النواخذا صالح محمد المهينى - راعى التموين- تحرير وكتابة ابن المرحوم خالد صالح المهينى

[jarodi]

النوخذا المرحوم باذن الله تعالى صالح محمد المهينى
نوخذا الهرفى واول من جلب تموين الكويت

((الحلقة الثانية )) ((تاريخ غرق بغلة الصقر ))
هذه حلقتى الثانية من سيرة والدى المرحوم ويتحدث فيها والدى رحه الله عن تاريخ بدايته فى البحر فيقول انه عندما كان عمره اثنا عشر عاما كان يسمع ان الصقر كان لديهم سفينة من النوع الذى يطلق عليه البغلة وقد سماها الصقر القندى وكان احمد الخرافى ايضا لديه بغلة وكذلك العساعيس اى عائلة العسعوسى كان لديهم بغلة وكان نوخذا بغلة الصقر (معيوف البدر) ويقول والدى رحمه الله كنت وفى الثانية عشر من عمرى جالسا على البحر واذا نسمع بأن بغلة الصقر قد دمت (ودمت يعنى غرقت ) وقد غرقت بغلة الصقر فى ميناء قريب من بوشهر الايرانية وقد كان قادما من الهند وكانت حمولته من الحديد وسبب غرق الغلة ان ثقل الحديد فتح اسفل البغلة فغرقت ويقول والدى ان معيوف رفض الركوب معهم فى الماشوة وهى السفينة الصغيرة التى تربط بالبغلة وقال اننى ارغب فى ان اغرق مع البغلة ولا ارغب ان اواجه الكويتيين بأننى نوخذا غرقت على يدى البغلة ولكن البحارة حملوه بالقوة فى الماشوة وعندما وصلوا الى ابوشهر ابرقوا الى الكويت بالحادث وفى نفس الوقت كان هناك بوم لعائلة العبد الجادر قادما من الهند فى طريق ابوشهر ويقول الوالد انه ماان وصلت سفينة العبدالجادر وهى تحمل بحارة البغلة حتى تجمع النواخذه والبحاره والنساء فى نقعة الصقر ويقول الوالد .. مع اننى كنت فى الثانية عشر الا اننى استوعب كل ماحصل وكأننى انظر الى صقر وحمد الصقر جالسين على التكة ووصل معيوف البدر ووقف صقر وكان يرتدى بشته وقد قدم لأستقبال معيوف الذى كان فى هذا الوقت يضع وزاره (الرداء السفلى الذى يلبسه البحارة) على رأسه واحتضنه وتحمد له بالسلامة واخذ معيوف يبكى وهو يسرد فقال صقر الصقر : لاتبكى يامعيوف هذا امر قدره الله عليك وهذ ملك الله والله اعطى واخذ ثم اقتاد صقر معيوف الى الدكة التى كان يجلس عليها وقال لمعيوف : وين بحارتك (اين بحريتك ) ثم امر لكل واحد منهم جونية عيش + 2 قلة تمر + خمسين روبية لكل بحار هذا للبحرية وامر لمعيوف ب 10 اكياس عيش وعشرين قلة تمر وما ان اصبح الصباح حتى امر صقر الاستاذية وهم صانعى السفن بصناعة بغلة جديدة اكبر من الاولى حيث ان تجار الكويت مثل الصقر والمرزوق والخرافى كان كل منهم يمتلك نقعة خاصة به وكانوا فى كل سفرة الى النيباروسواحل الهند يحضرون معدات صناعة السفن وما ان انقضى اربعين يوما حتى كانت البغلة الجديدة جاهزة للبحار وعند انزاله الى البحر كان جميع الكويتيين يتعاونون فيما بينهم لأنزال السفينة بل ان الشيخ كان يأمر بوقف التداول واغلاق السوق لمدة اربع او خمس ساعات ليتفرغ الكويتيين للمساهمة فى انزال البوم الى البحر ثم امر الصقر بأن يعود النوخذا معيوف البدر وبحارته الى نفس السفينة الجديدة والغى الديون التى كانت مترتبه عليهم سابقا واطلق الصقر على هذا المحمل الجديد اسم (فتح الكريم) ويضيف ابى ان معيوف سافر فيه طرشه واحده ثم استلمه عم الوالد النوخذا على المهينى وفى الحلقة القادمة نكمل مسيرة البوم فتح الكريم .
تحرير خالد صالح المهينى – المدرس بالمدرسة البريطانية بالكويت
Mahini1@hotmail.com