عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 23-06-2009, 03:35 PM
الصورة الرمزية الأديب
الأديب الأديب غير متواجد حالياً
عضـو متميز
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 448
افتراضي

«التطور والعولمة والانفتاح أثرت في لهجات الدنيا كلها وليست الكويت وحدها»
فؤاد المقهوي: إحياء لهجتنا الجميلة
يتطلب استراتيجية
تستنفر لها الحكومة وأفراد المجتمع معاً

كتب عبدالله الصوله:
كيف نحافظ على اللهجة الكويتية من الاندثار؟ ولماذا نجد دول الخليج تسعى للحفاظ على لهجتها ولا نلمس نفس الحرص في الكويت؟ وما اسباب عزوف ابناء الجيل الحالي عن التحدث بلغتنا الاصيلة.. وهل صحيح ان اغلب المفردات الكويتية تعود اصولها للغة العربية الفصحى؟!

هذه التساؤلات وغيرها عرضناها على احد ابرز المهتمين بالتأريخ لزمن الماضي الجميل في بلادنا عبر جمع ونشر مختلف الصور والاحداث والمواقف التي عاصرها الاولون الكاتب الزميل فؤاد المقهوي صاحب الزاوية الشهيرة في «الوطن» التي تحمل عنوان «من الماضي» وكانت سببا في تشجيع الكثيرين على تقليدها لاستنطاق الماضي وايصاله بالحاضر عبر ربط الاحداث واثبات مقولة ان التاريخ يعيد نفسه احيانا.

وقد بادرنا فؤاد المقهوي بالقول: الحديث عن اللهجة الكويتية يطول ويحتاج الى بحث كامل حتى يغطي جميع جوانب التطور التاريخي لها لكن يمكن القول بان اللهجة الكويتية في الاصل هي عربية كما هي الحال مع جميع اللهجات العربية.
ونتيجة لظروف الاختلاط مع اطياف مختلفة من اللغات الاجنبية والمصطلحات الجديدة والكلمات المُعربة والالفاظ التي انتقلت الينا من الخارج..
كل هذا جعل اللهجة الكويتية تحيد عن اللغة العربية قليلا، وذلك لعدة اسباب اهمها السفر والاحتكاك مع اناس مختلفة لغاتهم وثقافاتهم وعاداتهم وتقاليدهم هذا من ناحية،

اما العامل الاخر فيتمثل في استقدام شعوب وافدة مختلفة اللغات واللهجات الى الكويت، ومن هنا نجد ان الكويتيين من خلال احتكاكهم بابناء الهند وافريقيا ادخلوا الكثير من المصطلحات والكلمات على اللهجة الكويتية واصبحت متداولة في حياتنا اليومية والامثلة كثيرة على ذلك منها:

كلمة «كاري» اي دراجة هوائية وهي كلمة هندية وتعني عربة، وهناك ايضا كلمة «دوة» وتعني الوعاء الذي يوضع في الفحم للتدفئة في فصل الشتاء وهي كلمة هندية ايضا وتعني الفحم المشتعل.

وهناك المئات من الكلمات الهندية التي دخلت على اللهجة الكويتية بسبب سفر الكويتيين في السابق الى الهند للتجارة وبقاء بعضهم فترات طويلة هناك ومنهم من استقر في الهند ربما الى وقتنا هذا، لهذه الاسباب دخلت العديد من الالفاظ الهندية الى اللهجة الكويتية وأصبحت من ضمن قاموسها .

لكن بسبب التطور الذي حصل في جميع نواحي الحياة في العالم وليس في الكويت فقط فقد تغيرت اللهجة ودخل عليها الكثير من المصطلحات الجديدة واختفت العديد من الكلمات التي كانت متداولة بالسابق بسبب هذا التطور والعولمة التي حصلت في جميع البلدان وهذا حاصل في جميع اللغات واللهجات العالمية وليس في الكويت وحدها.

