راسل ادارة الموقع جديد المشاركات التسجيل الرئيسية

 
 
        

اخر المواضيع

 
 

 
 
العودة   تاريخ الكويت > منتدى تاريخ الكويت > تاريــــــخ الكـويت
 
 

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 21-04-2009, 06:02 PM
IE IE غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
الدولة: الكويت
المشاركات: 2,658
افتراضي القنابل تعود مجدداً في صـبيحة العيد

جاء الأمر الأميري بإنشاء المجلس الوطني في 22 ابريل 1990 ضمن حدود توقعات تكتل النواب، فاتضح أنه كان النموذج الذي تحدث عنه الشيخ سعد في مقابلاته للنواب، التي أشار فيها إلى مجلس جديد بضوابط يمثل للسلطة معنى المشاركة الشعبية. وقد حدد الأمر الأميري عدد أعضاء المجلس الوطني بـ75 عضواً، تعيّن الحكومة 25 منهم ويُنتخَب 50 بالاقتراع المباشر على أن تكون مدة المجلس أربع سنوات. وتحدث رئيس مجلس الأمة أحمد السعدون في تلك الليلة بإحدى الديوانيات موضحاً أن إعلان المجلس الوطني يعني أن القضية ستطول، وعلى النواب أن يعملوا بالتنسيق مع جميع قطاعات المجتمع وكل فئاته، متعهداً بأن يعمل النواب على التصدي لكل محاولة للمساس بالدستور.

بيان النواب

وأصدرت الكتلة بياناً من 13 نقطة بعنوان «توضيحات حول ما يسمى بـالمجلس الوطني والفترة الانتقالية»، جاء فيه أنه لا أساس دستورياً لإنشاء ما سمي بالمجلس الوطني وتحديد الفترة الانتقالية، متسائلا:ً «فترة انتقالية إلى ماذا؟»، وذهب البيان إلى وصف المواد الثلاثة والعشرين للأمر الأميري بإنشاء المجلس الوطني وتحديد الفترة الانتقالية بـ«دستور مؤقت ومواز للدستور الدائم، يستهدف تقويضه ليحل محله»، كما شبه أداء أعضاء المجلس الوطني المختلق يمين القسم باحترام الدستور بالسارق الذي يقسم على المحافظة على مسروقاته. ثم أوضح البيان حقيقة أن المجلس الوطني المزعوم أقرب إلى أن يكون مجلساً للشورى، نظراً إلى محدودية صلاحياته التشريعية التي حددت بمناقشة مشروعات القوانين المحالة إليه من مجلس الوزراء وإبداء الرأي فيها من دون اشتراط موافقته عليها لصدورها كقوانين نافذة. أما ما يتصل بالصلاحيات الرقابية، فليس للمجلس الوطني الحق في استجواب الوزراء وطرح الثقة فيهم وإعلان عدم التعاون مع رئيس مجلس الوزراء أو تشكيل لجان للتحقيق، كما أنه ليس له الحق في إقرار الحساب الختامي للإدارة المالية للدولة أو الميزانية العامة، كما نزعت منه سلطته على ديوان المحاسبة، وليس له الحق في التقاضي أمام المحكمة الدستورية.

ولفت البيان إلى أن أعضاء المجلس الوطني جُرِّدوا من حصانتهم النيابية في ما يتعلق بإجراءات القبض على أحدهم أو تعرضهم للتحقيق أو التفتيش.
تحذيز


كان رمضان يشارف على الانتهاء بينما واصل النواب نشاطاتهم الاجتماعية في زيارة الديوانيات وتسويق وجهة نظرهم في المجلس الوطني، إضافة إلى دعوة الناس في صبيحة عيد الفطر للقاء بديوانية رئيس مجلس الأمة أحمد السعدون بالخالدية لتبادل التهاني بالعيد، في حين أطلق ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الشيخ سعد العبدالله تحذيراً عبر الصحف للنواب بشأن التجمعات الشعبية جاء فيه «أرجو ألا يفسر كلامي بأنه تهديد أو إنذار بل نصيحة يجب أن تصل إلى مسامع الجميع، وهو أنه إذا كانت السلطات الأمنية في وزارة الداخلية قد راعت ظروفاً خاصة فتمت بعض الاجتماعات، ولكن أي اجتماع في الحاضر أو المستقبل تفسره السلطات أنه مخالف لقانون المواكب والتجمعات العامة فستقوم السلطات الأمنية بتنفيذ القانون».
وفي صباح يوم العيد، الخميس 26 ابريل 1990، فوجئ المواطنون بعد صلاة العيد بإقدام السلطة على تحريك قواتها مرة أخرى في وجه الشعب، فأقدمت على تطويق منطقة الخالدية كلها بنقاط أمنية ترد القادمين من غير سكان المنطقة، ولمن استطاع تجاوز النقاط الأمنية، قامت السلطة بتطويق منزل أحمد السعدون حيث ديوانيته بالأسلاك الشائكة ومنعت أي شخص من الدخول. وكان الواصلون إلى منزل السعدون يفاجَئون بالمنظر، إذ وقف السعدون أمام منزله خلف الأسلاك الشائكة يوجه القادمين إلى ديوانية نائب رئيس مجلس الأمة صالح الفضالة بمنطقة العديلية، وهو المكان البديل الذي اعتمده تكتل النواب بعد منعهم من استخدام ديوانية السعدون.

صباح العيد

وفي العديلية، مقابل شارع دمشق في المكان الذي مازالت ديوانية الفضالة فيه، أخذ مئات المواطنين يتوافدون لتهنئة النواب بالعيد. ولم تكن هناك خطب معدة، أو لقاء جماهيري، إذ كان الهدف تهنئة النواب الذين حضروا جميعاً بالعيد. لكن قوات الأمن سرعان ما واكبت النقلة الجديدة لديوانية الفضالة، فاتجهت آليات القوات الخاصة إلى العديلية وربضت بجانب نادي كاظمة الواقع قرابة 500 متر عن الديوانية، واصطفت القوات طوابير بعضها خلف بعض في كامل عتادها، بينما كان المواطنون يراقبونها من خارج ديوانية الفضالة، والتهاني تتواصل داخل الديوانية المزدحمة، والنواب مصطفون في محيط الديوانية، والمواطنون يدخلون للسلام عليهم واحداً تلو الآخر ويخرجون من الديوانية، فكان التجمع خارج الديوانية كبيراً.
وفجأة، بدأت القوات تقترب ببطء نحو الديوانية، وأخذت وضعية الاستعداد، وتقدم أحد العسكريين فأطلق عبر قاذفة قنابل بيده قنبلتين مسيلتين للدموع على المتجمهرين أمام الديوانية. فراح الناس يركضون في الاتجاهات كافةً محاولين الهرب. وتواصل قذف القنابل واحدة تلو الأخرى، وسط استغراب الناس من أن تقدم السلطة على العنف في تجمع سلمي صبيحة يوم العيد. وتفرق الجمع، بينما بقي بعض المواطنين داخل الديوانية مع النواب الذين دخل عليهم دخان القنابل فأسال دموعهم، في حين أصيب شخصان من الموجودين خارج الديوانية بالقنابل (راجع فيديو ديوانية الفضالة على موقع «الجريدة»).

عرائض

قوبل تعامل السلطة في ذلك اليوم بسيل من برقيات الاحتجاج التي وجهها النواب ومجموعة الـ45 وجمعيات النفع العام، في حين سعت السلطة إلى فرض المجلس الوطني كأمر واقع، فتمت الدعوة إلى الانتخابات في يوم السبت 10 يونيو 1990، كما فوجئ أعضاء هيئة التدريس في جامعة الكويت بتناقل مجموعة من كبار الإداريين رسالةً في أروقة الجامعة موجهة إلى سمو الأمير تؤيد الأمر الأميري بإنشاء المجلس الوطني، ومارس الإداريون من خلالها الضغط على أساتذة الجامعة وموظفيها للتوقيع على تلك الرسالة مستخدمين أسلوب الترهيب والترغيب، فدعا ذلك جمعية أعضاء هيئة التدريس إلى أن تصدر بياناً يستنكر تداول هذه الرسالة والضغط على الموظفين للتوقيع عليها.
وفي إطار آخر، فرضت اتصالات النواب وتنسيقهم مع القوى الوطنية تنوعاً في وسائل واعلانات الاحتجاج ومقاطعة انتخابات المجلس الوطني، وكان من أبرز هذه الوسائل العريضة التي أطلق عليها «عريضة عبدالعزيز الصقر»، والتي صدرت في 16 مايو 1990 وحملت تواقيع 194 شخصية من الشخصيات البارزة والمؤثرة في المجتمع ومن ضمنهم تكتل النواب أعلنت مقاطعة المجلس الوطني. بينما تواصلت في غضون ذلك لقاءات النواب بالمواطنين من خلال دواوينهم وحثهم على عدم المشاركة في انتخابات المجلس الوطني.

رسالة النواب لمقاطعة المجلس الوطني

بسم الله الرحمن الرحيم
حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح... حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما بعد،،،
فمنذ ما يزيد على أربعة عشر قرناً من الزمان، انطلق صوت السماء معلناً قيام دولة الحق والعدل والقانون والسلام، دولة الإسلام، دولة وضعها الرسول الكريم موضع التنفيذ وحمل أمانتها مِن بعده خلفاؤه الراشدون، فصارت حقاً مكتسباً لكل مسلم لا يجوز لكائن من كان أن يمسه، حقاً لا يتقادم، ودائماً بدوام أصله الصالح لكل زمان ومكان.
ولقد جاء دستور الكويت الصادر في نوفمبر 1962 كاشفاً لا مُقرراً لحق تقرر منذ قرون، بل ومؤكداً لحق الشعب الكويتي في إقامة دولته القانونية من خلال أحكام ثبتت دعائمها، فصار حق الكويتيين بأن يعيشوا في ظل دولة قانونية يرتكز على ركيزتين: الأولى هي أصول الإسلام الحنيف والثانية هي أحكام الدستور. والثابت أنه بمجرد إقامة الدولة القانونية يكون قد انقضى الزمن الذي كانت تمارس فيه السلطة باعتبارها حقاً شخصياً لتصبح ظاهرة نظامية لها أشكالها ومضامينها القانونية المحددة في الدستور.
غير أنه مما يثير الأسف ويحز في النفس أن السلطات في الكويت تناست هذه الحقائق فاتخذت منذ عام 1976 سلسلة من الإجراءات التي انتهكت حرمة الدولة القانونية وأهدرت مبدأ سمو الدستور، وهي إجراءات لا تستهدف في واقع الأمر وحقيقته سوى الاستئثار بالسلطة، وكان آخرها إجراءات 22 أبريل 1990، وهي الإجراءات التي جاءت صاعقة على رؤوس المتمسكين بأهداف الدستور من شعب الكويت الوفي الأمين، فتحقق بذلك ما توقعناه وبيناه لسموكم في برقيتنا المرفوعة إليكم بتاريخ 20/3/1990. ونحن إذ نأسف لذلك ونعلن موقفنا من هذه الإجراءات المتمثلَ في عدم الترشيح للمجلس الوطني وعدم المشاركة في انتخاباته، فإننا نسأل الله أن يعين شعب الكويت في محنته، وهو الشعب المسالم الذي جوزي بعض أبنائه في عيد الله ورسوله والمسلمين بالقمع وبالقنابل الخانقة والمسيلة للدموع، كما نسأل الذي لا يُسأل سواه أن يأخذ بيد شعب الكويت على جادة الحق وطريق الصواب ودرب تحقيق آماله في أن يعيش في ظل ديموقراطية حقة يجازى فيها الحاكم على عدله بالطاعة والنصرة وينصف فيها المحكوم، آملين من سموكم إعادة النظر في إجراءات 22 أبريل الماضي بما يكفل العمل بدستور البلاد الصادر في نوفمبر 1962 وإجراء انتخابات مجلس الأمة وفقاً للدوائر الانتخابية القائمة وقانون انتخابات أعضاء مجلس الأمة الحالي.
والله ولي السداد والتوفيق.
أحمد عبدالعزيز السعدون- صالح يوسف الفضالة- د. أحمد عبدالله الربعي- د. أحمد محمد الخطيب- أحمد نصار الشريعان- أحمد يعقوب باقر- جاسم عبدالعزيز القطامي- جاسم محمد العون- حمد عبدالله الجوعان- حمود حمد الرومي- خالد عجران العجران- دعيج خليفة الجري- سامي أحمد المنيس- سعد فلاح طامي- عباس حبيب مناور- عبدالعزيز عبداللطيف المطوع- د. عبدالله فهد النفيسي- عبدالله يوسف الرومي- فيصل عبدالحميد الصانع- مبارك فهد الدويلة- محمد سليمان المرشد- مشاري جاسم العنجري- د. ناصر عبدالعزيز صرخوه- ناصر فهد البناي- د. يعقوب محمد حياتي- يوسف خالد المخلد.

