وساطة الشيخ سالم المبارك بين مرزوق المرزوق والمعتمد البريطاني

[جون الكويت]

وثيقة لها تاريخ
مرزوق المرزوق لسالم المبارك الصباح:
الضريبة الهندية ترتفع سنة بعد سنة

باسم اللوغاني - الجريدة

وثيقة اليوم تتعلق بشخصية كويتية قديمة كانت تتعامل بالتجارة في الهند، وكانت تمثل أمير الكويت في الكثير من المسائل التجارية.
هذه الشخصية هي المرحوم مرزوق بن محمد المرزوق، الذي أمضى معظم حياته في الهند، بل ومات فيها أيضاً، وهو والد المرحوم يوسف المرزوق، عضو المجلس التشريعي في عام 1938-1939، وجدّ التاجر المعروف خالد يوسف المرزوق، رحمه الله.

الوثيقة التي نحن بصددها تعود إلى تاريخ 10 جمادى الأولى 1337هـ الموافق 11-2-1919م وهي رسالة طويلة من المرحوم مرزوق محمد المرزوق إلى المرحوم الشيخ سالم المبارك الصباح يبين له فيها طبيعة علاقته بالشيخ مبارك الصباح واستمرارية هذه العلاقة حتى بعد وفاة الشيخ مبارك عام 1915م. ثم يشرح أن الحكومة الهندية، بعد وفاة الشيخ مبارك، فرضت ضريبة (تكس كما ورد في النص)، وهذه الضريبة أخذت في الارتفاع سنة بعد سنة، حتى وصلت إلى رقم كبير لا يمكن دفعه، خصوصاً أنه (أي المرحوم مرزوق المرزوق) يمثل حاكم الكويت، ويقضي حاجات تجار الكويت في كراتشي،

أي أنه ممثل رسمي لحكومة الكويت آنذاك. وفي نهاية الرسالة، يطلب مرزوق المرزوق من الشيخ سالم المبارك الصباح، حاكم الكويت في ذلك الوقت، أن يعمل على حل المشكلة بسرعة قبل أن تتعقد أكثر ويزيد الضرر.
وإليكم بعض أجزاء الرسالة كما ورد بالنص الحرفي:

'جناب المكرم، الافخم، حميد المكارم والشيم، صاحب السعادة، سيدي الشيخ سالم، ابن المرحوم الشيخ مبارك الصباح المفخم،،،
غب السلام وتقديم واجبات الاحترام لحضرتك هو انه لايخفى على سعادتكم من مدة عشر سنوات حظرة المرحوم والدكم الشيخ مبارك امرنا نتوجه الى الهند نصير في كراتشي لاجل ملاحظة اشغاله واشغال جماعتنا اهل الكويت واعتمدنا حسب امره، ومن مدة اربع سنين ترجينا من المرحوم يأخذ لنا مكتوب من حظرة قنصل الدولة (البريطانية) بالكويت في وقت كرنل كري وحصل لنا ذلك لاجل 'كمشنر' (اي المسؤول الاعلى) كراتشي والسند بخصوص تأييد وكالتي، وبواسطة المكتوب الذي للكمشنر حصلنا التفات ومساعدة في جميع اشغالنا.....' .

ويبين مرزوق المرزوق، رحمه الله، بعد ذلك أن الحكومة الهندية بعد سنة تقريباً فرضت عليه ضريبة قدرها 52 روبية، وفي السنة التي تليها فرضت عليه ضريبة قدرها 452 روبية، ثم ضريبة أخرى بعد سنة بمبلغ 2200 روبية، وتم دفع جميع الضرائب، وفي هذه السنة (أي عام 1919) ارتفعت الضريبة إلى مبلغ كبير جداً وهو 9375 روبية، وهو مبلغ باهظ، آخذين بعين الاعتبار أنه يمثل أمير الكويت ويقوم على مساعدة الكويتيين في كراتشي.

ويشير في الرسالة بقوله: 'هذا المبلغ الذي الآن موضوع علينا بواسطة انه مبلغ جسيم ما يمكن اسلمه من دون اطلاع سعادتكم، لكي تنظرون في هذي المسألة وتعملون لنا وسيلة بواسطة حضرة قنصل الدولة البريطانية العظمى بالكويت وهذا المبلغ ما وضع على احد غيري في كراجي وانا كما هو معلوم عند سعادتكم ان المعاملة التي بيدي لا لنفسي خاص بل الى جماعتي تجار الكويت ولي سعي معلوم...'.

في الحلقة القادمة سنبين ان شاء الله رد الشيخ سالم المبارك، رحمه الله، على رسالة التاجر مرزوق محمد المرزوق، رحمه الله.