راسل ادارة الموقع جديد المشاركات التسجيل الرئيسية

 
 
        

اخر المواضيع

 
 

 
 
العودة   تاريخ الكويت > منتدى تاريخ الكويت > التاريـــخ الأدبي
 
 

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 17-02-2008, 07:06 PM
IE IE غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
الدولة: الكويت
المشاركات: 2,658
افتراضي

كنت قد تحدثت في الحلقة الثامنة عن نسب موضي العبيدي والحلقة التاسعة عن مواقع سكنها والمنطقة التي عاشت فيها والفريج الذي تربت فيه هي واخواتها واخوالها منذ منتصف القرن التاسع عشر في هذه الحلقة العاشرة سأتحدث عن الاجواء التي عاشت فيها هذه الشاعرة موضي العبيدي.
ربما يعتبر الشارع الممتد من مسجد الرزاقة حتى قصر السيف كان في القديم هو منتدى اهل الكويت غير الرسمي فعندما تلقي نظرة على تاريخ هذا الشارع تجد في اوله ياخوراً ومربط الخيل واثناء ركوب الخيل وصهيلها والمرور في هذا الشارع متجهين الى قصر السيف من هذا المربط والخيال على فرسه او حصانه وهو يسير اماً مسرعاً او مخففاً السير فنجد التعليقات هنا وهناك عن هذا الفارس.
وبعدها نجد مسجد الرزاقة وصلاة الجمعة الذين يجتمع به الرجال والنساء في الاماكن الخلفية في مكان خاص وبعدها امامك ديوان الرزاقة وهو بحق كأنه ناد يلتقي به اهل الكويت ويتبادلون الاخبار وقد اشتهر هذا الديوان قرابة قرنين من الزمان وكان الشعراء والادباء ومن عنده اخبار جديدة لابد ان تسمع في هذا الديوان وكان يبرز في هذا الديوان الشاعر محمد عبد اللطيف العبد الرزاق وعندما تسير الى الامام تجد مقابل هذا الديوان بين ال الحسن الذي منهم وزير التربية الاسبق حسن الابراهيم الحسن ومنهم وزير المالية الحالي وقد برزت في هذا البيت شاعره مقلة هي مريم الحسن وآل الحسن كانوا متواجدين في هذا المنزل قبل ان يتحولوا الى منزلهم قرب مسجد الفهد وامسقف الفهد بعدها تأتيك قرب ديوان العبد الرزاق الدخينة مقر الشاعر عبد الله الفرج وعلى ذكر عبد الله الفرج فإنه يرتبط بصلة قرابة مع آل العبد الرزاق حيث تزوج فضل العبد الرزاق بنت الفرج بعدها يأتيك منزل صالح محمد الفرحان وزوجته مريم احمد العامر التي كانت تحفظ من القرآن الشيء الكثير وكانت طبيبة شعبية في تلك الحقبة من الزمن وبالمقابل كان هناك بيت الشاعر محمد الفوزان الذي كان يتبادل القصائد الشعرية مع الشاعر عبد الله الفرج ولما كانت في هذه الفترة متواجدة موضي العبيدي وكما قلنا في حلقة سابقة ان اباها شاعر واخاها شاعر وابن اخيها شاعر فلماذا وهي على هذه الحالة وهي تسمع الشعر هنا وهناك وعندما كانت الدخينة معقل عبد الله الفرج كانت سيدات الحي «الفريج» يجتمعن عند موضي العبيدي وهي تسمع احاديث السيدات وبعضهن وهن