فمنذ بدايتها وحتى يومنا هذا لاتزال سناء الأقدر على التعبير المخلص والصادق والأكثر إحساسا بآلام وأماني هذا الوطن والأشد التزاما بقيم المواطنة والأفضل تعبيرا عن تطلعات المجتمع حتى اصبحت سناء الخراز «وطن في إنسان».
بداية ناجحة
شغلت سناء الجميع منذ ظهورها الأول عندما كانت طالبة واستمرت مواظبة على الغناء كل عام في احتفالات وزارة التربية بالعيد الوطني وساعدها في تأسيس خطواتها الأولى بوتقة من كبار الملحنين والشعراء المبدعين الذين وجدوا في سناء خير سفير لاعمالهم وعلى رأسهم د.عبدالله العتيقي والملحن غنام الديكان والمطرب شادي الخليج فشكلوا في اعمالهم عنوانا للنجاح واسسوا مسيرة مضيئة في التغني بحب الوطن.
حاصدة الجوائز
نمت موهبة سناء سريعا واصبحت حديث الجميع ومثار التساؤلات حول هذه الفتاة التي استطاعت ان تحصد اعجاب الجميع في فترة قصيرة ورويدا رويدا امسكت سناء بخيوط الفن الأصيل الملتزم واكتسبت من الخبرة ما اهلها لتقدم الصفوف الأولى صوتا وحضورا وخبرة فنية لتصل لمرحلة النضوج الفني.
بعد المرحلة الأولى خاضت سناء غمار المشاركات الخارجية عندما شاركت مع المطرب القدير شادي الخليج في أوبريت مذكرات بحار من اشعار محمد الفايز والحان غنام الديكان فحصدت الجائزة الذهبية في الندوة العالمية للإذاعيين في كوريا الجنوبية بالإضافة لنيل الاوبريت جائزة المنوعات الأولى خاصة عندما تأتي المطربة سناء الخراز لتعبر عن أحاسيس الزوجة الصابرة التي تتلهف لعودة زوجها حاملا معه الرزق والخير وهي تغني:
- «يا جارتي سيعود بحاري المغامر
يا جارتي سيعود من دنيا المخاطر
الوطنية الحقة
حملت سناء صوتها كرسالة حق وصوت ضمير لاسماع احرار العالم بمأساة الأسرى فغنت حوالي تسع اغنيات تمجيدا بمآثر الأبطال ومطالبة بتقدير قضيتهم الإنسانية إضافة إلى عدد من الابتهالات الدينية وعدد آخر من أغاني العرفان بالجميل والتي شكرت فيها قادة دول العالم الذين ناصروا الحق الكويتي ودافعوا عن المظلوم في تلك الايام السوداء وكان ابرزها اغنية «يرجعون» للأمير بدر بن عبدالمحسن وأغنية «سبح بحمد الله» وأغنية «سقى ربي» للشاعر يعقوب السبيعي واغنيتي «قدرة الله» و«حلم» للشاعر أحمد الشرقاوي واغنيتي «احب بلادي» و«اطل الصباح» للشاعر مصطفى الشندويلي.
تسعة أعوام
وأتى العام 1992 لتشارك سناء الخراز مع الفنان القدير عبدالكريم عبدالقادر في احد الاوبريتات الوطنية من تأليف عبدالأمير عيسى واحمد الشرقاوي وألحان الفنان يوسف المهنا. وبعد انقطاع دام نحو تسع سنوات عادت سناء الخراز عام 2001 بأوبريت «حكاية وطن» الذي تذكرنا معه أوائل مرحلة ظهور النفط والخير والرخاء مرورا بغدر الجار في محاولة لطمس الهوية الكويتية وصولا الى مأساة الأسرى. وكان العمل من تأليف د.يعقوب الغنيم وألحان غنام الديكان وغناء شادي الخليج وسناء الخراز وحضر الأوبريت بالاضافة لكبار الشخصيات المحلية عدد من الشخصيات العالمية يتقدمهم الرئيس الاميركي الاسبق جورج بوش الأب ورئيسة مجلس وزراء بريطانيا السابقة مارغريت تاتشر وعدد كبير من كبار الشخصيات.
باقة ورد
ومع عودة الامير الراحل الشيخ جابر الأحمد (رحمه الله) عام 2002 قدمت سناء اغنية من تأليف سعد الحميد وألحان سليمان الديكان كانت بعنوان «باقة ورد».
لفتة الأوفياء
من المعروف عن المطربة القديرة سناء الخراز وفاؤها الكبير لكل من عملت معه فكيف لمن تشاركت معه في صنع مجد الأغاني الوطنية، ومن هذا المنطلق شاركت عام 2005 في حفل تكريم الفنان القدير شادي الخليج على مسرح الدسمة فغنت خلاله «طاب النشيد» و«مواكب الخير» ورفعت الأعلام الوطنية أثناء حضورها بشكل لا يوصف تقديرا من الجمهور الكويتي لوفاء وأصالة هذه الفنانة، كما انشدت عام 2005 اغنية «جابر الفرحة» التي انتجها مكتب الشهيد.
