الكويت والزلفي علاقات وهجرات وأسر - طلال الرميضي

[الأديب]

الأسر الكويتية التي ترجع جذورها إلى مدينة الزلفي النجدية
الكويت والزلفي علاقات وهجرات وأسر

كتب طلال الرميضي

سكن ارض الكويت منذ القدم

الكثير من الأسر والعوائل الكريمة التي نزحت من أنحاء متعددة من مدن وقرى شبه الجزيرة العربية وكونت لبنة طيبة من لبنات المجتمع الكويتي الأصيل وغدت ضمن النسيج الاجتماعي الذي يمثل شعب الكويت بأسره وساهمت هذه الأسر في بناء المجتمع الكويتي القديم بروح جماعية بأن عمل أفرادها في مختلف المهن والحرف التي كان الكويتيون الأوائل يعملون بها فنجد منهم التاجر ورجل الدين والمزارع والنوخذة والغيص والسيب وغيرها من مصادر الدخل في الماضي. ودافعوا عن الكويت بمشاركتهم الفعالة في المعارك التي خاضها شيوخ الكويت في حروبهم القديمة واستشهد منهم الكثير فداء لوطنهم الغالي ،وتعد مدينة الزلفي من المدن المشهورة بنجد التي نزحت منها الكثير من الاسر الكويتية وانصهرت مع شرائح المجتمع الكويتي.

فلنا في هذا المقام أن نتناول الأسر الكويتية التي تعد مدينة الزلفي مسقط رأسها ونتعر ف على أسباب هجرة هذه الأسر وما أشهر الهجرات التي حدثت في الماضي وسرد أشهر العوائل التي ترجع جذورها إلى مدينة الزلفي العريقة نقلا عن الرواة والمصادر الكتابية.

تاريخ مشترك عريق
لقد حظيت بزيارة إلى مدينة الزلفي برفقة الأستاذ حمد عبدالمحسن الحمد أمين عام رابطة الأدباء الكويتية وذلك يومي 27 و28 ديسمبر الماضي ولمست إن لأهل الزلفي والعديد من الأسر الكويتية تاريخاً مشتركاً وروابط أسرية وثيقة ، والتاريخ يسجل صفحة بيضاء لأهالي الزلفي و وفقتهم الكريمة مع حاكم الكويت السابع الشيخ مبارك الصباح رحمه الله بعد انتصار الأمير عبدالعزيز بن رشيد على الجيش الكويتي في معركة الصريف عام 1901م فقد قاموا باستضافته وتوفير الإبل له وتسهيل عودته سالما إلى الكويت ومن هؤلاء النجباء الذين استضافوا الشيخ مبارك يذكر التاريخ المرحوم جنيدل الجريسي وجماعته.

كما كان أهل الزلفي وكلاء لبعض التجار الكويتيين يساعدونهم في البضائع من الكويت إلى المدن النجدية المختلفة ، والمعروف إن حملات الحج الكويتية كانت تمر على الزلفي أثناء سفرها إلى المدينة المنورة وتستريح قليلا من عناء السفر وتستبدل جمالها بأخرى لمواصلة الرحلة . وهذا الارتباط الوثيق بين أهالي الكويت والزلفي لا يزال موجودا والتواصل بينهم مستمر رغم مضي كل هذه السنوات الطويلة على استقرارهم بالكويت وحيث ان بعض الأسر الكويتية المعروفة لا يزال لها بيوت ومزارع في الزلفي يقتنصون الفرص للسفر إليها ، وقد رأيت أثناء زيارتي الأخيرة للزلفي استراحة الشايع والغنام والحمد وغيرها من الأسر الكويتية ، والحق يقال أن الزلفي جميلة بعراقتها وأهلها الكرام ولا يلام احد في محبتها والتعلق بها .

الطريق إلى الزلفي
كان السفر من الزلفي إلى الكويت يطلق عليه اسم «حدرة» وهي كلمة مشتقة من الانحدار أي النزول من ارض مرتفعة إلى أخرى منخفضة حيث ان الكويت تنخفض عن نجد بحوالي سبعمائة متر ، بينما العودة من الكويت إلى الزلفي تسمى «إسناد» وتطلق على السير صعودا على ارض مرتفعة نسبيا .
كما يطلق على الهجرات البشرية التي حصلت من أهالي الزلفي ونزوحهم إلى الكويت مسمى «جلوات» ومفردها جلوه ومشتقة من الجلاء وتتنوع الأسباب التي دعت إلى حدوث هذه الجلوات في الماضي وهذا ما سنتطرق الية لاحقا.

