمي الكويتي مولداً ونشأة، النجدي اصلا وارومة.
وهأنذا اضع الصورة بكل ابعادها امام القارئ الكريم وبكل بساطة وبدون عناء او مشقة فقد وجدتها على الصفحات نفسها التي ذكر بعض ما ناسبه منها ولكنه - غفر الله له ذنبه - لم ينقلها بما فيها بل اختزلها.
واترك المجال للرشيد رضا ان يعرفنا بذلك كما كتبه قلمه في المنار الصادرة في 29 ربيع الاول 1329 هـ 30 مارس 1911 م، المجلد 14 الجزء 5 ص191.
«زار مصر هذا الربيع الوجيه السري الغني السخي الكريم ابن الكريم الشيخ جاسم بن محمد آل ابراهيم، وآل ابراهيم هؤلاء اكبر تجار العرب واجودهم ومحل تجارتهم في بمباي ثغر الهند العظيم، كان الشيخ جاسم قد علم بمشروع الدعوة والارشاد وهو في الهند.
فلما جاء القاهرة كان همه الاول فيها لقاء كاتب هذه السطور لاجل مساعدة المشروع، فزرته في فندق شبرد، وكان جل حديثنا عن ذلك وكاشفني برغبته في المساعدة، ولما رد لي الشيخ الزيارة في ادارة المنار، راجعني في مسألة تبرعه واشتراكه فيه فسألته عن مقدار ما يجب ان يجود به، فاقترح ان يقول لي ذلك سراً حتى انه لم يصرح به امام كاتب سره المرافق له في سياحته وهو عبدالله افندي البسام، وبيت البسام يلي بيت آل ابراهيم في تجارة العرب الكرام، بحثت معه سبب اخفاء ما يجود به وعدم الاذن في ذكر اسمه فعلمت انه الاخلاص وابتغاء مزيد من الثواب.
فوقف بنفسه على الامر ومدى حاجة الجماعة الى الدعم المادي فقرر التبرع بمبلغ 2000 جنيه انكليزي نقدا وتبرعاً ناجزاً و100 جنيه انكليزي اشتراكا سنويا على هيئة مكافآة توزع على طلاب دار الدعوة والارشاد».
«ثم حضر الاجتماع الذي عقده للدعوة الى التبرع لانشاء مسجد لندرة عاصمة انكلترا، بعد هذا افتتح رياض باشا الاكتتاب بمائة جنيه وتبرع الشيخ جاسم آل ابراهيم نزيل مصر مائة جنيه وتبرع غيره دون ذلك من احاد وعشرات وكان مجموع التبرعات في تلك الجلسة زهاء ستمائة جنيه».
وكان الامير محمد علي ابن الخديو توفيق ولي العهد قد طلب مقابلته في قصر القبة حيث شكره على هذا التبرع السخي ودعاه الى حفلة شاي للقناطر الخيرية فأقلتهم لها باخرة خديوية وكان ذلك يوم الجمعة 8 ربيع الثاني 1329 هـ مارس 1911م.


