عرض مشاركة واحدة
  #14  
قديم 02-04-2009, 11:04 PM
الصورة الرمزية AHMAD
AHMAD AHMAD غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
الدولة: الكويت
المشاركات: 2,661
افتراضي

الشيخ المنسي!


كتب محمد بن إبراهيم الشيباني - القبس :


احمد غنام رشيد الحمود احد احفاد اول من سكن محلة الرشيدية في الزبير نازحاً من جلاجل في نجد على رأس القرن الرابع عشر الهجري.
والشيخ احمد احد علماء الكويت. كان جده رشيد، رحمه الله، يملك مزرعة حفر بئرها خارج سور الزبير من الشمال، وعلى اسمه اخذت محلة الرشيدية اسمها. وكان زاروعاً نشيطاً انتجت مزرعته ما تنتجه ارض الزبير.
حدثنا الشيخ عبدالمحسن المهيدب: «بنى والدي بيتنا قرب مزرعة لرشيد الحمود وراء السور، لم نكن نعرف عنه كثيراً، ثم تكاثرت البيوت حول هذا المكان».
وتوفي وكان قد ولد له اولاد عدة منهم: غنام الذي كان صحبة ابيه في هذا النزوح وعمل جنباً الى جنب مع والده. ثم بعد وفاة ابيه نزح الى الكويت.
وفي الكويت رزق بولد اسمه احمد من مواليد سنة 1346ه‍‍ (1927م) كانت دراسته في المعهد الديني سنة 1366ه‍‍ (1946)م) بعد دراسته الابتدائية، ومكث فيه حتى 1369ه‍‍ (1949م) ثم صار يتتبع الدراسات الدينية عند المشايخ في مساجدهم او مدارسهم الخاصة، فكان من مشايخه عبدالوهاب العبدالله الفارس الذي درس على يديه الفقه الحنبلي، كما درس الحديث والتفسير على الشيخ محمد احمد الفارسي، ثم لما استوعب عُيّن إماماً في مسجد العجيري سنة 1395ه‍‍ (1975م) وتنقل في المساجد إماماً وخطيباً، كمسجد هلال ومسجد بن بحر وهو بمسجد بن ابراهيم، وهو فيما بين هذا وذاك، كان لا ينفك يتعاطى التجارة كما هي عادة الكثير من العلماء الذين يراوحون بين العلم والعمل والسعي للدنيا والآخرة.
والشيخ احمد محب للعلم ومتابع له ويتطلع الى ما ينتجه العلماء قديماً وحديثاً، ويملك مكتبة تغص بالنفائس، وهو شاعر لو ضم شعره في ديوان لجاء غنياً بالحكم وطرائف الشعر.
انتهى كلام صاحب كتاب «امارة الزبير بين هجرتين.. 3/176». قلت وللشيخ احمد الغنام رحمه الله شيوخ تتلمذ على ايديهم مثل الشيخ محمد بن سليمان الجراح والشيخ القاضي احمد عطية بن علي الاثري. ومن زملائه الملا سعود بن راشد الصقر والشيخ محمد غانم جاسم الجبر، رحمة الله على الجميع.
لقد سافرت قبل اكثر من خمس وعشرين سنة مع الشيخ الى مكة المكرمة للعمرة في رحلة برية كان رحمه الله ملح الرحلة ومؤنسها بالعلم والادب والشعر والحكايات والنوادر من الطرف، فكان رحمه الله يقول لي اذا اردت ان تؤلف كتابا او رسالة في التاريخ الكويتي، فألف عن النقرة وحولي وعندي لك عنوان جاهز، وهو «الغصن المتدلي في تاريخ النقرة وحولي»، وقد اعطاني مازحا عناوين شتى، وكنا نتباحث معه في شتى العلوم والمعارف، وكان موسوعة ادبية وثقافية عامة وعلما راسخا في الدين.
وقد ترك مكتبة تراثية في العلوم والفنون نرجو من اسرته الكريمة ان تحفظها وترعاها وتفهرسها ليستفيد منها الباحثون وطلبة العلم بتخصصاتهم كافة.
رحمة الله على الشيخ احمد غنام الرشيد، وأسكنه فسيح جناته، ونفع الله تعالى العباد بما ترك من علوم ومعارف ومكتبة. والله المستعان.
رد مع اقتباس