عرض مشاركة واحدة
  #13  
قديم 08-02-2022, 04:24 PM
الصورة الرمزية classic
classic classic غير متواجد حالياً
عضو مشارك فعال
 
تاريخ التسجيل: Jul 2008
الدولة: الكويت
المشاركات: 234
افتراضي



ساحة الصفاة كنز الماضي والحاضر


لم يكن مستغربا أن نُسطر سلسلة من المقالات اسمها

الصفاة كنز الماضي والحاضر وبعد الإسهاب في شرح ذاكرتها التاريخية

ومساكنها الحضارية الدافعة الناهضة ( بالتعبير عنها بضمير الملكية )

للتوثيق عن أعلى درجات الإنتماء بمجدها الغابر و بماضيها الذهبي

وبعد الإمكانات البحثية في عالم حياتها وفاعلياتها

المتدفقة بأحداث وصور المُتصلة بمستندات الوثائق المؤسسة للميدان الفسيح العامر

النابعة من خزائن المكتبة الصادقة النفيسة

لاسيما أني بعد التحري والتقصي وجدت أن هذه الساحة في حاضرها الحديث

تسبح على بركة كنز من الذهب الأسود ؟ !!

حيث تزخر ( طبقات أرض الصفاة ) من مدخر البترول

الأمر الذي يستحقُ أن نقف عنده من تلك الأخبار النادرة و الملهمة لهذا التقرير عبر أرشيفنا الخاص

كيف أكتشف النفط في ساحة الصفاة ؟

و كيف أصبح هذا الموقع التاريخي نافذة البترول ؟

وماهي إلا فترة وجيزة حتى درت أنهار الرزق الوفير على الكويت

عائدات تقدر بملايين الدولارات وكان هذا الأمر وحده كافياً أن يوقظ أهل المدينة ليلحقوا بركب المدينة والتقدم





نشرت صحيفة القبس في شهر اغسطس عام 1975م

هذا الخبر الحصري

( اكتشاف حقل نفطي في ساحة الصفاة )





(تاريخ النفط في ساحة الصفاة ! )



الميجور فرانك هولمز والحاكم الشيخ أحمد الجابر الصباح



أخذت هذه الصورة لساحة الصفاة من المصور العراقي ( أرشاك ) عام 1952م ونشرت الصورة في مجلة الرائد

استأجر الميجور فرانك هولمز بيتاً من أحد الكويتيين مواجهاً لساحة الصفاة

وقضى في هذا البيت عاماً كاملاً حفر فيها آبار الماء

وحصل منها على قليل من المخزون الجوفي من المياه أما بئر النفط فقد تأكد له وجود النفط بكثرة واحتفظ بالمعلومات لنفسه

واستطاع الميجور هولمز أن يكون لاعباً مهماً في المفاوضات الأمريكية الإنكليزية من جانب والكويتية من جانب آخر


( الصفاة نافذة النفط )


