محسنون من بلدي- صالح فضالة الفضالة
صالح فضالة علي الفضالة
(1272 - 1349 ھ) ( 1855 -1930)
المولد والنشأة
ھو صالح فضالة علي الفضالة، المولود في منطقة الشرق بمدينة الكويت عام 1272 ھ
الموافق عام 1855 م. ينتمي إلى أسرة كريمة ھي أسرة الفضالة من النصر السلیطي
من قبیلة تمیم في قطر.
التحق بالكتّاب منذ صغره، فحفظ فیه ما شاء الله له أن يحفظ من القرآن الكريم، وتعلم
القراءة والكتابة، ومبادئ الحساب.
صفاته وأخلاقه
حرص المحسن صالح الفضالة على أن يتخلق بالأخلاق الحسنة والخصال الكريمة
التي أوصى بھا نبینا الكريم [ في حديثه الذي روته عَائِشَةَ - رضي الله عنھا - أَنَّ
أخرجه أحمد « إِنَّ أَكْمَلَ الْمُؤْمِنِینَ إِيمَانًا أَحْسَنُھُمْ خُلُقًا وَأَلْطَفُھُمْ بِأَھْلِهِ »: النَّبِيَّ [ قَالَ
في مسنده.
وقد عمل - رحمه الله - في مجال الغوص على اللؤلؤ في سن مبكرة، فمَنَّ الله علیه برزق وفیر من ھذا العمل، وذاع صیته في ھذه المھنة، وأصبح من النواخذة المعروفین
في ذلك الوقت.
حیاته الاجتماعیة
تزوج المحسن صالح الفضالة مرتین وكانت الزوجة الأولى من العداوين، وھي السیدة
منیرة العدواني، وقد رزق منھا بولديه فضالة وصقر.
وكانت زوجته الثانیة ھي السیدة سارة المطیرات، وقد أنجبت له ثلاثة ذكور ھمعلي( 1) ويوسف (والد النائب صالح الفضالة)، وكذلك فھد الذي توفي في شبابه، كما رزق منھا ببنتین.
ومن أحفاده النائب صالح والدكتور فھد، والعقید عبدالرحمن، والعقید صقر، ومحمد صقر
الفضالة العضو السابق بمجلس إدارة الھیئة العامة للقصر، وكذلك صالح علي الفضالة،
وفیصل وصلاح محمد الفضالة، وفضالة علي الفضالة.
وقد كان المحسن صالح الفضالة صديقاً شخصیاً للمرحوم الشیخ مبارك الصباح،
وهو اول مدير للجمارك انذاك وكان يسمى <<الودي>> وكان هو المسؤول عن استضافة اهل البادية القادمين من البر اي بمعنى مسؤول الضيافة في الحكومة
أوجه الإحسان في حیاته
الإحسان إلى الناس والإنفاق على الفقراء والمساكین خلق إسلامي كريم، وسلوك إنساني عظیم، بھما تسود الرحمة المجتمع، وينتشر الحب بین الناس جمیعاً، ولھذا
أمرنا الله تعالى بھما في كتابه الكريم فقال:
ولذلك حرص المحسن صالح الفضالة على العمل بھذا التوجیه الرباني، فكان يؤدي
حق الله علیه في ماله الذي رزقه الله إياه من عمله في مجال الغوص على اللؤلؤ،
حیث كان العمل في ھذا المجال يدر رزقاً وفیراً آنذاك.
وقد تعددت أوجه الإحسان في حیاته - رحمه الله - ونذكر منھا ما يلي:
عمارة المساجد
كان المحسن صالح الفضالة - رحمه الله - مدركاً لأھمیة المسجد البالغة، ورسالته
السامیة وبمدى حاجة الناس إلیه، وكذلك كان طامحاً في ثواب بناء بیت لله رب
العالمین لینال الوعد الذي جاء في قول رسول الكريم [: الذي رواه عنه ابنِْ عَبَّاسٍ -
مَن بَنَى لِلَّهِ مَسجِْدًا وَلَوْ كَمَفْحَصِ قَطَاةٍ لِبَیْضِھَا بَنَى اللَّهُ لَه
»: رضي الله عنه - أَنَّهُ قَالَ
رواه أحمد في المسند. « بَیتًْا فِي الجَْنَّةِ
ولما كانت منطقة المرقاب مأھولة بالسكان الذين يأتون إلیھا لقضاء حوائجھم، سواءً
من أھل نجد أو من أھل البادية، ولما كانت شبه خالیة من المساجد آنذاك، فقد سارع
المرحوم صالح الفضالة إلى أن يبني بیتاً لله تعالى بجوار منزله الكائن في ھذه
المنطقة، وقد أتم بناء ھذا المسجد الجامع وتجھیزه في مدة وجیزة - عام 1318 ھ
1890م) - فكان من أوائل المساجد التي بنیت في ھذه المنطقة بعد مسجد العتیقي )
والذي تم إنشاؤه عام 1310 ھ ( 1892 م)، المشھور باسم« مسجد المطران »
وقد كانت تقام في مسجد الفضالة صلاة الجمعه وصلاة العید، حیث كان من أكبر المساجد في منطقة المرقاب.
ولقد أعاد المرحوم صالح الفضالة بناء المسجد عام 1326 ھ ( 1908 م) بعدما تھدم
بسبب تزاحم الناس لمشاھدة إحدى الجنائر، وقد كان توفیقه في ھذا العمل من
عظیم منّ الله تعالى وسعة عطائه له، وقد جددته دائرة الأوقاف العامة عام 1372 ھ
1953
المواصفات العامة للمسجد:
- المساحة الكلیة للمسجد 1000 متر مربع. - يتسع المسجد ل 650 مصلیاً.
- ارتفاع المئذنة 18 متراً .
- بني المسجد على طراز مساجد الكويت القديمة.
- يقع بمنطقة تجارية قرب المنطقة التجارية التاسعة.
الوقف الخیري
الوقف عمل خیري، دائم الثواب، وشجرة وارفة دائمة الإثمار، يجري ثوابه على صاحبه
إِذَا مَاتَ »: طوال حیاته وبعد مماته. عَنْ أَبِي ھُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ [ قَالَ
«الإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إِلا مِن ثَلاثَ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ أَو وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ رواه مسلم.
وعملاً بتلك المعاني السامیة ورغبة في نیل ثواب الصدقة الجارية فقد أوقف المحسن
صالح الفضالة - رحمه الله - منزلاً وعدة دكاكین بجوار المسجد الذي أسسه بمنطقة
المرقاب (مسجد الفضالة) وذلك لخدمة الإمام، والإنفاق على المسجد، حتى يظل
مؤدياً دوره كمنارة ھداية وموطن عبادة، ومحطاً لأفئدة المؤمنین المشتاقین للقاء رب
العالمین.
التعديل الأخير تم بواسطة الوطني ; 11-05-2009 الساعة 01:30 PM.
|