راسل ادارة الموقع جديد المشاركات التسجيل الرئيسية

 
 
        

اخر المواضيع

 
 

 
 
العودة   تاريخ الكويت > منتدى تاريخ الكويت > البحوث والمؤلفات
 
 

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 30-03-2021, 12:44 AM
فاعل خير فاعل خير غير متواجد حالياً
عضو مشارك فعال
 
تاريخ التسجيل: Feb 2008
الدولة: كويت - بلاد العرب
المشاركات: 290
افتراضي

تاريخ الهندسة في الكويت... قصة وطن في سيرة ذاتية (2)
20-11-2017
جريده الجريده


المخطط الهيكلي الأول عام 1952

غير نظام التثمين مدينة الكويت تماما، فبعد أن كانت جميع العقارات والأراضي يملكها الأفراد، أصبحت الدولة خلال فترة وجيزة من تطبيق نظام التثمين هي المالك الوحيد، لجميع الأراضي داخل المدينة، وسعى جميع ملاك العقارات إلى الدولة لاستملاك عقاراتهم.

فجاء المخطط الهيكلي الأول، ولحقه بعد ذلك المخطط الهيكلي الثاني، ليوزع مساحة المدينة البالغة 805 هكتارات منها 485 هكتارا للمشاريع تحت الإنشاء، ولم يبق إلا 320 هكتارا للمشاريع التي شملت من ضمن المخطط الهيكلي الثاني لاحقا.

خصص المخطط الهيكلي الأول الجزء الأوسط من المدينة للمناطق التجارية التي كانت منطقة أسواق أصلا، مثل شارع الجديد وسوق المباركية ومنطقة المناخ السابق وسوق التجار وكامل المنطقة الممتدة من قصر السيف حتى ساحة الصفاة، إضافة إلى المناطق المطلة على قصر السيف.

أما منطقة الوزارات والإدارات الحكومية، فقد خصص لها المخطط الهيكلي الأول المنطقة الممتدة على جانبي شارع عبدالله السالم فيما بين ساحة الصفاة وبوابة قصر نايف، وسميت بالمنطقة الإدارية، وبذلك محيت معالم المدينة القديمة عن آخرها، وبالأخص الجزء السكني منها، والذي كان يشكل عصب الحياة فيها، فاختفت أحياؤها وشوارعها وبراحاتها، ولم يبق منها سوى بعض الأجزاء من دواوين واجهتها البحرية وبعض الأماكن التي لم تصل إليها جرافات البلدية.

الطرق والشوارع الجديدة داخل المدينة

كانت مدينة الكويت ترتكز في تصميمها على المشاة، فالمشاة أساس التصميم، وفجأة تحول الاهتمام إلى السيارات، وخلال هذا الاهتمام غير المسبوق بالسيارات نسي الإنسان المشي تماماً، ولم يعد للمشاة فيه دور، فلم يصمم ولو ممشى أو ممر واحد للمشاة في المدينة بعد عام 1950، وفقد المشاة كامل حقوقهم، وإن شارعا مثل شارع فهد السالم لم تستطع بلدية الكويت تحديد ارتفاع الرصيف فيه، فترى كل مبنى وكأنه ليست له علاقة بالمبنى المجاور، لا من ناحية نوع البلاط أمام المبنى ولا من ناحية ارتفاع الممشى.

شارع الجديد

يقع شارع عبدالله السالم شمال ساحة الصفاة، ويصل بينها وبين شارع السيف، وكان العمود الفقري للكويت، ويمتد من الميناء إلى ساحة الصفاة مروراً بالمحلات التجارية والدكاكين على هذا الشارع، وبني الشارع بما كان يسمى آنذاك بالطراز الحديث، حيث استخدم في بنائه الطابوق إلاسمنتي.

شارع مبارك الكبير

وهو الشارع الذي يقطع مدينة الكويت نصفين بالتساوي، ويمتد من قصر السيف ماراً في دروازة العبدالرزاق إلى بوابة الشعب (البريعصي)، كما كان يسمى شارع الكهرباء لوقوع دائرة الكهرباء فيه.

شارع دسمان

وهو أول شارع تم تبليطه بالإسفلت عام 1945، ويمتد من قصر دسمان حتى ساحة الصفاة، وهو أحد الشوارع الرئيسة الأربعة، ولم تكن فيه محلات تجارية، حيث كانت البيوت السكنية تطل عليه من الناحيتين، وكانت بيوت (العوضية) تحتل الجزء الواقع بين دوار دسمان حتى تقاطع شارع خالد بن الوليد، حيث كانت بيوت محمد عقيل محمد زمان العرشي وبيوت عبدالله العوضي تحتل هذا الشارع من الناحيتين الشمالية والجنوبية، إضافة إلى بيوت الرومي والشواف والشمالي والعبدالرزاق والموسى والنجدي والقضيبي والعطار والمطوع والفيلي والوزان وغيرهم.

شارع السيف

يصل شارع السيف طرفي المدينة من شرقها إلى غربها، حيث يبدأ من قصر دسمان شرقا وينتهي في بوابة المقصب غربا، ويبلغ طوله أكثر من 6 كيلومترات، وتقع عليه جميع العماير والمراكز الحرفية والفرضة و(النقع) ومعظم الديوانيات، كما يقع عليه قصر السيف.

أحياء الكويت

يتألف كل حي من بيوت متلاصقة من طابق واحد لا يزيد ارتفاعها على 4 أمتار، تفصلها شوارع ضيقة تسمى سكيك، وسكيكات، وسكة سد، والدرب، والجادة، وفيها براحة يتجمع فيها ساكنو الفريج في المناسبات وليالي رمضان، كما كان في بعض الأحياء «المسقف»، أي الشارع المسقف، ومن أشهر الأماكن التي كان المسقف مستعملاً فيها هو «فريج الشيوخ»، المقابل لقصر السيف، و»فريج الشملان» و»مسقف العبدالرزاق».

«الفريج»، هو التسمية الكويتية للحي، وعادة ما يأخذ اسمه من العائلة الكبيرة التي تسكنه، فكان الفريج الذي نسكن فيه يسمى «فريج هلال»، نسبة إلى هلال المطيري، وكذلك «فريج النصف» و»فريج الشملان» و»فريج القناعات» وغيرها، وكان أهل الفريج كأنهم عائلة واحدة، فمعظم أبناء الفريج إخوان في الرضاعة.

وكان هناك 6 أحياء كبيرة في منطقة القبلة، هي فريج العثمان والصقر والخالد والبدر وسعود وغنيم، كما كانت هناك 8 أحياء كبيرة في منطقة الشرق، وهي فريج الشيوخ وبن خميس والشملان والنصف وهلال والمضف وبورسلي والعاقول.

أما الأحياء الداخلية فكانت نحو 40 حياً، منها فريج العدساني والعتيقي وبودي والرزاقة والقناعات والعجيل والفلاح والساير وبوقماز والفضالة والعوضية والعوازم والرشايدة والمطران والصوابر والقروية والحساوية والبحارنة والبلوش والصالحية وبن حسين والميدان والمطبة ومصدة، وأخرى لا يتسع المجال لذكرها.

تحمُّل الحرارة

يتساءل كثيرون عن كيفية تحمّل الكويتيين لحرارة الصيف سابقاً في غياب المكيفات، والجواب هو أن جميع البيوت كانت تبنى بالمواد الطبيعية العازلة للحرارة، وذلك من الطين المخلوط بالتبن، كما كانت الشوارع ترابية ضيقة، ولم يكن هناك إسفلت أو سيارات أو مكيفات تبعث الحرارة من محركاتها.

البيت الكويتي

جاء تصميم البيت الكويتي ليفي بوظائف عملية اجتماعية ومناخية باستخدامه مواد البناء الطبيعية والحوش الداخلي وقلة النوافذ الخارجية وحجمها والباب الرئيس «بو خوخه»، وطريقة بناء الأسقف والحوائط والسطح كلها، لتتماشى مع البديهة والمنطق السليم للتعامل مع هذا الوضع.

ولم يكن للبيوت المنفصلة وجود في الكويت قبل عام 1946، فلم تكن هناك بيوت مبنية على قسيمة مستقلة، ولها حديقتها وكراجها، وجاءت البيوت المستقلة مع بناء مدينة الأحمدي التي بني فيها أكثر من 1000 منزل مستقل له سوره الخاص وحديقته المستقلة. وكانت جميع بيوت الكويت القديمة متلاصقة مرتبط بعضها ببعض مكونة من طابق واحد يعلوها حجاب، حيث كان سطح البيوت يستخدم للنوم في ليالي الصيف، ولا يوجد في هذه البيوت شبابيك تطل على الخارج، إلا فيما ندر، وهذه الشبابيك هي للديوانية، أما الغرف الأخرى، فإن جميعها تطل على الحوش الداخلي.

العماير

هي عبارة عن بيوت عربية كبيرة تستخدم لتخزين المواد، وهي المكان الذي يبيع التجار فيه البضائع التي يستوردونها من الهند وإفريقيا من أخشاب ومواد بناء، وتطل جميع العماير على البحر أمام النقع، وذلك لتسهيل نقل البضائع من الأبوام إلى العماير المطلة على النقع.

