هو الحاج هلال بن فجحان بن مفيز بن خلوي بن حمد بن جليدان الديحاني المطيري، الذي ولد في عام 1850م في الصحراء بادية الجريسية قريبا من مهد الذهب، وفقد هلال والده و هو في السابعة من عمره، كما توفيت عنه والدته فأصبح يتيما و ليس له أحد إلا شقيقته الأصغر ، فهاجر إلى الكويت مع شقيقته الأصغر منه بطريق البر و هو لايزال في الثانية عشر من عمره ووصل الكويت عام 1862م.
وعند وصوله الكويت تزوجت شقيقته، أما هلال فقد بدأ يزاول بعض الأعمال المتواضعة التي توفر له العيش الكريم و تغنيه عن السؤال و مد اليد، و ظل يتنقل بين هذه الأعمال لمدة تزيد عن 5 سنوات، كسب من ورائها بعض المال الذي كان ينفق منه على حاجياته اليومية و يدخر جانبا منه، حتى جائه ذلك الحلم في المنام إذ شاهد هلال في المنام فارسا يرتدي ثيابا بيضاء و يركب خيلا أبيض و هو يقول "ابشر ياهلال"، سوف يكون لك مستقبل من الثراء مشرق و يكون لك شأن وصيت غير محدود، ولم يخطر بذهن هلال المطيري، أن الحلم سوف يتحقق و منذ ذلك الحلم و الدنيا تتفتح للحاج هلال المطيري، حتى بلغ منزلة لا يضاهيه فيها إلا قليل من رجالات الكويت في عصره.
لم يلتفت هلال المطيري لذلك الحلم و اعتبره حلما من أحلام اليقظة و الخيال، و ظل هلال المطيري يعمل 5 سنوات يمارس خلالها بعضا من المهن المتواضعة التي يمارسها رجال الكويت في ذلك الزمن، و بعدها شده الحنين إلى البحر و هو لا يزال في السابعة عشر من عمره و كان ذلك عام 1867م، فدخل البحر سيبا على امتداد أكثر من 5 سنوات مع يعقوب النشيط "من رواية للحاج خالد بورسلي" في رحلة الغوص، ثم انتقل منه إلى جاسم العصفور، كطواش للؤلؤ, ويقال أنه عندما استقر في الكويت كان يبيع نواة التمر , وبعدها ذهب مع بوم لتاجر كويتي لصيد اللؤلؤ وكانوا متجهين إلى الهند وفي طريقهم وهم يصيدون اللؤلؤ وجد هلال بن فجحان المطيري (دانة) والدانة هي أغلى وأثمن أنواع اللؤلؤ , ولم يخبر أحدا وعندما وصل إلى الهند وإنتهوا من بيعهم وشرائهم قال للنوخذة أنا أريد الاستقرار بالهند و فعلا إستقر في الهند وعندما عادوا باع الدانة بثمن كبير واشترى سفن كبيرة وكان يأجرها حتى كثرت أمواله وعاد إلى الكويت وأصبح طواشاً أي تاجر لؤلؤ وكثرت أمواله وأصبح أكبر التجار الذين عرفتهم الكويت قديما , ولم ينسى الخرقة التي كان يجمع فيها نواة التمر وكان يعلقها في مجلسه ، و بدأت بذلك أبواب الرزق تتفتح أمامه و يبيع من اللؤلؤ ما يدر عليه بعض الأموال، وبعد ذلك اشترك مع صديقه و شريكه شملان بن علي آل سيف، واستطاع هلال المطيري أن يكسب من المال مالم يكن يتوقعه، و شعر أنه بحاجة إلى الأنفراد بتجارة اللؤلؤ و إدارة أمواله رغم عدم معرفته للقراءة و الكتابة، لكن الذكاء و الفطنة و القدرة على العمل و التحرك المطلوب مكناه من الوصول لغايته ,امتلك في عام 1914م 28 سفينة دفع عنها ضريبة بلغت 10173 روبية و بلغت ثروته نحو (( 8 ملايين روبية )) في العشرينات من القرن الماضي اتسعت أملاكه حتى شملت الكويت والعراق والبحرين والهند, ومن أشهر سفنه البوم "مشهور" و البلم "ميسر" , ومن مظاهر إحسان الحاج هلال المطيري أنه اشتهر بأمانته وتواضعه وصدق كلمته، حتى كان قدوة حسنة لزملائه من التجار، وقد ساهم بنشاطه وثروته في إنعاش الحياة الاقتصادية في الكويت.
