الكويت والزلفي- حمد الحمد

[الجامع]

في حفل توقيع «الكويت والزلفي»

الحمد: كتابي ليس شخصانيا.. بل صورة للمجتمع القديم

طلال الرميضي وحمد الحمد

في كتابه الصادر أخيرا بعنوان «الكويت والزلفي.. روايات ووثائق وذاكرة زمن» الجزء الثاني، يستكمل الأديب والروائي حمد الحمد سرده التاريخي، الذي يتناول علاقة الكويت والزلفي، ليس من وجهة نظر التاريخ السياسي، ولكن بتوثيق التجارب والخبرات الإنسانية الفردية، وذلك عبر سرد انعكست عليه روح الكتابة الروائية، من حيث الأسلوب والاهتمام بتفاصيل الحياة بعيون أصحابها وتدوين ذكرياتهم الخاصة، إضافة إلى الجانب التوثيقي.
الكتاب أقيم له حفل توقيع امس الأول في مكتبة آفاق بمجمع تلال، حضره المؤلف حمد الحمد وقدم فيه الباحث طلال الرميضي ورقة تناولت بعض خصائص الكتاب واستعرضت أهم النقاط فيه، وما يمتاز به عن سائر البحوث التاريخية الأكاديمية.
قال الرميضي انه لم يتردد في قبول عرض الكتاب، لمعرفته أن الكاتب بذل جهدا كبيرا في جمع مادته القيمة، ولمس ذلك خلال سفره معه الى الفليبين، حيث تكشف حرصه على تدقيق المعلومة التاريخية وتمتعه بروح البحث والمثابرة. وقال الرميضى إن حمد الحمد أديب وروائي قدير ذو تجربة ثرية في هذا المجال، ولذلك فان الكتابة التاريخية، رغم كونها تتسم بالجفاف لدى الباحثين الأكاديميين التقليديين، لكنها عند حمد الحمد تتجاوز هذه الاشكالية، حيث تتناول الموضوع التاريخي باسلوب أدبي رفيع. وأشار الرميضي الى أن هذا هو الجزء الثاني من الكتاب، وكان الجزء الأول قد صنف ضمن الكتب الأكثر مبيعا في معارض الكتاب.

ذاكرة زمن

وتعرض الرميضي لأقسام الكتاب حيث تناول المؤلف في الفصل الأول رحلته الى الزلفي في صيف عام 1966وسجل رؤيته باسلوب شيق، والفصل الثاني «روايات وذاكرة الزمن»، حيث استل الحمد من ذاكرة الرواد وأبنائهم بعض الأخبار القديمة وقام بتوثيقها، ورأى الرميضي أن هذا الفصل أمتع الفصول، أما الفصل الثالث فهو يحاكي بعضا من أخبار الكويتيين وعلاقتهم بالزلفي في الماضي، كما تضمن وثائق تنشر لأول مرة.
أما الفصل الرابع فتناول دور أهل الزلفي في نقل الحجيج، وفي الفصل الخامس سجل نصوصا لقصائد قديمة. وأشاد الرميضي بما تضمنه الفصل السادس من تصحيح واستدراك على بعض ما جاء في الفصل الأول من الكتاب، وهو ما يشكل نوعا من الأمانة العلمية، أما الفصل السابع فقد تضمن عددا من الصور والوثائق والمشجرات التي لأهالي الزلفي والكويت بعضها نادر وينشر لأول مرة. وتمنى الرميضي على الكاتب أن يستمر في استكمال جهوده في توثيق هذا الجانب المضيء من تاريخ رجالات الكويت القدامى واصداره في أجزاء جديدة تجمع فيما بعد في مجلد مكتمل.

حراك يومي

من جهته عبر الأديب حمد الحمد عن سعادته بما لقيه الجزء الأول من الكتاب من ترحيب، وما تلقاه من انطباعات جيدة من القراء في الكويت والمملكة العربية السعودية، وما كان له من صدى في الصحف والمواقع الالكترونية. وقال الحمد ان الجزء الثاني من الكتاب احتوى على وثائق هامة وصور تنشر للمرة الأولى يعود بعضها الى أكثر من مائة سنة، وبعضها يعود الى شخصيات كان لها دور في تاريخ الكويت السياسي والاجتماعي والتجاري منها: عبد اللطيف الحمد، ومحمد الحمود الشايع، وعلي حمود الشايع، وملا سليمان الخنيني، وغيرهم.
وقال الحمد تعقيبا على رأي لأحد الكتاب الذين عقبوا على الجزء الأول بوصفه «سردا شخصانيا»، إن من سجل رحلتهم من الآباء والأجداد من أسر شتى هم الذين كانوا يمثلون جزءا من حركة المجتمع اليومية في ذلك الزمان في نجد والكويت، وإن الكتاب يتحدث عن التاريخ المحلي للمجتمعات ممثلا في أفراد المجتمع، وهؤلاء هم المحرك اليومي له، والباحث بذلك يرسم صورة لمجتمعات الجزيرة العربية والخليج العربي قبل قرن من الزمان، ويجسد ترابطهما ووحدتهما الاجتماعية، ويسطر عبر ما كتب وروى كيف كان أهل الكويت ونجد يسطرون ملامح كفاح في تحدي مصاعب الحياة، فيعبرون الصحارى ويجوبون مجاهل البحار وصولا الى سواحل الهند والخليج وشرق افريقيا بحثا عن مصادر الرزق.

الروائي والمؤرخ

من جهته أشار الدكتور سالم عباس خداده إلى تأثر حمد الحمد بالفن الروائي في اللجوء الى المسرودات الشفوية وحكايا الأشخاص وذكرياتهم، كما نوه الباحث يوسف المطيري باتجاه حمد الحمد الى السرد التاريخي المعنى بالأشخاص العاديين، وتاريخ الناس، خلافا للشائع من سرد تاريخي لا يعنى الا بسير الحكومات والدول والصراعات السياسية والحربية الكبرى.

القبس 30/9/2011