في الستينات طلبت الحكومة الكويتية، ممثلة بوزارة الاعلام، من آرتشيبالد تشيزهولم ان يوثق فترة المفاوضات النفطية بين دولة الكويت من جهة، والجانب الانكليزي والاميركي من جهة اخرى، بحيث تغطى فترة المفاوضات النفطية ابتداء من عام 1911 عندما بادر الانكليز في عهد الشيخ مبارك - رحمه الله - بمخاطبته بهذا الشأن حتى عام 1934 من عهد الشيخ المرحوم احمد الجابر عندما تم توقيع اتفاقية الامتياز الأولى.
استعان ارتشيبالد تشيزهولم بمعلومات ووثائق جمعها من شخصيات لها دور رئيسي في أحداث تلك الفترة، وهم السير جون لورد كادمان والكولونيل هـ. ر.ديكسون والميجور فرانك هولمز والسير آرنولد ولسون.
ومن بين المصادر التي استند إليها ارتشيبالد تشيزهولم في كتابه اربع جهات مهمة وهي سجلات شركة البترول البريطانية في لندن وسجلات وزارة الخارجية والكومنولث في حكومة المملكة المتحدة في لندن وسجلات شركة الخليج في بيتسبرغ في اميركا وسجلات الحكومة الاميركية في واشنطن دي سي، ولهذا يعد هذا التوثيق الذي قام به تشيزهولم هو الاكثر اهمية، وقد قامت الحكومة الكويتية بإصداره في شكل كتاب.
كانت بداية الاحداث النفطية في منطقة الخليج عندما وقع الانكليزي دارسي على اتفاقية مع ايران حصل فيها على امتياز التنقيب عن النفط والانتاج في ايران في عام 1901، اذ اسس بعد هذا الحدث شركة البترول البريطانية الفارسية (أبوك)، وقامت هذه الشركة في نوفمبر 1911 بمخاطبة المقيم السياسي البريطاني في الخليج عن امكانية مخاطبة حاكم الكويت الشيخ مبارك الصباح للحصول على امتياز التنقيب عن النفط في الكويت، اعتذر المقيم ونصح بالتأجيل بسبب ظروف المنطقة.
في مارس ونوفمبر 1913 قامت الحكومة البريطانية باستخدام سلاح البحرية في مسح جيولوجي وتأكد لها وجود النفط في الكويت، وطلبت بريطانيا من الشيخ مبارك عدم منح الامتياز لأي جهة لا توافق عليها بريطانيا.
في مارس 1917، اي اثناء الحرب العالمية الاولى، سمح حاكم الكويت الشيخ سالم الصباح لـ «أبوك» بعمل مسح جيولوجي، بعد اتمام المسح تأكد لـ «أبوك» وجود نفط في الكويت، وأن الكويت تقع جيولوجياً بالنسبة إلى تواجد النفط في وسط حوض نفطي كبير تلتقي فيه نفوط منطقة الخليج. طلب المقيم السياسي تأجيل التفاوض على الامتياز الى ما بعد الحرب.
ويجدر هنا التوقف عند ذكر احدى الشخصيات التي ساهمت في هذا التوثيق، وهو الميجور فرانك هولمز الذي لعب دوراً ضاغطاً على الحكومتين البريطانية والاميركية جاءت نتيجته لمصلحة الكويت.
ولد الميجور فرانك هولمز في مزرعة بريف نيوزلندا عام 1874، وعاش حياته عصامياً يتنقل من بلد إلى آخر يبحث عن مشاريع التعدين، وشارك في الجيش البريطاني في الحرب العالمية الاولى.
بعد الحرب وفي احدى مهامه في اثيوبيا تحدث مع تاجر من الكويت، الذي ذكر له وجود بقع من النفط تتسرب إلى سطح الارض في منطقة الخليج، وبالذات الكويت. انتقل هولمز الى البصرة ثم عدن التي أسس فيها شركته «مجموعة الشرقية العامة»، التي اهتمت في البداية ببيع الادوية ومن خلال هذه الصيدلية انطلقت الشركة الى مشاريع اكبر.
ثم عرض فرانك هولمز على شيخ الكويت التنقيب عن النفط ولكن لم يتم الاتفاق، وبعد فترة تم الاتفاق على حفر أربع آبار للماء وبئر للتنقيب عن النفط.
استأجر الميجور فرانك هولمز بيتاً من أحد الكويتيين مواجهاً لساحة الصفاة، وقضى في هذا البيت عاماً كاملاً حفر فيه آبار الماء وحصل منها على قليل من المخزون الجوفي من المياه. أما بئر النفط فقد تأكد له وجود النفط في الكويت بكثرة واحتفظ بالمعلومات لنفسه ولكن لم يبرم معه الشيخ أي اتفاق. وبعد سنوات قليلة استطاع الميجور هولمز أن يكون لاعباً مهماً في المفاوضات الأميركية - الإنكليزية من جانب والكويتية من جانب آخر.
كان من أوائل المشاريع لشركة نفط الكويت المكونة من شركة البترول البريطانية وشركة الخليج الأميركية حفر بئرين قريبتين من ساحة الصفاة لاستغلال النفط الموجود، وتم حفر البئرين في البحر مقابل مستشفى الأميري، وما زالت هناك حتى اليوم منصة أسمنتية مقابل المستشفى تقرب من الساحل مسافة 100 متر يمكن للجميع رؤيتها. هذا الحقل لم يتم إنتاجه بأمر من الأمير حينذاك.
لمن يرغب في مزيد من القراءة عليه اقتناء كتاب «الجائزة» لمؤلفه دانيال يرقين، حيث يعتبر الكتاب مرجعاً مهماً في تاريخ النفط في العالم أجمع وسيجد معلومات أوفر عن الكويت والمنطقة وهو كتاب يجمع ما بين التوثيق والتأليف.