عريضة عبدالعزيز الصقر الداعية إلى مقاطعة المجلس الوطني

بسم الله الـرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة على رسول الله
ونعم أمر الله «وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلَا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا إِنَّ اللهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ». صدق الله العظيم.
وبعد،،،
يمر وطننا العزيز هذه الأيام بفترة دقيقة تُوجب علينا الإعلان عما يملأ صدورنا جميعاً من قلق على المساس بمنجزات الوطن وأواصر وحدته، وخشيتنا على حقوق المواطنين وحرياتهم ومستقبلهم بعد الإعلان عن «إنشاء المجلس الوطني». فمنذ نشأت الكويت وأهلها جميعاً يمارسون روح الديموقراطية في ما بينهم بسجيتهم وبهدي من تعاليم دينهم الإسلامي الحنيف، وبوحي من فطرتهم العربية النقية، في كل شؤون حياتهم وعلى رأسها اختيار حاكمهم وطريقة حكمهم. حتى رست جذور هذه التقاليد وأينعت ثمارها ونعِم الوطن بقطافها في مطلع الستينيات بإعلان دستورها الذي اقره المجلس التأسيسي المنتخب وأصدره أمير دولة الكويت المرحوم الشيخ عبدالله السالم باعتباره الميثاق السامي الذي تعاقد وتعاهد عليه أمير الكويت وشعبها وغدت به الكويت دولة دستورية حديثة. ومن هنا انطلقت وامتدت مسيرتها خلال العقود الثلاثة المنصرمة ماضية حيناً -وتقيل عثراتها حيناً آخر- وهي تحمل معها في كل الأحوال أمانة المسؤولية وأماني الأمة كرمز لوحدتها وتقدُّمها وكصوت يعبر عن رغباتها ويصون حقوقها في حدود دستورها، حتى صدرت قرارات الثالث من يوليو عام 1986 بحل مجلس الأمة... ومنذ ذلك الحين قد التزمنا بواجب السعي والتشاور مع مختلف الجهات في كثير من الأوقات لتجنب المخاطر.
وبعد ثلاث سنوات ونصف من «التأمل» وما يزيد على ثلاثة أشهر من «الحوار» وبينما كان الشعب يعيش أجواء التفاؤل وينتظر بلهفة وأمل العودة إلى العمل بالدستور من خلال ما تشيعه تصريحات المسؤولين من تفاؤل وما انتهى إليه الحوار في مجمله من تأكيد المطالب التالية:
أولاً: عودة العمل بدستور 1962 والمحافظة عليه باعتبار ذلك إجماعاً عبرت عنه الأمة بكل الوسائل المتاحة.
ثانياً: الاتفاق على أن أية مراجعات للمسيرة النيابية واجب مطلوب إذا ما تم وفق القنوات الدستورية المشروعة. وإذا بنا أمام مفاجأة إعلان قيام «المجلس الوطني» الذي يتناقض كلياً مع ما انتهى إليه الحوار مما أصبح معه الدستور معطلاً، ومما يزج بالوطن والمواطنين في أجواء من الصراع والانشقاق بإدخالهم في مثل هذه التجارب والمغامرات التي تنال من أغلى مقومات وجودنا ألا وهي وحدتنا والثقة في ما بيننا وتعزيز تلاحمنا الصادق والأصيل مع قيادتنا التاريخية. إن مصطلح «الفترة الانتقالية» لا تعرفه الأنظمة الديموقراطية الحقة ولا تعترف به وهو إجراء تستخدمه كثير من دول العالم الثالث في عهود استعمارها وتستخدمه في ظل حكوماتها الانقلابية والفردية إذ إنه غالباً ما يكون بمنزلة «الستار للمناورة» وهو أمر لم نقره في تاريخنا ولم نمارسه في علاقاتنا، لذا نجد من الواجب علينا بعد أن حادت الحكومة عن النتائج الحقيقية للحوار واختارت أسلوب المناورة السياسية مع ما ينطوي عليه من خطورة بالغة تتحمل الحكومة وحدها كامل المسؤولية عن النتائج والتفاعلات. وأمام واجب الشهادة لله والصدق والإخلاص للوطن ولقائده حضرة صاحب السمو أمير البلاد وفقه الله وللإخوة والأخوات المواطنين أن نعلن أننا بعد كل ذلك نجد أنفسنا أمام خيار واحد ألا وهو خيار عدم المشاركة في المجلس الوطني ترشيحاً واقتراعاً وتعاوناً، التزاماً منا بالعهد والميثاق ووفاء لمنجزات الآباء والأجداد، وحرصاً على مستقبل الأجيال وصوناً لوحدة الوطن والمواطنين.
وأخيراً،،،
نشعر -نحن موقعي هذا البيان- أننا مدينون بكلمة اعتذار لكل الإخوة والزملاء من المواطنين الذين لم يسعفنا الوقت للتشاور معهم وتعزيز وثيقتنا بمشاركتهم وتوقيعاتهم واثقين من حسن تفهمهم وصدق تأييدهم وشاكرين تعاونهم.
والله نسأل أن يهدينا جميعاً إلى ما يحب ويرضى وإلى ما فيه مصلحة الكويت إنه نعم المولى ونعم النصير.
«وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ» صدق الله العظيم.

التواقيع:
عبدالعزيز حمد الصقر- حمود يوسف النصف- بدر سالم العبدالوهاب- محمد أحمد الغانم- عبدالله يوسف الغانم- جاسم حمد الصقر- يوسف إبراهيم الغانم- عبدالمحسن حمد المرزوق- حمد الهلال المطيري- عبدالله إبراهيم المفرج- يوسف محمد النصف- عبدالرزاق خالد الزيد الخالد- بدر مساعد الساير- خالد سلطان بن عيسى- سالم جاسم المضف- عبدالله أحمد السميط- حسن علي الإبراهيم- المحامي حمد يوسف العيسى- خالد صبيح براك الصبيح- بسام مبارك جاسم المباركي- عبدالعزيز خالد حمد البدر- قيس أحمد البدر- حمد يعقوب البدر- بدر جاسم حمد الصميط- د. عبدالمحسن يوسف العبدالرزاق- حمد عبدالعزيز المحمد البدر- جاسم يوسف المرزوق- فيصل يوسف عيسى القطامي- بدر محمد يوسف الرشيد البدر- جاسم محمد عبدالرحمن البحر- مهلهل محمد المضف- مضف سالم المضف- خالد أحمد المضف- علي محمد ثنيان الغانم- سليمان عبدالله العيبان- عبدالرحمن مشعان الخضير- محمد مساعد الصالح- عبدالله عبدالعزيز العمر- عبدالعزيز محمد الشايع- عبدالعزيز سليمان المطوع- أحمد عبدالعزيز السعدون- صالح يوسف الفضالة- مبارك فهد علي الدويلة- ناصر فهد محمد البناي- د. ناصر عبدالعزيز صرخوه- فيصل عبدالحميد الصانع- يوسف خالد المخلد- جاسم عبدالعزيز القطامي- د. أحمد عبدالله الربعي- حمود حمد الرومي- د. يعقوب محمد حياتي- عبدالعزيز عبداللطيف المطوع- عبدالله يوسف الرومي- جاسم محمد العون- محمد سليمان المرشد- مشاري جاسم العنجري- د. أحمد محمد الخطيب- أحمد يعقوب باقر- عباس حبيب مناور- حمد عبدالله الجوعان- صلاح فهد المرزوق- محمد صالح المهيني- د. خالد ناصر الوسمي- راشد عبدالله الفرحان- عبدالمحسن سعود الزبن- عبداللطيف يوسف الحمد- د. عبدالمحسن مدعج محمد المدعج- عبدالله عبدالسلام عبدالرحمن البكر- حمد سالم صويان العجمي- بدر ضاحي العجيل- ناصر محمد مهلهل الخالد- عبدالوهاب عبدالعزيز الزواوي- علي محمود علي تيفوني- سامي أحمد المنيس- مصطفى عبدالله الصراف- بدر ناصر سعد العبيد- سعد فلاح الطامي- أحمد نصار شريعان- خالد العجران- علي محمد البداح- حسين يوسف العبدالرزاق- د. يوسف يعقوب السلطان- مشاري محمد العصيمي- خالد جميعان سالم الجميعان- يوسف عبدالعزيز البدر- المحامي جمال أحمد الشهاب- د. عبدالله فهد النفيسي- ناصر ثلاب الهاجري- دعيج خليفة الجري- سالم خالد داوود المرزوق- د. عبدالعزيز سلطان العيسى- محمد علي راشد القلاف- زاحم عبدالعزيز الزاحم- مشاري عبدالعزيز الكليب- راشد صالح التوحيد- يحيى محمد الربيعان- عبدالرزاق عبدالله معرفي- محمد عبدالله الحجيلان- بدر سعود الصميط- عبدالله خالد السميط- عبداللطيف سليمان اللهيب- عبدالله عبدالرحمن الرومي- عبدالعزيز يوسف العدساني- عبدالله الحمد سعود البعيجان- سيف مرزوق الشملان- عبدالمحسن عبدالعزيز المخيزيم- فارس عبدالوهاب الفارس- يعقوب يوسف النفيسي- خالد عبدالمحسن النفيسي- جمعة محمد ياسين- صالح عثمان عبداللطيف العثمان- عبدالله زكريا الأنصاري- عبدالمحسن أحمد الدويسان- خالد عبدالرحمن المعجل- خالد صالح محمد العتيقي- صالح محمد عبدالعزيز البراك- عبدالعزيز محمد ناصر الهاجري- خالد الصالح العبدالمحسن العتيقي- عبدالعزيز عبدالله الصرعاوي- سالم إبراهيم المناعي- عادل خالد صبيح براك الصبيح- صالح عبدالله الشلفان- يوسف عبدالرحمن المزيني- د. أحمد عبدالله- د. بدر العمر- عبدالله (غير واضح)- د. بشير صالح الرشيدي- عبدالكريم الخياط- د. عبدالله جراغ- علي الحبيب- د. عبدالمحسن عبدالعزيز حمادة- د. محمد عبدالمحسن المقاطع- د. عثمان عبدالملك الصالح- د. أحمد حبيب السماك- محمد أحمد الرشيد- أحمد عبدالعزيز القطامي- عبدالله بدر مرزوق- محمد الحمد بدر- سالم عبدالله السديراوي- غازي فهد السديراوي- عثمان عبدالوهاب العثمان- يوسف أحمد الدعيج- ساير بدر الساير- عبدالله يوسف العبدالهادي- فيصل عبدالمحسن الخترش- علي يوسف الرشيد البدر- عبدالعزيز سليمان العبداللطيف العثمان- عبدالمحسن أحمد عبدالرحمن الفارس- جاسم عبدالله بودي- راشد سيف الحجيلان- خميس طلق عقاب- هاضل سالم الجلاوي- بدر عبدالمحسن المخيزيم- صالح مشاري النفيسي- د. غانم حمد النجار- هايف عصام العجمي- د. خليفة عبدالله الوقيان- د. عبدالعزيز الغانم- د. عادل الطبطبائي- د. فاضل العبدالله- د. جمال النكاس- د. أنور أحمد راشد- د. بدر إبراهيم العيدان- مسلم محمد البراك- مشعل سالم المقبول- د. أحمد عيسى بشاره- د. خلدون حسن النقيب- د. يوسف غلوم عباس- د. خالد عبدالكريم جمعة- محمد حسين غلوم علي- عبدالله عبدالرحمن الطويل- عبدالمحسن محمد الجارالله- بدر سعود السميط- عبدالمحسن عبدالله الخرافي- محمد عبدالمحسن المخيزيم- أحمد يوسف النفيسي- عبدالله محمد النيباري- بدر نصف العصفور- بدر ناصر الرميح- جاسم خالد السعدون- فيصل خالد السعدون- خالد محمد الشاهين الغانم- شاكر محمود أحمد مدوه- حسن محمد عيسى بورحمه- عبدالعزيز عبدالله الفهد- يوسف صالح العبدالوهاب الرومي- خالد أحمد الحميضي- فهد عبدالعزيز النفيسي- غازي فهد النفيسي- خالد عبدالعزيز الفوزان- عبدالجليل السيد أحمد محمد الغربللي- صقر عبدالوهاب عبدالعزيز القطامي.

