 |

02-04-2022, 06:27 AM
|
 |
عضو مشارك فعال
|
|
تاريخ التسجيل: Jul 2008
الدولة: الكويت
المشاركات: 236
|
|

أحدث خريطة ( براحة حمود الناصر البدر ) المصدر جريدة الجريدة
كاتب المقال : الأستاذ باسم اللوغاني بتاريخ 1-4- 2022 م
تُنسب حفرة النامي إلى أسرة النامي (الدواسر)، التي استقر قسم منها في الكويت قبل فترة طويلة. وأول من قدم منها إلى الكويت، طبقاً لما ورد في الموقع الإلكتروني المتميز "تاريخ الكويت"، هو عبدالله بن عثمان النامي وأخوه أحمد، وكان قدومهما من حِرْمة في إقليم سدير بالمملكة العربية السعودية، حيث استقروا في وسط الحي القبلي بمدينة الكويت في موقع عُرف فيما بعد بفريج المهارة.
لا أعرف من الذي بدأ الحفر في ذلك الموقع، مما أسفر عن وجود الحفرة، لكن اتفق عموم الناس على تسمية الحفرة بحفرة النامي، لوجود منزلهم حولها على الأغلب، أو لأنهم أول من بدأ الحفر في موقع الحفرة لبناء منزلهم.
قال لي العم عبدالله حمد العشيرة، رحمه الله (مواليد عام 1935، وتوفي عام 2020) في لقائي معه بتاريخ 1 يناير 2018 في منزله، إن شكل حفرة النامي لم يكن دائرياً أو مربعاً، بل كان متعرجاً وطويلاً. وفعلاً ساعدني هذا الوصف على التعرف عليها من خلال صورة جوية للحي القبلي التقطت في بداية الخمسينيات (كما أعتقد). وقد ساعدني العم عبدالله والعم محمد إبراهيم الحميضي وآخرون في التعرف على عدد من البيوت حول الحفرة وقريباً منها، وأحببت أن أشير لذلك من باب التوثيق التاريخي.

أسماء وصور بعض البيوت في الخريطة
وتجدون في الصورة المنشورة اليوم تحديداً بالألوان من اجتهادي الشخصي منازل عائلات كويتية سكنت حول حفرة النامي، ومن هذه العائلات (وليس جميعها) ما يلي: النامي، والبارون، والمنديل، والليفان، وبوشعبون، وبوعباس، وعلي وراشد جمعة، وعلي العثمان، ورشيد البدر، والفايز. هذه البيوت هي الأقرب للحفرة من ناحية الشمال والجنوب، كما يوجد في شمال حفرة النامي براحة حمود البدر أو براحة عباس، ولا يفصلهما عن بعض سوى سكة قصيرة وضيقة بين بيت بوشعبون وبيت البارون. أما من الجنوب، خلف البيوت المطلة على الحفرة، فتوجد بيوت أخرى، مثل: بيوت غريب، وإبراهيم الحميضي، والسلبود، وعبدالله خورشيد، والبديوي، والمنيس، والمطر، والمدلج، وصالح التركي، ومطرف المنيس، ونصيب المهري، والمسيعيد، والمعوشرجي وغيرهم الكثير.
أما أقرب مسجد لحفرة النامي، فهو مسجد بن "حِمد"، أو ما يسمى قديماً بمسجد المهارة، الذي يقع في جنوب شرق الحفرة، وتفصله مسافة قصيرة عنها لا تتجاوز الخمسين متراً.
من المعلومات التي ذكرها لي المرحوم عبدالله العشيرة، أن جده لأمه باع أرضاً كبيرة تضم موقع فندق الشيراتون، وما حوله، في بداية الأربعينيات، بمبلغ 200 روبية، على عبدالله عبدالعزيز الجريوي مع شريك له من أسرة الميلم الكريمة. وقال لي د. خالد محمد الجريوي إن عبدالله الجريوي اشترى حصة الميلم بعد فترة، ثم ثمنت الحكومة الأرض لمالكها الجريوي بمبلغ 600 ألف روبية.
صورة جوية قريبة من منازل ( براحة حمود البدر أو عباس )
ويظهر ( مسجد بن حمد )
بجوار شارع فهد السالم وفي المقابل مأذنة و مسجد الملا صالح في الصالحية

قدمت هذه الأسرة الناصر العشيرة إلى الكويت من سدير في نجد و سكنت جبلة.
النسب:
يعود نسب هذه الأسرة إلى المنعات من بني عمرو من بني تميم.
انطلاقاً من بدايات عمله التجاري في متجر والده حمد الناصرالعشيرة، وهو من كبار شخصيات الكويت، حيث اشتهر بتجارته الواسعة، ولقد كان المتجر يقع في مدينة الكويت، في الشارع الجديد قرب ساحة الصفاة. كما أن حديثه كان دوما هادئا يتسم بالصدق والصراحة والنقل التاريخي الواضح، عند سرده لذكرياته الخاصة. فكان هذا الرجل نموذجا يحتذى به في الأخلاق العالية والطيبة والكرم، وحلاوة وسلاسة الحديث، ومخالطة الرجال، فضلا عن أعماله الخيرية التي لا تعد ولا تحصى، والتي عادة لا يعلن عنها، و كان يقوم بها لوجه الله، وحبا في عمل الخير.
https://alqabas.com/article/5845568 :إقرأ المزيد
نقلاً عن الباحث الفاضل باسم اللوغاني، قال العم عبدالله العشيرة مواليد 1935: أن جده لأمه باع أرضا كبيرة تضمّ موقع فندق الشيراتون وما حوله في بداية الاربعينات بمبلغ 200 روبية (الروبية تعادل 75 فلسا تقريباً) على التاجر محمد الجريوي رحمه الله. ثمنت الحكومة الأرض بعد سنوات بمبلغ 200 الف روبية، سعر المتر اليوم قرب فندق الشيراتون (تجارية) لا يقل عن 7000 الى 8000 دينار.
|

18-04-2022, 03:25 PM
|
 |
عضو مشارك فعال
|
|
تاريخ التسجيل: Jul 2008
الدولة: الكويت
المشاركات: 236
|
|

هذه الصورة الفوتوغرافية لأول مرة تنشر
( أرشيف classic )
وترجع إلى السيد ( سعيد عبدالرزاق الرزوقي )
حصلت عليها من خزانة " المكتبة البريطانية "
صورة باللونين الأبيض والأسود لخان صاحب سعيد
عبد الرزاق الرزوقي، وكيل المقيمية البريطانية في الشارقة، والذي يبين النص المكتوب على ظهر الصورة الفوتوغرافية أنه من مواطني الكويت
ولد عبدالرزاق الرزوقي في مدينة الكويت في عام 1318 للهجرة الموافق لعام 1900 ميلادي، وتحديدا في منطقة الجبلة (الحي القبلي) حيث كانت عائلته تقيم. ومنطقة الجبلة لمن لا يعرفها تشكل الجزء الغربي من العاصمة، وتعتبر من أقدم أحيائها، إذ يدخل ضمنها «كوت بني عريعر»، وأغلب سكانها من التجار الذين اعتمدوا في مداخيلهم في الماضي على الاتجار مع العراق والهند وعدن وسواحل أفريقيا الشرقية، ثم استثمروا ثرواتهم في شراء المزارع والعقارات في البصرة.
يرجع نسب عائلة الرزوقي أو رزوقي إلى السادة الكيلانيين من أحفاد الشيخ عبدالقادر الكيلاني المولود في قرية جيلان العراقية البابلية، وفي رواية أخرى أن أصل الكيلانيين من قرية جيل قرب كفري التابعة لمدينة كركوك، ولذلك سموا بالكيلانيين أو الجيلانيين، علما بأن هناك العديد من المناطق المختلفة التي تحمل اسم جيلان منها جيلان العراق وجيلان إيران وجيلان أفغانستان وجيلان تركيا وجيلان مصر وجيلان كوسوفو (طبقاً لما ورد في الموسوعة الحرة). والجدير بالذكر أن أول رئيس لوزراء العراق في العصر الحديث ينتمي إلى الكيلانيين وهو عبدالرحمن الكيلاني النقيب الذي شكل أول حكومة عراقية في عام 1921. كما ينتمي إليهم السياسي العراقي رشيد عالي باشا الكيلاني صاحب الثورة المعروفة ضد الإنجليز في أربعينات القرن العشرين.
سكنت عائلة الرزوقي الكويت منذ أكثر من مائتي عام، لذا فهي تعتبر من العائلات الكويتية الاصيلة التي بنت البلاد. وعمل أفرادها في التجارة، ولاسيما مع الهند البريطانية. وبرز عبدالرزاق كواحد من أشهر رجالاتها، إلى جانب أخيه عبدالقادر الملقب بـ «غضبان». والأخير هو والد الفنانة الكويتية المعروفة المرحومة مريم الغضبان، ووالد الدكتور لواء ركن طيار محمود غضبان الرزوقي الذي كان ضمن الطيارين الكويتيين الذين أبلوا بلاءً حسناً في حرب تحرير الكويت عام 1991. اشتهرت العائلة بالسمعة الطيبة والسيرة الحسنة وتعليم أبنائها تعليماً عصرياً متقدماً، الأمر الذي أثمر عن ظهور أسماء عديدة من العائلة في عالم الدبلوماسية الكويتية من أمثال السفراء ضرارعبدالرزاق الرزوقي، وطارق الرزوقي، وأحمد الرزوقي، والسفيرة سهام الرزوقي رئيسة بعثة الكويت لدى منظمة الأوبك، والتي كانت زميلة لنا أثناء سنوات الدراسة الجامعية في بيروت.
