عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 18-01-2009, 04:00 PM
IE IE غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
الدولة: الكويت
المشاركات: 2,661
افتراضي أسباب إبعاد جابر العلي عن ولاية العهد

أسباب إبعاد جابر العلي عن ولاية العهد

يروي السفير البريطاني في الكويت في عام 1978، في الحلقة الثانية من قصة اختيار ولي عهد للأمير الشيخ جابر الاحمد كيف تصرف اعضاء العائلة الحاكمة في الكويت بعدما اعلن الشيخ صباح الاحمد ولاءه للشيخ سعد متخلياً عن فرصته ليكون ولياً للعهد في تلك الفترة. ويقول:
بعد هذا التصرف المفاجيء لم يجد اعضاء الاسرة سوى اتباع اسلوب صباح الاحمد وتزكية الشيخ سعد وترك الامر للامير للبت فيه واختيار الشخص المناسب الذي كان طبعاً الشيخ سعد.
ويشكك السفير في ان يكون صباح الاحمد تصرف من دون التشاور مع غيره من افراد الاسرة خصوصاً مع الشيخ جابر الاحمد وانه اجرى "بروفة" لما سيفعل قبل الاجتماع الحاسم.
وكانت الخطوة التالية للامير الجديد اختيار رئيس الوزراء مما اعطى جابر العلي بعض الامل الذي فقده باختيار الشيخ سعد ولياً للعهد.
وقال السفير ان جابر الاحمد كان يعرف ان جابر العلي كان في "عزلة" بين افراد العائلة وحتى بين شرائح كبيرة من العائلات الكويتية التي ترى فيه "عوداً صلباً" مما اعطى فرصة للامير ثانية باختيار الشيخ سعد رئيساً للحكومة ومما امن للاخير ان يتولى منصبي جابر الاحمد قبل توليه الامارة.
ولاحظ كمبريدج ان اختيار الشيخ سعد للمنصبين الاساسيين في الدولة بعد الامير اعطى شعبية للعهد الجديد رغم بعض التحفظات التي اظهرها فريق من صغار السن في العائلة وبعض المثقفين الكويتيين في شأن الحكم مستقبلاً.

مستقبل جابر العلي
وتفادى السفير في رسالته الافاضة بالحديث عن الحكومة الجديدة للشيخ سعد، لكنه اكتفى بالقول انهم نفسهم اعضاء حكومة الشيخ جابر، مع بعض التعديلات الطفيفة، لكنه تساءل عن كيفية تصرف جابر العلي وعما اذا كان سيبقى في الحكم ام يعتزل خصوصاً بعد خسارته فرصة العمر لدخول تاريخ الكويت السياسي من باب الديوان الاميري.
واشار الى ان استقالته النهائية من الحكومة ستعني انشقاقاً في العائلة وافول نجمه نهائياً من دون الحصول على شيء لابنائه وانصاره. واذا قبل البقاء في منصب نائب رئيس الوزراء وزير الاعلام سيعني انه سينحني دائماً امام خصمه الشيخ سعد وما يتبع ذلك من انعكاسات.
وقال السفير «ان الامير وولي العهد كانا يريدان له البقاء في المنصب حفاظاً على تماسك العائلة، مع التأكيد على قصقصة جوانحه عبر تعيين الشيخ صباح الاحمد في منصب النائب الثاني لرئيس الوزراء»، خصوصا بعد دوره في اختيار الشيخ سعد.
وتحدث السفير عن اهمية اختيار وزيري الدفاع والنفط، الحيويين للمصالح البريطانية" وقال ان الشيخ سالم الصباح، ابن الامير السابق دمث الاخلاق سهل المعشر، ولا يضع العصي في الدواليب، ويمكن التعامل معه بسهولة، لكن يحب ان يستمع من يستضيفه الى ارائه مهما تكن، وعلى كل حال ستبقى الوزارة تحت الاشراف المباشر للشيخ سعد خصوصاً في العقود التسليحية والقرارات الاساسية.