تبرع الكبار
وجاء ايضا قبلها في المنار ربيع الاول 1329 هـ ـــ مارس 1911 مجلد 14 جزء 3 ص 191:
«من آيات هذه الحياة الجديدة تبرع الشيخ جاسم آل ابراهيم بألفي جنيه انكليزي لجماعةالدعوة والارشاد. استكبر هذا السخاء كبراء المسلمين في مصر وغيرها واستكثروه واستكبروا ان يعطي مسلم مالاً كثيراً لخدمة دينه في بلد غير بلده ووطن غير وطنه ولا يرجو به رتبة ولا وساماً ولا زلفى من الملوك والامراء ولا الجاه والشهرة منالدهماء وقد طال عليهم العهد ولم يسمعوا بمثل هذا العطاء.
الشيخ جاسم آل ابراهيم رجل مسلم امته هي الامة الاسلامية اينما وجدت وحيثما حلت، لم يترب على بدعة وطنية مفرقة التي يبتعد بها المسلم من اهل بلد دخيلاً بين المسلمين في بلد آخر».
وفي المنار جمادى الاخرة 1329 هـ ـــ يونيو 1911 المجلد 14 جزء 6 ص 480:
«ارسل الي الشيخ جاسم آل ابراهيم عضو الشرف الاول والسابق بماله الى التأسيس حوالة من باريس على احد المصارف بمبلغ الف جنيه انكليزي، وهي القسط الثاني من تبرعه، فجزاه الله افضل الجزاء. وقد اثنت على هذا السخي الكريم اشهر الصحف الاسلامية في مصر وسوريا والاستانة وروسيا والهند وغيرها من الاقطار».
وفي المنار ذي الحجة 1330 هـ ـــ ديسمبر 1912 المجلد 15 جزء 12 ص 921:
«ومنها تعلمون ان الفضل الاول في تاريخنا المالي يعود الى المحسن العربي العظيم الشيخ جاسم بن محمد آل ابراهيم عضو الشرف الاول لجماعتنا».
وايضا في المنار جمادى الاخرة 1331 هـ ـــ مايو 1913 المجد 16 جزء 5 ص 400:
«الم صديقنا الشهير الشيخ جاسم آل ابراهيم في هذا الربيع بمصر واقام فيها اسبوعاً، كان محل التكريم من سمو امير البلاد ووجهائها. وقد اقيمت له حفلة شاي في مدرسة دار الدعوة والارشاد واعدوا له مائدة حافلة شهدها الكثيرون من كبار العلم الديني والدنيوي يتقدمهم شيخ الازهر وشيخ مذهب الشافعية ووكيل نظارة المعارف علي باشا ابو الفتوح واحمد زكي باشا كاتب سر النظار.
وقد سئل الطلبة امام الحضور عدة اسئلة فاحسنوا الجواب على اكثرها وطاف الشيخ جاسم مع ناظر المدرسة (صاحب هذه المجلة) معاهد المدرسة فاعجبه نظامها ونظافتها وسر بهذا العمل الشريف الذي هو المتبرع الاول له».
وفيها ايضاً: ذو القعدة 1330 هـ ـــ نوفمبر 1912 المجلد 15 جزء 11 ص 874:
«جاءني من صديقي المحسن الشهير والثري الكبير الشيخ جاسم آل ابراهيم عن خبر تأثير الحرب البلقانية هناك. فاجتمع تجار العرب عند زعيمهم الشيخ جاسم آل ابراهيم واتفقوا على اعانات فاصبح عندهم في يومين مائة وستون الف روبية، وكان القدوة الحسنة لهم في البذل الشيخ جاسم وابن اخيه السخي الكريم الشيخ عبدالرحمن آل ابراهيم. جملة ما دفعه تجار العرب الى يوم 13 ذي القعدة الحاضر مائة وثمانون الف روبية وهي تساوي اثني عشر الف جنيه انكليزي وقد دفع الشيخ جاسم وحده اربعين الف روبية من ذلك».
وكذلك: محرم 1331 هـ ـــ يناير 1913 المجلد 16 جزء1 ص 77:
«أولهم واولاهم بالشكر من جالية العرب في بومبي من اهلها صديقي الحميم المحسن العظيم الكريم ابن الكريم الشيخ جاسم بن محمد آل ابراهيم الذي قام بحسن ضيافتي في غدوتي وروحتي واعدّ لي سيارة كهربائية خاصة اثناء مدة اقامتي في بومبي ثم ابنا اخيه الشيخ عبدالرحمن آل ابراهيم والشيخ يعقوب آل ابراهيم».
كما جاءت اشارات خاصة واهتمام من السيد رشيد رضا بسيرة الشيخ جاسم آل ابراهيم الشخصية فوثقها، ومنها ما ظهر في المنار جمادى الآخرة 1330 هـ يونيو 1912 المجلد15 ج6 ص449 موضوع «طريقة الاكل عند امراء الهند» منها:
«وصديقي الشيخ جاسم ابراهيم في بومبي يأكل بالطريقة الاوروبية».
وفي المنار رمضان 1340 هـ مايو 1922 المجلد 23 جزء 5 ص383 يقول: «ان اخر ما سمعت من اخبار المسرفين خبر شاب من الوارثين كان قد انفق مبلغا عظيما في سبيل العلم فظننت انه سيكون كالشيخ جاسم ال ابراهيم في جده وعقله في بذله وبعده عن اللهو والباطل واهله».
ويضيف: «وما رأيت احد الاغنياء العقلاء اشبه بالامير ميشيل (ربما يقصد ميشيل لطف الله) في انفاقه وتوفيره من الشيخ جاسم ال ابراهيم التاجر الشهير في بومبي ـ الهند فقد عهدناه ينفق من سعته في الاعمال العامة كالمدارس والاعانات للدولة العثمانية فيهب المئات والالوف من الجنيهات، ولا يطعم اهل الكدية والاستجداء منه بدينار واحد ولا درهم وان وقف على بابه طول النهار وأطراه بالبليغ من الاشعار».
وعلى الرغم من قصر عمر هذا المعهد التربوي، الذي اغلقت ابوابه خلال الحرب العالمية، فان بعض تلامذته قد برزوا على الساحة الدينية والسياسية ومنهم: امام الحرم المكي الشيخ عبد الرزاق حمزة والحاج امين الحسيني مفتي فلسطين ويوسف ياسين مستشار الملك عبد العزيز ووزير خارجيته.