والعماير هي بداية الديوانيات، حيث بدأت الديوانيات من العماير المطلة على البحر، وكان ساحل شارع السيف يضم نحو 80 عمارة، منها 45 عمارة في منطقة الشرق، ونحو 35 في منطقة القبلة، منها نحو 50 تستعمل كديوانية أيضا.

الديوانية

بدأت الديوانيات كجزء من العماير المطلة على البحر على شارع السيف، حيث كان لهذه العماير مكتب صغير للنوخذة أو صاحب السفن (المِحْمَل)، حيث يستقبلون به البحارة للتفاوض معهم وتوظيفهم ودفع رواتبهم ومراجعتهم في شؤون رحلة الغوص أو السفر وتصريف أمور الرحلة.

ومن أهم دواوين الضيافة التي كانت تستضيف المسافرين للمبيت وتزويدهم بالطعام، ديوان المرزوق وإسماعيل جمال والبحر والفلاح والنصف والقلاف وصالح جمال والبدر والمسباح وقبازرد ومعرفي وغيرهم.

ومن أهم الديوانيات الاجتماعية العريقة ديوانية الروضان والنصف والبحر والمناعي والشملان والبدر والصقر والغانم وبهمن والخرافي والملا والغنام والمعجل والشايع والزامل والوزان والبابطين والعسعوسي والخالد والرفاعي ومعرفي والقناعات والعبدالرزاق والبهبهاني وحيات والعوضية والكنادرة وغيرها من الديوانيات العريقة.

وكانت جميع الديوانيات المطلة على البحر فيها دكَّة، وهي مصطبة ملاصقة لجدار الواجهة الأمامية للديوانية والمطلة عادة على البحر للجلوس عليها أيام الصيف للاستفادة من نسيم البحر في قيظ الصيف.

المساجد

هناك علاقة وطيدة بين المساجد والأسواق، فحيثما توجد الأسواق توجد المساجد الكبيرة المميزة، يرتادها المتسوقون أوقات الصلاة. كما أن المسجد نواة نمو المدينة، حيث تبنى بجواره المنازل والمدارس والمكتبات والمستوصفات، فتتكون قرية صغيرة ثم تكبر لتصبح مدينة وهكذا.

ويفيد فرحان عبدالله الفرحان بأن أقدم جامع في الكويت هو جامع بن بحر، وبذلك يكون أقدم مبنى معروف، وهو يستند إلى مذكرات عبدالرحمن بن عبدالله السويدي (1772- 1778) وكذلك عبدالله خالد الحاتم وعبدالعزيز الرشيد، حيث يفيد السويدي عند زيارته لها بأن في الكويت كان هناك أربعة عشر جامعاً ومسجداً، وأن مسجد البحر يقع مقابل قصر السيف، كما كان هناك مسجد العبدالجليل ومسجد العبدالرزاق ومسجد مسعود ومسجد الخليفة ومسجد النومان ومسجد الحمدان آل القناعات، ومسجد بن بطي والنصف ومسجد العدساني، ومسجد الحداد ومسجد الشيخ ياسين القناعي، ومسجد السوق ومسجد النبهان ومسجد الفارس ومسجد المديرس».

تصميم البيت الكويتي

تنقسم البيوت الكويتية إلى 6 أنواع:

(1) القصور والبيوت الكبيرة: وتشكل نحو 1 في المئة من إجمالي البيوت، وتحتوي على أكثر من 10 غرف، كما تحتوي على 4 أحواش أو أكثر، أهمها حوش الحريم وحوش الديوانية وحوش المطبخ وحوش الغنم.

(2) البيوت الكبيرة: وتشكل نحو 5 في المئة من إجمالي البيوت، وتحتوي على أكثر من 5 غرف، كما تحتوي على حوش أو حوشين وفيها ليوان.

(3) البيوت المتوسطة: وتشكل نحو 16 في المئة من إجمالي البيوت، كما تحتوي على 3 أو 4 غرف فيها حوش واحد وليوان.

(4) البيوت التي تحتوي على 3 غرف: وتشكل نسبة 20 في المئة من إجمالي البيوت وتحتوي على حوش واحد وليوان واحد.

(5) البيوت التي تحتوي على غرفتين: وتشكل نسبة 23 في المئة من إجمالي البيوت وتحتوي على حوش واحد دون ليوان.

(6) البيوت التي تحتوي على غرفة واحدة: وتشكل نسبة 35 في المئة من إجمالي البيوت وتحتوي على حوش.

مكونات البيت الكويتي القديم

1- الباب الرئيس (باب بوخوخه): مكون من بابين، الباب الكبير، ويستعمل لدخول الدواب إلى المنزل، أما الباب الصغير فإنه يستخدم للاستعمال اليومي.

2- دهليز: وهو ممر يربط المدخل الرئيس بالحوش الداخلي.

3- حوش: الساحة الوسطى من المنزل التي تطل عليها جميع غرف البيت.

4- دريشة (شباك): مصنوع من الخشب مكون من درفة أو درفتين خال من الزجاج، عادة ما يكون في الديوانية المطلة على الخارج.

5- الكتيبة: هي نافذة صغيرة فوق مستوى النظر وتبنى لغرض التهوية والضوء.

6- برچة (بركة): وهي خزان ماء في وسط الحوش، يستخدم لتخزين مياه الأمطار خلال موسم الشتاء لاستعمالها أيام الصيف.

7- ليوان: هو المكان المغطى يطل على الحوش ويحمي الغرف من الشمس.

8- غرف المنزل: غرف المنزل متعددة الاستعمال فهي تستعمل للجلوس نهاراً وللنوم ليلاً، كما يحتوي البيت عادة على غرفة «جيل» (كيل) تخزن فيها مواد الغذاء.

9- «بادكير» (مصيدة الهواء): وهو نوعان بادكير ملاصق للحائط يستقبل الهواء من ناحية واحدة، وبادكير بمثابة برج مستقل يستقبل الهواء من أربع جهات.

10- روشنة: رف في تجويف داخل الحائط بعمق نحو 25 سم وعرض نحو متر وارتفاع متر ونصف أعلاها على شكل قوس تمسح بالجص، وتستعمل كرف داخل الغرف.

11- مطبخ: وهو غرفة عادية خالية إلا من الموقد والتنور ليس فيها أي مما نسميه اليوم معدات المطبخ.

12- جِليـِب: بئر ماء مالح يستعمل للغسيل مزود بـ «محالة»، وهي بكرة خشبية تعلق فوق البئر ليسهل استخراج الماء منها بالحبل والدّلو.

13- الكَّرو: هو بمنزلة «الدوش» في بيوت اليوم وكان قليل من البيوت فيها الكّرو، حيث كان يستعمل بشكل واسع في المساجد.

14- الكنكية: وهي ما يسمى الآن (الصندرة)، حيث يقسم ارتفاع إحدى الغرف الثانوية إلى قسمين يستخدم الجزء السفلي لتخزين المواد الثقيلة نسبياً وتستعمل (الكنجية) لتخزين الأشياء.

15- السطح: يستعمل سطح المنزل للنوم في ليالي الصيف ولتجميع مياه المطر وتصريفه من خلال المرزام أيام الشتاء إلى البركة (البرجة) وسط الحوش.

16- الفَـّرية: وهي فتحة بين بيتين متلاصقين للعائلة نفسها تربطهم علاقة أسرية قوية، وذلك لتسهيل الترابط والتزاور بينهم دون الحاجة إلى الخروج إلى الشارع للاتصال.

17- العريش: سقف من أعواد قصب البردي والباسجيل (شرائح القصب) مغطاة بـ (الباري)، ترتكز على أعمدة الجندل. ويشيد عادة في إحدى زوايا الحوش أو على السطح.

18- مختلى: هو مكان منعزل في ساحة البيت أو في العراء، يستخدم كمرحاض يقضي أهل البيت فيه حاجتهم.

المقابر

كان في مدينة الكويت في أربعينيات القرن الماضي 7 مقابر، أزيلت منها مقبرتان وبقيت 5 مقابر. وهذه المقابر هي:

1- مقبرة الصالحية في منطقة القبلة جنوبي مجمع الصالحية، دفن فيها سمو الشيخ أحمد الجابر الصباح والشيخ فهد السالم الصباح.

2- مقبرة هلال في المنطقة الشرقية من المدينة، دفن فيها هلال المطيري.

3- المقبرة الجعفرية في المنطقة الشرقية من المدينة شرقي شارع خالد بن الوليد.

4- مقبرة الحساوية في المنطقة الشرقية من المدينة بالقرب من كراجات منطقة الشرق.

5- مقبرة المسيحيين في المنطقة الشرقية من المدينة بالقرب من مواقف سيارات مجمع الخليجية.

6- مقبرة اليهود، أزيلت في أربعينيات القرن الماضي.

7- مقبرة البلدية، تقع على مدخل شارع فهد السالم من الناحية الشرقية.