ذاهبات الى البحر لتنظيف وغسل الملابس ومن ثم يسمعن هناك اصوات موسيقى البحر فتجد في هذا الشارع مجموعة من الشعراء من مثل الفوزان والرزاقة والفرج ومثلهم النسوة اللاتي يقرضن الشعر، وبهذا يلهب الخيال والشاعرية في هذا الحي والشارع وهنا اضرب مثلا من جلسة هذه النسوة حينما كانت الجلسة غير مكتملة فإذا مريم الحسن وموضي العبيدي لم تجدا زميلتهما مريم العامر وعندها ذهبتا الى منزلها مقابل منزل العبيدي وعندما دخلتا بيتها لم تجداها بل وجدتا زوجها صالح الفرحان فبسرعة خرجت القريحة الشعرية من مريم الحسن وقالت:
دخلت بيت فرحان ولهان
ما شفت مريم العامرية
نشدت عنها قالوا زعلان
بيت ابوها راحت زرية
لا راعية خطا ولا شين
غض النهد لاوي الزرية
لا عنا لها العاني جوعان
تملا له المقرف من اخلاص الشدية
اتقند الفنيال بالهيل
والعنبر الزجي جفية
بعدها عندما سمع صالح الفرحان هذه الابيات ذهب مسرعاً وجاء بزوجته مريم العامر وقال لها انا متأسف وهكذا اعيدت المياه الى مجاريها بسبب هذه السيدة الفاضلة مريم الحسن.
وهنا تكون السيدة مريم العامر في احدى السنوات ويكون احد اقارب زوجها يحن على اهله يريد ان يذهب الى الغوص وهو طويل القامة لكنه صغير السن فرأساً وجهت له هذه الابيات تقول:
يا طويل الظهر وين انت رايح
تحسب الغوص لعبك بالبرايح
الغوص ما هو لك ولا بشروال
الغوص موتخويض انقع والقرايح
أما تبادل الشعراء مع بعضهم الشعر وهؤلاء النسوة يجلسن مع بعضهن ولا يوجد وسيلة للتسلية الا هذا الشعر ومن هنا تفتقت قريحة الشاعرة موضي العبيدي.
كانت في اثناء جلساتهن الضحوية التي تجتمع بها هذه النسوة وكان اللقاء عندما يذهب ازواجهن وابنائهن الى العمل ولقد كان في الحي رجل يسمى (داود) وكان يتعمد ان يتلصص على هؤلاء السيدات المحتشمات وابتدأوا يتناقلون بأن هذا الرجل يقف امام منزله في اللحظة التي تمر بها سيدة منهن او غيرهن لكي يلفت نظرها علها تلتفت اليه وعندما سمعت موضي العبيدي هذه القصة قالت لزميلاتها انا اعمله بيت من الشعر اخليه ينحاش من الفريج ولا يسكن عندنا ابداً وفعلاً عملت البيتين التاليين وهي توجه الكلام الى داود هذا:
داود يا ابو سنون الفارة
ذموه الحمارة
حيث... من جاه
خيس داره
ودوّه للمجصة
وان قام كسروا عصه
لما اتخيس ادباره
بعد ان سمع داود هذه الابيات هرب من الحي وذهب يبحث عن مسكن آخر حيث ان هذه الابيات اصبحت تلفت ومحط نكته لهذا الرجل الذي لا يعمل وقت العمل ويتلصص على النسوة.
__________________
"وَتِـــلـْــكَ الأيّـَــامُ نُـــدَاوِلـــُهَـــا بـَـيـْـنَ الـــنَّـــاسِ"
  #2  
قديم 17-02-2008, 07:07 PM
IE IE غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
الدولة: الكويت
المشاركات: 2,658
افتراضي