درس السيد عبدالرزاق، كمعظم الكويتيين الذين أبصروا النور في بدايات القرن العشرين، في الكتاتيب والمدارس الأهلية، فتلقى علوم القراءة والكتابة والحساب وتجويد القرآن الكريم والتفسير والفقه والسيرة النبوية على يد أشهر معلمي تلك الحقبة من أمثال الشيخ عبدالوهاب الحنيان الذي كان موظفا قبل ذلك لدى آل إبراهيم في «بمبي»، والشيخ يوسف بن عيسى القناعي الذي يعتبر معلم التنوير الأول في الكويت، والعالم الشيخ عبدالله بن خالد العدساني، والشيخ الجليل عبدالعزيز الرشيد مؤلف كتاب تاريخ الكويت، وسيد عمر عاصم الأزميرلي، وهو تركي جاء إلى الكويت واستوطنها منذ عام 1911.
بعيد قدومها إلى الكويت في عام 1911 أي في عهد المغفور له الشيخ مبارك الصباح (مبارك الكبير) قامت الإرسالية الأمريكية بتأسيس مدرسة لتدريس اللغة الإنجليزية أطلقت عليها اسم «مدرسة كالفرلي» نسبة إلى أحد أعمدتها ومعلميها وهو القس كالفرلي. وعلى حين تردد الكثيرون في الالتحاق بهذه المدرسة خوفاً من محاولات تنصيرهم وتغريبهم، كان هناك من الشباب الطموح الذكي ثاقب النظرة ممن فطن مبكراً إلى أن تعلم الإنجليزية والإمساك الجيد بزمامها وناصيتها هو مفتاح الارتقاء في الوظائف وسبيل النجاح في التعامل التجاري مع الهند وأوروبا. وكان من بين هؤلاء الشباب السيد عبدالرزاق الرزوقي الذي بدا غير مقتنع بما ناله من تعليم في مدارس الكويت الأهلية التقليدية، الأمر الذي دفعه دون تردد إلى الإلتحاق بمدرسة كالفرلي المذكورة، حيث تعلم في هذه المدرسة اللغة الإنجليزية وقواعدها على يد القس كالفرلي وزوجته ألينور الملقبة بالخاتون حليمة ومدرس عراقي سرياني من الموصل هو جرجس عيسى سيلو. وقد بقي يجتهد ويتعلم في هذه المدرسة على مدى عامي 1917 و1919 حتى أتقن الإنجليزية كتابة وقراءة ومحادثة، وهو ما منحه أفضلية على أقرانه ومعاصريه لجهة الاتجار مع الهند واستيراد السلع والبضائع المتنوعة منها وإعادة تصديرها إلى مدن وإمارات الخليج. ويبدو أن نشاطه هذا معطوفا على خلفيته الثقافية الأجنبية قد بلغت أسماع حكومة الهند البريطانية فعرضت عليه الأخيرة في عام 1920 أن يتولى الإشراف على إجراءات الإقامة للشرقيين العاملين في كل من الكويت والبحرين على أن يكون مقر عمله في الكويت.
وافق الرزوقي على العرض البريطاني وشغل تلك الوظيفة لمدة عامين، لكنه في نهايتها عاودته طموحات الارتقاء بنفسه تعليمياً، فقرر ترك عمله من أجل الإلتحاق بكلية الحقوق في «بمبي». غير أن عائقاً وقف في طريقه هو عدم قدرته على استيفاء أهم شرط من شروط القبول وهو حيازة شهادة اتمام الدراسة الثانوية من مدرسة معترف بها. هنا تدخل المعتمد البريطاني في البحرين «كلايف كيركباتريك ديلي» فأوصى بقبوله في كلية الحقوق الهندية وذلك بناء على السمعة الطيبة التي اكتسبها من خلال عمله السابق مع الحكومة البريطانية.
في الهند كان من المفترض أن يدرس الرزوقي لمدة أربع سنوات، لكن الرجل تمكن بجده واجهاده وذكائه وقوة تحمله أن يختصر تلك السنوات الأربع في سنتين ليتخرج في عام 1931 ويتدرب بعدها ميدانياً لمدة سنتين (من عام 1932 ولغاية 1934) من خلال تولي القضاء في مدينة مراد آباد بولاية أوتار براديش. ومما لاشك فيه أن هذه الحقبة من حياته منحته الخبرة القانونية وساهمت في زيادة وعيه، ناهيك عن أنها عرفته على رجالات حكومة الهند البريطانية ورموزها.
في عام 1934 عاد الرزوقي إلى الكويت، متوجاً بشهادته الجامعية في الحقوق وخبرته الميدانية في القضاء وإجادته للغات الفارسية والأوردية إضافة إلى العربية والإنجليزية، فكافأته بريطانيا بتعيينه مساعداً للمعتمد البريطاني في البحرين «بيرسي غوردون لوك»، حيث قضى في البحرين نحو عامين، نقل بعدهما إلى الشارقة ليشغل وظيفة المعتمد المحلي البريطاني هناك من عام 1936 ولغاية عام 1945. وكانت بريطانيا مهتمة آنذاك بتعزيز معتمديتها في الشارقة بشخصية ذكية ولماحة وذات خبرة ومتعددة اللغات مثل الرزوقي وذلك لأسباب كثيرة منها زيادة الأهمية الاستراتيجية لمنطقة ساحل عمان بصفة عامة، خصوصا مع توقعها استكشاف النفط هناك بعد استكشافه في البحرين وشرق السعودية ووصول فرق التنقيب النفطية البريطانية، ناهيك عن تأسيسها لمطار في الشارقة في عام 1932 يتبع القاعدة الجوية البريطانية بعد موافقة حاكمها الشيخ سلطان بن صقر القاسمي على طلب بذلك، وقبول حاكم إمارة دبي المجاورة الشيخ راشد بن سعيد المكتوم منح تسهيلات فوق أراضيه للطائرات البريطانية للتزود بالوقود كبديل عن المطارات الإيرانية على الساحل الفارسي للخليج.
وبسبب حسن بصيرته، وخدماته الجليلة، وتفانيه في عمله، واجتهاده في الإرتقاء بعلومه، حصل الرزوقي على عدد من أرفع الأوسمة البريطانية مثل وسام «نجمة الهند»، ووسام «خان بهادور»، ووسام «خان صاحب» الذي يسمى أيضا بوسام الملك جورج السادس.
على إثر انتهاء مهمته في الشارقة في عام 1945 عاد الرجل إلى بلده ليبدأ فصلاً جديداً ومختلفاً من حياته تمثل في تفرغه الكامل للأعمال الحرة، واستمر على ذلك المنوال إلى حين حصول الكويت على استقلالها، حيث تم إستدعاؤه من قبل الحكومة الكويتية في عام 1962 من أجل الاستفادة من خبراته السياسية والإدارية والقانونية المتراكمة. ولما كانت الكويت قد قبلت في تلك السنة عضوا في منظمة الأمم المتحدة، فقد أسندت إليه مهمة رئاسة أول بعثة دبلوماسية لدولة الكويت المستقلة في مقر المنظمة بنيويورك، وهي الوظيفة التي لم يبقَ فيها سوى سنة واحدة، نقل على إثرها إلى عمان سفيراً لبلاده لدى المملكة الأردنية الهاشمية.
في عام 1968 تقاعد الرزوقي من عمله الدبلوماسي. وفي عام 1989 انتقل إلى رحمة الله تعالى عن عمر ناهز التسعين عاماً تميز بالسيرة العطرة، والنزاهة في العمل، والكفاح في سبيل العلم، وعاصر خلاله عهود سبعة من حكام أو أمراء الكويت هم الشيوخ: مبارك الصباح، جابر الصباح، سالم المبارك الصباح، أحمد الجابر الصباح، عبدالله السالم الصباح، صباح السالم الصباح، وجابر الأحمد الصباح.
|

14-08-2022, 12:57 AM
|
 |
عضو مشارك فعال
|
|
تاريخ التسجيل: Jul 2008
الدولة: الكويت
المشاركات: 236
|
|
صبيح براك عبدالمحسن الصبيح
ولد صبيح بن براك بن عبد المحسن الحمد اليوسف الصبيح في
(فريج سعود) بمنطقة القبلة عام 1319هـ الموافق لعام 1901م وقد ذاق مرارة اليتم وهو طفل صغيرا لم يتجاوز عمره العامين حين توفت والدته فأخذته جدته لأبيه وقامت بتربيته والعناية به فأحسنت تربيته
وتعلم مبادئ القراءة والكتابة وتلاوة القرآن الكريم في منطقة القبلة فأجاد واخذ القرآن الكريم دستورا له طوال حياته فاكرمه الله سبحانه وتعالى ايما كرم واعطاه، وكان جده يوسف عبد الرزاق الصبيح من رجالات الكويت الذين اشتهروا بالكرم والعطاء. (1)
في تاريخ الكويت والجزيرة العربية، فقد خصص 3 مضيفات في كل من الكويت والبصرة والأحساء لإنقاذ الناس من الموت جوعا في أثناء مجاعة الهيلك التي استمرت 3 سنوات.