8- أنشئت مقبرة الصليبيخات عام 1957 بناء على قرار مجلس الإنشاء رقم 1711/310.
  #2  
قديم 30-03-2021, 01:36 AM
فاعل خير فاعل خير غير متواجد حالياً
عضو مشارك فعال
 
تاريخ التسجيل: Feb 2008
الدولة: كويت - بلاد العرب
المشاركات: 290
افتراضي

تاريخ الهندسة في الكويت... قصة وطن في سيرة ذاتية (6)
25-11-2017 - جريده الجريده

كان الثقل السكاني يتمركز بمدينة الكويت، فحسب إحصاءات 1957 كان عدد السكان في مدينة الكويت نحو 60.000 نسمة جميعهم تقريبا من الكويتيين، وفي عام 1965 بقي العدد نفسه، إلا أن نحو 50 في المئة منهم من غير الكويتيين، فبعد أن كانت مدينة الكويت تحتضن أكثر من نصف سكان الكويت وفق إحصاء 1957، لم يعد يسكن المدينة سوى عدد قليل من العمال في بيوت قديمة تؤجر للعزاب بمنطقة المقوع الشرقي وفي منطقة الشرق.

العمارة في الكويت

فشلت تجربة المباني الجاهزة لبناء بيوت ذوي الدخل المحدود فشلاً ذريعاً، لعدم التزام المواطن الكويتي بالبيت الذي يخصص له، حيث يحاول تطويره وتكبيره، الأمر الذي تنافى مع القصد من المباني الجاهزة التي بدأت عام 1956.

لم تكن العمارة في كويت الماضي تحتاج إلى مهندس معماري أو مهندس إنشائي، فقد كانت تنبع من الطبيعة، وكانت كثير من المباني ترقى في مستوى تصاميمها من ناحية الأبعاد والتناسب والتناسق ودراسات الظل والفراغات إلى أعلى المستويات، حيث جاءت بصورة عفوية اعتمدت أساسا على البديهة والفطرة والأمور العملية.

نمت مدينة الكويت حول واجهتها البحرية، حيث كان ارتباطها بالبحر أكثر من ارتباطها بالبر، فدفعها ذلك إلى الامتداد حول الكوت أولاً، وهي منطقة الفرضة القديمة غربي قصر السيف، ثم امتدت شرقاً وغرباً على الساحل، كما امتدت جنوباً إلى ساحة المناخ التي لم تكن تبعد عن البحر سوى 300 إلى 400 متر، ثم توسعت المدينة شرقاً وغرباً، كما توسعت ناحية الجنوب، حتى بلغت ساحة الصفاة، ولم تخرج المدينة خارج سورها إلا بعد التثمين ووضع المخطط الهيكلي الأول في بداية الخمسينيات حيز التنفيذ.

البيت الكويتي الجديد وفق المخطط الهيكلي الأول

حدد المخطط الهيكلي الأول قسائم سكنية مستقلة بمساحات تتراوح ما بين 750 و1000 متر مربع للقسيمة السكنية الواحدة، ليبنى عليها فيلا مع حديقتها وخدماتها المستقلة، بعيداً عما كانت عليه البيوت السابقة التي لم تكن تتوافر فيها أبسط المرافق الصحية.

قامت الدولة بتوفير القسائم لسكان المدينة الذين استملكت منازلهم، كما وفرت بيوتاً لذوي الدخل المحدود للذين لم يكن لديهم منازل داخل المدينة، أو الذين فضَّلوا أن يحصلوا على بيوت جاهزة للسكن، بدلاً من بنائهم فيلا خاصة، حيث لم تكن الخبرة متوافرة للكثيرين الذين فضلوا الحصول على فيلا مبنية بدلاً من مشاكل المهندسين والمقاولين، وأصبحت الفيلا جزءاً من حقوق المواطن، حيث ترتبط بجنسيته الكويتية لا دخله السنوي.

نظام الفلل

ظهر نظام الفلل بشكله الحالي في أواخر الأربعينيات عند بناء مدينة الأحمدي، فقد صممت منازلها على النمط الإنكليزي، ومع بداية النهضة العمرانية في الكويت وتثمين البيوت القديمة ظهر نظام الفلل، فبنيت منطقة المقوع الشرقي ومنطقة مصدة داخل السور لكبار موظفي الدولة.

صممت معظم الفلل التي بنيت في الخمسينيات على الطراز العربي، على نمط ما كان متبعاً في السابق من حوش وغرف حول هذا الحوش، للتهوية والإنارة، إلا أنها بنيت بالطابوق والكونكريت بدلاً من الطين.

تخطيط المناطق التجارية وسط المدينة

قسمت المناطق التجارية داخل المدينة إلى إحدى عشرة منطقة تجارية تركزت في وسط المدينة، وبعد تخطيط هذه المناطق وتوزيعها إلى قسائم تجارية باعت الدولة هذه القسائم بالمزاد العلني للراغبين، في أكتوبر ونوفمبر 1962، وحدد تخطيط هذه المناطق على أساس تخصصات معينة، مثل: البنوك وشركات التأمين وسوق الذهب وسوق الصرافين والأسواق ومكاتب للتجار وغيرها.

ومن أهم هذه المناطق المنطقة التجارية الأولى والثانية المطلة على قصر السيف عند مدخل شارع عبدالله السالم من الناحية الشمالية الغربية، وكان يشغل هذه المنطقة سوق الخضار ومحلات بيع المواد الغذائية القريبة من الفرضة (الميناء)، وصممت لتحتوي على 170 مكتباً للتجار على شكل قيصرية، كما كانت في السابق، وأصبحت تعرف بسوق التجار.

مبنى البلدية والصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية

تم تكليف م. سامي عبدالباقي تصميم مبنى البلدية، الذي انتهى العمل به عام 1963، ويتألف من ثلاثة مبانٍ مزودة بالتكييف المركزي والمصاعد، وهو أول مبنى في الكويت تستعمل في واجهاته الستائر الزجاجية، واستعمل الجناح الجنوبي منه كمقر لمجلس الأمة إلى حين الانتهاء من العمل في المقر الحالي للمجلس في 23/ 2/ 1986.

وصمم المعماري لويس ماكميلان (Louis McMillen) ورولند كلوفر (Roland Kluver) من مكتب TAC، بالتعاون مع المكتب العربي للاستشارات الهندسية، الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية، وكان يضرب بهذا المبنى المثل في البساطة والجمال، فكان السهل الممتنع.

المطار والأبراج والبنك المركزي والمسجد الكبير

كلف المهندس الياباني كانزو تانكا (Kenzo Tange) تصميم مطار الكويت الدولي، والمعماري الدنماركي ميلان بورن (Malene Bjorn) تصميم أبراج الكويت التي انتهى العمل بها عام 1977، وأرن يوكبسن (Arne Jacobson) تصميم البنك المركزي، ومع الأسف لم يوفق في تصميمه، فجاء كأنه غرفة تبريد، وم. محمد مكية بتصميم المسجد الكبير.

لوياك

أنشئت «لوياك» عام 2002 بفكرة من المبدعة فارعة السقاف، لجذب اهتمامات الشباب نحو تنمية مهاراتهم وتركيز طاقاتهم في المجالات الفاعلة المفيدة لهم وللمجتمع.

بدأت «لوياك» نشاطها ببرنامج التدريب الصيفي، وإيجاد فرص مميزة للشباب تطور شخصياتهم، وتكشف عن قدراتهم الإبداعية، بهدف إيجاد جيل من القادة عالي الفاعلية، والتركيز على المحبة، العطاء، المصداقية، الالتزام، المعرفة، الإبداع والتمكين.

المتحف والمستشفى وقصر العدل ومجلس الأمة

كُلف المهندس الفرنسي ميشل إيكو شارل (Michelle Ecochard) تصميم متحف الكويت الوطني عام 1977، والمهندس المصري سيد كريم بتصميم مبنى للعيادات الخارجية بمستشفى الصباح مزودا بمصاعد وتكييف مركزي، وسير باسل سبنس (Sir Basil Spence) عام 1976 بتصميم قصر العدل، والمهندس المعماري الدانماركي المشهور يورن أوتسون (Jorn Utzon)، وهو المعماري الذي قام بتصميم مبنى الأوبرا في مدينة سيدني بأستراليا، بتصميم مبنى جميل يليق بالكويت وبرلمانها، دمج فيه الشراع والخيمة، لتمثل البحر والصحراء، كما تمثل سكان الكويت من حضر وبادية، فالدول تقوم ببناء مبنى لبرلمانها مرة واحدة في عمرها.

المشاريع الترفيهية

لم يكن في الكويت مرافق ترفيهية تذكر، فلم يكن لدى سكان الكويت سوى الكشتات إلى الفنطاس والمخيمات في الربيع، أما الأطفال، فلم يكن لديهم شيء سوى السباحة في البحر أيام الصيف، أو لعب المراجيح في الأعياد، وفي بداية الخمسينيات أنشئت النوادي الرياضية.