تاريخ العطاءات
ما اسلفت هو ملخص لما كتب عن الشيخ قاسم آل ابراهيم في المنار، فظهرت على صفحات كثيرة ومنها خطاب الشكر على صفحتين وعبر مدة فاقت العقد من الزمن، ومن لديه اعداد المنار، وهي الآن لحسن الحظ متوافرة في الاسواق ومدبلجة على قرص CD منذ تاريخ صدورها في 22 شوال1315هـ ـ `17 مارس 1898م والى تاريخ احتجابها في 29 ربيع الثاني 1345 هــ 1935م، سوف يرى بأم عينيه ما ذكرت بل اكثر، ولكن ومع الاسف الشديد، فقد غاب عن المؤلف ولم تظهر منه حتى اشارة او لفتة، بل جعل من التكريم محمية خاصة لمن يشتهي ويريد، فيسوؤنا ويسوء الحق والانصاف هذا الباطل المحض في سيد كريم لم يوف حقه على ما قام به من اعمال صالحة حتى ملأ الافاق عاطر نشره وطيب ذكره.
ولابد لي هنا ان اشير الى أن آثار الشيخ قاسم لم تقتصر على صاحب المنار ودار الدعوة والارشاد بمصر بل تعدتها الى ردفه للانتفاضة الليبية بقيادة احمد الشريف السنوسي ضد ايطاليا عام 1334 هـ ــ 1916م وتبرعه لبناء اولى المدارس الحديثة في كل من: الكويت المدرسة المباركية عام 1911م، والبحرين مدرسة الهداية الخليقية 1919والى المجهود الحربي العثماني في البلقان 1912 والى الاسطول العثماني 1914 وجمعية الاسعاف الخيري وجمعية النداء الخيري وكلتيهما في دمشق 1911م ــ1329هـ، والجمعية الخيرية في البصرة، والجمعية الخيرية الاسلامية في المدينة المنورة، وتعليم ابناء الجالية العربية في بومبي، وبناء مرقد ومسجد الصحابي الزبير بن العوام في الزبير 1334 هـ ــ 1916، وتبرعه لبناء مسجد لندن 1329 هـ ــ 1911م، ومساعدته لمن تضرر من بعض تجار الكويت عند انهيار أسعار اللؤلؤ 1916 ومن انقطعت بهم السبل من بحارة وغاصة الخليج في مغاصات سيلان، وامور لا يعلمها الا الله لحرصه، رحمه الله، على الكتمان في ما ينفق. وقد رأينا ما ذكره السيد رشيد رضا قبل ذلك في معرض الحديث عنه. ان الكتابة في ذلك ليست للفخر، معاذ الله، كما يزعمه البعض، فالمقصد اسمى واعلى من ان يحتاج الى ذلك وما القصد في التحرير الا التن ويه بكذب الخاسرين.
لقد مرت هذه الامور مرور الكرام على الباحثين، وهو شيء مؤسف حقاً ولم نسمع تعليقا او تصويبا عما ذكره المؤلف وربما تعزى الاسباب لامور ثلاثة:
أولها: عدم اهتمام القراء بما يكتبه المؤلف.
ثانيها: قلة المعنيين بالبحث والدراسات الجادة على الرغم من سهولة البلوغ إلى المصادر كما في بحثنا هذا.
ثالثها: لم يعد عمل ما يطلقون على أنفسهم بالباحثين، هو البحث العلمي بل معالجة أمور أخرى.
أقول قولي هذا واستشهد في اختياري العنوان أروع الأمثال وأصدقها، حينما ضرب الرسول (ص) مسلكاً في تقبل النقد والمعارضة، وهو يوزع بعض الفيء على الناس، ليبرز أعرابي أخذ نصيبه فاستصغره، فمد يده بالسوء وجذب رسول الله(ص) من طوق ثوبه بشدة قائلاً: يا محمد زدني فليس هذا المال.. مال لك ولا مال أبيك. فاستل عمر بن الخطاب (رضه) سيفه صارخاً: دعني أضرب عنق هذا المنافق. فابتسم الرسول (ص) في حنان وطيب وقال:
«دعه يا عمر.. ان لصاحب الحق مقالاً»!