https://alqabas.com/article/398397 :إقرأ المزيد كاتب المقال المهندس أحمد العربيد




ساحة الصفاة عام 1952 م

( وثائق عدسانية ومستندات من محلات ساحة الصفاة )




تذكر هذه الوثيقة شراء دكاكين من ابن عامر الواقعة بالصفاة

والذي باعها على المدرسة الخيرية المباركية

وكما تشير وثائق اسرة الخالد

شراء ثلاثة دكاكين من ابن عامر بالصفاة
في 16 رجب 1331 هجري ( 1913 م )

وكانت قيمتها 4050 روبية

وتشير احدى الوثائق شراء دكانان في الصفاة ملاحم جاخور العامر من جنوب

من عبدالرحمن بن عبدالمحسن العامر بتاريخ 1330 هجري( 1912م )



وثيقة بيان مصرف أربعة دكاكين بالصفاة راجعين للمدرسة المباركية




المصدر كتاب وثائق أسرة الخالد - الدكتور عبدالله الغنيم


https://youtu.be/q0IgQ3KuiwY

برنامج (حديث الذكريات) يستضيف ناصر مجرن الرومي و داوود عثمان الداوود عبر قناة القرين

وأحاديث - روايات عن ساحة الصفاة




أخذ المصور الفرنسي ( جين كاريوينيه ) هذا المشهد في ساحة الصفاة

وتظهر المرأة وهي تحمل ماكينة الخياطة عام 1955م مقابل مبنى دائرة المالية

الكويت كانت تصدر الملابس الجاهزة إلى العراق وإيران الكويتي يهتم بالملابس الصيفية أكثر من الشتوية


قد لا يتصور البعض أن الخياطة بدأت بإبزة من العظام، وأن القماش لم يكن غير ليف حيواني، فيما كانت ماكينة الخياطة من الخشب والخيوط من الجلد، إلى أن قام سنجر عام 1851 بتسجيل اختراع دواسة القدم الضاغطة لتتحول الخياطة من مهنة نسائية فقط الى مهنة يخوضها الرجال مع توافر آلات الخياطة.


وصابر بركات علي من عائلة تخصصت في مهنة الخياطة دون غيرها فتوارثها أبناوها أبا عن جد، يقول صابر:

عملت مع الخياط المشهور «أيوب» فسمينا «صبر أيوب» وبدايتي كانت منذ صغري في باكستان من ولاية «كوجرن فلا» والخياطة مهنة الأهل منذ مئات السنين أخذتها من والدي عن جدي، ولكني تخصصت في الدشاديش، وجدي الرابع كان يخيط ويرسل الملابس الجاهزة الى الكويت ودول الخليج، وأخي خياط لملابس السيدات. الخياطة مهنة تختلف عن بقية المهن إذ ان اتقانها فنا وممارسة يتم منذ الصغر بالمشاركة في التفصيل والخياطة.

الخياطة هي توصيل قطع من القماش بعضها ببعض باستخدام الإبرة والخيط. وقديما كانت متعة الإنسان أنه يخيط ملابسه بنفسه، أو يخيط قطع أخرى لنفسه مثل الوسادة وأغطية الأسرّة.

وكما قال جدي لي: كانت الأقمشة قديما من النبات وليف الحيوان والقطن والحرير، والكتان والصوف، والآن في وقتنا الحالي أصبح انتاج القماش «صناعيا» من المواد المشتقة من البترول، وحتى الحرير أصبح صناعيا.

كانت الإبرة من العظام حتى القرن التاسع عشر إلى أن اخترعت أول آلة خياطة عملية في عام 1846، وفي عام 1790 اخترع شخص انكليزي آلة مصنوعة من الخشب، والغرز كانت من الجلد. وفي باكستان قديما كان الخياط لا يفصل حتى يتأكد من ان قطعة القماش صالحة للأبد، وتعرض على الزبون صور ليختار النموذج الذي يريده، حتى صارت في أغلفة وألبومات، وأكثر الصور انتشارا والخياطة من القطن والصوف.

وفي عام 1851 قام سنجر بتسجيل اختراع دواسة القدم الضاغطة، ومازالت تستخدم في الدول النامية.