وفي نهاية الأربعينيات أنشئ نادي الحبارى في الأحمدي، وكانت عضويته مقصورة على كبار موظفي شركة نفط الكويت (KOC)، واحتوى على ملعب كرة قدم وملعب غولف وتنس، وكانت ملاعب كرة القدم والغولف والتنس هي أول الملاعب الرسمية في الكويت، إلا أنها كانت لموظفي شركة النفط فقط، ولا يسمح للكويتيين باستخدامها.

ولسد الفراغ في المرافق الترفيهية، أوصى المخطط الهيكلي الثاني بإنشاء المدينة الترفيهية في الدوحة، وتطوير الواجهة البحرية على امتداد 20 كيلومتراً، كما أوصى بإنشاء حديقة الحيوانات الكبرى، جنوب الدائري السادس ومشروع الخيران، إضافة إلى المتنزه القومي في الدوحة والمتنزه القومي في بيان.

المسارح والمراكز الثقافية

لم يكن في الكويت أي مسرح قبل خمسينيات القرن الماضي، وبُني أول مسرح مع تأسيس شركة السينما الكويتية، التي أقامت مسرحاً مفتوحاً للسينما في منطقة شرق، غرب قصر دسمان عام 1955 سُمي السينما الشرقية، وكان هذا أول مكان عام يتجمع فيه الجمهور لمشاهدة أفلام كانت جميعها بالأبيض والأسود.
وفي مطلع ثمانينيات القرن الماضي بدأنا نرى نشاطا ثقافيا مميزا من دار الآثار الإسلامية، بقيادة الشيخة حصة صباح السالم الصباح، ولم يتوقف هذا النشاط إلا خلال الاحتلال العراقي للكويت، إلا أن ذلك لم يثنِ الشيخة حصة، بل قامت بزيادة الجرعة الثقافية لدار الآثار الإسلامية، لإيمانها بأن تقدم الشعوب لا يأتي إلا عن طريق الثقافة.

الفنادق

خلت الكويت من الفنادق أو الاستراحات المخصصة للقوافل Caravanserais رغم أنها كانت مكاناً لتسوق القادمين من نجد، ويفسر ذلك بأن جميع المتسوقين القادمين من الخارج من البدو الرحل الذين يأتون بخيامهم وينصبونها في الأماكن المفتوحة خارج السور، ولا يحتاجون إلى استراحة القوافل، كما في كثير من المدن التي تقع على طريق القوافل.

ولم يكن في الكويت أي فندق قبل عام 1935، فلم يكن أحد يزور الكويت للسياحة، وجميع زائري الكويت يزورونها بدعوة من أقاربهم أو أصدقائهم، وكان الموسرون يستقبلون الزائرين المهمين ويستضيفونهم في دواوينهم، وفي عام 1935 قام ميرزا هادي ببناء قيصرية من طابقين في سوق واجف تضم عدداً من الدكاكين، إضافة إلى عدد من الغرف في الطابق العلوي استعملت لسكن الزوار الأجانب بمثابه فندق، إلا أنه لم يسمَّ «فندق».

ومع ازدياد عدد الزائرين إلى الكويت بعد تصدير أول شحنة نفط، وتوافر فرص العمل للأجانب قام يوسف شيرين بهبهاني عام 1947 بإنشاء أول فندق في الكويت شرقي ساحة الصفاة بمنطقة المسيل (البنك الأهلي حالياً) وأطلق عليه اسم «الفندق العصري»، وكانت خدماته تقتصر على النوم فقط، وكان يشمل عددا قليلا من الغرف، وفي الخمسينيات استعملت إحدى العمارات في السوق كفندق سمي «فندق ومطعم سميراميس بالاس»، ولم يكن أي من هذه الفنادق يمكن أن يطلق عليه مجازاً اسم فندق، وبقي الوضع إلى حقبة الستينيات حين بني فندق الخليج وفندق الكارلتون وفندق البريستول في شارع فهد السالم، ثم بني فندق الشاطئ على البحر.

ومع الطفرة العمرانية وتدفق الزائرين إلى الكويت شعرت الدولة بفقر هذا المرفق الذي لم يتطور مثل بقية المرافق. ونظرا لزيادة عدد رجال الأعمال والمهندسين والمهنيين الذين يزورون الكويت والنقص الرهيب في عدد الغرف الفندقية أو غيابها، قررت الحكومة الكويتية عام 1958 أن تبني فندق خمس نجوم سمي «فندق الحكومة».

المخطط الهيكلي الثاني 1968

في عام 1968 كُلف كولن بيوكانن (C. Buchanan) وضع خطة المخطط الهيكلي الثاني، التي ترتكز على خطة طويلة الأمد للتنمية تعالج التنمية على مستوى الدولة والمناطق الحضرية ومدينة الكويت، كما وضعت خطة لمعالجة المشكلة الإسكانية، وأخرى لمشكلة المرور.

وحددت الخطة مناطق التنمية الحضرية والمناطق الصالحة لها، مع تحديد مناطق امتياز شركة نفط الكويت وحقول النفط وأراضي التحريج والزراعة والمناطق العسكرية، ووضع خطة بعيدة المدى لنمو المناطق الحضرية.

وفي المراجعة الأولى لمخطط بيوكانن عام 1977 وضعت مقترحات لاستيعاب الزيادة في عدد السكان، كما وضعت بعض الضوابط المتعلقة بالمناطق الصناعية والمراكز التجارية لخدمة المناطق الحضرية، كما اقترحت إقامة مدينتين جديدتين إحداهما في الصبية بالشمال، والأخرى في الخيران بالجنوب.

وأدخلت المراجعة الثانية عام 1983 بعض التعديلات على السياسات والمقترحات الموضوعة في ضوء التغيرات الديموغرافية للتركيبة السكانية وعدد السكان، وكذلك التغيرات الاقتصادية والسياسية التي طرأت بعد أزمة سوق المناخ، كما وضعت حدوداً للطاقة الاستيعابية للمنطقة الحضرية بنحو 2.085 مليون نسمة بحلول عام 2005، واقترحت تعديل الطاقة الاستيعابية للمدن الجديدة، ليتفق مع التغيرات المحتملة لأعداد السكان، بالإضافة إلى التطوير في استعمالات الأراضي المختلفة، وما يتبعها من شبكة الطرق لتواكب هذه التغيرات.

المخطط الهيكلي الثالث 1997

أجرت البلدية في عام 1984، وللمرة الرابعة، تعديلات على مخطط كولن بيوكانن الهيكلي الثاني الذي تم وضعه عام 1977، ووضع المخطط الهيكلي الثالث وإعادة النظر في موضوع المناطق الحضرية داخل المدينة ومركز المدينة القديم والمخطط القومي.

وحدد المخطط الهيكلي الجديد أهدافه بمعالجة احتياجات النمو السكاني المرتقب والبدائل التخطيطية المختلفة للنمو العمراني ورسم الإطار العام للتخطيط واستعمالات الأراضي ومعالجة مشاكل نقص المناطق الصالحة للسكن لحل مشكلة الطلبات المتزايدة على السكن، وذلك حتى عام 2005، ووفر هذا المخطط الإطار العام للتخطيط واستعمالات الاراضي لتمكين الدولة من تحديد أحجام مشاريعها ووضع البرامج الزمنية لها ولم يدخل المخطط في التفاصيل، بل وضع خطة عامة يمكن الاسترشاد بها، حيث قسم المخطط إلى ثلاثة أقسام؛ أولها الخطة الطبيعية القومية، والثانية المخطط الهيكلي للمناطق الحضرية، والثالثة المخطط الهيكلي لمركز المدينة.

واقترح المخطط المحافظة على الحزام الأخضر والساحات المكشوفة على امتداد ساحة الصفاة ومقبرة الصالحية، وميدان قصر السيف، كما اقترح المحافظة على بعض المباني ضمن مجمع فلل البهبهاني والإرسالية الأميركية ومنطقة السوق القديم في المباركية والديوانيات على شارع الخليج والمحافظة على ما تبقى من المباني القديمة والساحات.

المخطط الهيكلي الرابع 2016

نظرا للتغييرات الكبيرة التي أجريت على المخطط الهيكلي الثالث ظهرت الحاجة لمراجعة وتحديث وتطوير البيانات والمعلومات الواردة بالمخطط الهيكلي الثالث، بما يتواءم مع ما استجد من خطط ومشاريع وأعمال في جميع المجالات والقطاعات لوضع مخطط هيكلي للدولة حتى عام 2030، يشتمل على التصورات المستقبلية للنمو السكاني والعمالة والطرق والخدمات العامة واتجاهات النمو العمراني المتوقع، ووضع الأهداف والاستراتيجيات والسياسات التي تشكل القاعدة الأساسية للنمو العمراني، والتي تعود إليها الوزارات والهيئات المعنية عند اتخاذها للقرارات، وعليه قامت البلدية الكويت عام 2016 بتكليف مكتب بركنز آند ويل للقيام بذلك.
  #3  
قديم 30-03-2021, 01:46 AM
فاعل خير فاعل خير غير متواجد حالياً
عضو مشارك فعال
 
تاريخ التسجيل: Feb 2008
الدولة: كويت - بلاد العرب
المشاركات: 290
افتراضي

تاريخ الهندسة في الكويت... قصة وطن في سيرة ذاتية (7)
25-11-2017 - جريده الجريده

المدن الجديدة

أوصت الدراسات المتعددة بإنشاء مدن جديدة، لحل مشكلة الإسكان، وتخفيف الضغط عن الطرق المؤدية لمدينة الكويت، حيث أوصت الدراسات بإنشاء مدن في الصبية والخيران، وإيجاد مناطق جديدة لتوفير الأراضي لسكن الكويتيين الذين زادت طلباتهم لدى الهيئة العامة للإسكان إلى معدلات غير معهودة.