كما قلنا في حديث سابق ان اسرة العبيدي التي انحدرت من نجد الى الكويت في اوائل القرن التاسع عشر وكانوا في نجد من قبيلة تميم ومع تطور الاحداث في القرون الاربعة الاخيرة وتحول كثير من سكان نجد من قبائلهم القديمة وانضمامهم الى القبائل الجديدة المستحدثة من شمر والدواسر وامطير والعجمان وغيرهم.. وعليه فقد انضمت اسرة العبيدي التي كانت تعرف في الماضي بالعصاما وهم من تميم الى اعتيبة المعروفة في الزلفي واصبحوا عتبان مع كثير من سكان الزلفي.
وبعد ان وصلت الكويت وتزوج السيد عبد العزيز عبد الله العلي العصيمي المعروف بالعبيدي ببنت محمد الرجيبة المسؤول الاول عن المرقب ومؤسس المرقاب وكان محمد الرجيبة عنده ابنتان واحدة وهي ميثة تزوجها دعيج بن سليمان وميثة هذه انجبت بنتاً هي سلمى وهي ام جد كاتب هذه السطور وابناً وهو خليفة وهو جد جاسم الصانع والد ناصر الصانع عضو مجلس الامة الحالي.
أما البنت الثانية لمحمد الرجيبة فهي نورة فقد تزوجت من عبد العزيز عبد الله العبيدي وذلك في منتصف القرن التاسع عشر انجبت نوره مجموعة من الابناء والبنات لم يبق منهم على قيد الحياة الا موضي الشاعرة ومنيرة زوجة ناصر البورسلي وعبد الله الذي جل ابنائه رحلوا الى نجد الزلفي وذرية محمد الابن الاخير المعروف اكثرهم في الكويت.
كان اكبر اولاد عبد العزيز والذي خرج لعالم الحياة هي موضي وهي تعتبر البكر بين اخوانها واختها وكبرت هذه البنت في حجر ابيها وعاشت في هذا الحي فريج الفرج وتفتحت عيناها على آل العمر المطاوعة وآل الصانع لقربهم في نفس المنطقة والرزاقة من هناك تعلمت مبادىء القراءة والكتابة وحفظت شطراً من القرآن الكريم وكتب الحظ لشاعرتنا ان يكون اول ازواجها ابن براك وتنجب ابناً هو عبد الله وبنتاً دعيت بنورة على اسم جدتها ويكتب الموت لابن براك وبعدها تتزوج ابن عمها سليمان محمد العبد الله وتنجب منه ولدين هما محمد وعبد العزيز وايضاً يموت زوجها الثاني ابن عمها سليمان ابو ابنائها.
كانت في هذه الحالة وهي جارة لبيت علي محمد الفرحان وملاصقة له وهناك مقابل لبيتها بيت شقيق صالح محمد الفرحان زوج صديقتها الثانية مريم العامر ويقوم صالح الفرحان وهم لا يريدون ان تترك موضي وحيدة مع ابنائها فقد رشح لها صالح زوجاً آخر وهو عبد الرحمن العويش وهو من قبيلة صالح الفرحان من الدواسر وعلى مقربة منهم تزوجت موضي العبيدي مرة ثالثة وانجبت منه بنتاً هي منيرة التي كبرت وتزوجها حسن الزنكي.
اما موضوع بنتها نورة الاولى فقد رشح لها صالح الفرحان الزواج من اخيه غير الشقيق فهد وكان خيالا ماهرا وقضى شطراً من عمره في مربط الخيل الخاص بالشيوخ في دروازة العبد الرزاق وفعلاً تمت الخطبة ثم الزواج وانتقلت نورة الى بيت الزوجية واخذ فهد يدلل زوجته وامام هذا الدلال ابتدأت البنت تذهب الى بيت امها وعندما تكون مع الام تقول لها ان زوجك رجل شجاع ومحارب ويجب عليك ان لا تخرجين عن طاعته وتحرنين وتذهبين الى بيت امك فإن بيتك هو بيت زوجك وانت بنت صغيرة لا تقدرين الامور.
والقصيدة تقول وهي اول انشاد لها من الشعر:
يا ونت ونت فهد بن فرحان
على غزال همله من تضابه
مدامعه تجري من فوق الوجان
وخطر عليه انه يشقق اثيابه
ابو خدود كأنها الرمان
وابو اردوف شايلات أتعابه
ليقام يمشي يشتكي تعبان
من زود ردفين يتلونه
عندما سمعت البنت نورة هذه الابيات من والدتها رجعت الى صوابها وعادت الى بيت الزوجية وهناك عاشت عيشة هنية انجبت على اثرها ابنا هو عبد الله الذي اصبح خيالا مثل والده وكتب له القدر والحظ ان يذهب الى البحرين للعمل مع آل خليفة حكام البحرين ويكون في اول امره ضيفاً عند عماته شقيقات والده فهد وهن منيرة التي تزوجت من آل العجاج ورفعة التي تزوجت من آل الخليفات ويكون قدره ان يتوفى هذا الشاب الطموح هناك. وتعيش موضي العبيدي على حفيدها الذي فقدته في البحرين وكان القدر يخبىء لها اشياء كثيرة عندما نودي للذهاب لحرب الصريف وتوجه ولدها محمد مع مجموعة من الشباب الكويتي وكان كذلك والد سليمان الموسى موس السيف الموسى وفهد الفرحان نسيبها وكان برفقته الشيخ خليفة العبد الله الصباح وكان ملازماً له لأن فهد هو احد المقربين للشيخ خليفة وقد استشهد هناك.
وكان من ضمن الذين حاربوا في الصريف جدي احمد الفرحان الذي كتب له الحظ بالحياة حيث ان عمه فهد قد قتل هناك ورجع جدي احمد الفرحان مع القلة الذي سلموا ورجعوا الى الكويت وكانت مأساة موضي العبيدي حيث رزقت اكثر من مرة بزواجها الاول من بن براك وزواجها الثاني من ابن عمها ثم بزوج ابنتها من فهد الفرحان فكانت الخلجات والزفرات تخرج من القلب وهذا ما سكبته شعراً في اكثر قصائدها التي يظهر عليها طابع الاسى والحزن والفراق على الاحبة من زوج ونسيب وابن وللحديث بقية.
__________________
"وَتِـــلـْــكَ الأيّـَــامُ نُـــدَاوِلـــُهَـــا بـَـيـْـنَ الـــنَّـــاسِ"
  #3  
قديم 17-02-2008, 07:08 PM
IE IE غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
الدولة: الكويت
المشاركات: 2,658
افتراضي