يتبع



القوات الخاصة بجانب نادي كاظمة قبيل الهجوم على تجمع العيد



جانب من المتجمعين خارج ديوانية الفضالة صبيحة يوم العيد
__________________
"وَتِـــلـْــكَ الأيّـَــامُ نُـــدَاوِلـــُهَـــا بـَـيـْـنَ الـــنَّـــاسِ"
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 22-04-2009, 04:53 PM
IE IE غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
الدولة: الكويت
المشاركات: 2,658
افتراضي النواب يواصلون تحركاتهم

بعد أحداث العيد انطلقت الحملات الانتخابية لانتخابات المجلس الوطني وسط مطالبات وتحركات من قبل النواب، وتجمع الـ45 واللجان الشعبية لمقاطعة الانتخابات فكان ذلك من خلال لقاءات النواب مع المواطنين في الديوانيات، أو من خلال العرائض والبرقيات الشعبية من جمعيات النفع العام، أو توزيع القصائد الشعبية الداعية إلى مقاطعة المجلس والانتخابات. إلا أن السلطة لم تَرُقْ لها تلك التحركات، وهي التي حسمت أمرها حول الدستور بإنشاء المجلس الوطني، فقررت اللجوء إلى التصعيد مرة أخرى.

اعتقالات

كان النائب أحمد باقر عائداً إلى بيته في ساعة متأخرة من ليل الاثنين 7 مايو 1990 مع أحد أصدقائه، ليفاجأ باعتقاله وزميله من أمام المنزل من قبل المباحث، وفي الليلة التالية، وبينما كان يتحدث النائب الدكتور أحمد الخطيب في ديوانيته الأسبوعية، حاول رجال الأمن مقاطعته أثناء حديثه والطلب منه المجيء معهم، فرفض الخطيب النهوض، مما اضطر رجال الأمن إلى حمله وإخراجه خارج الديوانية، كما تم اعتقال النائبين السابقين أحمد يوسف النفيسي وعبدالله محمد النيباري.
كان النائب الدكتور عبدالله النفيسي يتحدث في ديوانية النائب جاسم القطامي مساء الاثنين، 14 مايو 1990، عندما وقف أحد الموجودين بالديوانية يرتدي لباساً مدنياً ليقاطع النفيسي، ويعرف نفسه بأنه من المباحث وأن على النفيسي الكف عن الحديث لأن ذلك يخالف القانون، فرد النفيسي قائلاً: «أنا لا أتوقف عن الحديث إلا إن طلب مني ذلك صاحب الديوانية»، فقال القطامي: «كمِّل يا دكتور». أكمل النفيسي حديثه فتقدم منه العسكري ووضع القيود في يده محاولاً اقتياده خارج الديوانية، فنهض آخرون يعاونون رجل الأمن ليتبين أن عدداً منهم كان موجوداً في الديوانية بتلك الليلة، فاقتادوا النفيسي والقطامي خارج الديوانية ووضعوهما في سيارة، ورحلوا وسط ذهول الموجودين.
وفي اليوم التالي جرى الأمر ذاته مع النائب أحمد الربعي الذي كان يتحدث في ديوانية بوعركي، فتم اعتقاله وصاحب الديوانية. ولم تسمح قوات الأمن لأي من المعتقلين بالاتصال بأسرته، أو أن يتصل به أحد، ولم يعرف أين مكان احتجازهم.

تراجع «الإخوان»

في يوم السبت 19 مايو، في خطوة تنم عن تراجع ملحوظ في موقف الإخوان المسلمين المتمثلين في جمعية الإصلاح الاجتماعي وسط الإجراءات الأمنية التي كانت تقوم بها السلطة، أرسل بعض البارزين في التيار الإسلامي رسالة إلى سمو الأمير، وهم: حمد عبدالمحسن المشاري ويوسف جاسم الحجي وأحمد البزيع وعبدالله العلي المطوع وخالد العيسى الصالح وعبدالعزيز عبدالرزاق المطوع وأحمد سعد الجاسر ومحمد يوسف الرومي، وهم بعض أعضاء ما اصطلح على تسميته بـ«الوفد الإسلامي» الذي سبق أن قابل سمو الأمير وسمو ولي العهد في إطار الحوار مطالبين بعودة الحياة النيابية، إلا أن رسالتهم الجديدة كانت تحمل معاني مختلفة عن المطالبات الشعبية إضافة إلى مطالبهم السابقة بعودة الشرعية الدستورية، فراحوا من خلال رسالتهم يطالبون باختصار مدة المجلس الوطني والعودة بعده بمجلس الأمة وفق دستور 1962، مما يعد إقراراً بشرعية المجلس الوطني بخلاف الآراء الشعبية السائدة، ومن جانب اخر سحب ممثل الأخوان في مجموعة 45 اسمه من عريضة عبد العزيز الصقر الرافضة للمجلس الوطني.
كان لاعتقال النواب صدى واسع في صفوف الحركة الشعبية، فأُرسلت رسالة إلى ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء الشيخ سعد العبدالله استنكروا فيها انتهاك حرمة المنازل وكرامة الأفراد، مبينين أن من يخطط للسياسة الأمنية في البلاد «لا يريدون لها ولشعبها الخير» مستهجنين «تحويل البلد إلى بلد بوليسي يعيش فيه المواطن في جو من الإرهاب»، مؤكدين في الرسالة ذاتها استمرار النواب في مطالبهم بعودة الدستور، كما قوبلت الاعتقالات باستنكار واسع من قبل القطاعات الشعبية.

حفظ

بدا واضحاً أن السلطة كانت تهدف من خلال الاعتقالات إلى إسكات بعض الأصوات في الحركة الدستورية حتى تسير الأمور بشكل هادئ تمهيداً لانتخابات المجلس الوطني في 10 يونيو 1990. ووسط الضغوط الشعبية المطالبة بإطلاق سراح المعتقلين، أعلن مجلس الوزراء أنه تلقى تعليمات من صاحب السمو لحفظ القضايا الموجهة ضد النواب وإطلاق سراحهم على الفور، وهو ما تم، فاستُقبل النواب في منازلهم بمواكب شعبية غفيرة رددت صيحات ديوانيات الاثنين، مما أعاد تلك الأجواء إلى الذاكرة، ووسط تلك الأجواء، أعلن النواب دعوتهم المواطنين إلى التجمع في ديوانية النائب فيصل الصانع بكيفان بتاريخ 9 مايو قبل يوم من الموعد المقرر لانتخابات المجلس الوطني.

المعتقلون بعد الإفراج عنهم: نرفض حفظ القضايا ضدنا ومنع العدالة من أخذ مجراها

بعد إعلان مجلس الوزراء حفظ القضايا المقامة ضد النواب المعتقلين وإطلاق سراحهم، أرسل المعتقلون رسالة إلى ولي العهد رئيس مجلس الوزراء رفضوا فيها الإجراء الحكومي مطالبين بمحاكمتهم أمام القضاء، وفيما يلي مقتطفات من البيان:
بسم الله الرحمن الرحيم
سمو الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،
بلغنا إعلان مجلسكم الموقر ما تفضل به صاحب السمو الأمير من توجيه بحفظ القضايا الموجهة ضدنا والتي حققت فيها النيابة العامة، وإننا إذ نشكر لسموه هذه اللفتة الكريمة وحرصه على تجنيب وطننا الهزات والعواصف، وحفظ كرامة مواطنيه واستقرارهم فإننا من هذا المنطلق، وحفظاً للحقوق وللتاريخ نود أن نبين لسموكم ما يلي:
أولاً:
أننا لم نكلف أحداً بالسعي لرفع الغبن عنا أو لاستصدار عفو. بل اننا لم نستشر أو نبلغ أو أن يكون ذلك قد نمى إلى علمنا، فضلاً عن أن تدخلاً من هذا النوع مهما كان غرضه هو تدخل غير مرغوب فيه، حيث إنه يسيء إلينا إيحاءً بتثبيت شبهة ارتكابنا جرماً.
ثانياً:
ان العفو السامي يمنح عادة لمن صدرت عليهم أحكام نهائية ونافذة بتجريمهم، وليس للأبرياء الذين انتهكت حقوقهم وكراماتهم وحرمة منازلهم ولم يتشرفوا بالمثول أمام القضاء.
إن حفظ القضايا الموجهة ضدنا بهذه الطريقة، سيكون من أثره أن لا تأخذ العدالة مجراها، وأن لا تمارس سلطة القضاء، وهي سلطة نعتز بها، حقها الدستوري في الوقوف في وجه إرهاب السلطة التنفيذية، والتي مارست مختلف الأعمال الحاطة بالكرامة وعنفها العسكري الذي بني من أموال الشعب الكويتي ضد مواطنين عزل من أبناء هذا الشعب، كل جريرتهم أنهم يمارسون حقوقهم القانونية والدستورية ويعملون من أجل صيانة مكتسبات شعبهم ووطنهم، ولا ينوون التخلي عنها.
إن قضايا الجنح التي تعلن الحكومة حفظها الآن هي قضايا ملفقة تلفيقاً بيناً يتفق معظم رجال القانون على أنها من القضايا التي لا يمكن أن تصمد طويلاً أمام تمحيص المحامين وعدالة القضاء.
إن الذي أفلت من المحاكمة أمام القضاء في حقيقة الأمر هو السلطة التنفيذية لما مارسته من قمع وقهر وأعمال تحط بكرامة المواطنين وتعتدي على حرياتهم وتستبيح حرمة منازلهم ودواوينهم، وهو مما لم يحدث في تاريخ الكويت القديم أو الحديث، وهي أعمال فضلاً عن أنها مخلة بالقانون، فإنها تضرب التقاليد والأعراف الأصيلة للمجتمع الكويتي في الصميم.
إن طريق العدالة في اعتقادنا الراسخ كان سيتمخض عن حقيقة مؤكدة تحاول السلطة التملص منها، وهي تثبيت القضاء لحق المواطنين في عقد لقاءاتهم الحرة في الدواوين وحقهم في بحث كافة شؤونهم، بما في ذلك شؤون وطنهم السياسية وهو ما جبل عليه مجتمعنا منذ ثلاثة قرون.
ثالثاً:
إن ما تعرضنا له مع إخوتنا من المواطنين الآخرين من قمع وإرهاب، واختطاف بعضنا في ساعات الفجر الأولى واقتحام عسكري للدواوين واقتياد عنيف مهين، ومن أعمال حاطة بالكرامة حيث بلغ عنف رجال الأمن الذي وجه ضد بعضنا وشراستهم منتهاه رغم حرصنا على التهدئة، وإيداع بعضنا الزنازين القذرة التي تتوسطها حفر المجاري والمراحيض المفتوحة مما لا يعامل به حتى عتاة المجرمين من القتلة واللصوص، ودون اعتبار للطبيعة السياسية للخلاف لا يمكن تجاوزه أو التغاضي عنه ببساطة.
إن ما حدث هو استمرار لنهج خطير يعتمد العنف للاستئثار بالسلطة، تكشف منذ استنفار قوات الطوارئ والكلاب البوليسية ضد المواطنين العزل في منطقة النزهة وضرب وإصابة المواطنين العزل بالجهراء، ومن بينهم الأخ الفاضل محمد أحمد الرشيد، واعتقال بعضهم، والعنف البالغ الذي استخدم بالفروانية والذي تمثل بضرب المواطنين واستخدام قنابل الغاز والقنابل الصوتية والمياه الكيماوية القذرة ضدهم والاعتداء على بيت الله «مسجد علي فهد الدويلة» واعتقال مجموعة من المواطنين وزجهم بالزنازين، ثم الاعتداء الذي وقع في العديلية صبيحة يوم عيد الفطر المبارك حيث ضربت بعض المنازل الآمنة بقنابل الغاز الخانق، واعتقل سبعة من المواطنين الأبرياء حيث حققت مباحث أمن الدولة مع بعضهم وهم معصوبي الأعين.
إن كل ذلك هو أمر على جانب كبير من الخطورة تتحمل الحكومة وحدها كامل المسؤولية عنه، ولا يمكن أن ينتهي وتقلب صفحته بمجرد حفظ ملفات القضايا أو أن يقال عفا الله عما سلف. بل يجب أن يجري تصحيحه بقرارات وإجراءات وهي:
أولاً:
إقالة وزير الداخلية وتحميله المسؤولية المباشرة عن كل الأعمال المهينة والانتهاكات المدبرة لحقوق المواطنين والاعتداء العنيف على حرياتهم وحرمة منازلهم ودواوينهم واستباحة خصوصياتهم بالمراقبة والملاحقة والتجسس، وبصفته مسؤولا عن أجهزة الأمن التي مارست تلك الأعمال غير المشروعة.
ثانياً:
تطهير أجهزة الأمن وخصوصاً أجهزة المباحث ممن أساء من العناصر غير الأمينة والفاسدة والتي تخل بشرف المهنة وحمل لقبها ولا تكن لهذا الوطن وقيمه ومواطنيه أي ولاء، وإنما هي في حقيقة الأمر تهديد لأمن واستقرار هذا الوطن وسلامة وكرامة مواطنيه، وإحالة المسيئين منهم إلى المحاكم حتى ينالوا الجزاء العادل.
ثالثاً:
العودة إلى الشرعية الدستورية، وتثبيت قيم الحرية والكرامة والتكافل والتضامن الاجتماعي بين أفراد المجتمع الكويتي كقيم كبرى يؤكدها ويرعاها ديننا الحنيف ويجسدها دستورنا وتثبتها تقاليد مجتمعنا الأصيلة، والتشدد في تسخير وتوجيه أجهزة الدولة ومؤسساتها للتقيد بمعايير تلك القيم وحمايتها وتنميتها.
في الختام، نود أن نؤكد أننا من أشد الناس حرصاً على استقرار وأمن هذا الوطن وسلامة ورفاهية مواطنيه، وأننا سنبقى جنوداً مخلصين للذود عنه، إلا أننا نؤمن بأن الضمان الحقيقي لذلك الاستقرار والأمن وتلك الرفاهية هو في إشاعة الديموقراطية وإقامة العدل وسيادة القانون، وأن ذلك لا يتأتى إلا بالعودة الكاملة إلى الشرعية الدستورية وإعادة الهيبة للمؤسسات الدستورية وأولها مجلس الأمة المنتخب وفق دستور عام 1962.
وفقنا الله وإياكم لما فيه خير وطننا وشعبنا، إنه سميع مجيب...
د. أحمد محمد الخطيب - جاسم عبدالعزيز القطامي - د. أحمد عبدالله الربعي - أحمد يعقوب باقر - أحمد يوسف النفيسي - د. عبدالله فهد النفيسي - عبدالله محمد النيباري.
التاريخ: 23/5/1990