شمل امتداد العمران خلال الفترة من عام 1956 حتى نهاية 2016 جميع مناطق الكويت، وكان مركز التوسع بمحاذاة البحر على الشريط الساحلي شرقاً وجنوباً، وحدت مناطق امتياز شركة نفط الكويت ومناطق النفط والغاز حول حقل المقوع وحقول النفط الأخرى من التوسع نحو هذه الأماكن، حيث تم تجنب العمران فيها.

اكتساب الخبرة في «الأشغال»

عمل جميع أصحاب المكاتب الهندسية الكويتية في بداية حياتهم المهنية في وزارة الأشغال العامة أو البلدية، واكتسبوا كثيرا من الخبرات خلال عملهم في الوزارة، وانعكس ذلك على عملهم في القطاع الخاص، حيث وظف أصحاب المكاتب الهندسية الأوائل خبرتهم التي اكتسبوها في وزارة الأشغال، ولولا هذه الخبرة، لما تمكنوا من فتح مكاتب هندسية.

فهذه الخبرة منحتهم الجرأة والمغامرة في دخول مجال جديد لم يعهدوه ولم يتدربوا عليه من قبل، فالمسؤولية بالإضافة إلى أنها فنية، فإنها مسؤولية إدارية ومالية.

توظيف الخبرة المكتسبة

لا أبالغ إذا قلت إن العمارة في الكويت لم تكن ذات شأن قبل أن تدخل المكاتب الهندسية الكويتية هذا المعترك، ولم يكن في الكويت إلا خمسة أبنية بنيت في الستينيات، وهي: مبنى وزارة الإعلام، القديم الذي يشغله حاليا المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، والذي أنشئ عام 1961، ومبنى بلدية الكويت عام 1962، وتوسعة قصر السيف وعمارة ثنيان الغانم وعمارة اليعقوب على شارع فهد السالم. أما المباني الأخرى، فقد هُدمت، ما عدا الفلل.

والمباني السكنية التي بنيت في حقبة الستينيات ليس فيها ما يستحق الحفاظ عليه مطلقا، ولم يبقَ منها إلا القليل على شارع فهد السالم وفي حولي.

أدخلت شخصيا أول كمبيوتر في التصميم بالمكتب العربي للاستشارات الهندسية، واستعملته في التصميم الإنشائي لفندق هيلتون عام 1974، الذي صممه المهندس الفذ حكم جرار، وكان الكمبيوتر من نوع HP، ولم تكن فيه شاشة، وكان يستعمل للحسابات الإنشائية فقط، وكان هذا أول كمبيوتر يستعمل في التصاميم الإنشائية الهندسية بالكويت.

وكان للتنافس الشريف بين المكاتب الهندسية الكويتية دور كبير في رقي العمل الاستشاري والتنافس على من يقوم بعمل أفضل، ويقدم خدمة استشارية مميزة. وبالطبع، كان لجمعية المهندسين دور كبير في إعطاء المكاتب الهندسية دورها القيادي والدفاع عن حقوقها، كما كان لمجلس التخطيط، بقيادة أحمد علي الدعيج، الفضل الأكبر في حصول المكاتب الهندسية على فرص العمل مع المكاتب العالمية، عززها بعد ذلك وزير المالية عبداللطيف الحمد، بقرار وزاري عام 1981، يجبر المكاتب العالمية على التعاون مع المكاتب المحلية بنسبة لا تقل عن 25 في المئة، وتغيَّر وضع الحركة العمرانية بشكل كبير حين دخلت الشركات العقارية.

لقد ساهمت في بناء الكويت عن طريق المكتب العربي للاستشارات الهندسية، وذلك ببناء نحو 1000 مشروع تتمثل في مبانٍ عامة، وفلل وعمارات سكنية ومكاتب وفنادق وبنوك ومشاريع لوزارة الدفاع، إضافة إلى كثير من الطرق، مثل: الدائري السادس، وشارع الغزالي، وشارع الجهراء، وشارع جمال عبدالناصر، وأضحى المكتب العربي للاستشارات الهندسية من أهم المكاتب الهندسية في الكويت يزوره ضيوف الكويت.

مكتب المهندس الكويتي

أسس م. فيصل السلطان مكتب المهندس الكويتي عام 1964، ثم سلمه إلى أخيه د. عبدالعزيز السلطان، والذي وصل به إلى قمة المكاتب الاستشارية في العالم، حيث قام بأعمال عملاقة ومميزة في قطر والإمارات ودبي والسعودية، علما أن الأعمال التي قام بها في الكويت لم تشكل إلا نسبة 5 في المئة فقط من إجمالي الأعمال التي يقوم بها خارج الكويت، ومن المشاريع التي قام بها في الكويت جامعة الخليج للعلوم والتكنولوجيا (Gust)، وتوسعة المستشفى الأميري وفندق شيراتون (Four points) ومجمع العثمان، إضافة إلى مشاريع عديدة في البنية التحتية.

مكتب سالم المرزوق وصباح أبي حنا

تخرج سالم المرزوق من الولايات المتحدة عام 1966 مهندساً مدنياً تخصص طرق وهندسة مرور والتحق بوزارة الأشغال في أكتوبر 1966، من أهم إنجازاته في الوزارة الإصرار على عدم استعمال تربة الكتج في الطرق، بعد أن أثبتت التقارير المختلفة عدم صلاحيتها، وكان مشروع الطرق الداخلية في منطقتي الصليبيخات وغرناطة أول الطرق في الكويت التي لم يستخدم فيها الكتج، وبعدها لم يدخل الكتج في الطرق مطلقاً.

مكتب أحمد الجهيم

تخرج م. أحمد الجهيم، وحصل على شهادة العمارة من جامعة مونتانا عام 1968، ثم عمل في بلدية الكويت، إلى أن أصبح مدير إدارة البناء، وكان له الفضل في إدخال المماشي في ضواحي الكويت السكنية، كما كان له الفضل في تبسيط إجراءات رخص البلدية ومعاملاتها. وقام مكتب أحمد الجهيم بمشاريع كثيرة تفخر بها الكويت، مثل مجمع الحمراء ومبنى التجارية ومبنى الداو ومقر معهد الأبحاث العلمية وغرفة التجارة ومكتبة البابطين ومبنى الفتوى والتشريع وغيرها من مبانٍ ومشاريع مهمة.

تقسيم حديقة سلوى

نظمت أرض سلوى وقسمت في نهاية ستينيات القرن الماضي كمنطقة سكنية، وبيعت قسائمها للراغبين في السكن بهذه المنطقة، والتي كانت تعد منطقة نائية نسبيا، إلا أن المشروع لاقى نجاحا كبيرا، وكان هذا المشروع أول مشروع تقسيم يقوم به القطاع الخاص.

المخطط الهيكلي لجامعة الكويت في الخالدية عام 1969

في عام 1969 كُلّفنا بوضع المخطط الهيكلي لتحويل مدرسة الخالدية إلى جامعة، بالإضافة إلى بعض المباني في كلية العلوم، وكانت جامعة الكويت في بداياتها، وكان ذلك في عهد أنور النوري قبل تحويل ثانوية الشويخ إلى جامعة، ولم تكن مباني مدرسة الخالدية مؤهلة كجامعة، إذ تفتقر إلى المكتبات والمختبرات والخدمات الأخرى التي تتطلبها أي جامعة.

وفي عام 1981 كُلّفنا مرة أخرى بوضع المخطط الهيكلي الثاني لجامعة الكويت في الخالدية، لتتسع لنحو 6000 طالب وطالبة، وإعادة تأهيل لـ 15 مبنى قائما، وإضافة 300 موقف للسيارات، وتنظيم الحدائق حول حرم الجامعة، إضافة إلى إنشاء مبنى للإدارة ومكتبة الجامعة وتطوير الطرق المؤدية إلى الجامعة وإعادة تأهيل البنية التحتية للجامعة، وإضافة مختبرات للأقسام العلمية مع موقف سيارات في السرداب وإعادة تأهيل 4 مبانٍ وقاعة محاضرات ومسرح، كما صممنا في وقت لاحق مبنى مقر اتحاد الطلبة.


