احذر الدنيا...
بسم الله الرحمن الرحيم
إلى الأخوة أعضاء منتديات تاريخ الكويت الكرام :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،
أما بعد : فإن قصائد النصح و الإرشاد لا تقل أهمية عن غيرها
من القصائد كالقصائد اللتي قيلت في الفخر و الغزل و الكرم و
غيرها و لما لهذا النوع من أهمية بالغة سطّر فيه شعراء الجزيرة
العربية على مر الأزمان القصائد كقول الإمام زين العابدين علي بن
الحسين بن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه و أرضاه - في
النصح بالحذر من الدنيا عندما قال: فلا تغرنك الدنيا و زينتها * و انظر إلى فعلها في الأهل و الوطن
و كذلك قول المتنبي
نعد المشرفية و العوالي * و تقتلنا المنون بلا قتال
و نرتبط السوابق مقربات * و ما ينجين من خبب الليالي
و أما من مَنْ تلاهم من العصور كقول أحد الشعراء - و لقد عجزت
عن تحصيل اسمه -
لا يا حمد لا يغرك أهلك و مالك * دنياك يا مسندي ما هي بمامونه
و كذلك الكثير من الشعراء الكبار أمثال بديوي الوقداني
رحمه الله عميد شعراء الحجاز
أيامنا و الليالي كم نعاتبها * شبنا و شابن و عفنا بعض الأحوالي
تاعد مواعيد و العارف يكذبها * و اللي عرف سرّها عن همها سالي
و كما عرفتم من أهمية هذا القسم من الشعر فلقد فكرت في كتابة
قصيدة في هذا القسم و لم يخالجني هاجسها الا الآن
ففاضت قريحتي بهذه الأبيات
الله على دنيا(ن) تلامع بروقها
و هي من غيوث الخير تصفر رموقها
لا سرّتك يوم تضرّك و لا لها
من الناس خلّ ضامر في عروقها
ترميك رمي النعل لا انفضّ شسعها
و لا عاد منك اي فود يشوقها
اسمع وصيّة عاقل عاشر النيا
و بيّت بضلعانه عواتي طقوقها
ترى عادة الدنيا تغرّك بزينها
و ليا عشقت الزين جت لك طروقها
ان كنت تبغيها تخليك خلفها
و تركض ورا منهو يخلي لحوقها
لا تامن الدنيا تراها غدورة
تفرسك فرس و باردات شدوقها
ما همها لو سقت عينك بعبرة
كهطّالت الوسمي ليا اوفت بروقها
يوم تذكّر لك و يوم تخط بك
لغيرك من الذكرى بدمك تسوقها
غلطان منهو يحسب الحال دايم
و ظنه بتفكيره و ذهنه يفوقها
هو يحسب انه حيلته تب تجيبها
و ظنه بذهنه و احترافه يعوقها
مسكين ما يدري و لو هو درى بها
لقامت محاجيرها تغورق غروقها
تقلب له الشهد المصفى و حلوها
الى علقم لين لسانه يذوقها
تدق العنا في قلب صب مولع
بمسمار فتنتها ترسم دقوقها
اياك انا و اياك تامن جنابها
و ان غرتك لا تحسب انك صدوقها
ترى مالها صاحب و لا في كتابها
سوى الغدر في من تدري انه يلوقها
كم غرت الدنيا بسالف زماننا
و كم ظن مخدوع بقلة خقوقها
لكن تخق بمن يظن بها القوى
تحته و تاليها تبين شقوقها
غلطان يا غلطان من حب زينها
و الأغلط اللي باع نفسه بسوقها
كن عاليا و احرق ورقها و حبها
بنيران عزم وافيات حروقها
و احذر تناديها الى غير حاجة
ترا لحمك الزاكي يحوّل ريوقها
تراها تبي نفسك تولع بحبها
و اذا ولّعت نفسك ترا هو نفوقها
و اختم بخير الختم صلّي و سلم
عدد بهمنا اللي بل المفالي نسوقها
على محمد المختار و آله هل التقى
هل الخير روّاد المعالي و شوقها
و صحبه هل الطولات و الحزم و العزم
عدد ما لمع في المزن ضاوي بروقها
و سلامتكم أخوكم بن دعيج
حقوق النشر محفوظة للكاتب بن دعيج
__________________
و الله لو علموا قبيح سريرتي = لأبى السلام علي من يلقاني و لأعرضوا عني و ملّوا صحبتي = و لبؤت بعد كرامة بهوان لكن سترت معايبي و مثالبي = و حلمت عن سقطي و عن طغياني فلك المحامد و المدائح كلها = بخواطري و جوارحي و لساني الأبيات : لأبي عبدالله و هو محمد بن عبدالله القحطاني الأندلسي - رحمه الله رحمة واسعة -
|