ضوء
مبارك النوت... صوت الشعب

كان جنود الاحتلال يُخرجون كل الموجودين في جمعية العارضية بالقوة إلى ساحة المواقف الخارجية، بينما طوقت آلياتهم وعدد هائل من الجنود الجمعية من جميع جوانبها، وأُبلغ المتجمهرون بأن عليهم مشاهدة الإعدام.
أتى موكب من السيارات بقيادة أحد قياديي حزب البعث يدعى محمد صادق، وأخرج من إحدى السيارات شخصاً أسمر دقيق الملامح يرتدي دشداشة بيضاء. معصوب العينين وقُيِّدت يداه خلف ظهره. وسرى الهمس بين الحضور لمشاهدة هذا المنظر المرعب، وأن المعتقل هو مبارك فالح النوت، مدير جمعية العارضية الذي كانت قوات الاحتلال قد اعتقلته منذ أيام.
كانت ملامح التعذيب بادية على جسد مبارك المنهك، فأُجلس على ركبتيه، بينما تلا محمد صادق بياناً يتهم النوت «بالخيانة العظمى» ومزاعم أخرى فارغة لم تلقَ اهتمام الناس بقدر وجه مبارك الجالس أمامهم. كان كل منهم يتمنى لو كان بيده فعل شيء لتخليصه، فأتت طلقات الغدر على رأسه لتبدد أي محاولات قاربت فكر أي من الموجودين، فأضحى النوت شهيد وطنه.
كان لمبارك النوت دور وطني بارز خلال ديوانيات الاثنين، ولا يمكن لأحد حضر تلك التجمعات أن ينساه، فإن لم يعرف اسمه فهو حتماً يذكر ذاك الشاعر ذا الصوت الجهوري في ديوانية الشريعان بالجهراء، وهو يرتجل الصيحات بأسماء النواب ويرددها من بعده الجمهور. عندما يطغى الهدوء بعد الصيحة، كان واحد من الجمهور يقول له «لا تنس عباس مناور»، فيبتسم ويقول: «يالله الحين القريحة تجي»، فتأتي قريحته بصيحة جديدة لمناور وثلاثين آخرين من زملائه النواب.
اشتهر مبارك أيضاً بغير اسمه، إذ كتب العديد من القصائد التي وُزِّعت أثناء الديوانيات، فبدأ باسم مستعار وهو «بدوي ديموقراطي» ثم غيَّره بعد أن استخدم شاعر آخر نفس الاسم، فأصبح مبارك «مطيري ديموقراطي»، فلقيت قصائده رواجاً كبيراً بين مناصرين الحركة الشعبية.
لم يكد يمر تجمع أو ديوانية أثناء الحراك الشعبي إلا كان مبارك النوت موجوداً، رغم أنه لم يكن نائباً ولا عضواً في مجموعة الـ 45، فكان يدلي برأيه أحياناً، ويحمس الجماهير بصيحاته أحياناً أخرى، فكان بذلك صوت الشعب أثناء الحركة الدستورية، وتعرض في ذلك للعديد من المضايقات من قبل السلطة.
عند حلول الغزو العراقي الغاشم، كان مبارك مديراً لجمعية العارضية التعاونية، يمارس مهامه على رأس عمله بعد دخول القوات الغازية. وفي أحد الأيام، دخل جنود الاحتلال إلى مكتبه ليفاجأوا بوجود صورة لسمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد تزين حائط مكتبه، وطلبوا منه إنزالها وتعليق صورة الطاغية صدام حسين بدلاً منها، فرفض ذلك. أصرُّوا، وأصر على رفضه، فاعتقلوه واقتادوه إلى سجونهم. وبعد أيام من التعذيب، سحبوه مقيد اليدين، معصوب العينين، لينال شهادته في صباح ذلك السبت 12 سبتمبر 1990 بين جموع المواطنين والشعب الذي كان يوماً من الأيام صوته.

«الوفد الإسلامي» يتراجع: نرجو اختصار مدة المجلس الوطني

بسم الله الرحمن الرحيم
حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح، حفظه الله ورعاه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
«وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ».
من منطلق التعاون على البر والتقوى، ومن باب النصيحة لولي الأمر، وعطفاً على مقابلاتنا المتواصلة مع سموكم وسمو ولي العهد، نود أن نؤكد لكم أن أمن الكويت الداخلي والخارجي غاية عظمى يسعى لها كل مواطن مخلص لهذا البلد.
كما أن استقرار النظام هدف لا يختلف عليه اثنان من أبناء هذا الوطن... ويظل العمل على تماسك الجبهة الداخلية والحفاظ على روح الأسرة الواحدة التي تميز بها أبناء هذا الشعب مطلباً أساسياً.
وحيث ان خطوة المجلس الوطني أوجدت خلافاً في الرأي، مما قد يحدث خللاً في تماسك الجبهة الداخلية ويزعزع استقرار الأوضاع، الأمر الذي لا تريدونه ولا ترضونه لشعبكم. فإننا الموقعين أدناه نؤكد لسموكم ما أعلناه سابقاً من حرصنا على مصلحة الكويت والالتزام بدستور البلاد الصادر في عام 1962م وعودة الحياة النيابية وفق هذا الدستور.
كما نؤكد لسموكم أن الصيغة التي تؤكد الثوابت أعلاه هي التي تؤدي إلى استقرار الأوضاع وتفي بآمال الشعب وطموحاته.
كما نرجو اختصار مدة المجلس الوطني وسرعة الدعوة لمجلس أمة منتخب وفق دستور 1962م.
هذا، ونسأل الله أن يحفظكم، ويسدد على طريق الخير خطاكم، ويحفظ الكويت وأهلها من كل سوء ومكروه، إنه سميع مجيب.
حمد عبدالمحسن المشاري - يوسف جاسم الحجي - أحمد البزيع - عبدالله العلي المطوع - خالد العيسى الصالح - عبدالعزيز عبدالرزاق المطوع - أحمد سعد الجاسر - محمد يوسف الرومي
24 شوال 1410
19 مايو 1990
(يتبع)
__________________
"وَتِـــلـْــكَ الأيّـَــامُ نُـــدَاوِلـــُهَـــا بـَـيـْـنَ الـــنَّـــاسِ"
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 22-11-2009, 01:05 AM
احمد عبدالله م القبندي احمد عبدالله م القبندي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
المشاركات: 87
افتراضي

اقباس من ie

وهنا سُمح للنائب أحمد الشريعان بالخروج من الديوانية والتوجه إلى الحشد. تعالت صيحات الجمهور الكبير مطالباً بالدخول. وأخذ الحاجز الأمني يتراجع قليلاً وسط تقدم الجماهير، بينما كان واضحاً في إحدى زوايا الحشد محاولة النواب إقناع رجال الأمن بالسماح لهم بالمرور. وفجأة، ومن دون مقدمات أو تحذير، انهالت هراوات وعصي القوات على الحشد، فكانت تضرب كل من هو أمامها وتتقدم نحو المشاركين لتفريقهم ودفعهم بعيداً عن الديوانية. وسُمع صوت دوي عالٍ لما قد يكون قنابل صوتية. تفرق بعض المتظاهرين، فلجأ بعضهم إلى بعض المنازل المجاورة، بينما اختبأ البعض الآخر خلف الأشجار في الشارع المقابل، ولم يتبعهم رجال القوات الخاصة الذين عادوا إلى مواقعهم ليكونوا طوقاً أمنياً جديداً.


للاسف فانه جريدة الجريده لم تنصف اطلاقا وليس هذا ماحدث والذي حدث وانا شاهد عليه امامي كما اشاهد نفسي الان هوه

انه تم تطويق ديوان النائب الشريعان وسمح له اخرا بالخروج وحاول النائب الفاضل بعد خروجه الدخول مرتا اخري الي ديوانه ومعه النائب المرحوم احمد الربعي رحمة الله عليه مستعينا بالاعداد البشريه الكبيره وعندما تم منعهم من التقدم بواسطة حاجز قوات فض الشغب قال النائب احمد الربعي رحمة الله عليه للواء فهد الفهد { وخر جلابك }
فقال له اللواء { يااحمد احترم نفسك } وقال للعساكر { وخرو كلكم بدون } وعنده نزع اللوائ فهد الفهد نعاله النيديه وضرب احمد الربعي وتم بعد هذه الحادثه اعطاء امر بفض المتجمهرين واقتيد الربعي والشريعان الي مخفر منطقة بيان وفعلا تجمهر عدد من المواطنين يقدر بالمئه امام المخفر وانفضو بعد وصول القوات الخاصه

اما قول الجريده بانه فجآتا وبدون سابق انذار انهال رجال الامن علي المواطنين بالهراوات فهذا افتراء وتحريض من الجريده
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 06-03-2009, 02:25 PM
عندي سؤال عندي سؤال غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Mar 2009
المشاركات: 2
افتراضي

السلام عليكم
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 06-03-2009, 04:47 PM
IE IE غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
الدولة: الكويت
المشاركات: 2,658
افتراضي ديوانية العنجري تشهد أول اعتراض من السلطة على التحرك الشعبي

خلال الأسبوع الماضي كانت أحاديث الدواوين تتمحور حول لقاء ديوانية القطامي والحضور الكبير والكلام الذي قيل، فكان من لم يحضر الشامية عازماً هذه المرة لحضور ديوانية العنجري في النزهة حيث اللقاء الثاني يوم الأثنين 11 ديسمبر 1989.
في غضون ذلك، بدا في اجتماعات النواب بعد لقاء القطامي الحديث عن الحاجة إلى ضرورة تشكيل جسم آخر ضمن الحركة الدستورية يتولى مهمة نقل الخطاب الإعلامي بصورة أكثر كفاءة وأكثر فاعلية لتصل رسالة النواب لأكبر عدد ممكن من المواطنين في ظل التعتيم الإعلامي الذي فرضته السلطة برقابتها المسبقة على الصحف. ووسط هذه الأحاديث، استقر النواب على تشكيل اللجنة الإعلامية للحركة الدستورية والتي ترأسها الدكتور غانم النجار وضمت في عضويتها الشهيد الأسير النائب فيصل الصانع والمرحوم النائب سامي المنيس وجاسم السعدون ومحمد القديري ونصار الخالدي. وقد استطاعت اللجنة الإعلامية التي كانت تعقد اجتماعاتها بمنزل النائب فيصل الصانع بمنطقة كيفان أن تسهم في كسر الحصار الإعلامي الذي فرضته السلطة بطريقة محكمة، وذلك على الرغم من محاولات التضييق والملاحقة التي كان عانى منها أعضاء اللجنة فيما بعد، إلا أن اللجنة تمكنت من خلال عملها من التواصل مع مراسلي وسائل الإعلام العاملية واللجان الدولية كما تمكنت من إنتاج شريطين فيديو حول الحركة الدستورية سميا بـ «حد 1» و «حد 2» تم من خلالهما شرح أهداف ومنطلقات الحركة الدستورية. وقد كانت فكرة أشرطة الفيديو بالإضافة إلى الكاسيت أسلوباً فعالاً في كسر الحصار الإعلامي المفروض من قبل السلطة، إذ تم تداول هذه الأشرطة على نطاق واسع بين المواطنين.