وأكمل فؤاد المقهوي: السبب الثاني المهم لدخول العديد من المفردات على اللهجة الكويتية هو ان الكويت عندما تم اكتشاف النفط فيها وصُدر الى الخارج انتعشت البلاد وازدهرت وانعكس هذا على المواطنين وتطورت الحالة الاقتصادية فتوافد العرب والاجانب الى الكويت طلبا للرزق وكانت البلاد في حاجة لهم للمشاركة في بناء بلد جديد لتتحول الكويت من عصر الفقر والعوز الى الغنى والوفرة المادية.

وتابع: ونظرا لدخول العديد من اللهجات العربية فقد التصق في قاموس اللهجة الكويتية بعض الكلمات المستعملة في مختلف اللهجات العربية خصوصا التي لم تكن متداولة في اللهجة الكويتية وليس لها رديف كويتي. ولا ننسى دور السينما العربية فقد اقتبسنا منها بعض الكلمات التي لم تكن متداولة في اللهجة الكويتية.

وزاد: بالاضافة الى كل هذا هناك عامل مهم جدا ألا وهو التعليم والثقافة فقد اعطتنا مصطلحات وكلمات عربية راقية دخلت على اللهجة الكويتية وقربتها من اللهجات العربية الاخرى.

وأضاف فؤاد المقهوي: أما العامل الاخر فهو اختلاط الكثير من العاملين الكويتيين الذين خدموا في شركة النفط منذ الاربعينيات فقد تداولوا في كلامهم بعض المصطلحات الانجليزية بسبب احتكاكهم بالعاملين الاجانب في مقر عملهم في الشركة خصوصا في الاشياء التي لم تكن معروفة في الكويت من قبل
مثل دخول السيارات الى الكويت بكثرة وتسمية قطعها المعروفة باللغة الانجليزية وادخالها الى اللهجة الكويتية بسبب عدم وجود كلمات عربية لقطع السيارات التي لم تُعرب ويشمل ذلك كل الآلات والادوات الحديثة نسبيا والمستعملة في العمل،

ودخول ادوات الترفيه الجديدة ايضا مثل الراديو والسينما والتلفزيون بعد ذلك والتلفون والفوتوغراف، والكرامافون وبسببها دخلت العديد من الكلمات الى اللهجة الكويتية.

واكمل في وقتنا الحاضر ومن خلال التطور الحاصل في العالم اجمع عن استعمال الكمبيوتر واجهزة التلفونات النقالة دخلت الى اللهجة الكويتية ايضا الكثير من المصطلحات الحديثة التي اضافت الى اللهجة كما من الكلمات التي اصبحنا نتداولها بشكل يومي وليس لها مرادف عربي.

وفي النهاية ولكل تلك الاسباب اصبحت اللهجة الكويتية خلاف ما كانت عليه منذ سبعين عاما مثلا فقد تغيرت تغيرا جذريا فأصبحت هناك فجوة بين الحاضر والماضي فحين نسمع اللهجة الكويتية من اشخاص كبار بالسن نجدها مختلفة عن لهجة الشباب كل ذلك بسبب التطور الحاصل في العالم والكويت بالطبع جزء من هذا العالم.

واستطرد فؤاد المقهوي: لو بحثنا عن اصل اللهجة الكويتية لوجدنا انها عربية مائة في المائة والدليل على ذلك هو وجود الآلاف من الكلمات العربية الموجودة في قواميس اللغة مازلنا نتداولها الآن
ولكن بعضها جرت عليه بعض التعديلات بسبب تداولها من مختلف الفئات،
ويعود ذلك ايضا الى طريقة سمعها وفهمها واعادة التكلم بها فتختلف تلك من واحد الى آخر ويعتمد هذا على ناقل الكلمة، وبسبب هذا يصير احيانا اختلافا من معنى الكلمة، وهذه وجدتها شخصيا في القاموس من خلال البحث والاطلاع على الكلمات الكويتية المتداولة ذات الاصول العربية فمثلا.

