
12-12-2008, 01:59 AM
|
 |
مشرف
|
|
تاريخ التسجيل: Jan 2008
الدولة: الكويت
المشاركات: 2,663
|
|
الحرقة والمحرقة في الكويت والسعودية في القديم والحديث -فرحان الفرحان
إعداد: فرحان عبدالله الفرحان
كنت قد كتبت في هذا الموضوع عرضاً قبل مدة على ان الحرقة بنت النعمان لا صلة لها بالكويت اطلاقا لكن بعض المؤلفين الذين يؤلفون الكتب والقصص الجنائية نسجوا لها هذه القصة عن انها سيدة عاشت في الكويت وكانت هناك السيدة الخيالية الحجية التي سميت ايضاً بصفية بنت ثعلبة الشيبانية، وجاءت الحرقة بنت النعمان وأجارتها، يا له من خيال واسع في ارض السراب، وجاءت بعض الكتب التي تكتب عن المواقع في الكويت والتقطت هذه القصة وجعلت المحرقة عندنا في الكويت على انها الحرقة المرأة المشهورة في التاريخ.
لكن المعروف ان كلمة المحرقة من الاسماء المستحدثة في الكويت حالها حال اسم الخرفش وغيره من الاسماء وخصوصا ان النفط كان ينبع على سطح الارض في منطقة «بحرة» وغيرها وكان يستفاد منه في الحرق ولا يستبعد ان التراب الابيض كان يحرق في هذه الاماكن للحصول على الجص او غيره في القرون الثلاثة الماضية.
وكلمة المحرقة شائعة في الخليج العربي والجزيرة العربية وهناك في البحرين «المحرّق» بتشديد الراء منطقة معروفة واصبحت اشهر من ان تذكر ولا يستبعد ان المحرقة في الكويت كانت يومها عشيشا ومن جراء النار التي يوقدونها اخذت النار تقترب من منازلهم المصنوعة من السعف والحضف وبعض الحطب فأكلت النار هذه المنازل التي كانوا يسكنونها ولهذا اطلقوا عليها هذه التسمية.
وربما كما قلنا في حديث سابق انها كانت تستعمل في حرق التراب الابيض للحصول على الجص للبناء خصوصاً بوجود الاخشاب بكثرة في هذه المنطقة.
ومع هذا فقد وجدت في كتاب «صحيح الاخبار» للشيخ محمد بن بليهيد الجزء الثالث صفحة 189-190وفي الجزء الرابع صفحة 136 يقول التالي:
(المحرقة) قال ياقوت بالضم وتشديد الراء والقاف اسم المفعول من حرقه، اذا بالغ في احراقه بالنار من قرى اليمامة، قال ابن السكيت هي قرَّان وقال غيره المحرَّقة قرية باليمامة من جهة مهب الشمال من حجر اليمامة والعرض في مهب الجنوب عنه فالمحرقة في قبلة العرض، والعرض في قبلة حجر اليمامة، وحجر في قبلة الشط بين الوتر والعرض، وهي للبادية، وهم بنو زيد ولبيد وقطن بني يربوع بن ثعلبة بن الدئل بن حنيفة وهم على شفير الوتر، وانما سميت المحرقة لان عبيد بن ثعلبة الذي ذكر امره في حجر اليمامة ولد ستة: ارقم وزيدا وسلمة ومسلمة ووهبا وسيارا، فلما هلك عبيد كان ابنه ارقم غائبا عند اخواله عنزة بن اسد بن ربيعة فاقتسم اخوته حجرا على خمسة اقسام ولم يسهموا لارقم معهم بشيء، فلما قدم سألهم شيئاً فلم يعطوه فخرج حتى حرق قرية البادية ليلقى بين اخوته الحرب فلم يبالوا بذلك واغضوا عليه فسميت المحرقة ثم احرق منفوحة فقام بنو سعد بن قيس بن ثعلبة فاحرقوا الشط عوضا من احراق منفوحة، فلذلك قال الاعشى:
وايام حجر اذ تحرق نخله
ثأرنا كم يوما بتحريق ارقم
كأن نخيل الشط عند حريقه
مآتم سود سلبت عند مأتم
قال المؤلف (المحرقة) قد ذكرها ياقوت واصاب في تحديدها حين قال انها عن حجر اليمامة في جهة الشمال، وهي كما ذكر ما بين وادي ابي قتادة الذي فيه حريملاء وبين ببان وهن ثلاث قرى في ناحية واحدة (محرقة، ودقلة وغيانة)، وغيانة هي التي ذكرها الاعشى حين قال وكثيب الغينة هي غيانة تحمل هذا الاسم الى هذا العهد (المحرقة). قال ابن مسعر العاصمي القحطاني:
يفاطري والله انقد تشامعيني
وان تتبعين الكرك وانتي مهانة
لو كان زجيتي بعال الحنيني
انك من اسفل محرقة لا غيانة
ان كان يا زين القرى تسمعيني
فن كل حل عبرته من زمانه
وإلا مع الخضران لو تنجعيني
ربع لدمثات العشائر مدانة
لبكر الوسمى عليهم بحيني
ذيدانهم خشر الضباء بدبقانة
وقد بلغني ان رجلا سأل رئيس الخضران ابن شوية، فقال هل اعطيت هذا الشاعر شيئا من مدحه لك؟ فقال لم نعطه شيئاً، فقال السائل: والله لو قالها فينا لاغنيناه.
قال البكري «المحرقة» على لفظ مفعلة من الحرق: بلد معروف.
قال المؤلف: «المحرقة» قرية صغيرة من قرى اليمامة، وقد مضى الكلام عليها وحددنا موضعها واستشهدنا عليها بقصيدة ابن مسعر العاصمي النبطية التي منها هذا الشطر:
«وانتي من أسفل محرقة لا غيانة».
وهناك روضة بين بلد ثرمداء وبلد «شقراء» يقال لها «محرقة» وهناك قرية في عرض أبني شمام يقال لها «محيرقة» بالتصغير، ومدينة من مدن البحرين يقال لها «المحرق» معروفة عند جميع العرب، والتي ذكرها البكري في اليمامة تحمل اسمها إلى هذا العهد «محرقة».
وأخيراً، فقد استعرت هاتين الخريطتين (المنشورتين) لموقع المحرق في أرض كاظمة القديمة أختها من كتاب الأستاذ سلطان الدويش الباحث الأثري في كتابه «كاظمة البحور»
|