ليلة النزهة

في النزهة كان موعد لقاء الليلة بديوانية مشاري العنجري، فوجيء العنجري في صباح ذلك اليوم باتصال من مختار منطقة النزهة ابراهيم القطان طالباً مقابلته في ديوانه. فأتى القطان لديوان العنجري الذي علم من خلال ذلك اللقاء بأن الحكومة قد ضاقت بتجمع الأسبوع الماضي، إذ طلب منه المختار إلغاء تجمع الليلة بناء على أوامر وزارة الداخلية و ما أسماه بـ «تعليمات عليا»، وقال له «أوامري هي بمنع اللقاء واذا لم يتم منعه فسيتحمل والدك المريض كامل المسؤولية لان التجمع سيكون في بيته». وتلقى العنجري رسالة المختار ونقلها للنواب في لقاء جمعهم ذلك المساء بديوانية حمود الرومي بالفيحاء بعد صلاة المغرب. فقدر النواب المسؤولية الملقاة على عاتقهم وقرروا تقدير الموقف مع حلول الموعد، وتوجهوا جميعاً ليقفوا في الساحة المقابلة لديوانية العنجري.
فوجئ النواب لحظة وصولهم بحضور كثيف لدوريات الشرطة التي لم تكن متواجدة في لقاء القطامي الأسبوع الماضي. ومع ترجل النواب من سياراتهم اكتشفوا أن الأمر قد تعدى الدوريات فكان هناك تواجد كثيف لرجال الأمن في أماكن ظاهرة وبعيدة عن الأنظار بالإضافة إلى تواجد للقوات الخاصة مع كلاب بوليسية، كما لوحظ تطويق الديوانية والساحة المقابلة لها والمنطقة المحيطة. إلا أن أكثر ما أثار دهشة الجموع كان اللافتة التي وضعت على باب الديوانية، وكتب عليها بخط اليد «الديوانية مغلقة بناء على أمر وزارة الداخلية هذا اليوم».
بدا في تلك الليلة أن النواب لم يكونوا الوحيدين الذين أتوا باكراً، بل أن بعض من المواطنين قد حضر مع أذان العشاء ليفاجؤوا بالمنظر ذاته من منع للجمهور من دخول الديوانية، وهو أمر غير مسبوق أن تمنع السلطات الأمنية مواطنين من دخول ديوانية.

ومع نهاية الأذان، اصطف بعض النواب والحضور أمام باب الديوانية المغلقة لأداء صلاة العشاء وسط هدوء عم المتواجدين، فيما لوحظت أعداد غفيرة من المواطنين تنزح نحو الديوانية بعد أن أوقفوا سياراتهم في أماكن بعيدة. وبعد نهاية الصلاة، اعتلى رئيس مجلس الأمة أحمد السعدون سلم الديوانية محاطاً ببعض النواب، وتحدث للحضور بواسطة مكبر يدوي للصوت، فشكر للمواطنين تلبيتهم للدعوة واستنكر إغلاق السلطة للديوانية رغم أن التجمع سلمي. وتقدم بعض رجال الأمن ناحية السعدون محاولين إيقاف حديثه وأمر المتجمهرين بالتفرق خلال دقائق، إلا أن السعدون واصل كلمته حتى نهايتها، معلناً أن تجمع الأسبوع القادم سيكون لأداء صلاة العشاء بمسجد فاطمة في ضاحية عبدالله السالم. وبعد إنهاء السعدون لكلمته، انفض الجمع الذي قدر بنحو 2000 شخص بهدوء.
استنكار واعتذار

قوبل تعامل السلطة مع تجمع العنجري باستنكار واضح، خصوصاً بعد تناقل أخبار ما جرى بين المواطنين في أحاديثهم اليومية، فأرسل النواب ومجموعة الـ 45 وبعض جمعيات النفع العام برقيات استنكار إلى ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء الشيخ سعد العبدالله. الأمر الذي أشعر السلطة بأنها أخطأت بفعلتها تلك.


وفي صباح يوم السبت التالي، 18 ديسمبر 1989، استدعى نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الأحمد كل من النواب مشاري العنجري وصالح الفضالة وحمود الرومي وأحمد باقر ومبارك الدويلة إلى مكتبه في وزارة الخارجية قبالة الخليج العربي، وكان ذلك أول لقاء بين ممثل للحكومة ونواب مجلس 1985. وفي اللقاء أعرب وزير الخارجية عن أسفه لما جرى و مقدماً الاعتذار باسم الحكومة للنائب مشاري العنجري قائلاً أن ما تم من منع قد جرى بشكل خاطيء فالديوانية في الكويت لها قدسيتها، وأبلغهم أن الحكومة على علم بتجمع الأثنين القادم في ضاحية عبدالله السالم ولن تمنع هذا التجمع.
الاحتجاج الصامت

وبعد يومين من لقاء الشيخ صباح بالنواب، جاء يوم الاثنين 18 ديسمبر الموعود للقاء مسجد فاطمة بضاحية عبدالله السالم. فاكتظت مداخل الضاحية بالسيارات الآتية من جميع مناطق الكويت لأداء صلاة العشاء في ذلك اليوم، الذي تقرر أن يكون لقاءً شعبياً من دون إلقاء خطب، يهدف إلى الاحتجاج صمتاً على أحداث الاثنين الماضي بديوانية العنجري، ليستمر بذلك أسلوب المعارضة العاقلة والهادئة التي تحدث عنها جاسم القطامي في ديوانية الاثنين الأولى.

توافد إلى المسجد قرابة 3500 شخص، وسط حضور نسائي ملحوظ عند مصلى النساء، فأدى الجميع الصلاة، وساد الهدوء المنطقة المحيطة بالمسجد، التي اكتظت بالناس الذين لم يسعهم مسجد فاطمة ذو البناء الدائري. وبعد الصلاة، خرجت الجموع من المسجد، والتف الناس في حلقات حول بعض النواب مدة قاربت الساعة، سرت خلالها أنباء بأن لقاء الأسبوع القادم سيكون في ديوانية النائب محمد المرشد بالخالدية بعد صلاة العشاء. ثم تفرق الحضور بهدوء، وعادت ضاحية عبدالله السالم إلى طبيعتها.

النواب في رسالة استنكار لولي العهد: كدتم تفجرون الموقف لولا عناية الله وحكمة المواطنين

سمو ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء الموقر حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
انطلاقاً من إيماننا بضرورة وحدة الجبهة الداخلية في مجتمعنا وخاصة في الظروف الراهنة، ومن رغبتنا نحن الموقعين أدناه في تطوير مجتمعنا الكويتي بشكل ديموقراطي، وانطلاقاً من إيماننا بروح الأسرة الواحدة ومن التقاليد الكويتية الراسخة التي تعتمد على الحوار، فإننا نأسف للقرار الصادر من الحكومة بإغلاق إحدى الديوانيات الكويتية اعتادت اللقاء بزوارها، وذلك في إجراء لم يسبق له مثيل يتنافى مع ما للديوانية من معنى في قلوب الكويتيين وعاداتهم، ومما يؤسف له أكثر أن وزارة الداخلية حشدت قواتها في مواجهة المواطنين واستعدت عليهم القوات الخاصة، جلبت الكلاب المدربة وغيرها، وكادت مثل هذه التصرفات أن تفجر الموقف لولا عناية الله ثم حكمة المواطنين، ومن الغريب أن تتخذ مثل هذه الإجراءات في مواجهة مواطنين مسالمين لا هدف لهم إلا إعلاء شأن البلاد ووحدة مجتمعها والحفاظ على دستورها.
وحفظ الله الكويت وشعبها من كل مكروه في ظل حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى.
أحمد عبدالعزيز السعدون - صالح يوسف الفضالة - سعد فلاح طامي - مشاري جاسم العنجري - فيصل عبدالحميد الصانع - عبدالله يوسف الرومي - خميس طلق عقاب - د. يعقوب محمد حياتي - سامي أحمد المنيس - د. عبدالله فهد النفيسي - دعيج خليفة الجري - د. أحمد عبدالله الربعي - خالد العجران - جاسم عبدالعزيز القطامي - حمود حمد الرومي - د. ناصر عبدالعزيز صرخوه - ناصر فهد البناي - مبارك فهد الدويلة - محمد سليمان المرشد - أحمد يعقوب باقر - عباس مناور - حمد الجوعان - راشد سيف الحجيلان - أحمد نصار الشريعان - د. أحمد الخطيب - هاضل سالم الجلاوي - عبدالعزيز عبداللطيف المطوع.

ضوء

النائب الموثق

من حضر ديوانية النائب محمد المرشد، التجمع الشعبي الرابع في ديوانيات الاثنين، لا يمكنه أن ينسى النائب السابق العم محمد الرشيد الذي يعد أحد رموز الحركة الوطنية وأحد رواد «الحركة الدستورية». ففي تلك الديوانية، وبينما توقف رئيس مجلس الأمة أحمد السعدون عن حديثه ليراجع أفكاره من كتيب صغير وضعه أمامه، وقف العم محمد الرشيد من مكانه ممسكاً بكاميرته الفوتوغرافية ليلتقط صوراً للجمهور الجالس أمامه، ثم التفت إلى السعدون الجالس بجانبه ليلتقط صورة له وسط ابتسام السعدون، ليلتفت بعد ذلك إلى يساره حيث يجلس النواب مبارك الدويلة وجاسم القطامي والدكتور عبدالله النفيسي والأسير الشهيد فيصل الصانع ليلتقط لهم صورة أخرى وهم مبتسمون فيرد عليهم بالابتسام كعادته.
العم محمد الرشيد الذي تعرض للمضايقات والاعتداء من قبل السلطة في ديوانيات الاثنين، وخصوصاً في أحداث الجهراء التي سنأتي إليها لاحقاً، له أرشيف هائل من الصور والوثائق من تلك الحقبة، ونشكر نجله الدكتور أنس الرشيد على تزويده «الجريدة» ببعض المواد القيمة من أرشيف والده الغني.

من أشعار ديوانيات الاثنين
كأس الألم نشربه لاجل الوطن حالي
واللي عشق ديرته حاله مثل حالي
موبس فخرنا مضى، لا فخرنا حالي
خاب الذي ظننا من قوم مكاري
نفدي الأمل بالعمر دوم الفدى كاري
أرضى يضيع العمر بس تبقى أفكاري
دين الوطن مو أجل انسدده حالي



اللافتة التي وضعت على مدخل ديوانية العنجري



النائب مشاري العنجري في أحد تجمعات ديوانيات الاثنين



محمد الرشيد يلتقط الصور في ديوانية المرشد



مسجد فاطمة ضاق بآلاف المصلين فصلى الكثيرون منهم في الساحة الخارجية
__________________
"وَتِـــلـْــكَ الأيّـَــامُ نُـــدَاوِلـــُهَـــا بـَـيـْـنَ الـــنَّـــاسِ"
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 06-03-2009, 04:48 PM
IE IE غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
الدولة: الكويت
المشاركات: 2,658
افتراضي

الاعتصام الصامت والصلاة بمسجد فاطمة

[ame]http://www.youtube.com/watch?v=uNXP08QabP8&feature=channel_page[/ame]

[ame]http://www.youtube.com/watch?v=IE3XBaXQK-A&feature=channel[/ame]
__________________
"وَتِـــلـْــكَ الأيّـَــامُ نُـــدَاوِلـــُهَـــا بـَـيـْـنَ الـــنَّـــاسِ"
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 07-03-2009, 06:43 PM
IE IE غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
الدولة: الكويت
المشاركات: 2,658
افتراضي تجمع ديوانية المرشد: تزايد الحديث عن بدائل لمجلس الأمة ولا بديل عن دستور 1962

بعد تجمع العنجري ومسجد فاطمة وتلقي النواب تطمينات من قبل نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية آنذاك الشيخ صباح الأحمد بأن السلطة لن تمنع التجمعات، كان التوجس يخيم على الآتين يوم الاثنين 25 ديسمبر 1989 للتجمع الرابع في ديوانية النائب محمد المرشد في الخالدية، إلا أن «الحركة الدستورية» التي ضمت تكتل النواب ومجموعة الـ45 واللجنة الإعلامية، قد عقدت العزم على مواصلة عملها، فتحسبت لحضور جموع غفيرة لتجمع «الاثنين الرابع» بعد أن لمست تزايداً ملحوظاً في عدد الحضور من تجمع إلى آخر، فوُضعت سماعات خارج الديوانية تحسباً لحشود كبيرة. ولم يخب ذلك الظن، فحضر التجمع حشد تجاوز 5000 شخص، فكان بذلك أكبر تجمع حتى الآن وسط غياب رجال الأمن، وهو ما رآه البعض تغييراً في سياسة السلطة.