تقسيم منطقة العارضية للدولة

قسمنا عام 1976 منطقة العارضية للهيئة العامة للإسكان بمساحة 600 هكتار، للسكن والاستعمال التجاري، إضافة إلى 11 حضانة أطفال، و9 مدارس ابتدائية، و6 مدارس متوسطة، إضافة إلى حدائق ومكاتب وجميع الخدمات الأخرى، كما صممنا مساكن العارضية، إلا أن الهيئة العامة للإسكان اختارت أن تشرف هي على هذه المباني، وكانت من أفضل البيوت التي صُممت، وفق إفادة الهيئة العامة للإسكان.

جنوب السرة

تقع منطقة جنوب السرة بين الدائري الخامس والسادس، وبين شارع الملك فهد طريق (40) والملك فيصل طريق (50)، وهي أكبر منطقة سكنية مملوكة للقطاع الخاص.

وقد صممناها عام 1976 كمنطقة سكنية قسمت إلى عدة ضواحٍ، منها: ضاحية الصديق وضاحية السلام وضاحية الزهراء وحطين، وفصلنا القسم المملوك للدولة، وأقامت الدولة مبنى وزارة الأشغال، ومبنى وزارة الكهرباء، ومبنى المعلومات المدنية، وأمن الدولة، والرعاية السكنية، ومستشفى جابر، ومبنى وزارة التربية الجديد، وغيرها من المباني الحكومية، كما أقامت مع القطاع الخاص مشروع 360 ومجمع التنس في المنطقة نفسها.



المؤلف وبعض المهندسين عام 1980 امام مخطط جنوب السره


ضاحية الأندلس

تقع ضاحية الأندلس غرب مدينة الكويت على الطريق المؤدي لمدينة الجهراء، وكلفنا خالد يوسف المرزوق بتقسيمها، وفق الشروط التي تضعها بلدية الكويت، فقمنا بتنظيمها كضاحية سكنية نموذجية، وهي من أولى الضواحي السكنية المتكاملة التي يقوم القطاع الخاص بتنفيذها.

مدينة جابر الأحمد

في عام 2006 كلفتنا الهيئة العامة للإسكان بتصميم مدينة جابر الأحمد، التي تبعد نحو 25 كيلومتراً غرب مدينة الكويت، ووضع المخطط الهيكلي للمدينة، شاملا الطرق والبنية التحتية لتتسع إلى 80,000 نسمة، موزعين على سكن خاص بكثافة منخفظة بمساحة 400 متر مربع لكل وحدة سكنية، ومبانٍ سكنية من ستة طوابق على قسائم بمساحة 1,000 متر مربع تحتوي على شقق، كل شقة بمساحة 400 متر مربع، وتشتمل المدينة على سوق تجاري كبير، إضافة إلى مبان حكومية ومبنى البلدية، إضافة إلى جامعة خاصة، ومستشفى خاص، ومركز ثقافي.

المباني العالية

كان مجمع الأندلس بارتفاع 12 طابقاً، الأول بالنسبة إلينا في المكتب العربي للاستشارات الهندسية، وكان بالتنافس مع لؤلؤة المرزوق التي كان ينفذها خالد المرزوق، وكانت سباقاً بين مبارك الحساوي وخالد المرزوق، بمن سيكون له السبق في الانتهاء قبل الآخر، فاز في النهاية خالد المرزوق بتنفيذ لؤلؤة المرزوق قبل أشهر من انتهاء مجمع الأندلس، حيث إن مجمع الأندلس كان يحتوي على خدمات أكثر من لؤلؤة المرزوق، وبالأخص المحال التجارية، كما كان أكبر مساحة.

العمل مع القطاع الخاص

في رأيي الخبرة الحقيقية لأي مهندس، هي العمل في القطاع الخاص، وأن العمل مع الحكومة هو بداية الحياة العملية، وكنت ألقي محاضرات لطلبة كلية الهندسة بجامعة الكويت مرتين في العام لطلبة السنة الأولى ولطلبة السنة النهائية، وكنت دائما أحثهم على العمل مع القطاع الخاص، حيث إن العمل مع الحكومة هو نهاية المطاف وقتل للكفاءة، وأن تعليمهم سيذهب سدى إذا ما استمروا بالعمل مع الحكومة.

وفي إحدى المحاضرات سألني أحد الطلبة، بأن العمل مع الحكومة هو عمل مضمون، والأجر كبير وساعات العمل قليلة، وهو ضمان للمستقبل، فأجبته انني لا أعتبر الوظيفة هي الضمان، إنما العلم والخبرة هما الضمان الحقيقي والمستمر، فإن الذي لا يملك المؤهلات، وليس لديه الخبرة يكون دائم الخوف من أنه سيفقد وظيفته التي حصل عليها، في كثير من الأحيان عن طريق الواسطة، وفي حالة فقده لوظيفته، فإنه لن يلاقي مثلها أو أفضل منها. أما صاحب العلم والخبرة، فليس لديه هذا الخوف، فهو واثق من نفسه، لأنه سيجد الوظيفة المناسبة مهما كانت الظروف.

العمل مع شيوخ الكويت وشخصيات عامة

في عام 1975، فزنا في مسابقة مقر المؤتمرات بمنطقة ساحة العلم الحالية في منطقة الوطية، وبعد فوزنا في هذا المشروع الحيوي استدعاني الشيخ جابر الأحمد، وبارك لي فوزنا بهذا المشروع الحيوي.

وفي مارس 1984، تلقيت مكالمة من الديوان الأميري يطلب مني الحضور، فذهبت لأجد أمامي م. سالم المرزوق، ود. عبدالعزيز السلطان، فنظرنا إلى بعضنا، حيث لا نعلم لماذا استدعينا، فنحن نمثل أكبر ثلاثة مكاتب هندسية في الكويت، وبعد قليل دخلنا على سمو الشيخ جابر الأحمد، فقال لنا: «لقد حضرت للتو من المغرب، وهناك وجهت الدعوة لـ49 رئيس دولة إسلامية لحضور مؤتمر سيعقد في الكويت في نهاية عام 1986، وأريد منكم تصميم وتنفيذ مقر مؤتمرات يليق بهذا المؤتمر»، ووضعنا التصاميم في يونيو ويوليو، وبدأنا الحفر في أغسطس، وأنهينا المشروع بالكامل في سبتمبر 1986، أي قبل موعد المؤتمر بشهرين.

وفي عام 1973، طلب مني الشيخ سعد إعادة تصميم قصر الشعب، وبدأنا في المطبخ وغرفة الطعام، ثم غرف الاستقبال الداخلية، فالديوانية الصغيرة، بعدها الديوانية الكبيرة، ثم كامل القصر.

وتعرفت على الشيخ جابر العلي السالم الصباح حين كان وزيراً للإعلام عن طريق سمو الشيخ سعد، وصممت له مجمع النقرة الشمالي والجنوبي.

كان للأستاذ أحمد السقاف الفضل الكبير في دعمي والوقوف معي، فقد كلفني بمشروعين في بداية عمر المكتب العربي للاستشارات الهندسية مكناه من الوقوف على رجليه، فقد كلفني بتصميم مباني وقف لمساجد كان الشيخ عبدالله السالم بناها في مدينة الحديدة ومدينة تعز باليمن.

تعرفت على مبارك عبدالعزيز الحساوي عام 1955 حين كان يعمل في إدارة الموانئ مسؤولاً عن توظيف طلبة الثانوية خلال عطلة الصيف، وكنت تقدمت حينها لطلب العمل في العطلة الصيفية بإدارة الموانئ التي كانت توظف طلبة الثانوية، كونهم يلمون باللغة الإنكليزية، ويمكنهم نقل المعلومات المدونة على صناديق البضائع الواردة إلى الكويت، وتسجيلها في سجلات الموانئ، وعملت في إدارة الموانئ في صيف 1955، 1956، 1957.

حكايات مشاريع صممها «العربي للاستشارات»

1- شارع عبدالله الأحمد

بعد زيارة لسمو الشيخ جابر الأحمد للعاصمة الفرنسية (باريس) عام 1992، طلب منا سموه، تصميم شارع عبدالله الأحمد، الذي يمتد من دوار البرجة، بالقرب من دوار دسمان، إلى تقاطعه مع شارع مبارك الكبير، ليكون شانزلزية الكويت (Champs Elysees). وبالفعل، صممنا الشارع بالاتساع نفسه، خالياً من أي تقاطع، حيث إن جميع الشوارع المتقاطعة مع شارع عبدالله الأحمد تمر تحته.

2- سوق الذهب عام 1976

المبنى مكون من أربعة طوابق، ويحتوي على 185 محلا تجاريا، موزعة على 3 طوابق، والطابق العلوي بمساحة 2,500 متر مربع، صُمم لمكاتب وخزنة، بالإضافة إلى مختبرات لفحص الذهب بمساحة مبنية قدرها 11,350 متراً مربعاً.