على الرغم من اتساع نشاطه التجاري كان شديد التواضع يشرف على تجارته بنفسه، بل ينقلها ويصرفها في سيارته الخاصة.
بارك الله في تجارته التي تنامت فشملت معظم مجالات التجارة الرئيسية من عقار ومقاولات.
كان - رحمه الله - محبا للإحسان وعمل الخير بالفطرة فكان يجد سعادته في مساعدة الفقراء والمحتاجين ويقدم إليهم ما يسد حاجاتهم ويغنيهم عن ذل السؤال.
عرف عن المرحوم صبيح البراك كرمه الكبير فكان لا يرد سائلا وإذا ملك شيئا سارع بتوزيعه على الفقراء، وكان إذا علم بأحد المحتاجين قد منعه العوز عن دفع إيجار البيت الذي يسكن به قام بشراء هذا البيت ثم وهبه لساكنه ابتغاء وجه الله تعالى، وتكررت مواقفه الخيرة في الكويت والزبير والمدينة المنورة والخبر بالمملكة العربية السعودية.
كان له ديوان في منطقة القبلة مشرع طوال اليوم لكل ضيف ومحتاج وعابر سبيل يقدم فيه الغداء والعشاء بشكل يومي.
كان - رحمه الله - يقوم بتوزيع صدقاته بنفسه والذهاب للمحتاج من دون أن ينتظره ليطرق عليه الباب، وامتد حبه لفعل الخيرات الى أرض الجوار خاصة في منطقة الزبير والمدينة المنورة والخبر ينفق على الفقراء والمساكين ويشتري مساكن لذوي الحاجات الملحة.
ساعد أهل منطقة البير في اقليم نجد بحفر آبار المياه في الأربعينيات والخمسينيات.
كان يحرص على اصطحاب عدد من أهله وأصدقائه وغير الكويتيين الفقراء للحج على نفقته الخاصة ويقدم لكل منهم مصروفا للرحلة.
قام ببناء مسجد في منطقة كيفان كما ساهم في بناء عدد من المساجد في المدينة المنورة والخبر والزبير.
شارك في تأسيس جمعية الإصلاح الاجتماعي، وتحمل نفقات علاج المرضى في الخارج، كما أرسل الطلاب للدراسة في الخارج على نفقته الخاصة، كما ساهم في التبرع لمصر عند وقوع العدوان الثلاثي عليها ومنحه الرئيس جمال عبدالناصر وسام الاستحقاق.
توفي - رحمه الله - عام 1975 بعد حياة حافلة بالبذل والعطاء.
جانب من بيت المؤرخ الدكتور عادل العبدالمغني في فريج الساير -الحي القبلي
والبيت له بابان رئيسيان الأول جنوبي ( سكة سد ) كما يبدو واضحاً في الصورة وينحصر بيت العبدالمغني مابين بيت يوسف غنيم الغنيم
من ناحية اليمين وبيت عبدالمحسن التركي المليفي ناحية اليسار والباب الثاني شمالي أمام بيت عبدالعزيز الدويسان الملاصق لمسجد
الساير الشرقي
ويذكر المؤلف في كتابه ( بدايات الكهرباء في الكويت ) أن شقيقه بدر العبدالمغني رحمه الله لديه سيارة من طراز ( فلوكس واجن )
اشتراها له والده في منتصف الخمسينات وكان يوقف السيارة في هذه السكة عند حلول المساء

من صحيفة عكاظ السعودية :
الكتابة عن الدكتور عادل العبدالمغني فيها فائدة لا توصف لأكثر من سبب. فالرجل ليس فقط دبلوماسيا خدم بلده الكويت في أكثر من موقع، وإنما أيضا من الشخصيات الخليجية صاحبة المواهب المتعددة في الكتابة الصحفية والأدب والتأريخ وتأليف الكتب والبحث عن المخطوطات النفيسة وتوثيق الأحداث السياسية والاجتماعية وجمع المقتنيات القديمة وأرشفة الطوابع البريدية والعملات المعدنية والورقية، وغير ذلك مما يندرج تحت قائمة حفظ ذاكرة وتراث وطنه ومجتمعه وناسه.
إن عشق هذه المجالات ليس وحده هو الذي جعل منه اليوم علما بارزا في مجاله ومرجعا يُـستعان به، وإنما أيضا شهاداته العلمية معطوفة على بيئته الأسرية التي غرست فيه شغف القراءة والبحث والتنقيب منذ سنوات طفولته، ناهيك عن الحقبة الزمنية التي شهدت ولادته ونشأته، وهي حقبة قال عنها في حوار مع صحيفة الجريدة الكويتية (11/8/2010): «الذي عاش في الكويت خلال الخمسينات كأنه شاهد الكويت قبل مئتين وخمسين سنة لأنها خلال تلك الفترة ظلّت كما هي بأسوارها وبيوتها القديمة وأسواقها التراثية. لقد تأثرت بهذا المشهد الذي ارتسم في مخيلتي وترجمته بطريقتي الخاصة إلى هوايات ومعارض ومؤلفات ودراسات».
القراءة منذ الصغر
يقول العبدالمغني في حوار تلفزيوني إنه بدأ القراءة مبكرا بتشجيع من والده المثقف الذي كان لا يحضر إلى البيت إلا ومعه مجلات متنوعة، وكانت وسيلته الأولى مجلة «السندباد» المصرية التي «كانت مجلة للتثقيف أكثر من التسلية»، وغرست فيه بذرة التحليق مع الشخصيات التاريخية وتخيلها إلى درجة أنه كان يذهب يوميا إلى فرضة الكويت علّه يلتقي بالسندباد بين المسافرين القادمين. وفي مقابلة أخرى تحدث عن الكتابة فقال إنه لم يكن يجيد حتى كتابة الخطابات إلى والده لكنه تمكن منها بعد أن عاتبه أبوه على رداءة خطه وضعف أسلوبه وعدم إتقانه فنيات كتابة الرسائل. أما أول كتاب اشتراه وقرأه وأعاد قراءته عدة مرات وهو لم يتجاوز العاشرة فهو كتاب «من هنا بدأت الكويت»، الذي ألفه عبدالله الحاتم بطريقة مشوقة عن أوائل الأشياء والأماكن والمباني التراثية والتاريخية.
الغربة في الشويخ
ولد عادل محمد العبدالمغني في حي القبلة بالعاصمة الكويت في 7 سبتمبر 1952. وعن ميلاده قال لصحيفة الأنباء (15/8/2015): «ولدت في الحي القبلي بمدينة الكويت القديمة.. هذه البيئة الكويتية القديمة امتلكت حواسي وسيطرت على روحي وشكلت وجداني، وشعرت بالغربة حين انتقلت الأسرة إلى بيت جديد (بمنطقة الشويخ) يختلف عما كان من قبل وشعرت بنمط مسكننا القديم المتواضع وانتقالنا إلى البناء الحديث المتطور، ووجدت نفسي في مجتمع عصري بأساليبه وأنماطه التي لا تتفق مع عفويتنا وبساطتنا وشعبيتنا، وقمت بجمع الأدوات والاحتياجات التي ركنتها الأسرة في مخزن بسبب أنني ظللت مفتونا بأدوات البيئة الشعبية التي تمثل للطفل الصغير نافذة من الضوء أتصور من خلالها المواقف والأحداث. وكانت لدى الأسرة أشياء توارثتها العائلة عن الأجداد وكان لكل منها تاريخ فوضعت على باب غرفتي ورقة كتبت عليه اسم (المتحف) وعاتبني والدي لأن الباب مصنوع من أجود أنواع الخشب الساج».
سيرة أبيه
وقبل التوسع في الحديث عن العبدالمغني، لنتحدث قليلا عن والديه ونسب عائلته من وحي ما كتبه الرجل عن أبيه في كتابه «سيرة حياة رجل» الصادر عام 2005، الذي أكد فيه المؤلف ابتداء أنه لم ينشر الكتاب، ولم يتتبع مسيرة والده منذ دخوله المدرسة المباركية في بداية افتتاحها سنة 1912، من أجل التفاخر والمباهاة بوالده، وإنما لأن الأخير عاش 95 سنة عاصر خلالها سبعة من حكام الكويت ابتداء من الشيخ مبارك الكبير، وشارك أثناءها في بناء السور الثالث للكويت عام 1919 وحرب الجهراء عام 1920، كما خدم في مؤسسات البلاد منذ بداياتها الأولى قبل ظهور النفط، ناهيك عن أنه ترك وراءه عند رحيله في عام 2001 ثروة من الوثائق والأوراق ذات الأهمية التاريخية.
تحدث العبدالمغني أولا عن أصل ومنشأ عائلته فأخبرنا أنها تنتمي أصلا إلى قبيلة تميم، وأنها استوطنت قرية «حرمة» الواقعة اليوم بمنطقة الرياض لسنوات طويلة قبل هجرتها من نجد إلى الكويت، وأنها عملت بعد وصولها إلى الكويت بتجارة المواد التموينية بالجملة والمفرق، حيث كان لها دكان في السوق الداخلي ملاصق لدكان حمد عبدالله الصقر يقوم بمد أهل البادية وكذلك أهل البحر من النواخذة والغاصة بحاجاتهم من البن والرز والطحين والشاي والسكر والماش والعدس. ثم انتقل للحديث عن والده محمد العبدالمغني فقال إنه ولد بفريج الساير بحي الجبلة سنة 1906 وإن والدته (أي جدته لأبيه) شيخة الحمد التويجري من المجمعة من قبيلة عنزة وتوفيت بالإنفلونزا حينما كان والده طفلا فتولت بعض سيدات الفريج رضاعته، مضيفا أن واقعة يتمه المبكر وحرمانه من عناية أمه جعله يعتمد على نفسه «فظهرت عليه علامات الرجولة في سن مبكر».
