إغْمسة ماء في قاع البحر

[PAC3]

إغْمسة ماء في قاع البحر

يتم تتجهز سفن الغوص قديما بالمياه العذبة قبيل التوجة للأهيرات حيث يتم ملئ الخزان الخشبي المعروف بـ "الفنطاس" بالماء العذب الذي يستخدم للشرب وللطبخ ومع الأستخدام يتم أستهلاك الماء مما يضطرهم إلي تعويض النقص في مخزون المياه أما بشراء الماء من " أبوام الماي" التي تأتي للأهيرات لبيع الماء أو التوجة إلي موارد المياه القريبة والواقعة على ساحل البحر وتسمي عملية التزود بالماء " بالمزرة " وهو لفظ عربي فصيح , فيقال فلان" يمزر" أو الربع " يمزرون" , فمجرد الوصول لساحل البحر الماء ينزل البحارة ومعهم " قرب " الماء المصنوعة من جلد الحيوانات للآبار القريبة من الساحل للتزود بالمياه , ولكن هناك مكان يختلف عن تلك الموارد والتي بالغالب هي آبار مياه جوفية "عيون" تقع على مقربة من ساحل البحر بعضها عذب وبعضها مالح فهذا المورد عين ماء عذب تنبع من قاع البحر منذ القدم وعرفت تلك العين بأسم "عين إغمسة" وهذا ما سوف اتحدث عنه في هذا الموضوع .

عين إغمسة

عين إغمسة بكسر الهمزة وإسكان الغين من موارد المياه القديمة والمعروفة لدي العاملين في مهنة الغوص قديما من سكان الكويت والجبيل والبحرين حيث كانوا " يمزرون" منها, و عين إغمسة هي نبع ماء عذب يقع في قاع البحر ومورد مياء شهير يجب ذكره وتوثيقه كأحد موارد المياه التي يتزود منها العاملين في مهنة الغوص حيث كان الكويتيون قديما يترددون عليها كثيراُ , فما من سفينة من سفن الغوص الأ وتزودت من ماء عين إغمسة العذب , فقد ذكر لي أحد كبارالسن معلومات وتفاصيل قيمة عن عين أغمسة وموقعها وكيفية التزود منها لذا حرصت على كتابتها و توثيقها مع الاستعانة بصور جوية حديثة من محرك البحث Google بغرض توضيح موقع "عين إغمسة" ولم تكن عين إغمسة هي النبع الوحيدة الذي يقع بقاع البحر ولكن هناك عيون غيرها تقع بالقرب من جزيرة البحرين ولكن عين إغمسة لها شهره واسعة لدى العاملين بمهنة الغوص فديما بالكويت فعندها عين إغمسة حدثت حادثة قتل ذكرها العم سيف مرزوق الشملان في كتاب تاريخ الغوص على اللؤلؤ في الكويت والخليج العرب وهي حادثة مقتل النوخذة محمد العبيدان رحمه الله على الربط >>> أشهر حوادث القتل في الغوص .

الموقع: تقع عين إغْمسة شمال شرق مدينة الجبيل جنوبأ من رأس بوعلي بالقرب من مكان يقاله له" الدفي " وعند الاقتراب من عين إغمسة تشاهد صخور بحرية تعرف بأسم "قصار" والجمع منها " قصاصير" وهي تحيط بعين إغمسة وظاهرة وواصخة للقادم لها من بعد حيث كانت تلك الصخورعلامة يستدل بها وعند الاقتراب منها يشاهد " جواجب الماء " فوران الماء من على سطح البحر وهذا أمر عجيب وهي على عمق باع أو باعين وعلى مسافة ليست ببعيدة من ساحل البحر.

وصف العين : للعين قديما فتحة واسعة ولكن فيما بعد تم ضع قطعة حجرية كبيرة على شكل " رحى " وبها فتحه بالمنتصف ثبت على جانبيها حبلين يستخدمها الغواص للتثبيت أثناء عملية التزود بالماء وفيما بعد تم وضع و ثبيت قضيب معدني في قصير في منتصف " الرحي " .

كيفة التزود من عين إغمسة : لم تكن عملية التزود بالماء من عين إغمسة بالعملية السهلة حيث تتجمع سفن الغوص حول عين إغمسة وتصطف واحدة تلو الأخري للتزود بالماء حيث ينزل أحد الغاصة ويغوص بالبحر ومعة "الفرزة " القربة الكبيرة ومن ثم يظعها على فتحة النبع " فم النبع " حتي تمتلي و يربطها ومن ثم تعاد الكرة مررة أخرى من قبل غواص أخر ويتم التناوب حتى يأخذوا كفايتهم من الماءوتأتي سفينة أخري. لم تكن عملية التزود بالماء عميلة سهلة بل متعبة ولكن ليس باليد حيله ,و كان لدى أمير الغوص المرحوم راشد بن أحمد الرومي رحمه الله حجر "رحاه " صغيرة وفي منتصفها فتحة ثبت بها " هوز" طويل يمتد للسطح حيث يضع الحجر على "فم العين "ويثبت مما يؤدي لخروج الماء من " الهوز" للسطح حيث أدت تلك الفكرة إلي توفير الوقت والعناء لدي الكثيرين وسهلت عملية التزود بالماء فعند الأتنتهاء من التزود بالماء يتم رقع "الحجر والهوز" حيث يأخذة أمير الغوص معه ومع أندثار مهنة الغوص فيما بعد لاتزال عين أغمسة تنبع بالقرب ميناءللنفط تم بنائة بالقرب منها .

وفي الختام من تلك المعلومات القيمة الذي ذكرها لي أحد كبار السن أطال الله في عمره والتي قمت بكتابتها لتوثيقها بالمنتدى حيث يتضح لنا كيف كانت معاناة العاملين في مهنة الغوص فذكرت عين إغمسة وموقعها ووصفها السفن أثناء التزود من مائها العذب الذي ينبتع من قاع البحر المالح
فسبحان الله و جلت قدرته.

تحياتي

حقوق النسخ محفوطة للكاتبPAC3 ولمنتدى (تاريخ الكويت)، أرجوا عند النقل ذكر المصدر (للكاتبPAC3 من منتدي تاريخ الكويت www.kuwait-history.net) .
أرجوا تحري الأمانة العلمية في النقل... وشكرا