هناك كلمة عربية تسمى «باطيه» وتعنى القدر او الاناء الذي يوضع فيه الاكل ويسمى في الكويت «بادية» اذا ان هذه الكلمة عربية سليمة حرفت في اللهجة الكويتية بسبب من نقل الكلمة وتداولها بعد ذلك،
وهناك ايضا كلمات تتغير في المعنى ومثال على ذلك كلمة «طَمرَ» وتعني في اللغة العربية «دفن» اما في اللهجة الكويتية فتعني «قفز» بسبب خطأ بالسمع والنقل وهذا دارج في جميع اللهجات العربية وربما حتى في اللغات الاجنبية.

وحول اختلاف اللهجات بين دول الخليج قال فؤاد المقهوي: لا يوجد اختلاف بين الكويت وباقي دول الخليج فالظروف متشابهة وماتمر به الكويت من تغيير في اللهجة اصبح امراً واقعاً في هذه الدول المتشابهة في جميع نواحي الحياة بل ان بعضها يواجه مشاكل كبيرة من تعدد اللهجات بناء على مساحتها الواسعة مما جعل هناك اختلافاً في اللهجات بين بعضهم البعض، لذا فان هناك مشاكل عديدة لاتحل الا بنشر الوعي الاعلامي والبرامج المكثفة لتعليم اصول اللهجات والتمسك باللغة العربية.

واستطرد المقهوي: نظرا لصغر مساحة الكويت ونظرا لعدد السكان القليل فان اللهجة الكويتية لم توثر في البلاد العربية ولم تنتشر هناك وايضا وبسبب عدم الانتشار الاعلامي في تلك البلاد التي تأثرت باللهجة المصرية مثلا بسبب التغطية الاعلامية الواسعة التي تقوم بها مصر من خلال مختلف وسائل الاعلام مما ساعد على نشر اللهجة وبالتالي فهمها من قبل كافة الشعوب العربية.

بينما تظل الكويت ودول الخليج خارج هذا المد الاعلامي الكبير الذي بدأت به ايضا سورية من خلال نشر المسلسلات السورية التي تعرض في كافة محطات العالم العربي مما يساعد في نشر اللهجة السورية وشيئا فشيئا تصبح مفهومة لدى الجميع.

لكني اتوقع بان تلك المسألة تحتاج الى وقت لتصبح اللهجة الكويتية في متناول وفهم جميع الشعوب العربية وذلك من خلال وجود التكنولوجيا الحديثة التي جعلت العالم اشبه بالقرية الصغيرة.

واختتم ضيف ملف الاسبوع الكاتب فؤاد المقهوي حديثه قائلاً:
اذا كنا نريد المحافظة على لهجتنا الكويتية من الاندثار يجب ان نتمسك باللغة العربية ونبسط مصطلحاتها من خلال برامج تثقيفية مرئية او مسموعة وان نحث الشباب بعدم ادخال مصطلحات اجنبية في احاديثهم اليومية وتعريب الكثير من المصطلحات الجديدة والتكنولوجية وتحتاج تلك الخطوة الى جهد ووقت حتى نرى نتائج سليمة وصحيحة.
نحن.. و«الخليج»
أكد المقهوي ان هناك تشابهاً بين اللهجة الكويتية ولهجات دول الخليج لأنها في الاصل عربية.

لكن مخارح الحروف ونطق بعض الكلمات تختلف في اللهجتين في كل بلد من بلدان الخليج وفي الوقت نفسه هناك الكثير من الكلمات تتشابه في اللفظ والمعنى في جميع دول الخليج.
«نمشي» الكويتية
و«نسير» الإماراتية و«طبيلة» البحرينية
رأى ضيف ملف الاسبوع ان الاختلافات واردة في كل لغة ولهجة وتختلف بين بلد عربي وآخر والكلمة الواحدة ربما تلفظ في بلد بشكل وفي بلد آخر تلفظ بالمرادف لها وعلى سبيل المثال تلفظ كلمة «نسير» في الامارات «نمشي» في الكويت وهما تعنيان نفس المعنى لكنهما مترادفتان.