والده الممون الرئيسي للسوق الكويتي
واصل الدكتور عادل حديثه عن أبيه فقال إنه في عام 1924، حينما كان في سن الـ18، سافر إلى الهند، التي كانت آنذاك الممون الرئيسي للسوق الكويتي بكافة احتياجاته ووجهة معظم تجار الكويت والخليج ومحل إقامة العديد من العائلات الخليجية، وكانت عملتها هي المتداولة في المنطقة، حيث عمل هناك لمدة أربع سنوات في مسك دفاتر التجار الكويتيين وإدارة شؤونهم التجارية، وتعلم خلالها بعض اللغات، قبل أن ينتقل إلى عدن لاستلام مكان المرحوم خالد عبداللطيف الحمد في إدارة الشؤون التجارية الخاصة بعائلة الصقر هناك. وفي عدن أقام وعمل لمدة سنتين عاد على إثرهما إلى الكويت ليتزوج من لطيفة يوسف العبدالهادي الميلم من قبيلة مطير.
ويستطرد الدكتور عادل قائلا إنه بعد زواج والده من والدته عام 1930 سافر والده إلى الأحساء ضمن الكويتيين المتعلمين الذين انتقلوا إلى هناك للمساهمة في إدارة شؤون الأحساء المالية، خاصة أن المردود المالي من العمل كان جيدا بمقاييس تلك الحقبة، وإنه بعد أربع سنوات عاد إلى الكويت، فعمل أولا رئيسا للحسابات في «شركة النقل والتنزيل» الوطنية التي كانت قد تأسست في منتصف الثلاثينات للإشراف على أعمال المناولة بميناء الكويت، ثم تم تعيينه في عام 1939 رئيسا لمالية حكومة الكويت، فأمينا لسر المجلس البلدي عام 1942، قبل أن يصاب بالتهاب رئوي اضطره لتقديم استقالته للسفر إلى لبنان عام 1943 من أجل العلاج في مصحة بحنس ومستشفى هملين ومستشفى الجامعة الأمريكية. وفي عام 1944 عاد والده إلى الكويت ليبدأ مرحلة جديدة من حياته تخللها السفر إلى الهند، من أجل الاتجار بالذهب، والسفر إلى البحرين للعمل في الطواشة، ناهيك عن السفر إلى سلطنة عمان وإمارات الساحل وإيران وتركيا والعراق والأردن من أجل السياحة والاستطلاع. وفي عام 1950 طلبه أمير الكويت الأسبق الشيخ عبدالله السالم الصباح رحمه الله ليعينه مديرا للمشتريات الداخلية بدائرة الأشغال العامة، ليستمر في هذه الوظيفة حتى أواخر الستينات حينما استقال كي يتفرغ لأعماله الخاصة.
في حواره مع جريدة الأنباء (مصدر سابق) اعتبر الدكتور عادل والده مثله الأعلى قائلا: «مثلي الأعلى هو والدي فهو المعلم الأول لي. كان يمثل لي رمزا من رموز الخلق الكريم والأمانة والصدق والمسؤولية والحزم ورافدا من روافد الثقافة والمعرفة. تأثرت كثيرا به. كان يصطحبني إلى مكاتب التجار ودواوين كبار رجالات الكويت وكذلك إلى المسجد والمكتبات القديمة ومعارض الكتاب. كان والدي لديه مكتبة تحتوي على كتب تراثية كثيرة تثقفت منها، كما علمني أبي الصلاة وعمري 5 سنوات، فتفتحت نزعتي الدينية بطريقة تربوية وحفظت القرآن وأقبلت على الصلاة ولم أتركها حتى الآن. وكان يحدثني عن أهمية القراءة والكتاب، وأهمية اختيار الأصدقاء واستثمار الوقت في ما هو مفيد، كما تعلمت منه أيضا احترام المرأة والحب الكبير وتحمل المسؤولية، وتعلمت منه قيم الوطنية في الدفاع عن الوطن والفداء والتعاون مع الآخرين من أجل الكويت».
هوايات متعددة
وبالعودة للحديث عن عادل العبدالمغني نجد أن طفولته وسنوات صباه ونشأته الأولى تميزت بممارسته للعديد من الهوايات. فعلاوة على القراءة وجمع المجلات والمطبوعات، مارس هواية جمع الطوابع والعملات، وتولى إعداد صحف الحائط المدرسية وغيرها. وفي سياق كلامه عن هواياته الأخرى قال: «كنت أجلس وأنا طفل أتأمل النجوم في السماء من فوق سطح البيت القديم، وفي النهار أمارس لعبة الطائرات الورقية. كنت شغوفا بالطائرات الورقية وكنت أعدها وأكسوها بألوان العلم الكويتي القديم، وكنت أتسابق مع الآخرين في إطارات الدراجات الهوائية (السياكل)، وكانت هناك هواية جمع (التيل)، وأيضا كان من هواياتي صيد الطيور بـ(النباطة)، وصناعة أدوات الصيد (الفخ)». ومما لا شك فيه أن هذه الهوايات لعبت في ما بعد دورا في عشقه للتراث وتميزه في الكتابة عنها.
شهادتي دكتوراه
أما عن دراسته فقد بدأها عام 1956 بالالتحاق بروضة المنصور، أول روضة أطفال تتأسس في الكويت، ثم واصل مراحل التعليم العام بمدارس الكويت حتى نال شهادة الثانوية العامة سنة 1972 ليسافر على نفقة والده إلى مصر، حيث التحق هناك بكلية الآداب/قسم الجغرافيا بجامعة الإسكندرية، وأقام لمدة أربع سنوات بحي الشاطبي السكندري المعروف. ومن المفارقات التي يتذكرها عن الأيام الأولى من دراسته الجامعية أن بعض المحاضرات كان موعدها بعد الغداء مباشرة، أي في التوقيت الذي تعود فيه أهل الكويت على الاسترخاء والنوم، فذهب إلى القاعة و«تمغط» ونام أثناء الدرس، ليفاجأ بالدكتور المحاضر يصيح فيه ناهرا وساخرا منه. غير أنه سرعان ما حظي باحترام أساتذته واهتمام زملائه بعد أن قام في سنته الجامعية الأولى بإقامة معرضه التراثي الأول في رحاب جامعة الإسكندرية.
تخرج العبدالمغني من جامعته عام 1976 حاملا ليسانس الآداب، ثم عزز هذه الدرجة الجامعية بحصوله في عام 1980 على درجة الماجستير من معهد الحضارة الإسلامية بالقاهرة، ثم سافر إلى الولايات المتحدة لنيل درجة الدكتوراه التي نالها في عام 1982 من جامعة إنديانا. لم يكتفِ الرجل بكل هذا، فواصل مسيرته التعليمية، ونال دكتوراه ثانية عام 2005 في التاريخ الوثائقي من جامعة بيروت.
تأسيس مجلس التعاون الخليجي
أما لجهة مسيرته الوظيفية فقد بدأت فور تخرجه من جامعة الإسكندرية، حينما ذهب إلى وزارة الخارجية الكويتية باحثا عن وظيفة، فقابله أولا وكيل وزارة الخارجية آنذاك راشد الراشد، ثم اجتاز المقابلة الشخصية بنجاح من قبل لجنة مكونة من السفيرين عبدالمحسن الدويسان وطارق الرزوقي، إضافة إلى السفير الأديب عبدالله زكريا الأنصاري الذي سأله عن تخصصه فحينما علم أنه الجغرافيا زكاه قائلا: «الجغرافيا هي أم العلوم والمعارف، ونحن محتاجون إلى هذا التخصص». تمّ تعيينه في بادئ الأمر في وظيفة «ملحق سياسي» ثم رقي في عام 1977 إلى درجة سكرتير ثالث، وبهذا المسمى عمل فترة في الإدارة السياسية بالوزارة قبل أن يصبح مساعدا لرئيس القسم عيسى ماجد الشاهين.
ومن أهم ما يعتز به مساهمته مع غيره في تحويل العمل الخليجي الثنائي إلى عمل جماعي من خلال تأسيس مجلس التعاون الخليجي، حيث عمل أمينا مساعدا للأمين العام للجنة العمل المشتركة بين الكويت وشقيقاتها الخليجيات (عيسى ماجد الشاهين). قال صاحبنا في هذا السياق إنه في النهاية وبعد العديد من اللقاءات والمداولات: «تم التوقيع على إنشاء مجلس التعاون في 25 يونيو 1980 وتم الاجتماع في الإمارات، حيث إن الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان كان أكبر حكام الخليج سنا في ذلك الوقت، ورحبت المملكة العربية السعودية باستضافة مقر الأمانة العامة في الرياض، وجهزت مبنى مجانيا مكونا من تسعة أدوار ليكون مقر الأمانة، وكان السفير عبدالله بشارة، مندوب الكويت في الأمم المتحدة قد قاربت مهمته على الانتهاء فتم استدعاؤه ورشح ليكون أول أمين عام للمجلس خلال التوقيع في أبوظبي». ولم ينسَ العبدالمغني أن ينفي ما قيل عن أن مجلس التعاون تأسس كرد فعل على الحرب العراقية ــ الإيرانية وخوفا من وصول الدب الروسي إلى مياه الخليج الدافئة. وفي عام 1980 تمت ترقيته إلى درجة سكرتير ثانٍ، فإلى درجة سكرتير أول عام 1985.
