عرض مشاركة واحدة
  #119  
قديم 17-01-2012, 10:22 AM
الصورة الرمزية جون الكويت
جون الكويت جون الكويت غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 2,208
افتراضي

انقطاع الصلة بيننا وبين كتب الأئمة

يقول المرحوم محمد الخضري التونسي في كتاب التشريع الإسلامي ما خلاصته أن كتب الأئمة المتقدمين تغذي الروح وتبعث الهمة والنشاط وتخرج الفقيه الكامل، ولكن مع الأسف أن هذه الكتب الثمينة قلما تجد عالماً يدرسها أو يطلع عليها بل قصر العلماء أنفسهم على الكتب التي كتبت في عصر التقهقر وتركوا كتب الأسلاف المنورة، وإنك إذا قارنت بينها وبين الكتب المتداولة رأيت بوناً بعيداً في حسن الكتابة، وسلامة الأسلوب، وسهولة المأخذ، ولنا الأمل بالله أن ترجع الأمة المحمدية إلى ما كانت عليه في زمن السلف الصالح. ثم ذكر ثلاثة كتب من كتب الفقه المتداولة في هذا العصر وهي: مختصر خليل، والمنهج لزكريا الأنصاري، وكنز النسفي. وذكر من كل كتاب فصلاً في موضوع واحد، وهأنا ذا أذكر بعضاً من كل باب.
قال خليل في مختصره:
يرفع الحدث وحكم الخبث بالماء المطلق وهو ما صدق عليه اسم ماء بلا قيد وإن جمع من ندى أو ذاب بعد جموده إذا كان سؤر بهيمة أو حائض وجنب أو فضلة طهارة أو كثير خلط ينجس لم يغيره أو شك في مغيره هل يضر أو تغير بمجاور، بدهن لاصق أو برائحة قطران إلى آخر الباب) ثم قال زكريا الأنصاري: "إنما يطهر من ماء مائع مطلق وهو ما يسمى ماء بلا قيد، فمتغير بمخالطة طاهر مستغنى عنه تغيراً يمنع الإسم غير مطهر لا تراب وملح ماء وإن طرحا فيه. إلى آخر الباب" ثم قال: وقال النسفي: "يتوضأ بماء السماء والعين والبحر وإن كان غير ظاهر أحد أوصافه وأنتن بالمكث لا بماء تغير بكثرة الأوراق أو بالطبخ أو اعتصر من شجر أو ثمر أو غلب عليه إلى آخر الباب". ثم قال: إن هذه الكتب الثلاثة لا تكاد تفهم ولهذا احتاجت إلى شرح، والشرح احتاج إلى حاشية، وإن هذه الكتب خالية من الاستدلال ولا ترشد إلى أثر الخلاف بين الأئمة ولهذا صار المتفقهون بيننا نازلي الدرجة، وهم إلى العامة أقرب، لأن معارفهم ضيقة. انتهى كلامه بتصرف.
وأقول إن المرحوم الخضري انتقد كتب الفقه لخلوها من الدليل، وعدم فهمها لصعوبة العبارة وغفل عن انتقادها بالحيل وفروض المسائل التي لم تقع، وسوء التعبير في المسائل الجنسية، فاقرأ باب الخنثى المشكل وحكمه إذا أولج أو أولج فيه، ترى ما يخجلك أن تقرأه في حلقة التدريس ولك الويل إن أبديت شيئاً من الانتقاد، فإنهم يرمونك بالزندقة والابتداع، ولا يدفعون الحجة بالحجة التي هي أحسن، وكأنهم لا يعلمون أن بيان الحق أكبر من هؤلاء الفقهاء الذين يقدسون أقوالهم كأنها من كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. والله أسأل أن يذهب الغشاوة عن قلوب هؤلاء الجامدين ويهديهم إلى الصراط المستقيم.
__________________
للمراسلة البريدية: kuwait@kuwait-history.net