د. عباس محمد رفيع معرفي
د. عبدالمحسن الجارالله الخرافي - القبس :
اليوم
هذا العنوان يحمل اسماً كريماً ينقسم إلى ثلاثة أقسام:
ــ معرفي
ــ محمد رفيع
ــ د. عباس، مرتبة من الأقدم والأعم إلى الأحدث والأخص.
أما معرفي: فهي أسرة كريمة عريقة كانت لها مساهمتها الكريمة في بناء الكويت القديمة والحديثة، وكان من أقدم شخصياتها في الكويت المرحوم محمد علي حيدر معرفي المولود عام 1842 والمتوفى عام 1937، ومن بعده رجالات كثر كان لهم ولامتدادهم الكريم إلى الآن ثمانية دواوين مختلفة لآل معرفي أقدمها ديوان محد علي معرفي في الفترة من 1878 إلى 1937، ولقد ورد ذكر هذه العائلة في مجموعة كبيرة من كتب التوثيق لتاريخ الكويت ورجالاتها على اختلاف التفاصيل الواردة فيها يستطيع القارئ الكريم الوقوف عليها في موقع جميل متزن لديوان آل معرفي أشرف عليه شخصيا د. عباس محمد رفيع معرفي رحمه الله طوال 14 عاما حتى تم تدشينه في بداية العام الحالي. وهو بالمناسبة لمن شاء الاطلاع على تفاصيله: diwanmarafie.com.
محمد رفيع
وأما محمد رفيع فقد كان عضوا في المجلس التأسيسي من عام 1962 إلى عام 1963، وهذه العضوية بحد ذاتها تعكس مكانته الاجتماعية أولا، ومساهمته الوطنية ثانيا، فالكل يعرف الدور الوطني الذي قام به أعضاء المجلس التأسيسي.
ولقد كان من أبرز شخصيات عائلته الكريمة خلال حياته رحمه الله حتى توفي عام 1976.
د. عباس معرفي
وأما بوطلال فكانت له نظرة خاصة للقرآن الكريم يعتبره كنزا لابد من الاستفادة منه في جميع مناحي الحياة وبشكل لافت، فكانت له نظرات متعمقة فيه.
كان التقريب بين الناس ديدنه، فله من هذا المنطلق رأسمال كبير حين امتلك مقومات الإصلاح بين الناس سأسوق عشرة منها:
ــ انطلاقه من بر والديه.
ــ انطلاقه من صلة رحمه.
ــ من حكمته واتزان رأيه ورجحان عقله وعدم اندفاعه.
ــ عدم تعرضه لأحد في أحاديثه فلا يعلم أحد له خصما.
ــ إيمانه القوي بما يعتقد من دون عناد أو مكابرة.
ــ سهولة انقياده إلى الحق والصواب إذا ما تبين له الدليل.
ــ مكانته الاجتماعية والعلمية وإنجازاته العلمية والأكاديمية.
ــ محبته للآخرين عامة والكويتيين خاصة.
ــ بعده عن حب الظهور والبساطة في علاقاته.
ــ المصداقية والشفافية والبعد عن التكلف.
لقد كانت له نظرته الثاقبة، فاختار الفكر الذي يؤمن به، واختار المذهب الذي يدين الله تعالى به ويربي عليه أولاده الأوفياء له، ولكن من دون ضوضاء ولا أضواء، بل إنه عبر لي في مناسبة اجتماعية في اواخر حياته الطيبة مدى استغرابه التوظيف السياسي لاختيار المذهب الديني، وكنت اعلم عن قرب مصداقيته، حيث انه ولسنوات طويلة لا يزايد ابداً بما يعتقد من مذهب ديني.
تعددت صور الوفاء له رحمه الله من محبيه - وكثير هم - كان ابسطها الجموع الكبيرة التي حرصت على تطبيق السنة الشريفة فصلت على جنازته ثم حملته وتبعته الى قبره، ثم استمرت لمدة ليست بالقليلة من الزمن تدعو له بالثبات والمغفرة.
ولقد كان مشهداً رائعاً ومؤثراً حين جمع الناس وقرب بينهم في وفاته كما كان يقربهم في حياته - كما اسلفت آنفاً.
لقد جمع السنة والشيعة في جنازته كما كن يجمعهم في حياته، ولقد حصل لي موقف مؤثر حين هممت بالخروج من المقبرة بعد انتهاء الدفن والعزاء الذي استمر لما يربو عن ساعة ونصف الساعة رغم سلاسة الدفن وخلوه من الاطالة البعيدة عن السنة الشريفة في دفن الموتى، حين سألني رجل كويتي كبير السن: «وين باب الخروج من المقبرة؟» فوصفت له واستنتجت انه - ورغم كبر سنه - يدخل مقبرة السنة للمرة الاولى في حياته، فبادرني متأثراً - وكأنه يخاطب جموع المشيعين في مقبرة السنة من خلالي بقوله: «مشكورين وما قصرتوا، وجزاكم الله خير واحسنتم».
رحمك الله يا د. عباس فقد جمعت اخوانك في حياتك ومماتك. وليس هذا بغريب حين يقفز الى ذهني ومخيلتي وانا اختم رثاءك هذا حكمة العباس بن عبدالمطلب، وعلم عبدالله بن عباس حبر هذه الامة وعالمها، ويقين العباس بن علي رضي الله عنهم اجمعين، واعترف لك رحمك الله انك الآن كريم سخي حتى في مماتك، فقد انقدحت في ذهني الآن فكرة وانا اخاطبك سأفاتح بها مركز البحوث والدراسات لدينا في مبرة الآل والاصحاب لنستكتب من باحثينا الكرام من يجمع سيرة من اسمه كاسمك ممن اسلفت آنفاً ومن تبعهم من اجيال آل البيت والصحابة رضوان الله عليهم اجمعين على غرار ما فعلنا من حصر للفواطم والزيانب من الآل والاصحاب.
رحمك الله حيا وميتا، ولا شك عندي ان طلال وفيصل وعبدالله واختيهم سيكملون المسيرة ان شاء الله.
ويشاء الله تعالى أن تكون هذه الجنازة هي الوحيدة صباح الجمعة فاستيقنت أن الذين أتوا الى المقبرة قد أتوا بالتحديد لتشييع د.عباس رحمه الله، وهي حالة قلما تحصل في ظل كثرة أعداد المتوفين.
|
العرض الشجري