الخياطة في الكويت
وحول الخياطة في الكويت كمهنة يواصل صابر حديثه قائلا:

ـ كانت أكثر الخياطة قديما في الكويت تنجز في البيوت، حيث تقوم الأم والبنت بخياطة الملابس خاصة ملابس أفراد العائلة، وكانت باليد، وبالإبرة الخاصة. وهناك ابر لخياط الزري والبريسم، وأغلب الخيوط التي كانت تستخدم في الخياطة تؤخذ من القماش نفسه، أما الخيوط الجاهزة فكانت تستورد من الهند وباكستان على شكل بكرات، أما الأزرار فكانت تصنع من القماش نفسه وتخاط على شكل كرات صغيرة. وبعض النساء كن يخطن الملابس مقابل الأجر.

قال والدي في الكويت قديما لم يكن يوجد غير محلين للخياطة في السوق الداخلي، وأكثر ملابس الخياطة كانت الدشداشة ونوع يسمى (الزبون) عبارة عن دشداشة ولكنها مفتوحة من الأمام. وهذا الزبون يلبسه التجار والشيوخ، وجاءت الماكينة اليدوية من الهند الى الكويت، وكانت الأجرة لا تزيد على 4 إلى 6 آنات.

كان الخياط الكويتي يتفنن في خياطة الدقلة والبالطو، والشلاحات، والمقطع والدشداشة الشتوية، ثم دخلت الماكينة الدواسة التي تداس بالرجل بينما الخياط جالس على الكرسي، ومع دخولها بدأ العامل يجلس ساعات طويلة لأنه في وضع مريح فانجازه زاد خاصة عندما زاد عدد الأجانب القادمين للعمل في الكويت، فازداد الطلب على البنطلون والبالطو، والدشاديش الجاهزة.

إن الكويت في الثلاثينات والأربعينات كانت تصدر الى العراق وايران، والحجاج كانوا يأخذون معهم كميات للبيع أو الهدايا.


تطور الخياطة
وحول تطور مهنة الخياطة في الكويت وتبدل أسعارها يتابع صابر قوله:

نحن العاملين في خياطة «أيوب وصبره» منذ عام 1964 نعمل في البدل والدشاديش والملابس العسكرية، وايجار المحل كان 60 دينارا، ثم ارتفع اى 90 والآن 180 دينارا. وخياطة البدلة كانت بـ30 والآن بـ70 دينارا، والبدلة العسكرية كانت بـ10 دنانير والآن بـ15 دينارا، وخياطة الدشداشة ارتفعت من دينارين الى 8 دنانير للصيفية و10 دنانير للشتوية.

وتطورت الخياطة عند الكويتيين فرجعت الى خياطة اليد كما كانت في الأربعينات، والكويتي يهتم بالملابس الصيفية أكثر من الشتوية، فتجده يخيط 12 دشداشة في فصل الصيف من بدايته الى مننتصفه، ولأن فصل الشتاء قصير فهو يخيط من 4 الى 5 دشاديش فقط. والدشداشة الكويتية مرغوبة الآن في الخليج حتى بعض المصريين بدأوا يلبسونها.

أنا أذهب الى الفنادق والمكاتب لأخذ القياسات، وحتى زبائننا يطلبوننا في الديوانيات ولا يأتون الى المحل. والكويتي يختار لنفسه الموديل، وأحيانا يطلب الدشداشة بالزمة وأحيانا بكم طويل، والرقبة «غولة» أي بزر واحد أو أحيانا بزرين. وهناك من الزبائن من يطلبون نوع القماش بالهاتف لأننا في المحل نعرف أذواقهم وألوانهم.


كويتيون بلا صبر
وبالنسبة الى صفة الصبر التي يحملها في اسمه ويطلقها البعض على شخصه، يقول صابر:

الصبر هو ثبات النفس وعدم اضطرابها في الشدائد، وهذه صفة الكويتي أيام زمان، فكان يصبر على المكروه ويكظم الغيظ، وكان يعتقد أن الصبر من الإيمان، فلذلك أورث القديم المحبة، وترك الجزع والشكوى، أما الآن فأقل خطأ يفقد الكويتي صبره، فينفعل ولكنه يعتذر، وهذا من حقه لأنه يدفع 10 دنانير على خياطة الدشداشة الواحدة، وبعد 40 سنة مع هؤلاء تعلمت الصبر، وإصدار الجميل لأن الصبر جميل فكسبت الأصدقاء، ولكن اذا ذهبت الى الديوانية أسمع هذا يقول «خياط غالي»، وآخر يقول «خربوطي» والبعض يقول «خياط زين»، ولا يعرفون أني أقف 14 ساعة كل يوم وأعمل، ولا يعرفون أني بدأت قبل أن يعرف المتر. كانت والدتي هي التي تعمل لنا مترا من القماش وتضع عليه أرقاما، من السنتيمتر والملليمتر. وبعض المتألقين يطلبون الخياطة بخيوط من الحرير، والدشاديش الجاهزة لا تؤثر على عملنا لأنها لعامة الناس العاديين.