وبالقدر نفسه يعتز العبدالمغني بعمله الدبلوماسي كقائم بالأعمال في سفارة بلاده لدى دولة الإمارات عام 1987، واصفا عمله هناك بالمريح وقائلا: «هناك ثلاثة أشياء لم تتغير بالنسبة إلي وهي الملابس والأكل واللهجة لأن بين الكويت والإمارات ودول الخليج عموما لا توجد اختلافات، وأتذكر أن الهدوء في أبوظبي وجمال المكان ساعداني في إنجاز عدة كتابات ظهرت للوجود بعد تحرير الكويت».
وفي عام 1992 صار مستشارا بوزارة الخارجية، وفي العام التالي نائبا لمدير إدارة شؤون مجلس التعاون بالخارجية الكويتية، قبل أن يُرقى إلى درجة وزير مفوض عام 2001، ليترك وظيفته عام 2004 من أجل التفرغ للأدب والتأليف والتوثيق التراثي.
توثيق التراث الشعبي
نشر العبدالمغني أثناء رحلته البحثية والتوثيقية الكثير من الكتب القيمة ومنها: الاقتصاد الكويتي القديم، صور من الماضي، من التراث الشعبي الكويتي، الأدوات الشعبية الكويتية، لمحات من تاريخ طوابع البريد في الكويت، العملة الكويتية عبر العصور، لقاء مع الماضي، نواخذة الغوص والسفر في الكويت، شخصيات كويتية (مجموعة مقالات نشرها في جريدة القبس)، لمحات من ماضي التعليم والرياضة والكشافة في الكويت، سور الديرة (5 أجزاء)، سيرة حياة رجل، حادثة هدم السور، صور من الذكريات الكويتية، سفراء دولة الكويت: ذكريات وحكايات كويتية، الكتب والمطبوعات الكويتية النادرة، الحمار في التراث والأدب الكويتي، وثائق الوقف الكويتية.. دراسة تاريخية، لبنان الذي في خاطري (عن رحلته الأولى إلى لبنان عام 1953 وما شاهده فيه من مدهشات)، أجنحة النوارس (مجموعة قصصية)، المجلات المدرسية الكويتية القديمة، حديث السور (رواية)، الكويت وطن آخر (رواية).
تم تكريمه من قبل رابطة الأدباء الكويتيين التي كان قد تولى أمانة سرها بالانتخاب عام 2011، تقديرا لعطائه الأدبي وتنوع مجال اهتماماته، كما حصل على جائزة الدولة التقديرية عن كتابه غير المسبوق حول «تاريخ العملة في الكويت»، وحظي بتكريم خاص من قبل وزراء الثقافة والتراث لدول مجلس التعاون خلال اجتماعهم بمسقط، كما كرمته جامعة الحضارة اللبنانية بميدالية ذهبية، ونال جائزة جورج طربية للثقافة والإبداع في الوطن العربي. والعبدالمغني عبر في مقابلاته الصحفية والتلفزيونية عن أمنيته بأن تؤسس الدولة مركزا للتراث الشعبي كي يكون نافذة للأجيال الجديدة على ماضي آبائهم وأجدادهم.
الأديب والمؤرخ عبدالحميد الصانع ضمن أعضاء لجنة كتابة تاريخ الكويت عند استقبال الشيخ صباح الأحمد
مدير دائرة المطبوعات والنشر آنذاك .
فيما خصَّ آل الصانع الكويتيين فإنهم أكثر من عائلة، تختلف أنسابهم وتواريخ نزوحهم ومساكنهم في الكويت، لكن ما يهمنا هنا أولئك الذين نزحوا إليها من مدينة المجمعة يروضة سدير في منتصف القرن الثامن عشر وسكنوا أولاً منطقة الوسط من العاصمة قبل أن ينتقلوا إلى منطقة جبلة ( فريج البدر ) بسبب التطور العمراني
عبدالحميد بن عبدالعزيز الصانع ولد عام 1888م بفريج العدساني في مدينة الكويت.
ختم القرآن الكريم وعمره لم يتجاوز الثانية عشرة على يد مطوعة من عائلة العمر المشهورة آنذاك ببروز العديد من المطوعات فيها.
من الوطنيين الذين ضحوا بوقتهم وجهدهم في سبيل بناء الوطن في مرحلة تحول مهمة في تاريخ الكويت، كما انصرف جهده أيضا إلى اعمار بيوت الله والى نشر العلم والثقافة بين أبناء وطنه وكان عمله بدون مقابل مادي.
بدأ عمله رئيس قسم الجمرك البري ثم عمل مديرا للشركة الكويتية لجلب المياه من شط العرب، وفي عام 1947م عمل في القضاء مع الشيخ عبدالله الجابر الصباح ثم مديرا للبلدية، ثم مدير عام ادارة الصحة العامة وعضو مجلس المعارف وكان الصانع عضوا بارزا في لجنة اعداد كتابة تاريخ الكويت مع بعض اخوانه الكويتيين.
مارس مهنة الصحافة وكان صاحب امتياز مجلة كاظمة.
قام المحسن عبدالحميد الصانع ببناء مسجد الصانع عام 1940 في منطقة حولي القبلية وأنفق على بنائه الكثير من ماله الخاص.
شيد روضة للاطفال بجوار مسجده مساهمة منه في نشر بذرة التعليم الصالحة بين الأطفال الذين هم شباب المستقبل.
ساهم في تأسيس المكتبة الأهلية وهي أول مكتبة عامة في تاريخ الكويت بالاشتراك مع فضلاء آخرين من أهل الكويت يلتجئ اليها الأدباء وطلبة العلم وكانت منتدى فسيحا للبحث والمطالعة.
يشهد له العديد من الذين عاصروه في عضوية اللجان والمجالس التي شارك فيها انه كان حازما دقيقا في العمل، وصريحا واضحا خلال تناوله للأمور دون مجاملة لأحد، فقد كان يعتقد أن الإنسان يجب ان يكون صاحب عقيدة ومبدأ.
كما يشهد له د.عبدالمحسن الخرافي في موسوعته «مربون من بلدي» بقوله: «كان يرحمه الله تقيا كريما حافظا للقرآن الكريم، قدم لوطنه خدمات جليلة في التربية والتعليم وغيرها من المجالات».
(توفي رحمه الله في عام 1976 عن عمر يناهز التسعين)، رحمه الله رحمة واسعة وجعل أعماله في ميزان حسناته.
وقد أنجب عبدالحميد هذا عددا من الأبناء لعل أبرزهم «عبدالعزيز بن عبدالحميد بن عبدالعزيز الصانع» الذي أخبرنا في حوار أجرته معه صحيفة القبس (3/10/2006) أن أجداده من بريدة ثم سكنوا المجمعة قبل أن ينزحوا إلى الكويت مع آل العبدالرزاق، وأن إسم الصانع التصق بهم لأنهم كانوا يصنعون الموازين الدقيقة، وبعضهم كان يصنع أجلدة القرآن الكريم، والبعض الثالث يصنع الدهن ويسوقه قبل استيراد الزيوت من العراق. ولد عبدالعزيز عام 1933 ودرس في المدرسة الأحمدية (ثاني مدرسة نظامية تأسست في الكويت عام 1920)، ثم درس في المدرسة القبلية وثانوية الشويخ حتى عام 1957 حينما انتقل لمواصلة دراسته في تخصص المكتبات بالجامعة الأمريكية في القاهرة، وبعدها في جامعة بيروت العربية / تخصص علم اجتماع، علما بأنه عمل في سلك التربية، ثم صار أخصائيًا اجتماعيًا بدار رعاية الضعاف التابعة لوزارة الشؤون الاجتماعية، ومنها انتقل للعمل بمعهد الشلل، قبل أن يهجر العمل الحكومي ويتجه للعمل التجاري مع أخيه التاجر والمحامي والسياسي الراحل عبدالرزاق (توفي 2009).
وفي الحوار المشار إليه أتى عبدالعزيز على ذكر إخيه عدنان الذي قتل في لندن على يد عصابة أردنية، وأخيه الآخر عبداللطيف الذي قتل في بغداد بأمر من صدام حسين، ثم أخيه فيصل، وهو من مواليد 1937 وأتم دراسته الثانوية بمصر ودراسته الجامعية في فرنسا، ودخل معمعة السياسة متأثرًا بالأفكار البعثية التي استقاها في مصر من صداقته لصدام حسين حينما كان الأخير لاجئًا هناك. وبعد عودته إلى الكويت ترشح لعدة انتخابات دون أن يفوز بمقعد إلا في انتخابات 1985، لكن مجلس 1985 تم حله في العام التالي بسبب كثرة الإستجوابات التي شارك فيها فيصل بحماس دون تمعن في العواقب. وخلال الغزو العراقي لبلاده جمد فيصل عضويته في حزب البعث ورفض كل عروض صدام لتعيينه على رأس الحكومة الهزلية التي شكلها لإدارة الكويت عام 1990 ومنحه صلاحيات مطلقة في حكمها، كما رفض دعوات أسرته للهروب من البلاد، الأمر الذي سهل على القوات الغازية اعتقاله ونقله إلى بغداد أسيرًا، حيث انقطعت أخباره إلى أن تم التعرف بعد سنوات على جثته من خلال البصمة الوراثية.