وتتجمع في الغالب مجموعة من الإبل أو ما يطلق علية الجيش وتتراوح أعدادها بحوالي أربعين ذلولا ويركب كل واحدة منها رجل أو رجلين وكان الطريق محفوفا بالمخاطر وقطاع الطرق فكانت كل جماعه مسافرة تكون تحت حماية رجل يضمن سلامتها من اعتداء أبناء البادية ، ومن أشهر الشخصيات التي كانت تتولى حماية القوافل في القرن التاسع عشر الميلادي نذكر المرحوم على بن حمد بن رشيد الحمد «وهو الجد الثاني للوجيه خالد عبد المحسن الحمد» من الأساعده من قبيلة عتيبة المشهورة.

إما الآن فان الطريق من الزلفي إلى الكويت معبد بفضل الرعاية الملكية السامية والتي عملت على نهضة المرافق والخدمات بكافة أنحاء المملكة.
والجدير بالذكر إن المسافة مابين الكويت والزلفي على الإبل كما ذكر الكولونيل لويس بلي في كتابة «رحلة إلى الرياض» في عام 1864م هي عشرة أيام إذا كان معدل السفر على ظهر الجمال ثمان ساعات يوميا.

أسباب الهجرات
لقد جرت في الماضي العديد من الهجرات البشرية من الزلفي إلى الكويت أو ما يطلق عليها الجلوات ، وقد حدثت على فترات زمنية متعددة من القرون الماضية ، وان لهذه الهجرات أسباب مختلفة وعوامل متنوعة دعت إلى نزوح الجماعات البشرية وتتفاوت أعدادها في كل مرة بدءا من شخص واحد إلى مئة شخص كما تتنوع أسبابها التي دعت إلى حدوث هذه الجلوات كحدوث مجاعات في نجد لقلة الأمطار والقحط والجوع ، او إفشاء وباء قاتل أو حصول فتن وحروب حيث كان في الماضي إذا حصلت معركة بين جماعتين فان الفئة المهزومة تخسر أراضيها وتضطر للرحيل الى موقع اخر جديد والشواهد على ذلك كثيرة من التاريخ.

كما أن هناك دافعا قويا أدى إلى نزوح عدد من الأسر إلى الكويت وهو العمل في الأنشطة البحرية كمهنة الغوص على اللؤلؤ أو الركوب مع السفن الشراعية المسافرة إلى الهند وسواحل أفريقيا وهي ما تعرف قديما بأبوام السفر ، حيث تميزت الكويت بسواحلها العامرة والنشطة بالأعمال مما حدى إلى الكثير من رجالات الزلفي وغيرها من المدن النجدية العريقة الى السفر للكويت والاشتغال بالمهن البحرية بحثا عن الكسب الحلال .

والطريف في هذا الموضع أن الكثير منهم لم يركب البحر ولا يعرف السباحة لكون الزلفي لا يقربها بحر ولا نهر فيسأل هذا الرجل النجدي المغامر عند ركوبه السفينة الشراعية من قبل النوخذة قبل بدء موسم الغوص على اللؤلؤ عن نوعية عمله هل هو غيص او سيب ؟ فيرد عليه بكل إباء «أيهما أكثر ربحا ؟» فيجيبه النوخذة بأن الغيص له أسهم في السفينة أكثر من السيب ، فيقول بدون تردد أنا أريد العمل غيصا، فيكافح في عمله الشاق بمهنة الغوص ويبدع حتى يصبح متفوقا على أقرانه في السفينة الشراعية.

ويقول الشاعر دخيل بن احمد العقيلي وهو من أهالي الزلفي عند اشتغاله بالغوص في الكويت هذه الأبيات الشعرية المعبرة :
الغوص ماليبه وباصير جمال
حتيش لو كثرت علي الرزايا
اتعبت انا الرجلين باقفاي وقبال
والرزق عند الله جزيل العطايا
الصدر ضاق وضيقته قلت المال
والربع شدو والركايب ونايا

أشهر الجلوات من الزلفي
لقد حصلت عدة هجرات من نجد إلى الكويت والزبير والبصرة ، وقد أوردها بعض المؤرخين النجديين في صفحات كتبهم لجلل هذه الأحداث وأثارها الكبيرة على أهالي نجد وسكان الزلفي بشكل خاص .

فنجد المؤرخ النجدي المشهور عثمان بن بشر ذكر في كتابه المعروف «عنوان المجد في تاريخ نجد» عن أحداث سنة 1181هـ (1767م) بقوله :
«وهذه السنة هي أول القحط المعروف بسوقه غارت فيه الآبار وغلت فيه الأسعار ومات كثير من الناس جوعا ومرضا و جلى أكثر في هذه السنة والتي إلى الزبير والبصرة والكويت وغيرها.....» ويقول الشيخ إبراهيم بن عيسى في كتابه (تاريخ بعض الحوادث الواقعة في نجد) عن سنة 1197هـ (1782م) بأنها :
«أول القحط المسمى «دولاب» حيث غلت فيه الأسعار واشتد العلا والقحط والجوع وبلغ سعر الحنطة والذرة مدين بالمحمدية والتمر وزنه ونصف ومات أناس جوعا واستمر ذلك القحط ثلاث سنين ...» .