كلمات لا أنساها

وإذا كان لكل مهنة كلماتها ومصطلحاتها، فان للخياطة بعض كلماتها التي يحفظها العاملون فيها عن ظهر قلب، ومن هذه الكلمات كما يفسرها صابر ما يلي:

ـ الشلاح: ثوب رجالي خفيف له أكمام واسعة طويلة.
ـ الزبون: ثوب يشبه الدشداشة مفتوح من الأمام.
ـ الدقلة: لباس شتوي له فتحتان من الجانبين للأغنياء.
ـ القاط: دشداشة شتوية وبالطو من القماش نفسه.
ـ المقطع: دشداشة شتوية.
ـ إزكرتي: الشخص الذي يعتني بملابسه وبنفسه.
ـ سديري: من ملابس الرجال يشبه البالطو ولكن بلا كم.
ـ مكصر: بشت بخياط الزري والحرير بلا أي زوائد.




محلات ساحة الصفاة

المسابلة (الشراء بالأجل): عملية تجارية تقوم بها الأعراب الذين يفدون على الكويت من بادية شمال شرق الجزيرة في فصل الربيع ويشترون ما يحتاجون إليه من مواد غذائية مثل الرز والقهوة والسكر والهيل والأقمشة بأنواعها سُلفةً.

ثم يعودون لبلادهم لبيعها هناك، ثم يفدون على ميدان الصفاة في الربيع ومعهم منتجات أغنامهم وإبلهم لبيعها في الكويت ولدفع ما عليهم من دين، ولشراء المزيد من المواد الغذائية والكسائية .
كل ذلك دونما حاجة لدفع ما عليهم من ثمن للتاجر في الكويت مقدماً، بل إن تجار الكويتيين كانوا يتساهلون كثيراً مع هؤلاء المسابلين فلا يلزمونهم بدفع أثمان البضائع إلا بعد "جابل" سنة او اثنتين. ودون ان يحسبوا عليهم فائدة مقابل هذا.

ومع هذا فلا تجار الكويت يخسرون في هذه العملية ولا الأعراب يخلون بوعدهم بدفع ما عليهم من دين في الموسم القادم.
ولقد نمت هذه التجارة وازدهرت حتى بداية عهد الشيخ أحمد الجابر .....

المصدر: النشاطات البحرية القديمة في الكويت
تأليف د. يعقوب يوسف الحجي




ساحة الصفاة وهي تعجُ بخيرات البادية من الجمال والأغنام ويشاهد رجل البادية بما يجلبه من باديته من المنتجات ويصنعه ويجهزه لأهل الديرة


الهجانة :هي الإبل الأصيلة المهجنة من أصول هجان عربية ( ذات سلالات عمانية خاصة بالمناطق التي على ساحل البحر العربي مثل ضفار ومرباط

وكما ذكر ببعض المصادر بأن تلك السلالات فهي تفهم من هو صاحبها وهي أيضاً تعرف اسمها من بين مئات الإبل المهجنة

ومنها أيضاً ما كان أصلها وتهجينها من هجان إبل عنزة وشمر بشمال الجزيرة العربية وأهم مهمات تلك الإبل المهجنة حراسة الحدود

وملاحقة المتسللين من الغير فهي أي المهجنة تعرف الطريق ولافرق بينها وبين راعيها

ومن فصائل تلك الإبل التي فضلها الله على غيرها بالآية القرآنية " أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت "

فالركوبة هي الإبل أو الناقة التي تقود الجمال إلى الطريق القويم وأحياناً يحمل على ظهرها الماء والسلاح والزاد

والسبب لأنها أمينة على ما يحمله ظهر سفينة الصحراء



معجب فلاح العجمي رحمه الله، و ناصر الهندي المري، وأبوزيد العتيبي رحمه الله، في السبعينات .