كما رأى ان هناك عشرات الكلمات تسير على هذا المنوال وايضا هناك اختلاف في لفظ الكلمة التي لها معنى واحد فعلى سبيل المثال يطلق على المظلة او «الشبرة» التي تقف أسفلها السيارات لحمايتها من حرارة الشمس في البحرين «طبيلة» وبذلك اختلف هذا اللفظ عن جميع دول الخليج تقريبا وهناك العديد من تلك الامثلة بين الدولة الخليجية.
متمسكون بالقرآن الكريم
قال المقهوي: معظم المفردات الكويتية اصلها فصيح لكن بعضها حُرف.. بيد ان هناك نسبة كبيرة جداً من الكلمات الكويتية سواء القديمة او الحديثة تعود في الاصل الى اللغة العربية ويرجع ذلك الى تمسك الناس في الكويت بالقرآن الكريم الذي بالطبع هو مرجع اللغة العربية الاول والذي نجد فيه كل الكلمات العربية السليمة التي هي اصل اللغة التي نتحدث بها في وقتنا الحالي.
تمرد الجيل الجديد
طال كل شيء .. حتى «اللهجة»
أوضح المقهوي ان هناك عدة اسباب لعدم تمسك الابناء باللهجة الكويتية الاصيلة في الوقت الحالي وهي ان الشباب والنشء الحديث يتطلع الى كل ما هو مختلف وجديد فيغيرون من بعض الكلمات في اللهجة ويدخلون عليها العديد من المصطلحات الحديثة نظرا لدخول التكنولوجيا التي توظف حتى في اللهجة.

الشباب بالفطرة يتطلعون الى كل ما هو حديث ويبدأون بالتمرد على كل ما هو قديم حتى في اللهجة التي يدخلون عليها العديد من الألفاظ الغريبة والحديثة بنفس الوقت سواء سمعوها في الافلام او من خلال اجهزة معينة او مصطلحات من لغات غربية او لهجات عربية، فالجيل الجديد يلتقط بسرعة كل ماهو مختلف وجديد في كل نواحي الحياة وتلك هي طبيعة البشر.. هذا الى جانب ان هناك سرعة بديهة لدى الشباب تبدأ بالانحدار كلما تقدم بالعمر.

.. هكذا نحمي لهجتنا الراقية ونبعدها عن كل ماهو أجنبي دخيل

في معرض حديثه لملف الاسبوع قال فؤاد المقهوي:
اذا كانت الدولة جادة في المحافظة على اللهجة الكويتية والتي هي في الاصل نابعة من اللغة العربية فيجب ان تعد دراسة مكثفة لذلك، وتركز فيها على نشر الوعي اللغوي من خلال شرح مبسط ومفهوم لمعاني الكلمات العربية الصعبة هذا اولا،

ومن ثم الاعتماد على القرآن الكريم في ذلك وايضا تحبيب اللغة العربية من خلال الشعر الجميل ومعانيه الراقية، ويكون ذلك في اطار ممتع وجميل على شكل برامج تلفزيونية تشد المشاهد وتبتعد عن الرتابة والملل في الشرح حتى ينسى الطلاب المدرسة قليلا ويستمتعوا بهذه البرامج وخصوصا الاطفال، والاستعانة بالباحثين والمختصين باللغة لشرح المصطلحات الكويتية التي نتداولها بشكل يومي وإظهار أصولها العربية والحث على التمسك بها والبعد عن كل ماهو اجنبي.

وايضا التركيز على برامج تعليم الكتابة سواء الصحفية او التجارية او الادارية ايضا بشكل مشوق وعربي صحيح بكل هذه النقاط وغيرها مما يستجد لاحقا.

عند البدء في تلك البرامج يمكننا ان نحافظ على اللغة العربية اولا ثم اللهجة الكويتية ثانيا لنجعل الجميع يتكلمون بلهجة كويتية راقية بعيدا عن كل ماهو اجنبي دخيل على لهجتنا.

تاريخ النشر 23/06/2009
__________________
ومنطقي العذب للألباب مستلبٌ *** ومبسمي نضَّ فيه الدر والنضرُ
لازم منادمتي وافهـم مناظرتي *** واسمع مكالمتي يفشو لك الخبرُ

رد مع اقتباس