كما سجل المؤرخ محمد العبيد في مخطوطته «النجم اللامع للنوادر جامع» هذه الحادثة التاريخية التي تكشف صورا من معاناة أهالي الزلفي في الماضي حيث يقول بأنه من عام 1257هـ إلى عام 1262هـ (1841م-1846م) حدث يقول قحط شديد على بلاد نجد مما حدا بأهل نجد إلى الجلوة منها فلما زاد القحط تمثل أمير الزلفي ناصر بن حمد العبداللطيف بهذه الأبيات :
والله لولا بلاد ضيفها ما يفاخت
وسواير فرضه علينا وسنة
أني مع المرشد الى جت تجافت
وإلا بوسط خيولهم يوم رنه
دار بها المرشد ولو قيل اراخت
بركانها دايم عسى اليوم غنه

مما حدا بشيخ قبيلة الظفير المشهورة الشيخ سلطان بن سويط على أثر هذه الأبيات الشعرية أن قام وجمع مجموعة من الإبل مئتين ناقة ، فلما علم بندر السعدون أمير المنتفق أمر أن تحمل بالحنطة والتمر وغيره لتكون عونا لأهل الزلفي على ما فعلوه فلما وصلت قضت على القحط الشديد حيث وزعت على أهالي الزلفي.

ويحدثني العم الفاضل محمد بن أحمد الغنام والذي ترجع جذور أسرته الكريمة إلى الزلفي عند زيارتي له في ديوان الغنام بالزلفي بأن هناك الكثير من الأسر الكويتية ترجع أصولها إلى الزلفي ، وقد حصلت جلوات كثيرة أشهرها جلوتين كبيرتين بسبب القحط والجوع أدت لنزوح جماعات كبيره إلى الكويت .

وللباحث عبد العزيز سعود الفرهود بحث قيم وممتع يحمل عنوان «الأسر المنقرضة في الزلفي أو النازحة عنه من خلال الوثائق والروايات» ، يحدثنا عن هاتين الهجرتين الكبيرتين بقوله :

< الهجرة الأولى : سنة 1288هـ (1871م) سنة النحيت وسميت بذلك لنحتهم جذوع النخل وأكلهم لها من الجوع وهي سنه الجلوة الأولى عند أهل الزلفي وقد نزح أهالي الزلفي إلى العراق وخاصة الزبير.
< الهجرة الثانية: سنة 1328هـ (1910م) سنة ساحوت وفيها هاجرت أسر عديدة من الزلفي إلى الكويت.

الأسر الكويتية من الزلفي
تسكن الكويت أسر كثيرة ترجع أصولها إلى الزلفي منذ سنوات طويلة ، ويشير المؤرخ البريطاني لوريمر في كتابه الضخم «دليل الخليج» إلى إن يسكن في الكويت أكثر من مئة أسره ترجع أصولها إلى الزلفي وذلك في عهد الشيخ مبارك الصباح قبل مئة عام . بينما ذكر الأستاذ فهد الكليب صاحب كتاب «الزلفي أصالة الماضي و أشراقة المستقبل» بأنه لا تزال حوالي 4500 أسرة من الزلفي تسكن الكويت وموطنهم الكويت وولاءهم لوطن الكويت وولد غالبيتهم بالكويت فهم جزء لا يتجزء من الكويت ...

وسنحاول في هذا المقام أن نقتبس من بعض المراجع والمصادر التاريخية والروايات الشفهية بعضا من أسماء الأسر الكريمة التي تعد الزلفي مسقط رأسها ومسكن جدودها الأوائل في القرون الماضية ، وننوه إلى أن هناك بعضا من أسماء العوائل لم نذكرها ضمن هذه القائمة أملين من أبناءها التواصل معنا ليتسنى لنا إضافتها لاحقا، ونشير إلى إن هذه القائمة قد تم ترتيبها هجائيا وفقا لأحرف اللغة العربية :

الباتل – البحر – البداح الرشيد – البدر – الجار الله الخرافي – الجحمة – الجريسي – الجسار – الحبشي -الحمد الراشد – الحمد الدخيل – الحميدان – الحميدي – الحوشان – الخنيني - الدخيل – الذويخ – الزمامي – الزنيدي – السبت – السعد المنيفي – السويلم – الشايجي – الشايع – الشويب – الطريجي – الطيار – العبيدي – العرج – العريفان – العساكر – العصيمي – العقيلي – الغنام – الفضل – الفلاح – الفرهود – القديري – القندي – المجحم – المجيدل – المشعان – الملحم – المليفي – المنصور - النصار – الهنيدي.