ذكريات السيد معجب العجمي مع ساحة الصفاة وشركة البترول


لقاء جريدة القبس مع الاستاذ معجب فلاح العجمي قال:

ولدت بعد معركة الجهراء ب5 سنوات أي في عام 1925 عشت في الصحراء وكل ما تعلمته 'حرب وضرب' بيننا وبين القبائل والحكام، ولدت في البادية 'الدبدبة' غرب الكويت جنوب حفر الباطن، وتبعد عن الجهراء خمسة وعشرين ميلا، طول هذه المنطقة حوالي 100 كيلو متر وعرضها 60 كيلو مترا ارض صحراوية غنية بشجيرات الرمث والخمص واعشاب متنوعة، كانت افضل ارض للرعي، غنية بالفقع، تعتبر حقلا للغزلان والارانب والحبارى والضب والضباع، ارض غنية بالمياه العذبة، ومن كثرة الحيوانات الاليفة فيها تسمع الاصوات الجميلة وغيرها وانت جالس أو نائم فسميت هذه الارض بدبدب اي الصوت المجهول، واي صوت ثرثار معلوم او غيره فهو دبدب.


وقال أيضا: أنا بدوي لا استقر في مكان واحد، اتجول في البادية تحت الشمس المحرقة والعواصف الرملية ابحث عن الماء والخضار لاغذي الابل والاغنام، ولا اهاب قلة المياه، احفر الأرض لانها سخية وتعطي من فضل الله.
حاربنا وتجولنا لنصنع الحياة، والى الان اشم رائحة الرمال، سكنا الخيام وبيوت الشعر، فلذلك اصبحنا اغنياء بفضله وامتلكنا الحلال الكثير وغذينا اهل الديرة باللبن والحليب والاقط والدهن العداني واللحوم والفقع والجراد والجرثي، كنا نعتبرهم فقراء بهذه الاشياء، وهم يملكون المال لانهم اغنياء بفضل البحر وخيراته فيشترون من عندنا، ولكن النفط حول اهل البادية الى الحضر، الكل ترك الصحراء والبحر، وانا منهم سكنتها في عام 1948م، ولكن في الربيع ارجع للاصل.
عمل البدو بالرعي والصيد والسكن في بيوت من الوبر (شعر الإبل)، وهذه الأيام اعتبرها ربيع حياتي هي 'وثانة' بمعنى الرزانة والتعقل، والى الجمل 'الوثن' اي الهادئ.
قلبان البادية

وتحدث معجب العجمي عن الآبار في صحراء الكويت وغيرها فشمالا: شاهدت آبارا قديمة وانا صغير من أيام الاتراك والاجداد، ونحن واصلنا الجهاد والحفر والتنظيف من أجل العيش، آبار غنية بالمياه عمقها من 10 باعات إلى 75 باعا حسب الأرض التي أنت عليها، كلما زاد العمق كان الماء أطيب واعذب.
وقال ابوعبدالله: الباع هو القياس الموجود ونعرفه في تلك الايام الحلوة، وطوله على امتداد اليدين مع الصدر، والآن يساوي ستة اقدام، واحيانا نقول ان الباع طول قامة الرجل، وكنا نزعب الماء أي نستخرجه من البئر بواسطة الدلو (وعاء لاستخراج الماء من البئر).
ودلونا قديما كان من جلد المطي (حمار) القوي الذي يتخذ للأسفار يمتطي الراكب ظهره مع أغراضه، ويعتبر من افضل انواع الجلود لزعب الماء على اعماق قد تصل الى 100 متر، والذي يقو م باستخراجه بواسطة البعير، اما الاعماق الضحلة ما بين 20-10 مترا فيقوم البدوي بنفسه بزعب الماء وهذا العمق القليل يكون الدلو من جلد النعجة.
وتذكر ابو عبدالله افضل الابار واغناها بالمياه العذبة منها: آبار الرماح والهابة والصبيحية والقرعة والصامة، وحفر الباطن، وحفر العج، وكل مجموعة من البدو ومن القبيلة الواحدة تجتمع حول البئر، والجيران يتغيرون حسب حاجة كبيرهم باختيار الارض والاعشاب والمكان الذي يريده، نعم اننا نفترق ولكننا نجتمع وابعد مسافة بيننا من 20 الى 50 كيلومترا، ونبدأ نتحدث عن الفوآئد التي حصلنا عليها من المياه والاعشاب.
لا مدارس