في هذا البحث سأتحدث عن شخصية هذه المرأة العتيدة ووفائها لمن يقف الى جانبها وقت الشدة.
كانت موضي العبيدي ـ وذلك بعد وفاة زوجها الاول بن براك ـ مجاورة لعلي محمد راشد الفرحان ومصادقة لمريم احمد العامر جارتها المقابلة لبيتها في فريج الفرج، ومريم زوجة صالح محمد الفرحان، وعلى هذا كان هناك نوع من الالفة بين ال العبيدي ومريم وخصوصا صالح، وذلك بسبب مجاورتها لشقيقه علي الفرحان ومصادقتها لزوجته مريم العامر، لذا كان صالح الفرحان يعطف عليها وقت الشدة، ففي وقت فراغه كان يذهب الى صيد السمك فيأتي بـ «ايدام» لبيته ولبعض الاقارب ومنهم موضي العبيدي «الايدام، هو السمك واللحم عندما يطبخ مع الارز».
وفي ذات مرة كان صيده وفيرا من سمك «الشيم» فكان نصيب الشاعرة العبيدي وافرا انذاك من السمك.
وعلى هذا فقد ردت على هذا الاحسان بهذه القصيدة التي كنته بها باسم ابنه «سعد» فنادته (ابو سعد)، ودعت لجارها ابو يوسف «علي الفرحان» بالزواج بعدان توفيت زوجته ام يوسف «حصة»، فتقول:
بياض يلي وصلني بالغنيمة
ابو سعد يعله بالجود يلقاه
اللي عز حقي من الصيد شيمه
ويدري اني من الشين ملفاه
يا الله عسى الدهر ما يضميه
واخوه علي يعله بالجود يا فاه
ويرزقه الله بزوجه حليمه
بعد ام يوسف راحت بجافاه
تقول بيض الله وجهك يا ابو سعد على هذه الغنيمة من هذا الصيد الثمين ـ الشيم ـ وهو من احسن انواع السمك، وكما يقولون «الشيم ماكول الحشيم» وان أبا صالح يعرف باني لا اكل من السمك الا الجيد.
وتدعو عسى الدهر لا يجعله في ضيم وان يجعل الله بوجه اخيه «علي» الجود والكرم وان يهيىء له زوجة حليمة صالحة بعد فقده لزوجته ام يوسف.
انظر كم هي ذات شخصية كبيرة وفية، فمن قصائدها تستطيع فهم نفسيتها ونوعية معدنها وكيف انها من النوع الذي يفرض احترامها على الجميع.
في احد الايام كان ابنها محمد قد اختلف مع احد ابناء الحي فأخذ يتكلم على ابنها بكلام غير لائق، وحينما رجع الابن الى منزله غاضبا وروى لها ما حدث وما دار من كلام، نظمت الابيات التالية في ذلك الشاب الذي كان اسمه «زامل»:
زملان وش لك في صغير الركايب
وش انت شايف من الخلل برفاقتك
يا ابو ضروس كنهن الحنايا
مثل النصايا عثعثن واصلح يدك
حرم عليك مردوفات الشنايا
الا عجوز تجتلب وسط حلتك
تجورك منها..
والا يجتلب فوق لحيتك
عندما سمع والد زامل هذه القصيدة لم يطق المقام في هذا الحي امام هذا الهجوم الكاسح من موضي العبيدي عليهم وانتقل الى منطقة اخرى مبتعدا عن هذا الخلل الذي اصابهم.