وحينما ننتقل إلى آل الصانع الذين عملوا في التجارة ما بين الكويت والخليج من جهة والهند من جهة أخرى نجد أمامنا إسمين بارزين سلطت عليهما الضوء الباحثة القديرة حصة عوض الحربي في موسوعتها الموسومة بـ «تاريخ العلاقات الكويتية الهندية 1896 ــ 1965). الإسم الأول هو». عبدالعزيز عبدالحميد الصانع، (هذا غير الذي أتينا على ذكره آنفا)، وكان صاحب السفينتين التجاريتين الحميدي والمنصور اللتين كانتا تحملان التمور العراقية لتسويقها في الهند وشرق افريقيا. وقد عمل ولداه ناصر وعبدالحميد كنواخذة على سفن والدهما لبعض الوقت قبل أن يتركا العمل البحري ويتجها للعمل التجاري. فقد عمل الإبن ناصر في الطواشة ما بين الهند والبحرين قبل أن يفتتح محلاً في سوق اللؤلؤ بالمنامة. وبعد وفاة والدهما في عقد العشرينات من القرن الماضي تشارك الأبناء ناصر وعبدالحميد وأحمد في افتتاح مكتب تجاري لهم في شارع محمد علي رود ببومباي لتزويد محلاتهم في الكويت والبحرين بالبضائع والسلع الهندية، حيث تولى أحمد إدارة ذلك المكتب فيما كانت إدارة محلاتهم في الكويت والبحرين من نصيب ناصر وعلي مع ترددهما من وقت إلى آخر على بومباي لمساعدة أخيهما أحمد المقيم هناك، علمًا بأن أحمد اشتهر إلى جانب التجارة بالنشاط الخيري والتربوي، حيث يرجع إليه الفضل في بناء وترميم الكثير من المساجد ودور العلم للهنود المسلمين بمشاركة أصدقائه المقيمين في بومباي من أمثال الكويتي عيسى بن الشيخ يوسف القناعي والسعوديين محمد العلي البسام وأحمد عبدالله القاضي. وحينما تقلصت الاعمال التجارية مع الهند بظهور النفط في الكويت، فض الإخوان شراكتهم وأغلقوا مكتبهم وحولوا ملكيتها إلى عائلة التاجر الهندي عثمان براذرز، وعادوا إلى الكويت في أواخر
الخمسينات.

فندق الريجنسي
تاريخ عريق وتراث غنيّ
راوَد عبد الرزاق عبدالحميد الصانع في أواخر السبعينيات حلم بإنشاء فندق يقدّم فخامةً لا تضاهى في الكويت، ويجتذب الضيوف للعودة مراراً وتكراراً. ومنذ أن فتح الريجنسي أبوابه عام 1981، شكّل معلماً أسطورياً ما زال صامداً في أفق المدينة حتى يومنا هذا. إلا أنّ الفندق تعرّض لضربة كارثية حين تدمّر بفعل غزو الكويت عام 1990. ولكن رغم كل الصعاب، أعيد بناء الحلم وافتُتح الريجنسي مجدداً في العام 2009 مستعيداً أمجاده الغابرة.
ولد عبدالرزاق الصانع في عام 1928 في الكويت في حي قبلة فريج البدر، وتلقى تعليمه في الكتاتيب، ثم التحق بالمدرسة المباركية. بدأ حياته التجارية مع زوج شقيقته الكبرى المرحوم أحمد الشرهان، وفي عام 1946 غادر إلى لبنان وعاش فيها ست سنوات وعمل هناك في مكتب محاماة وكون خبرة جيدة في هذا المجال وأصبح وكيلا للشيخ ناصر صباح الناصر وحمد صالح الحميضي وأسس بنك «عودة» المعروف في لبنان، وفي عام 1948 عاد الى الكويت في زيارة ليبدأ أول مشروع تجاري له وهو توريد المواد الغذائية لشركة النفط البريطانية في الكويت، وفي عام 1952 عاد من لبنان واستقر في الكويت وعمل في دائرة الأشغال العامة لمدة ستة أشهر فقط ولم يجد رغبته فيها، لهذا استقال من العمل الحكومي واتجه الى العمل في القطاع الخاص، حيث قام بإنشاء وكالة سفريات الصانع وهي ثالث سفريات تفتتح في الكويت، وهي لاتزال تقدم خدماتها في الصالحية بالقرب من مجمع الصالحية في مدينة الكويت.
ومع بداية المحاكم المدنية بالكويت، زاول عبدالرزاق مهنة المحاماة وأصبح من أكبر المحامين في الكويت وتميز في القضايا التجارية. وقد دخل الصانع مجال الفندقة وأصبح مالكا لفندق الريجنسي الكائن في منطقة البدع وهو يعتبر من أفخم الفنادق في الكويت. كما أسهم مع شخصيات أخرى في تأسيس عدة شركات مساهمة عامة في مجال العقار وشغل الصانع منصب عضو مجلس ادارة بها منذ تأسيسها أهمها شركة عقارات الكويت التي تأسست في 16/5/1972 والبنك العقاري الكويتي (المعروف حاليا باسم بنك الكويت الدولي) الذي تأسس في 15/3/1973. وقد قدم الصانع استقالته من الشركة والبنك المذكورين نتيجة نجاحه في انتخابات مجلس الأمة في 27 يناير 1975 وذلك تمشيا مع لائحة المجلس التي لا تجيز الجمع بين عضوية مجلس إدارة شركة مساهمة عامة وعضوية مجلس الأمة.
توجه عبدالرزاق الصانع الى العمل السياسي وخاض انتخابات مجلس الأمة الكويتي في الأعوام 1963، 1967، 1971، 1975، 1981، و1985. وفاز بعضوية المجلس في عام 1975 ممثلا عن الدائرة الخامسة (كيفان)، كما فاز في عام 1981 ممثلا عن الدائرة 14 (أبرق خيطان). وقد ترأس خلال فترة عضويته لجنة الشؤون المالية ولجنة الشؤون التشريعية في مجلس الأمة الكويتي.
أما على صعيد العمل الخيري، فقد أنشأ الصانع ثلاثة مساجد خارج الكويت وجدد بناء مسجد والده عبدالحميد عبدالعزيز الصانع يرحمه الله الذي اسسه في عام 1950 في منطقة حولي. كما تبرع بالعديد من المشاريع الخيرية في الخارج. وعلى صعيد العلم والثقافة فقد أسس مؤسسة عبدالحميد الصانع التعليمية التي تمتلك مدرستي السيف والسفر.
كما كان للفقيد اسهامات بارزة في المجال التعاوني التطوعي، فقد كان احد مؤسسي اول جمعية تعاونية في الكويت وفقا لقانون رقم 20/1962 وهي جمعية كيفان التعاونية وقد انتخب عضوا في مجلس إدارة الجمعية التأسيسي.
كان عبدالرزاق الصانع يعشق السفر ومن هواياته ايضا حبه للبناء وتطوير العقارات، وقد دمج هذه الهواية بالعمل التجاري في النشاط العقاري. كما كان يحب الصانع زيارة الدواوين واللقاء بأصدقائه لطبعه الاجتماعي وله العديد من الاصدقاء في الكويت والوطن العربي، ومن أصدقائه المقربين جدا له الشيخ ناصر صباح الناصر، محمد عبدالعزيز الوزان، يوسف صالح الصعقبي، مجرن الحمد، محمد حسن تيفوني، حمد النفيسي، عبدالعزيز المطيري
|

15-08-2022, 02:05 PM
|
 |
عضو مشارك فعال
|
|
تاريخ التسجيل: Jul 2008
الدولة: الكويت
المشاركات: 236
|
|
مسجد البحر ( الحي القبلي )
هو مسجد محمد بن عبدالرحمن بن بحر والمشهور بمسجد البحر
موقعه قديماً كان بين سكة عنزة وسكة النفيسي ويطل على براحة السبعان التي أتى عليها الشارع الجديد
ويقع حديثاً في الطرف الشمالي من الشارع الجديد وفي أول مدخل سوق الخضار
ويوجد مسجد آخر باسم ( بن بحر ) وهو أقدم مسجد في الكويت
ويقع مقابل إدارة الجمارك عند قصر السيف على شارع الخليج العربي، وقد هُدم
هو مسجد بن بحر : "عبدالله بن علي بن سعيد بن بحر بن خميس بن ثاني بن خميس بن وسيط بن معن
أما المسجد الذي أرفقت صورته وموقعه في المباركية فهو مسجد محمد بن عبدالرحمن بن بحر وهو يختلف عن الأول.
المولد والنشأة
في عام 1919م وُلدَ السيد محمد عبدالرحمن البحر، وهو الابن الأكبر لوالده عبدالرحمن البحر. وبالطبع فـإن محمد البحر هو حفيد “محمد عبدالرحمن بن محمد البحر” (1843 – 1906م)، وهو اسم غني عن التعريف ينتمي إلى أسرة كريمة وعريقة هي أسرة البحر التي تعود أصولها إلى مدينة الداخلة بإقليم نجد، وهذه العائلة تنتمي جذورها إلى النواصر من بني عمرو من بني تميم.
