وسأكتفي بالمقابل بحادثة واحدة على حرص الشيخ عبدالله السالم على سمعة اهل الكويت وشراء خواطرهم اوردها عبدالله خالد الحاتم في كتابه «من هنا بدأت الكويت» ص283،وخلاصتها انه كاد الحاج سالم البدر القناعي رحمه الله يفلس بعد ان تضررت تجارته، خاطب الشيخ محمد الصباح واخاه جراح وطلب منهما قرضا بخمسين ألف شامي، وهي عملة تركية تقارب الخمسين فلسا مقابل رهن مقاطعة «قردلان» في البصرة فاعتذرا له، ثم كتب الى الشيخ عبدالله السالم امير الكويت آنذاك فما كان منه الا ان عزم السفر الى البصرة ليرهن مقاطعة له في الفاو مقابل قردلان، فلما وجداه عازما جازما وافقا على الفور مقابل رهن جزء من مقاطعة قردلان، فأصبح الجزء المرهون بعد ذلك جزءا من املاك علي المحمد الصباح ولا يزال بيد ورثته الى الآن.
قرأت اليوم في القبس مقالا بعنوان الرواية المفبركة للكاتب يوسف يعقوب .. أقتبس منه:
الوقفة الثانية ما ورد في مقالة د. عبدالمحسن الجارالله الخرافي عندما ينتقل من سنة البطاقة ــــ اي تاريخ انشاء اول دائرة للتمدين ــــ (1941) الى حكم عبدالله بن صباح (1866-1892)، فيذكر حادثة وقعت آنذاك عن سالم بن بدر القناعي المتوفى عام 1896 وما اورده عبدالله الحاتم في كتابه ــــ من هنا بدأت الكويت ــــ ص 283 والفارق الزمني اكثر من تسعين عاما والمعروف ان عبدالله السالم ولد عام 1895 اي بعد الحادثة ربما بعقدين.
كما فاجأنا المؤرخ سيف الشملان وفي العدد نفسه ص37 بان اول سيارة وصلت الى الكويت هي سيارة اشتراها مبارك الصباح مستعملة من الهند ماركة منيرفا عام 1911، ولكن جاسم آل ابراهيم ارسل سيارة جيدة ماركة منيرفا ايضا في العام نفسه، وفي مكان آخر ذكر ان حمد الصقر اهدى الى خزعل المرداد سيارة بنتلي اشتراها مستعملة من جنرال انكليزي في البصرة عام 1927، والمعروف ان خزعل قد نفي الى طهران عام 1925، وان البنتلي سيارة رياضية سبورت لم يبدأ انتاجها الا بعد عام 1927، وكيف يمكن ان يقتنيها جنرال في البصرة، التي لم تكن فيها طرق معبدة اصلا، وكيف يستطيع توفير سعرها جندي خلال فترة الحروب والقلاقل، ثم كيف يستعملها خزعل فرضا، وإمارته كلها انهار ومستنقعات ووسيلة الانتقال الوحيدة فيها القوارب والدواب. ثم كيف ينقض رواية عبدالله الجابر المولود عام 1898 بأنه شاهد اول سيارة درجت على ارض الكويت واطلق عليها الناس اسم الفيل عام 1911 وهي هدية جاسم الابراهيم المبارك الصباح، وكان عمر عبدالله الجابر آنذاك 13 سنة فهو شاهد عدل.
يوسف يعقوب.
أشوف انه نقد الرواية المفترض توجيهه الى راويها وهو عبدالله الحاتم، ومقال العم سيف المرزوق اللي يقصده هنـــا
الأخ يوسف ودي لو لطّف عبارته في حق اللي انتقدهم عشان يكون أكثر موضوعية .. وما نفسر مقاله على أنه( من استئساد الثعالب )