وقال ابوعبدالله: لله لله!! لا مدارس ولا تعليم، كل ما عرفنا في حياتنا في البداية 'حرب وضرب' اذبح فلان وخذ بعارين فلان هذه مدارسنا، واذا شفت جماعة هناك اذبحهم وخذ حلالهم هذا ما تعلمناه، والقوي يأخذ حق الضعيف، معارك دارت بين القبائل، الله سبحانه يعلم عن الخسائر، وانا شفت بعيني العداوة والطمع كان عمري ما بين 5 الى 8 سنوات شاهدت قتل شيوخ القبائل، والغارات والله سبحانه حمانا من شرور الاعداء.
حزينة لا زينة

وقال العجمي: ايام حزينة مرت علينا، المريض يشتكي ويون (اي يصيح) بصوت عال، واذا عرفنا علاجه فهو الكي آخر الطب على الصدر او البطن والكتف والا يصيح اياما وليالي ثم يموت تكون ايامه 'حزينة'.
وقال ابوعبدالله: انا كوتني ام جبل العتيبية 10 مرات في صدري بعد ان عجز الدكاترة في المستشفى الامريكاني وكذلك الصدري والمعالج كان الدكتور احمد سلامة ونائبه الدكتور 'كرنيت' حاولا ولكن الكي آخر العلاج.
اما اللدغ في الصحراء فليس بمستغرب سواء من العقارب او الثعابين ، فاما يعالج بكرش الخروف توضع يده او رجله بداخله فينفجر الكرش من اثر السم، او ان يحزن عليه اهله ويموت، واحيانا يعالج المريض بالاعشاب المحيطة بالبيئة، وكنا نقول للملدوغ لا تنام 24 ساعة حتى لا يتسرب السم الى عينيك فتعمى بسبب الغفلة. واما الزينة فكانت الحلاقة والدشداشة النظيفة والبشت رمز الاناقة، اما استعمال العطور فكان عيبا على الرجال، واذا شممنا رائحته العطرة نقول له انك امرأة. لأنها كانت مقتصرة على الحريم فقط.
وقال: الصابون لا يوجد ولا نعرفه، والسبوح لا يوجد ولا نعرفه، وانا كنت اسبح كل شهرين مرة واحدة فقط، اما في فصل الصيف اذا وجدنا ماء الخباري فنستحم كل يوم، ولا نعرف معجون الأسنان ابدا ولا كنا نفكر فيه، واذا حصلنا على عود المسواك نفرك به اسناننا، وبعد تناول الاكل نغسل ايدينا بالماء والرمل وايضا اواني الطباخ والاكل ونعتبره 'نمرة واحد' اي درجة اولى.
وقال: البدوي الذي يعيش في الشمال يلبس الملابس الشتوية في فصل الصيف، لأن ارضهم باردة، ويقولون: 'الثقيل اذا ما ادفاك ظللك' بمعنى ان الفروة والبشت في الشتاء تدفيني، وفي الصيف تحميني من حرارة الشمس. وهم رجال اذكياء، وفيهم صفات الرجال بكل معنى الكلمة.
خيرات البادية

وتحدث العجمي عن تجارته في ساحة الصفاة وانا من الذين دخلوا بوابة 'البريعصي' سميت لأن حارسها كان 'البريعصي بن مطران'، وبعد النفط سميت بوابة الشعب، وهناك ابواب اخرى، بوابة الشامية والجهراء، اما بوابة المقصب اسم بلا رسم فقط لذبح الاغنام، والابل كنا نعرض منتجات البادية في ساحة الصفاة امام قصر نايف، نحن الرجال نبيع الجمال والاغنام وصيد البر (الارانب والغزلان والجراد)، وخيرات البر الفقع والطراثيث، واتذكر سعر البعير من 40 الى 100 روبية حسب النوع والحجم والسلالة هو مثل السيارة توجد 4000 دينار و2000 دينار، وسعر الذبيحة من 5 الى 10 روبيات والطيبة التي تلد وتعطي الحليب بعشرين روبية.
وقال: اما بيع الدهن العداني والأقط والجرثي واليلة هذه 'دنفسه'، ماني راعيها ساقطة بالنسبة لنا، واتذكر سعر عكة الدهن ب 10 روبيات، وكنا نقطع المسافة من الدبدبة الى الديرة ب 7 ايام على الابل، وفي الليل ننوخ ونعمل الخبز، ونجهز العشاء ونرتاح حتى صلاة الفجر، ثم نواصل السير.
بيت أبونا