في الساحة الترابية المقابلة للديوانية جلس أغلب الحضور في جو شديد البرودة، بينما تواصل بث اللقاءات على موجات الـ«إف. إم» لمن يفضل البقاء في سيارته، في حين غصت قاعة الديوانية التي ملأها دخان السجائر بالموجودين الذين جلسوا على الأرض، في وقت جلس المتحدثون على كراسيّ عند مدخل الديوانية. وقبل إلقاء النائب محمد المرشد كلمته، بان أن البعض قد تضايق من دخان السجائر الكثيف فطلب من المدخنين الكف عن التدخين، وعلق أحد الحضور «زين يسوون».
موفدو السلطة


وجلس المرشد وعلى يمينه رئيس مجلس الأمة أحمد السعدون وعلى يساره النائب صالح الفضالة، فقرأ كلمة معدة سلفاً رحب فيها بالحضور مضيفاً: «كما أرحب باسمكم وباسمي بالإخوة موفدي السلطة الذين حضروا بيننا وحوالينا للقيام بما كلفوا به»، فقاطعه تصفيق حاد من الجمهور وسط ضحكات هنا وهناك، فأكمل المرشد «فإنهم واجدون صدراً رحباً وملقىً عذباً، ولا يظن أحد منهم أننا نضيق بهم أو نتخوف منهم، لأننا أولاً نشعر بأنهم إخوة لنا ومواطنون مثلنا وثانياً ليس لدينا شيء نخاف منه، فكل ما لدينا حديث وحوار حول موضوع يتعلق بالمصلحة العامة للكويت وأهلها (...) فنحن ضد التهور والتجاوز والغضب». واعتذر المرشد عن مواصلة حديثه نظراً إلى أنه صاحب الديوانية، تاركاً المجال للنائب صالح الفضالة لإدارة الجلسة ليلتفت هو إلى ضيوفه.
كان واضحاً أن حديث الليلة سيكون عوداً إلى الأساسيات التي قامت عليها الحركة الدستورية في زيادة وعي المواطنين حول أهمية الدستور، إضافة إلى مواصلة شرح تحركاتها التي قامت وتقوم بها بهدف تزويد المواطنين بجميع المعلومات وسط التعتيم الإعلامي الحكومي. كما كان واضحاً أن النواب المتحدثين قد وزعوا الأدوار بينهم، فتقرر أن يتحدث النائب أحمد السعدون ليشرح التحركات التي تمت خلال الفترة الماضية منذ حل المجلس وتعليق الدستور، في حين يتحدث النائب أحمد باقر عما خسرته الكويت بفقدان مجلس الأمة، ويتحدث النائب الدكتور أحمد الخطيب عن الفرق بين التعيين والانتخاب، بينما طُلب من النائب مبارك الدويلة أن يدلي بحديث حماسي للجمهور والإجابة عن بعض الأسئلة المتداولة.

الأسباب الحقيقية للحل

وبعد ترحيب النائب صالح الفضالة بالحضور شارحاً بعض التحركات التي قام بها النواب منذ حل المجلس، تحدث رئيس مجلس الأمة أحمد السعدون معلقاً على أحداث الأسبوعين الماضيين، مبيناً أن السلطة تبرأت من منعها للتجمع بعد أن تم الاعتذار من العنجري بشكل رسمي. وحاول السعدون في بداية حديثه مقارنة الأمر الأميري بحل مجلس الأمة عام 1986 بحل مجلس الأمة عام 1976 والأسباب التي ساقتها السلطة في الحالتين، رابطاً ذلك بتزوير انتخابات 1967، متسائلاً عن مدى إيمان السلطة في الكويت بدستور 1962.
واستعرض السعدون بداية الحياة النيابية وتطورها في البلاد وولادة الدستور، مشيراً إلى أن هناك العديد من النصوص الواردة في الدستور لم تكن محل وفاق، لكنها جاءت كحلول وسط، وهناك فقرة وردت في المذكرة التفسيرية تتحدث عن أن الدستور يفترض إعادة النظر فيه بعد خمس سنوات من إصداره من أجل المزيد من الحريات، لذلك أتى بعض المرشحين في انتخابات عام 1967 ممن كانوا في المجلس التأسيسي ومجلس الأمة الأول ببرامج لإعادة النظر في بعض النصوص، وذلك في محاولة منهم لتحقيق الأهداف التي كانت مطروحة في المجلس التأسيسي، مضيفاً: «وأنا أعتقد أن هذا واحد من الأسباب الرئيسية التي جعلت الحكومة تقوم بتزويرها لأنها كانت تخشى الحقيقة».
وبيّن السعدون أن أحد الأسباب الرئيسية لتعطيل الحياة النيابية في عام 1986 هو فقدان السلطة للتأثير داخل المجلس، وليس كما قيل إن الاستجوابات الأربعة التي قُدمت إلى الوزراء هي سبب الحل، فهي لم تكن قضية أساسية، فقد افتقدت الحكومة الأغلبية التي كانت تتمتع بها في معظم المجالس، وخصوصا في مجلس عام 1981، وفقدت الحكومة الأغلبية من أول يوم فلأول مرة تعجز الحكومة عن أن تنافس في أن يكون لها مرشح في الرئاسة، وجميعنا نعلم أن السلطة تحتاج إلى أن يكون لها مرشح لكنها اضطرت إلى سحبه. لذلك فإن مجيء مجلس 1985 بتشكيلة حملت تمثيلا من كل التيارات السياسية في البلاد مكنته من ممارست سلطاته الدستورية لأول مرة في ما يتعلق بالرقابة التي افتقدتها المجالس السابقة، وحاول أن يذهب أبعد من ذلك عندما كلف حمد الجوعان القيامَ بالتحقيق في محافظ البنك المركزي وهو ما رأته الحكومة تجاوزا.
وأضاف: «السبب الرئيسي للحل ليس الاستجوابات، بل هو ما يطرح حالياً من قبل السلطة وبشكل واضح عن محاولة تنقيح الدستور ومحاولة المجيء إلى بدائل صارت مطروحة، فجاءوا بمجالس المحافظات والآن بدأوا باتصالات لإيجاد مجلس استتشاري، والسؤال المطروح الآن: هل ترغب السلطة بأن تعود الحياة النيابية بالشكل الذي كانت عليه أم الرغبة في أن تكون هناك حياة نيابية مختلفة؟». مشيراً إلى أن الأمر بات واضحا في ذهن السلطة «بأنه ما عاد في قبول بأن تستمر التجربة الديموقراطية والحياة النيابية.

مجلس بديل

وكشف السعدون عن اتصالات تمت هذه الأيام من رئيس السلطة التنفيذية وبعض أعضائها حول إمكان إيجاد البديل لمجلس الأمة، مضيفاً: «لقد قيل في هذه الأيام بشكل واضح وصريح من قبل المسؤولين أن لا عودة إلى التجربة النيابية بالشكل الذي كانت عليه».
ثم قدم النائب أحمد باقر استعراضاً قانونياً لحل مجلس الأمة، في محاولة لتثقيف المواطنين بمدى خطأ الإجراءات التي أقدمت عليها السلطة، فبين أن حل المجلس وتعليق مواد الدستور وإصدار قوانين بأمر أميري لم يرد بالدستور الذي حدد الأوامر الأميرية في حالتين، هما: تعيين نائب الأمير أو تكليف رئيس الوزراء فقط.
وضجت القاعة بالتصفيق عند تقديم النائب د. أحمد الخطيب، فبدأ قائلاً: «مساكم الله بالخير يا جماعة... الظاهر سهرتنا الليلة بتكون طويلة». ثم تحدث عن أيام عضويته في المجلس التأسيسي «أنا كنت في المجلس التأسيسي ومن واضعين دستور 1962 فلا ننفخه وايد»، مبيناً أن الدستور وضع في وقت معين أمام وعي شعبي معين، وكان العمل السياسي غائبا منذ عام 1959 فلم يكن هناك أندية رياضية أو صحف أو جمعيات، مشدداً على أن الديموقراطية السياسية بحاجة إلى جو من الحريات العامة، فهي القاعدة الأساسية لقيام مجلس ديموقراطي، «وقد راعينا هذا الأمر في ذلك الوقت، فالبلد لم كن يعيش النضج السياسي بعد»، موضحا «ما كنا راضين إطلاقاً على الدستور، قلنا في ذلك الوقت أنه دستور مؤقت ما يطوّل أكثر من خمس سنين، وسيكون هناك دستور ثاني يعطي الشعب حقوقه ليكون فعلاً مصدر السلطات ولا سلطة أخرى فوقه، فديموقراطية وسط أو زينة هذي خرابيط ما نبيها، نريد ديموقراطية حقيقية تعطي للشعب كرامته».

«يبونا ديكور»

وأشار الخطيب إلى محاولات بعض الشيوخ للوقوف في وجه الدستور، مبيناً أن العقلية السائدة لدى بعضهم هي عقلية «من هو السيد ومن هو صاحب البلد ومن هو الضيف الثقيل اللي ماله شيء، لأن حتى دستور 1962 مو عاجبهم». لافتاً إلى حوار تم بين عبدالله السالم وبعض الشيوخ الذين ذهبوا إليه مطالبين بإلغاء الدستور بعد دخول الكويت للأمم المتحدة، فرد عليهم عبدالله السالم بالقول «إذا مجلس الأمة يتكلمون فإنتوا عندكم لسان، ردوا عليهم واللي ما يقدر، هذا الباب».
وبين الخطيب أن نظرية حكم الفرد أو الحزب الواحد أثبتت فشلها، لأن هذا الحكم يعتمد على أجهزة القمع الأمنية بدلاً من الحماية الشعبية، مشدداً أن على النظام أن يحتمي بقلوب شعبه فلمصلحة من نقدم على مخاطر من هذا النوع؟ مبيناً أن ما هو مطروح حالياً لا يخرج عن العقلية ذاتها سواء في قضية مجلس شورى يعين أو ما يطرح من تعديل للدستور، وموضحا «هذه الصلاحيات البسيطة يريدون يشيلونها، حق الرقابة المالية يريدون يشيلونه، حق المجلس بالتشريع يبون يشيلونه... يعني يبونا ديكور»، مشدداً أن هذا الموضوع لم يعد مجالاً للنقاش بعد هذه الحشود التي تتزايد أسبوعاً بعد أسبوع.
قاربت عقارب الساعة التاسعة والربع مساءً في ما بدا أنه أطول لقاءات دواوين الاثنين حتى الآن، وكان النائب مبارك الدويلة آخر المتحدثين، وبدا أنه يسعى إلى الاختصار قدر الإمكان، فحاول من خلال حديثه الإجابة عن بعض الأسئلة التي تدور حول النواب، كأسباب التأخر في التحرك الشعبي بعد ثلاث سنوات من الحل، فقال إن النواب رأوا بعد حل المجلس وجود قطاع كبير من الناس يعتقدون أن الحكومة لديها مفاتيح سليمان لحل مشاكل الناس، وعلى الرغم من علمنا بأن مفاتيحهم «مْصَينَة لا تفتح حتى الأبواب، إلا أننا قلنا نعطيهم فرصة لنؤكد ما كنا نقوله بعد حل المجلس»، مبيناً أن ثلاث سنوات ونصف كانت كافية لتغيير قناعات الناس، وتؤكد لهم أن الوضع أصبح أسوأ، ووجدناها فرصة أن نحول أسلوبنا من أسلوب معني بمجموعة النواب إلى أسلوب جماهيري.
وتطرق الدويلة إلى سؤال وجه إليه من أحد المواطنين عن رأيه في تكوين مجلس للشورى فقال إنه يعارض ذلك، ورد عليه المواطن «بس تعالوا انتم متدينين ومجلس الشورى لازم تأيدونه لأن هذا مفهوم إسلامي»، فرد عليه الدويلة «مجلس الشورى بالمفهوم الإسلامي نقره، فالشورى بالإسلام ملزمة، لكن هل هذه هي الشورى هي المقصودة في مفهوم اليوم؟»، مبيناً أن المقصود في ما يطرح هو مجلس استشاري يمكن تعيينه بقرار وإزالته بقرار، وهذه استشارات مرفوضة، فقضية دستور 1962 أمر لا مساومة فيه.
واختتم النائب صالح الفضالة اللقاء، معلناً للحضور «إخواني، الأسبوع القادم عطلة (رأس السنة) وبعد الأسبوع القادم سيكون لقاؤنا عند أحمد الشريعان في الجهراء، قرب نادي الجهراء الرياضي في 8/1/1990 الساعة 7 مساءً»، فهمّ الحضور بالخروج في انتظار لقاء مشابه في الجهراء بعد أسبوعين، لكن ما يخبئه القدر كان أكثر من ذلك.