المدرسة المباركية
كانت فكرة إنشاء أول مدرسة نظامية بالكويت عام 1910م محكا حقيقيا لأهل الخير والإحسان المحبين للعلم والتعليم من وجهاء الكويت , فعندما ألقى المرحوم ياسين الطبطبائي كلمة اثناء الاحتفال بالمولد النبوي الشريف ، أهاب فيها بالحضور للتبرع لانشاء المدارس التي تخلص الأبناء من ظلام الجهالة، وقام الشيخ يوسف بن عيسى بتلقف الفكرة ثم بجمع التبرعات من التجار وأهل الخير، كان للحاج هلال المطيري دور بارز فيها حيث تبرع بخمسة آلاف روبية لبناء المدرسة المباركية.
مساهماته الوطنية
الحاج هلال المطيري كان كريماً يشعر دائماً بمآسي الفقراء والأيتام والمحتاجين فهو قد سبق أن كان فقيراً مثلهم ، وحسب ما نمى إلى مسامعي في أحاديث الدواوين بأن أخراج زكاته امتد ووصل إلى فقراء المسلمين في الهند بعد أن غطّى الكويت ودول الخليج أيام فقرها ، وله بهذا الصدد مساهمات خيريّه مجزيه فقد تبرّع بمبلغ 5000 روبية لبناء المدرسه المباركيّه عام 1912م ، ومبلغ آخر كبير لبناء السور الثالث عام 1920م ، ومبلغ آخر بلغ زهاء 16000 روبيه لأسر شهداء الدياحين في حرب الجهراء عام 1920م.
مسجد هلال
أسس هذا االمسجد في بادئ الامر رجل محسن يسمى 'براك الدماج' في حي العوازم ولما بدا المسجد متهدما، فقد جدده الحاج هلال المطيري وأنفق في تجديده أموالا كثيرة فأقيمت فيه صلاة الجمعة بعد توسعته، وأوقف بيوتا وحوانيت للانفاق منها على ما يحتاجه المسجد من مصروفات وصيانة، وسمي باسمه.
مسجد المناعي
كان قد أسس هذا المسجد في بداية الأمر المحسن عيسى المناعي عام 1314 هـ - 1896م وأقام بناءه كل من المحسنين إبراهيم المضف وإبراهيم إسحق، ولما بدا متهدما وضاق بالمصلين، قام الحاج هلال المطيري بتجديده في عام 1344 هـ - 1925م.
كما ساهم الحاج هلال في مسجد أحمد عبدالله في الشرق وساهم أيضا في مسجد الفحيحيل القديم.
مقبرة هلال
كما أن الأرض الواقعة عليها (مقبرة هلال) بالحي الشرقي وتقدّر مساحتها بنحو 20 ألف متر مربّع كانت ملكه وقد تبرّع بها و بتسويرها كلّها لتكون مقبره لموتى المسلمين و توفي رحمه الله عام 1938م عن عمر يناهز 88 سنة و دفن في مقبرة هلال بالحي الشرقي وقد أنجب 5 أبناء الأكبر خالد وقد توفي صغيرا وتزوج موضي عبدالله الساير وأنجب (مشاري- فجحان - حمد - بندر) وتزوج من حصة القنوان وسارة الحواس وأنجب: (منيرة تزوجت من الشيخ دعيج السلمان الحمود الصباح - شريفة تزوجت من مساعد عبدالله الساير - بنت تزوجت خالد المخلد وأنجبت يوسف وبزة تزوجت أيضا من خالد المخلد وأنجبت نايف وعبدالعزيز ومحمد).
المصدر: كتاب رجال في تاريخ الكويت، موقع bahrain4u.com
الكاتب : يوسف شهاب .
-----------------------
حرره العضو: عنك، مراجعة: شرقاوي واعتماد: الاشراف، موقع تاريخ الكويت
----------------------