تعايشت الحياة العربية لمئات السنين مع الجمال والخيل والبغال والحمير كوسيلة مواصلات، إلى أن حدث انقلاب مفاجئ باختراع السيارة والطائرة.. فأصبح السفر غير السفر والطرق غير الطرق.
تاريخ السيارة هو تاريخ الحداثة، وفي الكويت تحديدا قام الباحث باسم اللوغاني بتوثيق ذلك في كتاب تناول من خلاله قصة أول سيارة دخلت الكويت وأول سائق وأول رخصة وأول سيدة بادرت لقيادة سيارة. لقد ظهرت السيارة للمرة الأولى في الكويت والخليج عام 1911 استوردها الشيخ مبارك وهي سيارة بلجيكية مستعملة من نوع مينيرفا لم تستمر طويلا بسبب أعطالها، أما ثاني سيارة فكانت أيضا من نوع مينيرفا وأهداها التاجر جاسم بن محمد الإبراهيم عام 1912م، للشيخ مبارك، وعين علي حسين خنفر سائقا لها بعد أن دربه على قيادتها السائق الهندي الذي حضر مع السيارة إلى الكويت. وأطلق عليها لقب «الفيل» لضخامتها.
وفي أواخر عقد العشرينات حصل علي إبراهيم الكليب على حق توزيع سيارات جنرال موتورز بموجب اتفاق مع وكلاء شيفروليه وبويك وجي أم سي في العراق، وفي عام 1936م حصل حامد بك النقيب على حق توزيع سيارات فورد، كما حصل على امتياز تسيير السيارات بين الكويت والبصرة عام 1925.
وتعتبر الشيخة بدرية سعود الصباح أول كويتية تقود سيارة في الكويت إثر انتهائها من الدراسة في الخارج، حيث صدر قرار من رئيس الصحة العامة الشيخ فهد السالم بتعيينها مشرفة عامة على الصحة وفي عام 1947 تعلمت قيادة السيارة وذكرت مصادر أخرى أن أول امرأة حصلت على رخصة قيادة هي دولة عبد الله النوري. تاريخ مشوق نعرض منه ثلاث صور، يظهر في الأولى رجل الأعمال الشهير أحمد الغانم وعلى يمينه توم موهيني من شركة بيكتل، وكانت تلك الشركة من اللاعبين الكبار في مجال النفط على مستوى العالم آنذاك. وتعود الصورة إلى العام 1950 كما يظهر تأثير ظهور السيارة على المجتمع حيث بدت كأعجوبة أو أثراً يستحق الوقوف إلى جواره والتقاط صورة معه، حيث نرى طفلتين تقفان أمام إحدى السيارات، وفي الصورة الثالثة يقود أحد المواطنين سيارة من الجيل الأول لسيارات «بونتايك ايت»، ما يدل على سرعة تطور المجتمع الكويتي آنذاك.
المصدر
جريدة النهار
هل صحيح ان النساء بدأنا في قيادة السيارة في بداية الستينيات ؟