ويعتبر محمد عبدالرحمن البحر (الجد) من المحسنين المعروفين بدولة الكويت وله أعمال كثيرة بفضل الله. وقد قام ببناء مسجد يعتبر أحد أعرق مساجد الكويت وأقدمها وهو معروف بمسجد “محمد عبدالرحمن البحر” في منطقة الوسط بالكويت بجانب سوق الخضار القديم؛ وقد تحمل تكاليف بنائه في وقت كانت الحياة فيه بالكويت ليست رغدة كما نعيشها – بفضل الله- الآن.
وقد أتت ظروف بنائه بعد أن أتم بناء بيته مباشرةً وقد طلبت منه زوجته أن يستريح قليلاً حتى يأخذ قسطاً من الراحة وبالتالي تأخذ هي قسطاً من الراحة، حيث كان يعد الطعام لعمال البناء بإشرافها لوجبتي الإفطار والغداء رغم كثرة عددهم، فقال لها كلمة رفعت معنوتاتها: “وأنتِ خشيرة معي في الأجر”، وهي كلمة كويتية قديمة تعني أنها داخلة معه في الأجر.
وكان من الذين يسارعون في الخيرات؛ وزيادة في الخير فقد أوقف محمد عبدالرحمن البحر الجد وقفاً خيرياً ليكون مورداً للإنفاق على المسجد مهما طال الزمن، وهذا الوقف عبارة عن بيت وثماني “عَمَّاريات” (العمَّارية: دكان من غير باب، تستخدم في الأنشطة التجارية التي تنتهي بانتهاء النهار مثل بيع الخضار).
ولعل هذه النبذة السريعة عن محمد عبدالرحمن البحر الجد، كان لابد منها، لاسيما ونحن نتحدث عن أحد أحفاده وهو السيد محمد عبدالرحمن البحر وعن أوجه الإحسان في حياته، وقد كان من الذين عندما يجدون الخير لديهم لا يبخلون به أبداً، بل ينفقون منه في سبيل الله. وصدق الله العظيم إذ يقول ïپذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (34)ïپ›.()
نبذة عن تعليمه
بدأ محمد عبدالرحمن البحر (الحفيد) سنوات دراسته عندما كان طفلاً كباقي أطفال الكويت، وكانت الكتاتيب هي المعين الأول الذي كان يتعلم فيه الأبناء قواعد القراءة وحفظ القرآن، وبعد ذلك انتقل محمد البحر إلى المدرسة الأحمدية، لينمي فيها مداركه ومعارفه ويضيء ثاني شمعة من شموع العلم فيها، لينتقل على أثر ذلك إلى المدرسة المباركية ليستكمل إضاءة عقله بنور العلم، الذي لم يكن موجوداً بالمدارس فقط بل في الحياة العملية وحياة التجارة التي عاشها محمد البحر منذ طفولته.
حياته العملية
“العمل سر الحياة” مقولة يؤمن بها أفراد عائلة البحر إيماناً شديداً؛ فقد بدأ جده الراحل السيد محمد عبدالرحمن البحر العمل وهو في عمر ثماني سنوات حيث كانت الظروف الاقتصادية في الكويت قاسية مع قلة الموارد وشح المياه، وعلى الدرب سار الحفيد وتتواصل الأجيال ويحمل الحفيد مسؤولية العمل وعمره واحد وعشرون عاماً، ويقوم بمساعدة أبيه عبدالرحمن في إدارة تجارتهم وذلك في عام 1940م.
ويستمر في العمل مع أبيه لمدة ست سنوات حتى عام 1946م، استفاد منها أكبر استفادة؛ حيث كان أبوه مدرسة تجارية ومنبعاً للخبرات المهنية التي تكسب العقل علماً جديداً لا يمكن الحصول عليه من أعرق الجامعات.
وتنتقل الكويت إلى مرحلة جديدة من تاريخها، وينتقل معها أبناؤها الصابرون الذين ينحتون الصخر من أجل بناء وطنهم ورفعة شأنه، وتلك هي الفترة التي بدأت فيها الكويت بتصدير أولى شحناتها النفطية.
وبالطبع كان محمد البحر وأبناء جيله مستعدين للبناء وحمل الأمانة التي حملها لهم الأجداد. ويدخل محمد عبدالرحمن البحر مجال الخدمة العامة عضواً في المجلس البلدي، الذي كان يرأسه آنذاك الشيخ أحمد الجابر الصباح أمير البلاد، وإلى جانب المجلس البلدي يمارس دوره كعضو في مجلس الصحة، الذي كان يرأسه آنذاك أيضاً الشيخ عبدالله السالم الصباح ولي العهد.
ومن بعد ذلك ينضم محمد البحر إلى عضوية “مجلس الإنشاء”، الذي كان له الدور الأساسي في بناء الكويت الحديثة والنهضة العمرانية، التي بدأت منذ منتصف القرن العشرين، فقد كان هذا المجلس بمثابة وزارة المالية، ومن مهامه الأساسية تقدير ميزانية الدولة ومصروفاتها ثم القيام بتوزيع الأموال على مختلف الوزارات والهيئات الحكومية.
وهو مؤسس ورئيس مجموعة محمد عبدالرحمن البحر وهي مجموعة من الشركات الناجحة والمعروفة في دولة الكويت ودول مجلس التعاون الخليجي.
وقد تطورت مجموعة البحر بثبات واستقرار وتوسعت في مجال الأعمال لتصبح من الشركات الرائدة في مجالات عديدة.
مساهماته الوطنية
يعلم السيد محمد عبدالرحمن البحر – كما يعلم الكثيرون من أبناء جيله – ما للاقتصاد من أهمية في قيام الدولة ويعلم أيضاً أن المجرى الأساسي للاقتصاد هو المصارف، ولم يكن بالكويت قديماً وحتى مطلع الخمسينيات من القرن الماضي، مصرف كويتي واحد، وكان “البنك البريطاني” القائم آنذاك في الكويت هو الذي يدير كل المعاملات المالية.
ومن هنا توهجت عقلية السيد محمد البحر التجارية التي نشأت وتعلمت في مدارس الحياة العامة، ولما لهذه العقلية من رصيد الأجداد التجاري، توهجت هذه العقلية بفكرة تأسيس مصرف كويتي إلى جانب عدد من التجار الوطنيين المخلصين، الذين كانوا يسعون دائماً لخدمة وطنهم ويطرقون كل السبل لتحقيق ذلك.
عبدالمحسن عبدالعزيز علي المخيزيم ( 1917م - 1994 )
ولد في منطقة القبلة عام 1917م بالكويت درس في الكتاب على يد الشيخ أحمد الخميس الخلف
توفي والده مبكراً وهو لم يتجاوز السادسة عشر من عمره وترك له اخوة صغار . فاتجه مبكراً للعمل والكد وكسب الرزق
بدأ حياته العملية تاجراً صغيراً كأغلبية أبناء جيله من التجار، ففي بداية الأمر عمل في تجارة التاجر عبدالرحمن البحر، ثم انتقل بعد ذلك للعمل في تجارة التاجر سيد علي سيد سليمان الرفاعي، التاجر المعروف في ذلك الوقت، ثم عمل موظفاً في القطاع الحكومي، ولشدة حبه للتجارة ترك العمل الحكومي نهائياً عام 1955م ليتفرغ لتجارته ولأعماله الخاصة.
أما عن دوره الوطني، فعندما نشبت الحرب العالمية الثانية، أصيبت حركة المواصلات والملاحة في معظم أنحاء العالم – ومنها منطقة الخليج – بالشلل. وترتب على ذلك توقف استيراد الكويت للأدوية، مما هددها بأزمة طبية خطيرة. وقد تحمل المرحوم عبدالمحسن المخيزيم – في شهامة ورجولة – مسؤولية حل تلك الأزمة. ويروي ابنه السيد محمد المخيزيم أنه عندما طلب منه المسؤولون التوجه براً إلى العراق لم يتردد في الاستجابة لذلك، متجشماً مخاطر السفر على حياته وحياة من معه، بسبب الحظر المفروض على خروج الأدوية من تلك الدولة بسبب الحرب في ذلك الوقت، وقد وفق بفضل الله تعالى في مهمته وأحضر الأدوية المطلوبة وأنقذ البلاد من تلك الأزمة.
ومن جميل ما نذكره عن التاجر عبدالمحسن المخيزيم وصيته التي أوقف فيها ثلث تركته لأعمال الخير، وتم تسجيلها في إعلان رسمي لوزارة العدل قبل عامين من وفاته رحمه الله تعالى.
وقد وضحت قصة التاجر عبدالمحسن المخيزيم عن المعادن الأصيلة لأهل الكويت الطيبين، التي تظهر معادن أبنائها الأصيلة وقت الشدائد والكروب
وتظهر أوجه الخير والبر واحسانهم.
