عرض مشاركة واحدة
  #23  
قديم 06-10-2011, 09:55 PM
رود
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

التجارة مع المملكة العربية السعودية :


كما سبق لنا أن ذكرنا فقد تدخلت الطبيعة في شبه الجزيرة العربية في تحديد الحرف الرئيسية التي يمارسها الإنسان على هذه الأرض القاحلة ذات الندرة في المياه حيث تركزت حرفتين رئيسيتين هما التجارة الدولية وحرفة رعي الأغنام والإبل كحرف رئيسية يمتهنها الإنسان في هذه المنطقة وأشترك هاتين الحرفتين مع بعضهما الأخر وأصبحت كلتا الحرفتين تعتمد كلا منهما على الأخرى حيث تستخدم هذه الحيوانات في التجارة أما لبيع منتجاتها المتعددة أو في نقل البضائع من منطقة إلى الأخرى
وكون الكويت بحكم موقعها الجغرافي المميز والذي يقع في أقصى الشمال الغربي للخليج ووجود خليج الكويت في هذه المنطقة والذي شكل ميناء طبيعي ترسو فيه السفن التجارية القادمة من البحار العالمية فقد أصبحت الكويت هي البوابة التجارية المهمة التي تغذي شريان التجارة في هذه المنطقة حيث انطلقت منها الخطوط التجارية باتجاه العديد من المدن في داخل شبه الجزيرة العربية والعراق وبادية الشام وقد ساعد على نمو التجارة وامتداد خطوطها الدولية عدة أسباب منها ؟

1- الوضع السياسي المستقر في داخل الكويت ووجود المشاكل السياسية التي وقعت بين أبن سعود وبن الرشيد والأخوان الوهابيين أدى إلى تحول خطوط التجارة الدولية إلى داخل الجزيرة العربية من مواني العقير والقطيف إلى الكويت


الرعاية الجيدة التي قدمها جميع حكام الكويت دون استثناء للحركة التجارية ودعمها بكل الوسائل المتاحة في ذلك الوقت مثل انخفاض الضريبة الجمركية ورعاية القوافل وحراستها

عدم وضع أبن سعود في أوائل فترة حكمه مراكز جمركية بينه وبين الكويت بسبب اطمئنانه من ناحية الكويت واعتماده عليها من الناحية التجارية وكذلك انشغاله في توطيد حكمه داخل الجزيرة العربية


لكن هذا الوضع التجاري الجيد لم يستمر طويلا إذ سرعان ما دب الخلاف بين الشيخ سالم المبارك الحاكم التاسع للكويت والملك عبد العزيز آل سعود حول تحديد الحدود بين الكويت والسعودية مما أدى إلى أن يقوم الملك أبن سعود من منع رعاياه من التوجه إلى الكويت ومنع التجارة معها في عام 1920 وفرض الحصار عليها والذي أستمر قرابة العشرين عاما الأمر الذي أدى إلى شلل التجارة بين البلدين والتي كانت يعتمد الاقتصاد الكويتي على هذه التجارة اعتمادا كبيرا وكان هذا الحصار بمثابة ضربة موجعة للاقتصاد في الكويت حيث أن العديد من تجار الكويت اصبحوا في حالة إفلاس كما أن العديد من المرافق الاقتصادية كانت شبه متعطلة

ويذكر العديد من رجالات الكويت أن من أهم الأسباب التي أدت إلى هذه المقاطعة التجارية هو رفض الكويت طلب تقدم به بن سعود في عهد الشيخ احمد الجابر من إقامة مراكز جمركية سعودية في داخل سور الكويت خوفا من أن يدعي أبن سعود في المستقبل أن هذه المراكز هي الحدود السياسية بين الكويت والسعودية الأمر الذي أغضب بن سعود وأثار حفيظته على الكويت واستمرت المقاطعة التجارية كما قلنا قرابة العشرين عاما حيث بذلت خلال هذه الفترة العديد من المحاولات لراب الصدع بين البلدين قام بها وسطاء من الطرفين لإعادة العلاقات التجارية بين البلدين إلى سابق عهدها ونجحت هذه المحاولات كما سبق أن ذكرنا في عام 1942 الأمر الذي أدى إلى عقد اتفاقية تجارية تم التوقيع عليها في 20/4/1942 من قبل الشيخ احمد الجابر والملك عبد العزيز بن سعود حيث أنشئ بموجب هذه الاتفاقية مكتب تجاري سعودي في الكويت يتولى عملية تنظيم الحركة التجارية بين البلدين

الخطوط التجارية مع المملكة العربية السعودية

اولا :الخطوط التجارية البحرية :

لم تكن الخطوط التجارية البحرية بين الكويت والمملكة العربية السعودية خطوط لها أهميتها بسبب الضهير الأرضي الشاسع الذي يفصل البحر والمدن السعودية التي تقع في الجزء الشرقي من شبه جزيرة العرب فالمدن التي كانت تطل على الخليج لم تكن بذات الأهمية القصوى حيث أنها قرى صغيرة جدا وسوقها صغير بالمقارنة مع المدن الكبيرة والمعروفة في داخل الجزيرة العربية والمسافة آلتي تقع بين هذه المدن الساحلية والمدن الكبرى هي تقريبا نفس المسافة بين الكويت والمدن السعودية الكبرى ولهذا فأن التجار الكويتيين كانوا يفضون أن تزل البضائع في الكويت ويعاد تصديرها إلى داخل الجزيرة العربية ولكن هذا لا يعني خطوط التجارة البحرية بين المدن الساحلية السعودية المطلة على الخليج منقطعة بل العكس هو الصحيح ولكن إذا ما قورنت بالتجارة البرية فأن التجارة البرية كان نشاطها أكبر وأشمل فقد كان هناك اتصال مباشر وخطوط بحرية بين الكويت و الدمام ومنطقة الاحساء وخصوصا العقير والقطيف حيث كانت السفن الكويتية تتجه إليها وخصوصا سفن القطاع والتي كانت تحمل البضائع المعاد تصديرها من الكويت المدن الساحلية السعودية
رد مع اقتباس