كانت قصة زامل الذي اطلقت عليه الشاعرة «زملان» هي بالمعنى المعروف «المنهزم»، فكيف حرفت هذه المرأة هذه اللفظة وهي زامل الى زملان بتعديلات بسيطة وخرجت منها بأن هاجمته بنفس لفظته وبأسلوب مهذب جعله لا يعود مرة اخرى الى مهاجمة ابناء الناس بالكلام.
وكانت موضي العبيدي في احد الايام سارحة تعيش في عالم الاحلام بعد ان فقدت ولدها الثاني «عبدالعزيز» الذي غرق في البحر، وقد جاءت زوجة ابن رشود مع زوجها لعزائها بهذا المصاب الجلل الذي جعلها تزرأ في فقدان ولدها، واخذ ابن الرشود يسمعها كلمات التصبر والتضرع الى الله والدعاء على هذه المصيبة التي حلت بها، فما كان منها الا ان ردت عليه بنفس المقام بابيات تظهر بها حرقة قلبها فتقول:
يا رشود قوم دن القلم والدواتي
واكتب ابيات من ضميري امنيات
واعرف تراني عايفه من حياتي
من فرقته يا رشود جريت ونات
وجدي عليه من ظل غادي
..................................
او خلفتن تذكر مع ذود بادي
قامت تفشي البر واحوار هامات
يذكرني هذا البيت الاخير بالقصيدة المشهورة لمحمد العوني الخلوج، وهي التي قالها تحريضا لاهل نجد لاسترجاع وطنهم من حكم الرشيد، وقد استوحى العوني هذه القصيدة الطويلة من منظر شاهده في قصر الشيخ مبارك الصباح بالسرة اذ كان ضيفا عليه بتلك الفترة، فنذكر مطلع هذه القصيدة برواية خالد محمد الفرج الشاعر والاديب المعروف في تلك الفترة، ويجب ان تعلم ان الخلعة والخلوج هما اسمان للناقة:
خلوج تجز القلب بتلا عوالها
تكسر بعرات تحطمن سلالها
تهيض مفجوع الضمير يحسها
الى طوحت حسه تزايد هجالها
له انا يا ناق كفي عن البكا
لا تجثين النفس عما جرى لها
لا تفجعين البال بالله هودي
ولي خلوج خيث البين بالها
وفي رواية عبدالله الحاتم في كتابه «خيار ما يلتفظ من الشعر النبط» يقول:
خلوج تجر الصوت باتلي عوالها
وان طوحت صوت تزايد اهجالها
تهيض مفجوع الضمير بحسها
تكسر بعبرات يحطم اسلالها
كد قلت لك جوزي من البكا
ولي خلوج خبث البين قالها
ان الذي ينظر الى الروايتين لهذه الخلوج في شعر العوني ويرى الخلوج في شعر موضي العبيدي يجد السبك الموسيقي عند موضي اظهر وارق واخف على السمع.
بهذه المقارنة بين موضي العبيدي والعوني انهى هذا البحث، واقف في الحديث عن هذه الشاعرة العتيدة حتى نتحدث في حديث اخر وقصة اخرى في حياتها التاريخية العجيبة.
__________________
"وَتِـــلـْــكَ الأيّـَــامُ نُـــدَاوِلـــُهَـــا بـَـيـْـنَ الـــنَّـــاسِ"
  #4  
قديم 17-02-2008, 07:09 PM
IE IE غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
الدولة: الكويت
المشاركات: 2,658
افتراضي