3- مبنى الخليجية عام 1982

اشتريت الأرض من سعاد الحميضي، وصممت مبنى حديثاً كان في ذلك الوقت من أجمل المباني، ويتكون المبنى من 20 طابقا على مساحة 2510 أمتار مربعة، ويحتوي على سرداب وطابق أرضي وميزانين، إضافة إلى 20 طابقاً. صممم السرداب والأرضي والميزانين لتضم سوقاً تجارياً بمساحة مبنية قدرها 17,500 متر مربع، وكان حينها أعلى مبنى في الكويت، وبقي كذلك مدة طويلة.
  #4  
قديم 30-03-2021, 01:57 AM
فاعل خير فاعل خير غير متواجد حالياً
عضو مشارك فعال
 
تاريخ التسجيل: Feb 2008
الدولة: كويت - بلاد العرب
المشاركات: 290
افتراضي

تاريخ الهندسة في الكويت... قصة وطن في سيرة ذاتية (8)
26-11-2017 - جريده الجريده

العمل في اليمن

كان اليمن أولى محطات عملنا خارج الكويت، وكان الفضل الكبير للأستاد أحمد السقاف في فتح مجال العمل لنا في اليمن بشطريه الشمالي والجنوبي حينذاك، فنفذنا فيه كثيراً من المشاريع في مخلتف المجالات، وصممنا جامعة صنعاء على الطراز اليمني واستعملنا في بنائها المواد المحلية، وفازت بجائزة الآغا خان، وتعتبر أحد معالم اليمن الحديثة، وتشمل قاعات محاضرات ومختبرات والمكتبة القومية وكلية الطب وجميع ما تتطلبه الجامعة، كما بنينا كثيراً من المستشفيات والمستوصفات والمدارس والمعاهد.

الصندوق الكويتي للتنمية

كانت عمليات الصندوق في بداية الأمر مقتصرة على الدول العربية، وفي عام 1974 امتد نشاطه ليشمل باقي دول العالم النامية، والتي تركزت على قطاعات الزراعة والري والنقل والاتصالات والطاقة والصناعة والمياه والصرف الصحي، إضافة إلى الأبنية التعليمية والصحية، كما تشمل الدراسات والأبحاث السابقة على الاستثمار من جدوى اقتصادية وغيرها، كذلك الأبحاث الخاصة باستقصاء فرص الاستثمار والمشاريع ودراسات الجدوى وإعداد المشاريع للتنفيذ.

ويعمل الصندوق في معظم أنحاء إفريقيا، وله دور رائد في تطور البنية التحتية، ومهما ذكرت فلن أفي الصندوق الكويتي حقه في مجال تنمية إفريقيا، وبناء مشاريع جبارة تضاهي جميع المنظمات العالمية، وميزته أنه يعمل بصمت دون تطبيل أو دعاية.

النشاط في إفريقيا

خلال وجودي في جنوب السودان، صممت وبنيت مساكن لسد حاجة السكان، وكان البيت (العشة) يكلف نحو 60 دولاراً للعشة الواحدة، وفي المرحلة الأولى قمت ببناء خمس عشش للتجربة، وفي عام 1970 كلفني مجلس الوزراء بزيارة موريتانيا لحصر احتياجاتها وما يمكن للكويت أن تقدمه من مساعدات.

وعملت في أكثر من عشرين بلداً إفريقياً منها جنوب إفريقيا ومالي وبوركينا فاسو وبوروندي ورواندا وجيبوتي وزيمبابوي والنيجر والكاميرون وإثيوبيا والسنغال وغينيا وغانا وتوكو، وساحل العاج، بالإضافة إلى تونس والمغرب، ومعظم هذه المشاريع تتعلق بالبنية التحتية من طرق وصرف صحي ومشروعات ري وسدود وجسور.

البحرين

كانت «مدينة طيران الخليج» من أوائل المشاريع التي صممناها، وتحتوي على كل ما تحتاجه المدينة من سكن وأسواق إلى غيرها من المرافق لكنه لم ينفذ، كما صممنا وأشرفنا على كثير من المدارس والمستوصفات، بالإضافة إلى محطة الإذاعة والتلفزيون وبنك الخليج المتحد ومبنى بنك البحرين العربي الإفريقي، وقاعة المعارض وفندق الدبلومات، ومبان سكنية وفنادق ومشاريع ترفيهية وسياحية، ليس هناك متسع لذكرها جميعاً.

وتبرعنا بالتصميم والإشراف على مبنى بيت القرآن الذي أصبح معلماً من معالم البحرين ويحتوي بيت القرآن على متحف ب 6 قاعات عرض متصلة ومسرح يتسع ل 150 شخصاً، وفصول دراسة ومكتبة تتسع لـ60.000 كتاب ومسجد يتسع لـ 150 مصلى، إضافة إلى مكاتب وسرداب مجهز لمعدات طباعة وتجليد وحفظ مستندات، وكذلك مواقف سيارات.

بناية الدانة

في عام 1973 صممنا مبنى الدانة في أبوظبي، ويتكون المبنى من 12 طابقاً وكان أعلى وأجمل مبنى في أبوظبي، ولم يكن فيها أي مبنى يضاهي هذا المبنى الجميل، واستعملنا فيه الأسمنت الأبيض، وكان حديث المدينة، وعلمت لاحقاً أن المبنى أزيل لتبنى مكانه عمارة من خمسين طابقاً.

التعامل مع المكاتب الاستشارية العالمية

من خلال قيادتي للمكتب العربي للاستشارات الهندسية وحضوري المؤتمرات الهندسية الكثيرة لجمعية المهندسين المدنيين الأميركية ASCE ومجلس المباني العالية والحضرية CTBUH، لأنني المهندس الكويتي الوحيد، الذي يحمل لقب زميل في هذه الجمعية العريقة، كما أنني الوحيد في الكويت والعالم العربي الذي يحمل لقب زميل في مجلس المباني العالية والحضرية ومقره جامعة اليونيز للتكنولوجيا IIT في مدينة شيكاغو في الولايات المتحدة الأميركية، تعرفت على كثير من المهندسين المشهورين في العالم وتربطني علاقة وطيدة مع معظمهم.

شبكة الطرق

ذكر الجنرال هستيد في تقريره إلى صاحب السمو الشيخ عبدالله السالم الصباح في فبراير 1952 أنه سوف يبلغ إجمالي مسافات الطرق المطلوب إنشاؤها في المدينة داخل السور ما يزيد على 150 ميلاً، أما خارجها فستزيد على 500 ميل، إلى جانب ذلك، تدعو الحاجة إلى طرق رئيسية في طول البلاد وعرضها، بحيث ترتبط بالبلاد المجاورة، ومن المتوقع أن يبلغ إجمالي مسافات هذه الطرق بدورها 500 ميل على الأقل، وبالتأكيد ستزيد على ذلك بموازاة تطوير القرى.

الطرق قبل القفزة العمرانية

تم تبليط شارع دسمان الممتد من قصر دسمان حتى ساحة الصفاة بالإسفلت عام 1945، وكان أول شارع إسفلتي في الكويت، ولم يكن في البلاد قبل عام 1950 سوى أربعة طرق معبدة، وهي شارع دسمان وشارع الجديد وشارع السيف وشارع «الدختر».

الطرق في بداية الطفرة العمرانية

أسست الدولة الطرق الدائرية والشعاعية، بعد وضع المخطط الهيكلي الأول عام 1952، وكانت تنتهي في الدائري الثالث، وذلك في بداية الحركة العمرانية، وأدخلت الدوارات على الشوارع لعدم وجود الإشارات المرورية، وكانت حلاً جيداً ومؤقتاً، وكان كثير من خزانات المياه العالية يوضع داخل الدوار، ثم بدأ التخلص منها في الستينيات.

وواجهت حركة المرور كثيراً من المشكلات أهمها الزيادة الهائلة في عدد السيارات مما تسبب في زيادة الضغط على الطرق الرئيسية، حيث إن الطرق الرئيسية تخدم المسافات القصيرة والمسافات الطويلة دون أن تكون هناك بدائل لمستخدمي الطرق الرئيسية لغرض المسافات القصيرة، مما يتسبب في عدم الاستغلال الأمثل لهذه الطرق، ويقلل من كفاءتها بالنسبة إلى مستخدميها، سواء للمسافات القصيرة أو الطويلة مما يتسبب في زيادة الضغط والازدحام.

وعلى ضوء مشاكل الازدحام، كان لابد من وضع حلول تتعامل مع هذه المشاكل، لذا لزم التركيز على شبكة الطرق الرئيسية التي أُعطيت أهمية كبرى على أساس أنها تقدم الحل المنشود.

الجسور

بدأت وزارة الأشغال عام 1971 ببناء عشرة جسور حديدية يمكن فكها وتركيبها في أماكن أخرى (Dismantable) وذلك على تقاطعات الشوارع الرئيسية الشعاعية مع الدائرية للتخلص من الدوارات والإشارات المرورية، كما أنشئت الجسور الأخرى على الدائري الخامس والسادس ووصلة الدوحة وربط الخامس بالسادس.