الخطيب: في المجلس التأسيسي ذهب بعض النواب لتقبيل خشوم الشيوخ فنبههم على ذلك عبداللطيف الغانم

أشار النائب الدكتور أحمد الخطيب إلى حادثة جرت في المجلس التأسيسي تصف الوعي السياسي في ذلك الوقت، قائلاً: «أنا أذكر في أول جلسة من المجلس التأسيسي كنا قاعدين، وكان طبعاً مجلس الوزراء الأول فيه 11 شيخ، وما وعينا إلا ربعنا وزملائنا من النواب يصفون طابور عليهم يحبون خشومهم. وأنا ما ألومهم لأن هذا الوضع اللي كانوا عايشين فيه قبل الانتخابات وبالتالي بالنسبة لهم نقلة مو واعينها، فما يعون شنو مجلس الأمة وشنو هم وشنو قيمتهم وشنو يمثلون لذلك ما ألومهم. بس قضبناهم وقلنا على الأقل هذا مظهر ما يصير يكون موجود في الجلسة الأولى، في صحافة وفي أجانب. وذهبنا إلى رئيس المجلس الله يرحمه عبداللطيف ثنيان الغانم وقلنا له يا عم بو بدر ترى هذه الأشياء فشيلة جدام الله وخلقه، واحنا عارفين بالموضوع، قلنا هذا مظهر لا يتكرر. وفعلاً قضبهم جزاه الله ألف خير وقال لهم يا جماعة تعالوا ترى أنتم ممثلي الشعب الكويتي تحملون شرف الشعب الكويتي فلا تذلون أهل الكويت».

سجال بين السعدون وعبدالرحمن العوضي في ديوانية باقر بشأن وثيقة مجموعة عبدالعزيز الصقر

كشف رئيس مجلس الأمة أحمد السعدون أثناء حديثه عن حوار دار بينه وبين وزير التخطيط عبدالرحمن العوضي في ديوانية النائب أحمد باقر قبل أسبوعين من لقاء المرشد، وكان الحوار عن وثيقة مجموعة عبدالعزيز الصقر للأمير. وفي ما يلي نص حديث السعدون:
«قلنا للعم عبدالعزيز الصقر أنه لا يجوز أن تبقى هذه الرسالة، مع كل تقديرنا لأسبابكم، حبيسة الأدراج بل يجب أن تنشر لسبب واحد على الأقل، وقد ذكرت له حادثة صارت معي في الأسبوع قبل الماضي، وكنت في ديوانية أحد الزملاء الأخ أحمد باقر وكنا نتحدث عن جهد الإخوان الـ45، وكان موجود وزير التخطيط وكان ينتقد موقف الإخوان الـ45 وعدم مقابلتهم سمو الأمير لما طلب منهم أنه يمكن أن يأتي منكم ثلاثة أو أربعة بدون رسالة، وكنت أقول له أنه مع كل تقديري لرأيك نحن حقيقة نؤيد أي موقف يتخذونه الأخوة الـ45 لأن إذا ما كانوا مثل حرصنا فهم بدون شك كانوا أحرص منا على عودة الحياة النيابية، لكن موقفهم كان واضح وهو أنه لا صفة لهم أن يذهبوا بدون العريضة، وإذا كانت الحياة النيابية متوقفة على أن يذهب ثلاثة أو أربعة من الإخوان الـ45 أو غيرهم فأنا أعتقد -وهذا الكلام اللي قلته له- أنا أعتقد بأن مع كل تقديري للإخوان لكن المجموعة اللي راحت وهم: العم عبدالعزيز الصقر والعم عبدالرحمن البدر والعم حمود النصف، فهم من حيث السن أكبر من الإخوان ومن حيث المكانة أيضاً أبلغ -مع كل تقديري للإخوان-، ومع ذلك ذهبوا بتاريخ 4/7/1989 وقدموا الرسالة وتحدثوا عن عودة الحياة النيابية ولم يستجب لهم. كنت أقول للعم عبدالعزيز الصقر تعال اشهد على كلام وزير التخطيط، فقد رد علي الأخ الدكتور عبدالرحمن العوضي «صحيح راحوا لكنهم أشاروا إلى الحياة النيابية على الشلّاعي (وتعني بدون إعارة أي اهتمام)» وأمانة أنا أسكتني لسبب واحد وهو قدرة وزير التخطيط كعضو في الحكومة على الاطلاع على وثيقة من هالنوع أكبر مني أنا. وقلت للعم عبدالعزيز الصقر: لو كان مضمون الرسالة معلوم للجميع هل ممكن أن يسكت الواحد على الكلام الذي قاله عبدالرحمن العوضي أمام هذا الجمع؟، وقد كانت ديوانية الأخ أحمد باقر مليانة. قلت للعم عبدالعزيز: إذا المواقف قاعد تشوه وهذا موقفك الآن ليس فقط موقف سيحفظه التاريخ بل هو حتى حماية لموقفكم، وهو أيضاً موقف مهم جداً لسبب آخر، وهو أن هناك قطاعات كبيرة في الساحة الشعبية تعمل وبشكل جاد وقوي لعودة الحياة النيابية وسترى من أي موقف تراه من قبل أي مجموعة، وبالذات منكم، سيشد من عضدها وأيضاً سيرفع من معنوياتها. وأعتقد أن مجرد إطلاعنا على الرسالة كان نوع من الإظهار لما تضمنته لكن هذا غير كافي في هذه الرسالة التاريخية المتضمنة أربع صفحات ونصف ما فيها شيء غير عودة الحياة النيابية وبشكل واضح وصريح، هذه الرسالة اللي أشار إليها وزير التخطيط وقال: والله لما تحدثوا الجماعة تحدثوا على الشلاعي!».

من أشعار ديوانيات الاثنين
أحلى شعب
شعبي يا أحلى شعب عزمك مهو عادي
حلمك على من جهل وعدلك مع العادي
صدقك مع من تحب وويل الذي تعادي
طبعك سخي من أبد وما تعرف المنة
غير الذي في السما ما ينطلب منه
وان قاموا كل الشعب محدٍ قعد منا
واللي وعدني لزم يوفي بميعادي

يناير 1990



النواب صالح الفضالة ومحمد المرشد وأحمد السعدون



الشهيد الأسير النائب فيصل الصانع والنواب عبدالله النفيسي وجاسم القطامي ومبارك الدويلة
__________________
"وَتِـــلـْــكَ الأيّـَــامُ نُـــدَاوِلـــُهَـــا بـَـيـْـنَ الـــنَّـــاسِ"
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 22-11-2009, 12:01 AM
احمد عبدالله م القبندي احمد عبدالله م القبندي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
المشاركات: 87
افتراضي


قنابل مسيلة للدموع تفرق المهنئين صبيحة العيد عام 1990[/QUOTE]


مشرفنا العزيز ie

فقط احببت التوضيح حيث انه الصوره تبين انه اطلقت القنابل المسيله للدموع علي المهنئين بالعيد وهي ليست كذالك مشرفنا العزيز

لقد شاركت من جديد بعد ان فقدت ايميلي القديم ولااستطيع المشاركه الا بالاميل القديم فوضعت ايميل جديد وشاركت بنفس الاسم فقط لتبيان حقائق لاهل الكويت

لقد كنت عسكريا بقوات مكافحة الشغب وانا من ضمن القوه التي فضت الاجتماع

لست معارض لمجلس الامه ابدا ولكن هناك اوامر عسكريه يجب ان اطيعها والا اصبحت من الخائنين لبلدي فقط لاغير

مشرفنا العزيز

لم تكن قوات فض الشغب تفرق المهنئين بالعيد بل لقد صدرت الاوامر مسبقا بالتوجه بالقوه الي الخالديه وبالضبط الي منزل النائب الفاضل احمد السعدون وبعد محاصرة منطقة الخالديه بالكامل اتت الاوامر بالتوجه الي منطقة العديليه الي منزل النائب الفضاله حيث انه الاجتماع نقل الي العديليه من الخالديه وتم انذارا لمتواجدين واعطائهم مهله اكثر من نصف ساعه ولم يستجيبو لقوة مكافحة الشغب فصدرت الاوامر بفض الاجتماع بالقوه وهذا بالضبط ماحصل وماجعلني اشارك هيه الصوره التي وضع تحتها بانه تمت تفرقة المهنئين بالعيد فقط لاغير
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 02-03-2009, 04:04 PM
IE IE غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
الدولة: الكويت
المشاركات: 2,658
افتراضي المجلس يقدم ثلاثة استجوابات في ثلاثة أيام... والحكومة تستقيل... والأمير يحل المجلس

تفجيرات النفط ومطالبات بالإقالة

لم تكد تهدأ الساحة السياسية بعد حكم المحكمة الدستورية بحق المجلس في الاطلاع على كشوفات البنك المركزي، حتى اشتعلت من جديد بعد صدور الحكم بثلاثة أيام، وذلك على خلفية حدوث ثلاثة انفجارات في ثلاثة مواقع نفطية في الأحمدي والمقوع، وبينما انشغلت الأوساط السياسية والأمنية والإعلامية بالوقوف على أسباب الانفجارات التي اتضح فيما بعد أنها عمل إرهابي، تقدم النواب محمد المرشد وفيصل الصانع وأحمد باقر باستجواب لوزير المواصلات عيسى المزيدي بتاريخ 21 يونيو 1986، تمحور حول قضية المشتركين في الخدمة الهاتفية والمستحقات المترتبة عليهم، وأدرج الاستجواب على جدول أعمال جلسة 24 يونيو التي كان متوقعاً فيها أن يطلب الوزير تأجيل مناقشته أسبوعين.
واستمرت الأجواء السياسية في التصعيد خلال أول جلسة عقب حوادث التفجيرات بتاريخ 22 يونيو عندما استنكر المجلس التفجيرات الإرهابية، وبرزت مطالبات نيابية بإقالة وزير النفط والصناعة الشيخ علي الخليفة الصباح ووزير الداخلية الشيخ نواف الأحمد الصباح، وتأزمت الجلسة بشكل أكبر عندما تقدم عدد من النواب أثناء الجلسة بطلب إصدار بيان يدين الحكومة لتقصيرها الأمني في الحادثة، وذلك جعل الحكومة تهدد بالانسحاب من الجلسة إذا ما تم التصويت عليه. وفي محاولة لاحتواء الموقف، شكل المجلس لجنة لإعادة صياغة البيان بشكل لا يحمل إدانة للحكومة، بل يناشدها بذل المزيد من الحيطة والحذر الأمني، وقد امتنع تسعة نواب من المعارضة عن التصويت على البيان المعدل معلنين تمسكهم بالبيان الأصلي الذي يدين الحكومة، وهم النواب د. ناصر صرخوه وأحمد باقر وحمد الجوعان ومشاري العنجري وفيصل الصانع ود. أحمد الربعي ود. أحمد الخطيب وسامي المنيس وجاسم القطامي.

توالي الاستجوابات

وفي اليوم ذاته، تقدم النواب ناصر البناي وخميس عقاب وسامي المنيس باستجواب لوزير المالية والاقتصاد جاسم الخرافي حول المخالفات الواردة في تقريرين لديوان المحاسبة عن صندوق صغار المستثمرين، ليضاف إلى الاستجواب المقدم إلى وزير المواصلات عيسى المزيدي، في حين تواردت أنباء عن إعداد النواب مشاري العنجري وعبدالله النفيسي وجاسم القطامي استجواباً آخر لوزير النفط والصناعة الشيخ علي الخليفة في اليوم التالي على خلفية التفجيرات الإرهابية للمواقع النفطية ومدى الحماية التي يعمل على توفيرها الوزير للمنشآت النفطية بالإضافة إلى قضايا نفطية أخرى.
وفي ما اعتبر خطوة مفاجئة للأوساط السياسية في ذلك الوقت، تقدم النواب مبارك الدويلة وراشد الحجيلان وأحمد الشريعان بتاريخ 24 يونيو، بعد يومين من تقديم استجواب وزير المالية، باستجواب لوزير التربية د. حسن الإبراهيم، وفي الوقت ذاته أرجأ المجلس استجوابات الوزراء المزيدي والخرافي والخليفة أسبوعين. إذن فالمحصلة كانت قيام تسعة نواب بتقديم ثلاثة استجوابات في غضون خمسة أيام بينما كان يعكف ثلاثة نواب آخرين على إعداد استجواب رابع لوزير النفط علي الخليفة. ورغم ما يشير إلى دخول البلاد في أزمة سياسية على إثر الاستجوابات المقدمة، فإن المجلس قد استمر في إنجاز أعماله بشكل طبيعي، فأقر في جلسة 28 يونيو مشروع قانون الخطة الخمسية وميزانية هيئة الاستثمار، التي أثار فيها النواب بعض المخالفات التي سجلها ديوان المحاسبة، وأبرزها قيام الهيئة بسحب أكثر من مليار وخمسمئة مليون دينار من احتياطي الأجيال لزيادة رأسمال مؤسسة البترول الكويتية، التي بدورها استخدمت المبلغ لشراء شركة سانتافي، باعتبار أن القانون يحظر السحب من الاحتياطي.

