الصقر ( المرقاب )
الصقر المرقاب
يوجد في الكويت عدد من العوائل الكريمة التي تحمل لقب (ال صقر) و عائلة الصقر التي نحن بصددها هنا هي من عوائل الكويت المعروفة ، هاجر أجداد هذه العائلة من منطقة الخرمة جنوب المملكة الى رماح وسط نجد، و نزح قسم منها الى الإحساء بالمنطقة الشرقية من شبه الجزيرة استوطنوا قرية المبرز، ولا يزال عدداً كبيراً منهم يقطن هذه القرية حتى يومنا هذا، أما القسم الاخر من هذه العائلة فقد هاجروا إلى الكويت في أواخر القرن الثامن عشر الميلادي بحثا عن سبل العيش الأفضل أسوة بمن هاجر من أبناء الجزيرة العربية إلى مناطق مختلفة من أرجاء الخليج العربي واستوطن آل صقر منطقة المرقاب في مدينة الكويت القديمة و أقام قسم أخر منهم في منطقة الصالحية في الحي القبلي من مدينة الكويت.
إن قسوة الحياة وشظف العيش زاد رجالات هذه الأسرة إصراراً على مواجهة التحديات التي كانت تحيط بهم من كل جانب، ومكنهم تمسكهم بالدين والورع وحب الخير والبر والتقوى وسمو نفوسهم من حيازة السمعة الطيبة بين الناس ،وعرفوا بالنخوة والمرجلة ،وحب الخير وفعله ،ولما كان الغوص والسفر هما المهنتان الأساسيتان في ذلك الزمان فقد عمل أغلب رجال عائلة الصقر في الغوص والسفر ،وكان منهم نوخذة الغوص والقطاعة محمد بن جاسم بن صالح الصقر و ابناؤه عبدالحميد وعلى اللذان خاضا غمار الغوص والسفر مع عدد من نواخذة الكويت المعروفين ومارسا مختلف أعمال البحر إلى أن أصبحا مجدمية النوخذة عامر بن سيف العامر وفلاح الخرافي وكذلك خاض أبناء عمومتهم غمار البحر والتجارة وهم كل من سعد وأبناؤه عبداللطيف وعبدالرحمن ومرزوق وعبداللطيف لم ينجب اما ابناء عبدالرحمن فهم عبدالله ويوسف وعبدالعزيز اما مرزوق فقد انجب صالح واحمد وانجب عبدالعزيز من الأبناء صالح وعبدالله وصقر. أما يوسف فقد أنجب ابنه محمد وانجب خليفة بن علي من الابناء محمد وحمد وأبناء عبدالله وعبدالرحمن وعبدالعزيز الصقر ،وعبدالعزيز بن عبدالرحمن وأبناؤه صالح وعبدالله وصقر ،ويوسف وابنه محمد وخليفة بن علي الصقر وأبناؤه محمد وحمد الذي أصبح من كبار النهامة .ولد عبدالحميد محمد بن جاسم الصقر في حي المرقاب بمدينة الكويت القديمة.
عام .191 للميلاد الموافق 1328هـ ،وهو الأكبر لأخيه علي واخت واحدة وقد انجب على إبنان هما سالم ووليد ،وانجبت أخته ابناً واحداً (أحمد) وخمسة بنات ودرس على يد ملا مرشد ثم المباركية وزامل عدد من أبناء جيله ابرزهم المغفور له الشيخ محمد الأحمد الصباح وكان يرحمه الله خافظاً للقرآن ويحرص على تلاوته فجراً ، وقام بتعليم أبنائه ورفاقه للقرآن ويحرص على تلاوته من بين وقت وآخر ،وكان يتصف رحمه الله بالشدة والحزم في حياته ،قليل الكلام بسيظ المعيشة ومتواضع في حياته لا يعرف المجاملة أو المماطلة أو النفاق ،سعى لمرضاة الله ومعاملة الآخرين بالرفق واللين أنجب خمسة من الأولاد هم على الترتيب محمد الذي عمل مديراً عاماً للمعاهد الدينية بوزارة التربية وثم أصبح مديراً عاماً منظمة المدن العربية وله الكثير من الكتابات الصحفية في الشؤون العامة ،ويوسف المشهور بيوسف الجاسم وهو اعلامي متميز ومعروف على المستوى المحلي والعربي والدولي ،وله إسهامات كثيرة في مجال الإعلام .وخاصة (البرامج الحوارية) الهادفة ويتسم بجرأة الطرح و فكره الثاقب ومواقفه الوطنية ،وله حضور إعلامي فاعل على مستوى الكويت ودول مجلس التعاون الخليجي و العالم العربي .
أمّا رجل الأعمال جاسم بن عبدالحميد الصقر فقد كان رياضياً على مستوى منتخب الكويت في الستينيات ومحكماً تجارياً مسجلاً بالكويت ودول مجلس التعاون , له مساهمات في الكثير من القضايا التجارية وهو أيضاً عضو مجلس ادارة اتحاد الصناعات الكويتية وعضو لجنة لنقل بمجلس تعاون دول الخليج ممثلاً لغرفة تجارة وصناعة الكويت ، كما أنجب عبدالحميد الصقر عبد الكريم الذي عمل في وزارة المالية وشركة الهواتف المتنقلة ، وإبنةً واحده ، وفتحي الذي عمل في وزارة الإعلام .ويتسم ابناء عبدالحميد بن جاسم الصقر جميعهم بالأخلاق الفاضلة والصفات الحميدة وبهم ديوان عام يؤمه أهل الكويت من مختلف المناطق تناقش به كل القضايا غلى الساحة المحلية والخليجية والعربية يرتاده نخبه من مثقفي الكويت و رجال الأعمال و أهم رجالات الدولة وضيوفها من العرب و الأجانب هذا وانتقل عبدالحميد بن جاسم الصقر عام 1982 إلى رحمة الله ،نسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته وغفرانه.
|