مصادر البحث :
< «الزلفي اصالة الماضي» فهد الكليب
< «الوصول إلى الأصول» د. عبدالمحسن الخرافي
< «الأسر المنقرضة في الزلفي او النازحة عنه» عبد العزيز الفرهود
< «دليل الخليج» لوريمر
< «رحله الى الرياض» الكولونيل لويس بلي

[الـصــمــت]

يعطيك العافية أخوي الأديب على الموضـوع

شــد انتباهي هالبيت بالذات .. صج كانوا يتعبون من أجل كسب الرزق

اقتباس: المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الأديب    ويقول الشاعر دخيل بن احمد العقيلي وهو من أهالي الزلفي عند اشتغاله بالغوص في الكويت هذه الأبيات الشعرية المعبرة : الغوص ماليبه وباصير جمال حتيش لو كثرت علي الرزايا اتعبت انا الرجلين باقفاي وقبال والرزق عند الله جزيل العطايا الصدر ضاق وضيقته قلت المال والربع شدو والركايب ونايا

[youseifq8]

يعطيك ألف عافيه

[البيت النجدى6]

موضوع شيق جدا وخصوصا عندما يتكلم عن اهل الكويت .

[الأديب]

أخر تحديث 23/02/2009

تنويه


نشرنا في الأسبوع الماضي موضوعا عن الأسر الكويتية التي ترجع أصولها من الزلفى، وقد اتصل بنا العديد من الاخوة القراء يثنون على الموضوع مشيدين بتميز الصفحة، كما راسلنا بعضم على الايميل، وقد أسعدنا تواصلهم الكريم مع صفحة نسايم السور، وقد تفضل بعض الاخوان بإضافة أسماء بعض الأسر التي لم نضفها ومنها«الجميل – العراجة»، ونعد الاخوة القراء بكتابة موضوع آخر متكامل حول تفاصيل الهجرات القديمة التي حصلت في الماضي، آملا من الله التوفيق للجميع.

(جريدة عالم اليوم)

[ويه السعد]

يعطيك العافية أخوي على الموضوع الحلو و الجميل ..
ودي أضيف بعض العوائل إلي ما ذكرتوها :

السالم ، المطير ، الخرافي ، الزيد ، شملان البحر ، الطخيم ، السرحان ، الوزان ، العريفان ، النتيفي ، الميلم ، العبيد ، الموسى (البحر) ، العجيل ، العمر البراك، السويكت ، الزكري ، السيف (الموسى) ، الراشد ، العثمان الراشد (الحميدي) ، التويجري (العبدالكريم) ، الطريري ..

المرجع : الزلفي ؛ أصالة الماضي ...
صفحة ٥٩٩ ... فهد الكليب .
كتاب فوزية الرومي ..

[IE]

أسرة النتيفي و التي كان لها تواجد قديما بالكويت ليس من أهل الزلفي بل من وادي الدواسر.

[عنك]

اقتباس: المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ويه السعد    يعطيك العافية أخوي على الموضوع الحلو و الجميل .. ودي أضيف بعض العوائل إلي ما ذكرتوها : السالم ، المطير ، الخرافي ، الزيد ، شملان البحر ، الطخيم ، السرحان ، الوزان ، العريفان ، النتيفي ، الميلم ، العبيد ، البرجس .. المرجع : الزلفي ؛ أصالة الماضي ... صفحة ٥٩٩ ... فهد الكليب . كتاب فوزية الرومي ..

الأخ الفاضل ويه السعد البرجس من حائل و بقاء جدهم في الزلفي لفترة بسيطة تقدر ب 10 سنوات قبل نزوحه للكويت .

[البحر]

السلام عليكم و رحمة الله
تسلم يمينك أخوي الأديب على الموضوع الحلو.. ما قصرت.
و شاكر أخوي ويه السعد على إضافته والدقة في ذكر المرجع لاكن احب اوضح أن الموسى (البحر) و شملان (البحر) من نفس العائلة و هي البحر، يمكن انت تكون عارف لاكن غيرك لما يقرى الموضوع يعتقد انهم ما يقربون حق بعض.


---
دمتم بخير

[مطيري كويتي]

ونعم بجميع الأسر بس هناك شي يحيرني ليش بس النجاده (النياده) أصحاب الحظ سواء بالكويت والسعوديه أو قطر أو البحرين يعني ليش بهذه المناطق أهم التجار وكبار القوم مع العلم لو نلاحظ تاريخ الكويت هناك أسر نجديه كثيره وصلت بالاربعينات والأن من أصحاب النفوذ وحتى بقطر يعني كلهم من الزلفي والقصيم وباقي القبائل والمناطق يعينهم الله مجرد أستفسار هل هي مناطقيه ؟؟