يوم المفاجآت الطويل

وخيم الهدوء على الساحة السياسية خلال الأيام الأربعة التالية، وقد قضتها الحكومة في دراسة الوضع السياسي الراهن، في حين لم تبدُ أية إشارات لمزيد من التأزيم، خصوصاً أن المجلس مقبل على انتهاء دور الانعقاد، وذلك يعني احتمال تأجيل بعض الاستجوابات إلى دور الانعقاد المقبل، وفي خضم ذلك، انشغل المجلس والأوساط السياسية بإحدى القضايا المهمة المتعلقة بتعديل قانون الانتخاب للمتجنسين، إذ نص المشروع المقترح على مد الفترة التي يقضيها المواطن المتجنس من 20 عاما إلى 30 حتى يحق له الانتخاب.
وكان يوم الأربعاء 2 يوليو حافلاً على عدة صُعُد، فأسمته صحيفة القبس «يوم المفاجآت الطويل»، إذ أقر المجلس في جلسته في اليوم نفسه مشروع قانون الانتخاب للمتجنسين بموافقة 34 نائبا وعدم موافقة 1 وامتناع 17، وصاحب ذلك ارتياح شعبي ونيابي نتيجة إعلان إلقاء القبض على مدبري محاولة اغتيال سمو الأمير الشيخ جابر الأحمد ومدبري تفجيرات المقاهي الشعبية ومطلقي النار على رئيس تحرير صحيفة «السياسة» أحمد الجارالله.
وفي الجلسة ذاتها برز الخلاف الحكومي- النيابي من جديد بشأن موضوع طلب لجنة التحقيق في أزمة المناخ الاطلاع على محاضر اجتماعات مجلس إدارة البنك المركزي وسط رفض حكومي، وقرر المجلس في تلك الجلسة تمديد ندب النائب حمد الجوعان للتحقيق في كشوفات البنك إلى نهاية عام 1986، وكان من المقرر أن يتوجه الجوعان يوم السبت 5 يوليو إلى البنك المركزي للاطلاع على الكشوفات كافة.

استقالة وتفاؤل وحل

وفي مساء ذلك اليوم، اجتمع نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية آنذاك الشيخ صباح الأحمد الصباح مع الوزراء، ونتج عن ذلك تقديم الوزراء مجتمعين استقالتهم إلى سمو ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح، ويترتب على الاستقالة إذا قُبلَت سقوط جميع الاستجوابات المقدمة بعد أن تخلى الوزراء عن مناصبهم. وحظيت الاستقالة باهتمام الإعلام والأوساط السياسية، إذ صاحبها مشاورات نيابية مكثفة، ترجمها النواب بتصريحات تفاؤلية باعتبار الاستقالة فرصة لتشكيل حكومة جديدة قادرة على التعامل مع القضايا العالقة. وفي صباح اليوم التالي، الخميس 3 يوليو 1986، اجتمع سمو الأمير الشيخ جابر الأحمد الصباح مع سمو ولي العهد الشيخ سعد العبدالله والشيخ صباح الأحمد ووزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء راشد الراشد، وفي ظهيرة الخميس، صدر أمر أميري بحل مجلس الأمة وتعطيل بعض مواد الدستور وتولي الأمير ومجلس الوزراء الاختصاصات المخولة لمجلس الأمة، وألحق ذلك بقرار آخر من وزارة الاعلام بتعديل بعض أحكام قانون المطبوعات وإخضاع الصحف للرقابة المسبقة، وصاحب ذلك قبول استقالة الحكومة وتكليف ولي العهد تشكيلَ حكومة جديدة. وبدا لافتاً ذكر الأمير في خطاب حل المجلس أن الكويت لن تتخلى عن المسيرة النيابية، لكن خلافاً لحل المجلس في 1976 الذي احتوى على فترة زمنية محددة للحل، فإن الأمر الأميري بحل المجلس في 3 يوليو 1986 كان حلاً نهائياً من دون الإشارة إلى عودته.

نص الأمر الأميري بحل مجلس الأمة

بسم الله الرحمن الرحيم
فقد شاءت إرادة العلي القدير أن نحمل المسؤولية عن هذا الوطن العزيز، عاهدنا الله وعاهدنا المواطنين أن نعمل على حفظ الكويت من كل سوء.
لقد تعرضت البلاد لمحن متعددة وظروف قاسية لم يسبق أن مرت بمثلها مجتمعة من قبل، فتعرض أمنها إلى مؤامرات خارجية شرسة هددت الأرواح وكادت أن تدمر ثروات هذا الوطن ومصدر رزقه، وكادت نيران الحرب المستعرة بين جارتيها المسلمتين أن تصل إلى حدودها، وواجهت أزمة اقتصادية شديدة، وبدلاً من أن تتضافر الجهود وتتعاون كل الأطراف لاحتواء هذه الأزمة تفرقت الكلمة وانقسم الرأي وظهرت تكتلات وأحزاب أدت إلى تمزيق الوحدة الوطنية وتعطيل الأعمال حتى تعذر على مجلس الوزراء الاستمرار في مهمته.
ولما كانت الأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد لن ينقذها منها إلا عمل حاسم وجاد، ولما كانت المؤامرات الإجرامية التي يتعرض لها الوطن لن يوقفها إلا اليقظة التامة والاستعداد الكامل والوحدة الوطنية الشاملة.
ولما كانت ظروف المنطقة تتميز بالحرج وتحيطها ملابسات دقيقة وخطرة، ولما كان استمرار الوضع على ما هو عليه سيعرض الكويت إلى ما خشيناه ونخشاه من نتائج غير محمودة. ولما كانت الحرية والشورى نبتا أصيلا نما وازدهر منذ نشأت الكويت، وكانت الكويت هي الأصل وهي الهدف وهي الباقية، أما ما عداها فهو زائل ومتغير وفقاً لحاجاتها ومصالحها، فإن استمرار الحياة النيابية بهذه الروح وفي هذه الظروف يعرض الوحدة الوطنية لانقسام محقق ويلحق بمصالح البلاد العليا خطرا داهما، لذلك رأينا حرصا على سلامة واستقرار الكويت أن نوقف أعمال مجلس الأمة «وأصدرنا بذلك الأمر الآتي نصه:
مادة أولى: يحل مجلس الأمة، ويوقف العمل بأحكام المواد 56 فقرة (3) و107 و174 و181 من الدستور الصادر في 11 من نوفمبر 1962م .
مادة ثانية: يتولى الأمير ومجلس الوزراء الاختصاصات المخولة لمجلس الأمة بموجب الدستور.
مادة ثالثة: تصدر القوانين بمراسيم أميرية ويجوز عند الضرورة إصدارها بأوامر أميرية.
مادة رابعة: على رئيس مجلس الوزراء والوزراء - كل فيما يخصه - تنفيذ هذا الأمر ويعمل به من تاريخ صدوره وينشر في الجريدة الرسمية.
أمير الكويت
جابر الأحمد

أعضاء الحكومة المستقيلة

الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح - رئيس مجلس الوزراء
الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح - نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية
جاسم محمد الخرافي - وزير المالية والاقتصاد
د. حسن علي الإبراهيم - وزير التربية
خالد أحمد الجسار - وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية
راشد عبدالعزيز الراشد - وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء
الشيخ سالم صباح السالم الصباح - وزير الدفاع
سعود محمد العصيمي - وزير العدل
عبدالرحمن إبراهيم الحوطي - وزير الأشغال وزير الإسكان
د. عبدالرحمن عبدالله العوضي - وزير الصحة وزير التخطيط
الشيخ علي الخليفة العذبي الصباح - وزير النفط والصناعة
عيسى محمد المزيدي - وزير المواصلات
محمد السيد عبدالمحسن الرفاعي - وزير الكهرباء والماء
الشيخ ناصر المحمد الأحمد الصباح - وزير الإعلام
الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح - وزير الداخلية
خالد سالم الجميعان - وزير الشؤون الاجتماعية والعمل

المواد الدستورية التي عطّلها حل المجلس

المادة 56 فقرة (3): لا يزيد عدد الوزراء جميعاً على ثلث عدد أعضاء مجلس الأمة.
المادة 107: للأمير أن يحل مجلس الأمة بمرسوم تبين فيه أسباب الحل على أنه لا يجوز حل المجلس لذات الأسباب مرة أخرى. وإذا حل المجلس وجب إجراء الانتخابات للمجلس الجديد في ميعاد لا يجاوز شهرين من تاريخ الحل.
فإن لم تجر الانتخابات خلال تلك المدة يسترد المجلس المنحل كامل سلطته الدستورية ويجتمع فورا كأن الحل لم يكن ويستمر في أعماله إلى أن ينتخب المجلس الجديد.
المادة 174: للأمير ولثلث أعضاء مجلس الأمة حق اقتراح تنقيح هذا الدستور بتعديل أو حذف حكم أو أكثر من أحكامه، أو إضافة أحكام جديدة إليه.
فإذا وافق الأمير وأغلبية الأعضاء الذين يتألف منهم مجلس الأمة على مبدأ التنقيح وموضوعه، ناقش المجلس المشروع المقترح مادة مادة، وتشترط لإقراره موافقة ثلثي الأعضاء الذين يتألف منهم المجلس، ولا يكون التنقيح نافذا بعد ذلك إلا بعد تصديق الأمير عليه وإصداره، وذلك بالاستثناء من حكم المادتين 65 و66 من هذا الدستور.
وإذا رفض اقتراح التنقيح من حيث المبدأ أو من حيث موضوع التنقيح فلا يجوز عرضه من جديد قبل مضي سنة على هذا الرفض. ولا يجوز اقتراح تعديل هذا الدستور قبل مضي خمس سنوات على العمل به.
المادة 181: لا يجوز تعطيل أي حكم من أحكام هذا الدستور إلا اثناء قيام الأحكام العرفية في الحدود التي يبينها القانون. ولا يجوز بأي حال تعطيل انعقاد مجلس الأمة في تلك الأثناء أو المساس بحصانة أعضائه.

ضوء

من أبرز وأحدث الكتب التي صدرت لتوثق مسيرة ديوانيات الأثنين كان كتاب «وقائع ووثائق دواوين الاثنين» للكاتب يوسف المباركي، والذي احتوى على توثيق هام لهذه المرحلة التي غابت خلالها وسائل الإعلام وأسس التوثيق البسيطة، فأتى هذا الكتاب ليطلع الأجيال الحالية على مسيرة الشعب نحو عودة الدستور في ذلك الوقت.
و«الجريدة» إذ تنشر حلقاتها حول ديوانيات الإثنين، فإنها تتوجه بالشكر للكاتب يوسف المباركي على دوره في توثيق هذه المرحلة الهامة ودوره في إخراج هذه الحلقات إلى النور عبر بعض المواد القيمة التي احتواها الكتاب.

من ذاكرة الديوانيات

أنا الدستور
أنا الدستور محبوس يالشعب فكوني
امعلق اسنين خاب الرجا اف كوني
أنظم الحياة قانون موافق كوني
ليش الصلف والبعد عن روحه أو نصة
قانون الحياة نظم فيه الحكم ورد نصه
اتفصل على كيفك تاخذ أو تقط نصه
عيب اتخون العهد ليش وتخبط افكوني
ابن الدستور



الأمير الراحل جابر الأحمد ملقياً خطاب الحل



تجمع حاشد في ديوانية الشريعان بالجهراء
__________________
"وَتِـــلـْــكَ الأيّـَــامُ نُـــدَاوِلـــُهَـــا بـَـيـْـنَ الـــنَّـــاسِ"
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 10-03-2009, 03:55 AM
كويتي_اصلي كويتي_اصلي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 22
افتراضي

يعطيك العافية على الموضوع الحلوو
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
دواوين الكويت عادل الفريحان المعلومات العامة 3 27-01-2014 07:47 AM
متحف الطريجي في الكويت ، الجريدة جون الكويت المعلومات العامة 12 09-12-2012 12:09 AM
من دواوين الحي الجبلي العثمان جبلة 12 06-03-2010 11:30 AM
دعوة عامة لحضور منتدى الاثنين حامد حمود المقهوي القسم العام 15 08-12-2009 09:45 AM
من ساحل الوطية الى سيف دسمان ..هذي دواوين العز على السيف نيشان AHMAD التاريـــخ الأدبي 0 22-10-2008 10:01 AM


الساعة الآن 05:04 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.9 Beta 3, Copyright ©2000 - 2025
جميع الحقوق محفوظة لموقع تاريخ الكويت