• محمد رشيد رضا


• احمد الشريف السنوسي
__________________
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 07-06-2009, 07:41 PM
الصورة الرمزية الأديب
الأديب الأديب غير متواجد حالياً
عضـو متميز
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 448
افتراضي

الشمس لا تغطى بالغرابيل !

شكراً يا مشرفنا الفاضل على الموضوع
__________________
ومنطقي العذب للألباب مستلبٌ *** ومبسمي نضَّ فيه الدر والنضرُ
لازم منادمتي وافهـم مناظرتي *** واسمع مكالمتي يفشو لك الخبرُ

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 31-01-2010, 08:00 PM
الصورة الرمزية بو عبد المحسن الصايغ
بو عبد المحسن الصايغ بو عبد المحسن الصايغ غير متواجد حالياً
عضو مشارك فعال
 
تاريخ التسجيل: Sep 2009
الدولة: kowait
المشاركات: 331
إرسال رسالة عبر MSN إلى بو عبد المحسن الصايغ
افتراضي

شكرا على تلك المعلومات القيمه سيدي العزيز .
لا يختلف أثنان على أن من شيم العرب المسلمين التصدق والتبرع لأعلاء كلمة لا اله الا الله من دون ذكر لهم وعدم التطرق لأسمائهم .
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 24-02-2010, 11:04 PM
الصورة الرمزية AHMAD
AHMAD AHMAD غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
الدولة: الكويت
المشاركات: 2,661
افتراضي

بارك الله فيك أخي عبدالرحمن إضافة متميزة .. ووثائق قيمة جداً ..
ونشكر ايضا الأخوان الأديب وبوعبدالمحسن على المرور والتعليق .. وهذا موضوع آخر للمرحوم جاسم الإبراهيم ..


رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
كتاب الشيخ جاسم الإبراهيم كتاب الشيخ جاسم الإبراهيم البحوث والمؤلفات 7 20-11-2010 12:18 AM
جاسم محمد الإبراهيم AHMAD الشخصيات الكويتية 4 02-06-2010 01:29 PM
مَرَّتَيْن.. مَرْتِينْ.. مارتيني - يعقوب الإبراهيم AHMAD المعلومات العامة 1 03-05-2010 01:50 AM
وثيقتي تبرعٍ من الشيخ جاسم الإبراهيم للشريف السنوسي - القبس الأديب الوثائق والبروات والعدسانيات 1 18-02-2009 06:19 AM
في وداع النواخذة إبراهيم بن شيبة و جاسم العصفور و يعقوب اليتامى AHMAD التاريـــخ البحـــري 4 22-12-2008 10:06 PM


الساعة الآن 10:56 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لموقع تاريخ الكويت