وهناك جسران يوصلان اليابسة وهما:

1 - جسر جابر الأحمد:

يبلغ طول الجسر 37.5 كيلومتراً ليربط مدينة الكويت بمدينة الصبية، حيث يبدأ من منطقة الشويخ من تقاطع طريق الغزالي مع شارع جمال عبد الناصر بعدد 6 حارات 3 حارات في كل اتجاه بالإضافة إلى حارة طوارئ في كل اتجاه.

2 - جسر بوبيان:


يربط جزيرة بوبيان ببر الصبية بطول 2503 أمتار، وهذا الجسر من الجسور المميزة، حيث استخدمت فيه تكنولوجيا متطورة، حيث بني بهيكل إنشائي من الخرسانة لا الحديد، وهي الهياكل الإنشائية المثلثية المستعملة في الأسقف العالية في المطارات وحظائر الطائرات، وتم تجهيز الخرسانة من خلاطات عائمة ومتحركة لسهولة صب القواعد والأعمدة خلال فترة زمنية قصيرة.

شبكت طرق صممتها المكاتب الهندسية الكويتية

طور المخطط الهيكلي الثاني والثالث تدرجاً شاملاً للطرق لتستوعب مختلف أنواع المرور وأوضحت النماذج المرورية أن تعداد السكان مستقبلاً سوف يتجاوز سعة شبكة الطرق الأساسية الموجودة مما يتسبب في اختناقات مرورية حادة إذا لم تتم معالجتها.

كما أوصت المخططات الهيكلية بوضع نظام لربط المنطقة الحضرية بالمدن الجديدة والمطار الدولي، كما أوصت المخططات الهيكلية بحجز ممر بعرض 50 متراً لمسار السكة الحديدية المقترحة للربط بين دول مجلس التعاون الخليجي، كما أوصت بحجز أراضٍ لمرافق ومنشآت المحطات النهائية في الشويخ والشعيبة والمحطات الأخرى.

الدائري السادس

في عام 1982 صمم المكتب العربي للاستشارات الهندسية الجزء الشرقي من الطريق الدائري السادس، ويتألف الطريق الرئيسي من ست حارات وخمسة تقاطعات وأربعة عشر جسراً وخمسة جسور للمشاة، بالإضافة إلى مجاري الأمطار.

طريق الصبية

في عام 2002 صمم المكتب العربي للاستشارات الهندسية وأشرف على طريق الصبية بطول 60 كيلومتراً ويشمل إعادة تأهيل الطريق القائم وإضافة طريق جديد لخدمة مدينة الصبية المستقبلية وربطها بجسر الصبية بالإضافة إلى شارع خدمات للشاليهات القائمة.

شارع جمال عبدالناصر

في عام 2005 صممنا وأشرفنا على شارع جمال عبدالناصر بطول 21 كيلومتراً وإعادة تأهيل الشارع القائم شاملاً الجسور عند تقاطعه مع شارع الغزالي.

شارع الغزالي

في عام 1994 صممنا وأشرفنا على شارع الغزالي بطول 5 كيلومترات وتحويل الخدمات التحتية مع ستة خطوط وخمسة مخارج رئيسة وأربعة عشر جسراً وخمسة جسور مشاة، بالإضافة إلى مجاري الأمطار، هذا بالإضافة إلى كثير من الطرق الفرعية في منطقة الري وطرق الهيئة العامة للشعيبة الصناعية.

تعامل المخطط الهيكلي الثاني مع مشكلة المرور

كانت ساحة الصفاة تشكل التحدي الأكبر للمخططين الهيكليين الأول والثاني، حيث تصب فيها أربعة شوارع رئيسة داخل المدينة والتي تستقبل حركة المرور القادمة من الجنوب ومن الغرب؛ مما يتطلب إعادة تصميمها للتعامل مع تزايد عدد السيارات فيها، فأوصى تقرير المخطط الهيكلي الثاني أن تعالج من ضمن الحلول التي وضعت للمناطق التجارية العشر الجديدة داخل المدينة.

مواقف السيارات داخل المدينة

لم تكن مواقف السيارات تسبب أي مشكلة حتى عام 1945، حيث كان عدد السيارات قليلاً والأماكن المفتوحة كثيرة، ثم بدأ عدد السيارات يزداد شيئاً فشيئاً، وبدأ وقوفها في الأسواق والأماكن المكتظة وأمام الدكاكين يشكل إزعاجاً وعرقلة للمارة والمتسوقين، مما حدا بالبلدية عام 1946 إلى منع وقوف السيارات وعربات النقل في شارع «بهيتة» وسوق التجار.

وفي عام 1947 أصدرت البلدية قراراً تحدد أماكن وقوف السيارات في الساحات المحاذية للأسواق مثل ساحة المناخ والساحة الواقعة أمام البريد والساحة الوقعة أمام البلدية والساحة الواقعة جنوب قيصرية فهد السالم، والساحة أمام دكان جاشنمال، هذا بالإضافة إلى ساحة الصفاة والساحة المحاذية للسوق الداخلي، كما منعت الوقوف في شارع الجهراء وشارع دسمان.

وفي عام 1952 قرر المجلس البلدي شراء بعض البيوت القريبة من المدرسة المباركية لجعلها ساحة عامة لوقوف السيارات، كما قررت تخصيص كراجات عامة للسيارات، وكانت البلدية تتقاضى رسوماً شهرية من أصحاب السيارات الذين يوقفون سياراتهم في الأماكن التابعة للبلدية.

وصممنا في المكتب العربي للاستشارات الهندسية وأشرفنا على عدد كبير من مواقف السيارات متعددة الأدوار عام 1973 في المنطقة التجارية 5، 9 و10 مثل سوق الصفاة وسوق المناخ وسوق الوطنية ومواقف الصالحية.

المجاري والصرف الصحي

كان مستشفى الإرسالية الأميركية أول مبنى في الكويت يعمل له خزان تحليل وجورة امتصاص كما كان أول مبنى فيه حمامات اعتيادية وحنفيات ومياه جارية حارة وباردة.

وبعد ذلك بـ 40 سنة تقريباً أدخلت وزارة الأشغال العامة نظام تصميم خزان التحليل وجورة الامتصاص في تصميم تصريف مجاري بيوت ذوي الدخل المحدود في خمسينيات القرن الماضي، وأحدث ذلك ثورة كبيرة في تصميم الفلل والشقق السكنية.

ولم يبدأ العمل في نظام الصرف الصحي بالمدينة وضواحيها إلا في عام 1970 ليخدم المناطق السكنية الواقعة شمال الدائري الرابع، وتم إنشاء ثماني محطات ضخ ومحطات رفع ومحطة لتنقية المياه الصحية ومعالجتها وتم تشغيلها عام 1975.

حماية منطقة الشعيبة الصناعية من سيول الأمطار

في عام 1968 كانت شركة البترول الوطنية تستعد لافتتاح أول مصفاة تعمل على الهيدروجين، ودعت شركة البترول الوطنية مسؤولين من جميع أنحاء العالم لحضور هذا الحدث الكبير، حيث إن هذه المحطة كانت الأولى في العالم بهذا الحجم تعمل بهذه الطريقة، وقبل الافتتاح بيوم واحد بدأت الأمطار تهطل من العصر واستمر هطول المطر طوال الليل.

وكانت الخسائر كبيرة وفادحة، حيث تعطلت المصفاة وأصبح الوصول إليها صعباً جداً، بعدها قامت الهيئة العامة لمنطقة الشعيبة الصناعية بتكليف المكتب العربي للاستشارات الهندسية تصميم حماية منطقة الشعيبة من مياه الأمطار، وبالفعل قمنا بعمل مجرور يحمي المنطقة وينقل المياه من الجهة الغربية من شارع الفحيحيل مباشرة إلى البحر
  #5  
قديم 30-03-2021, 02:08 AM
فاعل خير فاعل خير غير متواجد حالياً
عضو مشارك فعال
 
تاريخ التسجيل: Feb 2008
الدولة: كويت - بلاد العرب
المشاركات: 290
افتراضي

ارجو ان تكون
هذه كل الاجزاء
لان صبعي
اصيب بشد عضلي

انتهى النقل
موضوع مغلق


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
صور نادره من كتاب " تاريخ مساجد الكويت القديمه " classic الصور والأفلام الوثائقية التاريخية 4 22-04-2021 02:31 PM
منزل حاكم الكويت الثامن " الشيخ جابر المبارك الصباح" محمد الصور والأفلام الوثائقية التاريخية 4 28-03-2021 12:04 AM
سلسلة حلقات برنامج "بالكويتي الفصيح – الكويت في التاريخ القديم" بن شمّوه مقابلات اذاعية وتلفزيونية وصحفية 0 23-06-2015 10:44 PM
صدر حديثا كتاب" آل فاضل العتوب" للباحث التاريخي البحريني بشار الحادي expert97 البحوث والمؤلفات 7 09-04-2012 07:30 PM
كتاب نادر " الكويت الحديثة " إبراهيم عبده أنور باشا البحوث والمؤلفات 6 29-05-2011 08:12 PM


الساعة الآن 10:26 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.9 Beta 3, Copyright ©2000 - 2025
جميع الحقوق محفوظة لموقع تاريخ الكويت