كنت قد تحدثت في حديث سابق عن الاجواء الاجتماعية في المنطقة التي عاشت فيها موضي العبيدي في منتصف القرن التاسع عشر حتى اوائل القرن العشرين، وكيف ان البيت الذي عاشت فيه في هذا الشارع الممتد من دروازة (بوابة) العبد الرزاق حتى السيف، وكان بيت موضي العبيدي بيتا عاديا مكونا من غرفتين وغرفة للضيوف وحمام ومطبخ في زاوية البيت وحوش يطل على الشارع العام وزاوية.
عاشت في هذا البيت مع زوجها الاول بن براك، ثم زوجها الثاني ابن عمها سليمان محمد عبد الله العبيدي وبعدهما زوجها عبد الرحمن العويش آخر الازواج، وقد انجبت موضي ثمانية عشر ولدا (بطنا او ضنى) لم يبق لها منهم الا ابنتها مريم من زوجها الاول بن براك وتزوجها فهد الفرحان وابنتها الثانية من عبد الرحمن العويش وتزوجها حسن الزنكي اما ابناها محمد وعبد العزيز فقد توفاهما الله حيث رثتهما بقصائدها.
وكان ولدها الكبير محمد هو يدها اليمنى، فكان يعمل ويكد ويجتهد، وكانت له مزرعة يقتات منها ويعيش عليها وتعتبر جزءا من الرزق المساعد.
كانت المنطقة القريبة من سوق الحمام الحالي قرب قيصرية الدويعية الحالية تسمى المسيل، وكان على الامتداد مزارع لابناء المنطقة لكي يحصلوا منها على الخضراوات لمنازلهم كالطماطم والخيار وغيرها.
في اواخر القرن التاسع عشر وتحديدا في شهر مايو من العام 1890م الموافق 1307 هـ غزا الكويت الجراد الصغير (الدبا)، وهي الحادثة التي ذكرها الشيخ المرحوم عبد العزيز الرشيد في كتابه في طبعته الثانية الصفحة 96، وقد ذكر قصيدة المرحوم الشيخ خالد العدساني في هذه المصيبة فقال:
الله اكبر كيف القمل الضعفا
آذى الأنام ومنه الزرع قد تلفا
وصيّر الارض لا نبات بها
كأنه لم يكن فيها وما عرفا
قد جاء كالسيل يعدو ليس يمنعه
شيء فما مل من شيء وما وقفا
حتى اتانا فعمتنا بليته
وقد كسا الارض توبا منه مختلفا
فلم نر طرقا الا وقد ملئت
ولا جدارا ولا سقفا ولا غرفا
واصبحت جملة الآبار منتنة
كأن في جوفها من ريحه جيفا
وكل طفل له من اهله حرس
يحمونه يقظة منه وحين غفا
واشتد امر الورى من عظم كثرته
ومن اذاه وما ظنوه منصرفا
فقال كل اما والله ذا سخط
قد اوجبته معاصينا فوا اسفا
أتى لعشر من الشهر الشريف خلت
مع ليلتين وبعد الضعف قد ضعفا
وكان في سنة السبع التي وقعت
بعد الثلاث قد جاوزت الفا
فالحمد لله والشكر الجميل له
في كل حال فمولانا بنا لطفا
في هذه السنة (1890) التي اصاب بها الدبا او الجراد الصغير البلد كما ذكرنا آنفا والتي تناولها المرحوم خالد العدساني الذي كان من ضمن من اصابهم هذا الدبا وأكل مزرعته وذكرتها بباب محمد سليمان العبيدي ابن موضي العبيدي. وقد سجل محمد العبيدي هذا الحدث بقصيدته التي لم تشتهر ولم تعرف مثل قصيدة الشيخ العدساني يقول محمد:
هني منهو في عداد البلابيل
ما يشغله بالدلال الحوامي
هذا افرقه وهذا تفضيل
واقلطها للرجال النشامي
زرعن قطعني من كثير المحاصيل
كَلْها الدبي وادْعى ورقها رامي
ماسرني اصياحي وكثر المخاييل
طول الليل واقف واحامي
ويقول في نفس المجال حول مزرعته:
واذا بقيت زرع ازرع بوسط الزواريع
ولبقيت تشتري اشتر خيل المطاليع
واذا بقيت تسكن اسكن وسط القبايل
واذا بقيت تناسب ناسب ابن الحمايل
كان محمد العبيدي في هذه الفترة لم يجاوز العشرين من عمره وكان شابا نشيطا، بعدها اتجه الى صيد السمك الى ان تنجلي هذه الغمة عن الكويت والتي اتلفت بها المحاصيل، ثم عمل بعد ذلك بالغوص سعيا وراء لقمة العيش.
بعدها بعشر سنوات دعي محمد للمشاركة في حرب الصريف، واثناء الرحيل للمعركة قال مقولته المشهورة وهي قصيدة لم يسبق ان نشرت وان كانت ابياتها غير مترابطة، يقول:
لا واحسافاه من نشاما المناعير
الا غدو بين الكرانش تاتي
ما هم مع البدوان يتلى المظاهير
منهم تعشم فالاشباع الذيابه
منهم يمشي على غير تدبير
يذكر هليج اشهب الدوغادي
ومنهم صحاح جزّرتها الجزازير
عند السرايا بالتفق والهنادي
نواخذه واهل الوجوه المسافير
واهل البتاتيل الرفاع الجدادي
اعتيبه جماعتنا حمالة المظاهير
يوم اللقه يجون كبد المعادي
تيجي عليهم صايدات القناديل
عافوا لذيذ الزاد والرقادي
واقول ذا وادموع عيني مهادير
على ثمر قليبي موده افوادي
من واحد كثر الخير والجيل
واللي بنى بيتي مبان اجدادي
مير اطلب اللي بالسما رازق الطير
ربي تجيبه سالم لبلادي
وصلاة ربي عد من سار الى سير
على بنين سعى للجهادي
__________________
"وَتِـــلـْــكَ الأيّـَــامُ نُـــدَاوِلـــُهَـــا بـَـيـْـنَ الـــنَّـــاسِ"
  #5  
قديم 22-02-2008, 03:08 PM
الصورة الرمزية PAC3
PAC3 PAC3 غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
الدولة: الكويت - القصور
المشاركات: 2,003
إرسال رسالة عبر AIM إلى PAC3
افتراضي