علي الخليفة
وعن الوزير الجديد للنفط علي الخليفة، المتحدر من فرع قليل العدد من العائلة لا يملك السلطة او التأثير، فقد حصل على «درجة ممتازة» في الولاء، وتبين انه مناور احياناً ومفاوض شرس لاسيما خلال توليه منصبيه في وزارتي النفط والمالية، ومع انه في منتصف الثلاثينات من عمره فانه مؤهل للبقاء طويلاً في منصب بارز الا اذا تعارضت مشاريعه الاقتصادية والمالية مع ما يريده الامير او ولي عهده الذي يفضله في وجه غيره من ابناء العائلة.
ولاحظ السفير ان منصبي وزارتي المال والنفط معرضتان للكثير من القيل والقال خصوصاً بعدما تولاهما الوزير عبد المطلب الكاظمي الذي سرت حوله اشاعات كثيرة.
وكانت الرسالة كُتبت قبل تعيين الشيخ نواف وزيراً للداخلية مما جعل السفير يقول «ان المنصب الوحيد العالق الآن هو منصب وزير الداخلية الذي كان بيد الشيخ سعد». وتوقع ان يعين الشيخ سعد احد ابناء الجابر (فرع الامير) في المنصب مما يجعل فرع الجابر يُحكم يده على الامن مع بقاء الشيخ مشعل في منصبه كرئيس لجهاز الامن.

المستقبل
ولم يبد السفير اي قلق من تغيير الاتجاه السياسي للكويت وقال «ان الحكومة الجديدة هي نفسها الحكومة القديمة مع بعض التعديلات الطفيفة، لكنني لا اتوقع ان تتغير المعادلات في السياسة الخارجية الحذرة او في السياسة الداخلية المحافظة».
واستشهد السفير بكلمة للشيخ جابر قبل اسابيع عندما قال «ان الكويت لنا جميعاً نعيش فيها في مساواة تقريباً وننعم من خيراتها» وتحدث عن التضحيات والعمل الدؤوب للجميع في سبيل الوصول الى النهضة الكاملة والرخاء.
واشار السفير الى قلق الجيل الجديد من المستقبل وامكانات انتهاء عهد «الدولة التي تؤمن كل شيء» قائلاً ان الامير يريد تحديث مؤسسات الدولة واتاحة الفرصة امام القطاع الخاص ليؤسس الوظائف الجديدة ويساعد الدولة في الرخاء وفي استثمار خيرات النفط الذي لن يدوم.
لكن السفير لاحظ ان كلمة الامير لم تتضمن اشارة واضحة الى عودة مجلس الامة قريباً رغم الحديث عن الديموقراطية! كما ان السفير اشار الى ان الامير لم يعط الكثير للحديث عن العروبة مكتفياً بالحديث عن التضامن العربي والاخوة.
ولم يحسم السفير برأي الجاليات الاجنبية التي تعيش في الكويت ويتجاوز عددها ربع المليون شخص وقال «ان الجميع يشعر بالامان حالياً ولا يخشى المستقبل وكـأن الخيرات ستدوم للجميع».
وانهى السفير رسالته بالقول «ان الكويت ستبقى في العهد الجديد صديقة لبريطانيا خصوصاً مع الشيخ سعد رغم تحفظات يبديها علينا الامير الذي يشكك في نوايانا».
مضيفاً «ان زيارته الاخيرة لبريطانيا كانت في عام 1965 وهو لا يزال يتذكر «عهد استعمارنا للاحمدي عندما كان محافظاً لها». واعرب عن امله في تغير صورة بريطانيا في العهد الجديد عندما يرى مصالحنا المشتركة.

جريدة القبس
__________________
"وَتِـــلـْــكَ الأيّـَــامُ نُـــدَاوِلـــُهَـــا بـَـيـْـنَ الـــنَّـــاسِ"
رد مع اقتباس