صباح الدار
ومع الإعلان عن تنصيب صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد أميرا للبلاد انشدت سناء الخراز اغنية «صباح الدار» التي كتبها سالم سيار ولحنها د.سليمان الديكان وتقول:
الشموس تغار من وجهة البلد
والنفوس تطيب في يوم الأحد
من فعل جابر إلى فعل سعد
كمل المشوار يا شيخ البلد
الشراع الكويتي
وحمل العيد الوطني 2006 أوبريتا آخر اذ ابحرنا «بالشراع الكويتي» بأشعار د.يعقوب الغنيم وألحان غنام الديكان بأصوات الفنانة سناء الخراز والفنان شادي الخليج اللذين أمتعانا بالكلمات المعبرة والألحان الجميلة. كما شاركت الخراز في التكريم الذي اقامته ادارة المعهد العالي للفنون الموسيقية للموسيقار احمد باقر حيث تم ايضا تكريمها بالاضافة لكوكبة اخرى من النجوم على رأسهم الفنان الكبير عبدالحسين عبدالرضا والفنانة القديرة سعاد عبدالله.
لقاءات نادرة
من المعروف عن سناء الخراز ندرة ظهورها الاعلامي او احاديثها الصحافية الا انها وفي احد لقاءاتها القليلة اعتبرت ان الوقوف امام ميكروفون اذاعة او تلفزيون امر غير سهل.
وعن سؤالها عما تمثله لها الاغنية الوطنية قالت: الاغنية الوطنية بالنسبة لي كل شيء، هي اللي تحرك مشاعرنا، وتحملنا المسؤولية الكبيرة تجاه بلدنا، حتى لو كنا في الخارج او في اي مكان ثان وسماعنا للاغنية الوطنية يشعرنا كاننا في بلدنا، لانها تجعل الوطن يعيش في وجداننا.
وعن قلة اعمالها الغنائية ذكرت: غيابي عن الساحة ماله سبب معين، يمكن لاني ما اود تقديم اي شيء لبلدي عقب ما حطني الجمهور بمكانة كبيرة، ولازم اقدم شيء يسوى، فاذكر بدايتي عام 1977 مع الملحن غنام الديكان والفنان شادي الخليج اللي غنيت معاهم اجمل الاغنيات الوطنية، وسووا لي مستوى ما اقدر انزل عنه، فهذيله الاثنين مستحيل اني انسى ما قدماه لي، فكيف تريدني ان اقدم اقل من هذا المستوى.
ولم توافق على ان الاغنية الوطنية هي اغنية مناسبات قائلة: اختلف مع كثيرين من الناس لما يقولون ان الاغنية الوطنية في المناسبات فقط، لانها من وجهة نظري مهمة على طول السنة، حيث تحسسنا بمسؤولية كبيرة تجاه الوطن الغالي وفي الوقت نفسه ما نطالب بهذا الكم الكبير، من الاعمال الوطنية، لكن على الاقل حطوا لنا شيء معقول مو الاغنيات اللي نسمعها هالايام، فنحن نبي اغنية وطنية تعبر عن هويتنا الكويتية، ويكون فيها روح، ولكن مع الاسف نسمع هاليام اغنيات غريبة ما فيها الطابع الكويتي.
وحب الوطن ما له مناسبة خاصة علشان نحتفل فيه بس بالمناسبات فقط، حتى الاطفال الصغار يجب اننا نربيهم على حب بلدهم عن طريق الفن.
وعن بداياتها قالت: عام 1977 عصر ذهبي غير عادي، طلعت بعهد عمالقة الفنون وفي الوقت نفسه وجدت من اسرتي كل الدعم فوالدي ووالدتي شجعاني ولا مرة قالا لي لا تغني، وهذه الثقة الكبيرة منهما مفخرة لي.
اول ما طلعت على الساحة وغنيت كانت موجودة الفنانة عودة المهنا، وعواد سالم وعائشة المرطة اللي شدتني اكثر الى اللون السامري والخماري، فهذه الانسانة عجيبة، تشدك بأسلوبها وطريقة غنائها، واهي اكثر فنانة حببتني بالفن، وخلتني اعشق هذه الالوان ومن كثر عشقي للسامري اذكر انني كنت انخش بين الحريم اللي كانوا يطقون السامري علشان اسمع.
لآلئ ودرر
حفلت مسيرة سناء الخراز بالعديد من الاغاني التي اصبحت كالدرر واللآلئ في ذاكرة الاجيال المتعاقبة ومنها:
- بالخير ياللي مشيتوا مثل الغيوم السخية
تذكروا لي مشيتوا والدنيا معكم رخية
أو: أو:
وغيرها العديد من الكلمات والاغاني التي حفرت في الذاكرة .
لكم فائق احترامي و تقديري.
اختكم..فحيحيلية أصيلة .