ومن مآثره عمارة المساجد فقد قام بتشييد مسجد عبدالمحسن المخيزيم بمنطقة الفيحاء
ومسجده الآخر في منطقة الفحيحيل
المصدر : كتاب محسنون من بلدي
https://youtu.be/WogUjfMGYoM
معلومات عن منطقه جبلة الكويتيه قديم جدا
المؤرخ الراحل حمد السعيدان
https://youtu.be/GRQI-B5SXpU
منطقة القبلة في مدينة الكويت القديمة ومنها حي العثمان والبدر
|

23-08-2022, 11:05 PM
|
 |
عضو مشارك فعال
|
|
تاريخ التسجيل: Jul 2008
الدولة: الكويت
المشاركات: 236
|
|

ورد في كتاب تاريخ الكويت لمؤلفه عبدالعزيز الرشيد :
من أعيان الحي القبلي ( آل النقيب الفخام )

الشيخ عبدالله السالم وعلى يساره عبدالوهاب سيد خلف النقيب
ويبدو احد رجال البادية جالساً 1942م
زعيم هذا البيت في الكويت السيد خلف باشا النقيب
وهو أحد الرجال الفضلاء هناك له أخلاق عالية وميل للعلم وذويه
وكان من أعظم المعضدين للمدرسة الأحمدية وفي مجلسه العامر جرى أول بحث في تأسيسها وفيه عقدت عدة جلسات
للمجلس الآنف الذكر وقد نقلنا عن هذا السيد الحلاحل بحثاً مستفيضاً في هذا التاريخ مما هو أعرف به من غيره
( السيد حامد بيك النقيب )
هذا الفاضل هو أحد انجال السيد رجب نقيب أشراف البصرة رحمه الله وهو كويتي وعراقي في آن واحد
حيث له في الكويت والبصرة بيوت و أقاربه وله اعمال هنا وهناك في هذه
له من المواهب العالية ما تؤهله لأن يكون في صف كبار الرجال الذين تناط بهم الآمال في مدلهمات الأمور
فصدق اللهجة خلقه وهمته القسعاء مثال للكمال وقدوة حسنة لأرباب الأعمال
أما فطتنه الوقادة فله منها مايسهل عليه تناول الأمور الصعبه والمسائل العويصة
بدون شقاء وعناء
حلو الفكاهة عذب الحديث لا يخلو من نكته بديعة أو فائدة لا يعرف لليأس معني
هو أول من افتكر بتسيير السيارات بين الكويت والزبير
وللسيد المفضال عدا هذا جاه عريض وأخلاق حسنة وغيره على العلم والأدب
وأخذه يناصر الحق
أشهر المجالس
تقع ديوانية المرحوم السيد خلف باشا النقيب في وسط الحي القبلي من البلدة حتى اواخر العقد الثالث من القرن العشرين، وتعد من اكبر المجالس واشهرها على الاطلاق في الكويت، من حيث نوعية الرواد الذين يتوافدون عليها صباحا ومساء، ومكانتهم الاجتماعية وكذلك الغايات التي تجمعهم.
رواد
كان من ابرز رواد ديوانية خلف باشا النقيب والذي كان يتردد عليه من حين لاخر، على سبيل المثال: امراء الكويت منذ الشيخ محمد الصباح حتى الشيخ احمد الجابر الصباح، الذي انفرط في اوائل عهده هذا المجلس وموت صاحبه عام 1347هـ «1928م»، ومن اشهر رواده كذلك حاكم نجد الـلاجــئ حينها في الكويت، الامام عبد الرحمن الفيصل السعود وابنه الشاب الامير عبد العزيز السعود، وهناك رواد كثر منهم الحاج ناصر البدر، وهو من رجال الكويت العاملين، وعميد آل بدر، وعضو مجلس شورى الامير والحاج حمد الخالد، وهو من الاسر العربية المشهورة في الكويت، وعلم من اعلام الكويت والمرحوم فرحان الفهد الخالد صاحب فكرة «الجمعية الخيرية» ومؤسسها وكذلك الاديب «نصير العلماء» الحاج مرزوق الداود البدر، والحاج مشعان الخضير، وهو من ذوي الرأي والمشورة، واب الفقراء المرحوم سلطان البراهيم الكليب، والحاج حمد الثنيان الغانم وصقر الغانم، والحاج عبد العزيز السميط والسيد ياسين السيد عبدالوهاب الطبطبائي صاحب فكرة المدرسة المباركية والسيد محمد السيد صالح الرفاعي وغيرهم كثير.
علماء
ومن العلماء الذين يحرصون على الحضور الى هذا المجلس العلامة الشيخ محمد امين الشنقيطي، والمؤرخ الشيخ حافظ وهبة المصري اثناء اقامتهما في الكويت، والعالم الشيخ محمد بن فارس، والاستاذ الشيخ عبدالله بن ملا خلف الدحيان، والمصلح الشيخ يوسف بن عيسى القناعي، وقاضي الكويت الاسبق العلامة الشيخ عبدالله بن خالد العدساني، ومؤرخ الكويت عبدالعزيز الرشيد والشيخ نوري العبدالباقي الموصلي، والمربي الاستاذ عبدالملك بن صالح المبيض مدير المدرسة الاحمدية والشيخ يوسف بن حمود وكان اغلب هؤلاء المصلحين يقومون بزيارة هذا المجلس او الديوانية في فترات متقطعة ومنهم من يزورها باستمرار دون انقطاع.
أدباء وشعراء
ومن اصحاب القلم والفكر والأدباء والشعراء ورجال النكتة ممن يحرصون على ارتياد هذا المجلس الكاتب الكبير السيد هاشم الرفاعي والاديب عبدالحميد الصانع، وشاعر الكويت خالد الفرج، والشاعر النبطي حمود الناصر البدر، وايضا الشاعر النبطي السيد عبدالمحسن بن عبدالله الطبطبائي، صاحب القصيدة المشهورة التي يهجو بها اهل الزبير لمناصرتهم وتأييدهم لابن رشيد في حرب الصريف، وقد رد بها على شاعرهم «سليمان بن جمهور» في رده على قصيدة حمود بن ناصر البدر.
صورة لها تاريخ: حامد بيك النقيب حصل على امتياز لتسيير السيارات ونقل الركاب بين الكويت والبصرة عام 1925
27-01-2012
كتب الخبر باسم اللوغاني
بدأت السيارات تنتشر بين التجار في الكويت في العقد الثاني من القرن العشرين، ولم يكن باستطاعة معظم المواطنين شراء سيارة بسبب قيمتها المالية العالية، وأيضا لعدم القدرة على قيادتها.
من هذا المنطلق جاءت فكرة إنشاء شركة لنقل الركاب من الكويت إلى البصرة، التي يرتحل اليها الكثير من الكويتيين للراحة والاستجمام، وكذلك للتجارة.
صاحب الفكرة ومنفذها هو المرحوم حامد بيك السيد رجب النقيب، الذي حصل على "امتياز" من الأمير الشيخ أحمد الجابر الصباح، فقام بتأسيس الشركة عام 1925م، برأسمال 100 ألف روبية، ثمن السهم الواحد مئة روبية، ولها هيئة إدارية رئيسها السيد حامد بك النقيب، ولها قانون.
وقد ابتدأ بتسيير أول سيارة في الرابع من شعبان سنة 1344هـ، الموافق سنة 1926م وكانت أول سيارة قطعت الطريق بين الكويت والبصرة هي المسجلة برقم (27) في دفتر الكويت.
واستخدمت الشركة سيارات فورد على نطاق واسع في نقل الحجاج إلى مكة من الكويت والبصرة، وكسبت سمعة طيبة في اجتياز الصحراء.
وقبل أن نسترسل في الحديث عن الشركة والامتياز، أود أن أتحدث عن السيد حامد بيك بن السيد رجب بن السيد محمد سعيد بن طالب بن درويش الرفاعي بشيء من التفصيل، فهو من مواليد الكويت عام 1887م لأسرة عريقة يرجع نسبها إلى نسب الرسول الكريم.
تزوج من السيدة لولوة السيد خلف النقيب وله منها ابنة واحدة هي بدرية، ثم تزوج من السيدة رقية سليمان العبدالجليل وله منها محمد سعيد، وشيخة، واحمد، ومحمود، وسارة، ولأبنائه وبناته عدد من الأحفاد، وكان منزله يقع في مقابل ساحل البحر في الحي القبلي (موقع مجلس الأمة تقريباً).
وهو أول وكيل لسيارات فورد في الكويت، ثم انضم إليه المرحوم محمد صالح الحميضي، الذي بعد فترة من الزمن انتقلت إليه الوكالة حتى عام 1960، ثم حصل على الوكالة شركة الشايع والصقر، وظلت معها حتى مقاطعة شركة فورد عربياً عام 1966 م بموجب قانون مقاطعة إسرائيل.
كما أن السيد حامد أول من جلب مرطبات البيبسي كولا إلى الكويت. توفي رحمه الله عام 1953م.
وننشر في هذه الحلقة صورتين إحداهما صورة شخصية للسيد حامد في فترة الثلاثينيات، والأخرى للسيد حامد بجانب الملك سعود بن عبدالعزيز آل سعود، والمستشار والدبلوماسي حافظ وهبة، وآخرين في الأربعينيات من القرن الماضي.
وفي الحلقة القادمة سنتحدث، إن شاء الله، عن بعض تفاصيل امتياز السيارات الذي حصل عليه المرحوم السيد حامد النقيب قبل 87 سنة من المرحوم الشيخ أحمد الجابر.
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
|
|
أدوات الموضوع |
إبحث في الموضوع |
|
|
انواع عرض الموضوع |
العرض العادي
|
تعليمات المشاركة
|
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
كود HTML معطلة
|
|
|
الساعة الآن 11:49 AM.
|
 |