الله يعطيك العافية اخوي IE حبيت اوضح كيفت وفاة ابن المرحومة موضي العبيدي الاول حيث انة توفي في الغوص رحمه الله بما يعرف عند اهل الغوض قديما " بالسنى" واذا قيل فلان "سني" بالغوص بعني انه غاب عن وعية لعمق المياة التي يغوص فيها الغيص وقليل من ينجو من الغاصة قديما في هذه الحالة واكثر من يتعرض لحالة " السنى " يتوفي وماحصل لابنها رحمه الله هو انه " سني" ....تحياتي لك اخوك باك 3
__________________


وأن ماحمينا دارنا @ وشعاد نبغي بالحياه

ذيبٍ عــوا بـديـارنا @ وديـار حـيانـه وراه

موضوع مغلق


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الجلاهمة - فرحان الفرحان IE التاريــخ الإجتماعي 19 06-09-2010 05:15 PM
آل المزيدي - فرحان الفرحان IE التاريــخ الإجتماعي 6 09-02-2010 02:24 AM
آل الأنصاري - فرحان الفرحان IE التاريــخ الإجتماعي 2 04-04-2009 02:30 PM
آل بن نخي - فرحان الفرحان 14/7/2003 IE التاريــخ الإجتماعي 0 23-03-2008 05:47 PM
آل النقي - فرحان الفرحان IE التاريــخ الإجتماعي 4 16-03-2008 05:54 PM


الساعة الآن 05:24 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.9 Beta 3, Copyright ©2000 - 2025
جميع الحقوق محفوظة لموقع تاريخ الكويت