وقال العجمي: سيبقى التراث فينا ونستأنس بماضيه ونجيبه فهذا 'بيت شعر' خيمة البدو تنسج بأيدينا من وبر الابل، بيت افضل من الخيمة التي خيطت من القماش الابيض، بيت الشعر يتحمل الشمس وظله اطيب من اي بيت آخر، يحمينا من البرد في الشتاء، نشعل فيه النار دون اي ضرر له، نعمل القهوة ونطبخ وجبة العشاء في داخله، رغم وجود الفلل حاليا ووسائل التبريد والتدفئة المتطورة والحديقة الجميلة، الا ان الخيمة او بيت الشعر تنصب فيها، هذا ما نعتبره بيت ابونا يرجعنا الى الماضي، لأننا نعشقه ولا نتخلى عن الدلة والجلوس على الارض تلك ذكريات ابونا لا تندثر ان شاء الله، اعتبر الخيمة 'ونسة مع وجود التمر واللبن'.
وقال: بيت كنا نحتمي فيه وتحته ويذكرنا بالوقود للنار العرفج والرمث والعبل والسمر والسلم والقضي افضل جمرة، واليلة والسدر وانواع اخرى من الاعشاب والشجيرات البادية وقود للطبخ والتجهيز.
واضاف: في هذا البيت اتذكر المرأة البدوية المجاهدة التي ادت دورها للبحث عن هذه الشجيرات، وهي التي كانت تحمل البعير وتجهزه، وتنزل عن ظهره وتعقله وتشد على البعير، وهي مرتدية العباءة.


كيف يعرف أهل البادية
وقت الصلاة؟

في الظهر اذا كان ظل الانسان لا أثر له اثناء وقوفه في الشمس، حتى يكون أقصر منه.
في العصر اذا كان ظله أطول منه دخل وقت الصلاة.
المغرب مع غياب الشمس.
العشاء اذا أظلمت الدنيا واسود الليل نصلي الفريضة
اما الفجر فقبل ظهور النور الواضح، اي اشراقة الشمس

منتجع الكويتيين

تحدث أبوعبدالله عن قرية من أقدم القرى الكويتية عاش فيها من عام 1947 عندما ترك البادية وعمل في شركة النفط في 'الأرياك' مع الانكليز والأميركان في آلة حفر وتنقيب عن النفط، وأتذكر البرج الذي يحيط بالحفرة، كانت أبوحليفة من القرى يقصدها الكويتيون أيام الربيع لما فيها من المزارع والأعشاب الطبيعية والآبار الغنية بالمياه أهمها بئر 'امسلي' وموقعها الآن وللأسف محطة وقود أبوحليفة، وأتذكر مشاش أبوحليفة مجموعة آبار لم تكن عميقة وعددها حوالي تسع آبار حضرت لتجميع ماء المطر.
وأضاف أبوعبدالله: مزارع أبوحليفة منتجع الكويتيين وبعضهم اتخذوها لهم في الصيف مكانا للراحة وقضاء الأوقات فيها، وهي غنية بالبطيخ والشمام والخيار وكل أنواع الخضروات، مزارع تغذي أهل الكويت، وقصور صغيرة لآل الحرب، والمالك والجري والجابر ورمضان الهواجر، والهويدي.
وختم بالقول: جاءت التسمية لأن فيها نبات 'الحلفاء' الصغير فسمي 'حليفا' وهناك رأي آخر قيل ان أهالي أبوحليفة وقبائلها تحالفوا فيما بينهم فتصغير الحلف 'حليفة' وفي عام 1960 افتتح فيها ميناء لشحن النفط ويعرف بالرصيف الشمالي أو 'أسكله' وفي عام 1964 وزعت بيوت الحكومة، وقبل هذا التاريخ كانت من العشيش.


من ذكريات أبوعبدالله

مشى معجب العجمي من الصمان الى الأحمدي مسافة مائة كيلومتر سيرا على قدميه في ستة أيام ليعمل في الأحمدي ومعه 3 من أصدقائه.
توفي ديكسون Dickson (وكيل سياسي بريطاني في الكويت) عام ،1959 في مستشفى المقوع بالقرب من العجمي ودفن في الأحمدي.
معجب (أبوعبدالله) قاد في شركة النفط سيارة ماركة 'همبر' انكليزية الصنع خصصت للصحارى، اطاراتها كبيرة وقوية لونها أسود، ولكن سيارة 'ديكسون' سقفها أبيض لتكون مميزة عن بقية السيارات.
نقل أبوعبدالله الصخر والحديد والرمل لبناء مستشفى الصباح عام .1961

مصدر اللقاء : جريدة القبس