عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 07-03-2010, 03:38 AM
الصورة الرمزية AHMAD
AHMAD AHMAD غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
الدولة: الكويت
المشاركات: 2,661
افتراضي

الرأي - الخميس 31 ديسمبر 2009




صدرت الطبعة الثانية المزيدة والمنقحة من كتاب «معركة الصريف... بين المصادر التاريخية والروايات الشفهية» للمؤلف الباحث فيصل عبدالعزيز السمحان، وهو الكتاب الحائز على جائزة افضل كتاب مؤلف عن الكويت لعام 2008 من مؤسسة الكويت للتقدم العلمي.
والكتاب يقع في 300 صفحة من القطع المتوسط، ويتحدث بالوثائق والاسانيد المادية والشفهية عن معركة «الصريف» بكل تداعياتها واسبابها ونتائجها، وما تخللته من مواقف ومشاهد.
ولقد بذل الباحث فيصل السمحان في هذا الكتاب الجهد الكبير من اجل الوقوف عند كل الاحداث المتعلقة بموضوع بحثه، وبالتالي فقد جاءت هذه الدراسة كمرجع علمي وتاريخي يمكن الرجوع اليه في اي وقت.



فيصل السمحان

واوضح المؤلف انه في هذا الكتاب يسلط الضوء على حقبة تاريخية مهمة من تاريخ الكويت المعاصر وكيف انها كانت لها مكانة مهمة تتزاحم حولها قوى محلية ودولية كبرى في سباق محمود اما للهيمنة ... وبسط النفوذ عليها لما يمثله موقعها من اهمية، حيث كانت تتمتع بموقع جغرافي مهم «فهي مفتاح ما بين النهرين ووسط بلاد العرب وتمثل انشطة موانئ الخليج التجارية في الثغر التجاري للمناطق الداخلية، الذي تمر عبره صادراتها ووارداتها وسوق الصحراء الذي يفد اليه الاعراب لبيع مواشيهم وشراء الاغذية والاسلحة فتمتعت نتيجة لذلك بثراء نسبي، لابد انه اثار طمع الزعماء الاقويا في المنطقة، او لكسب ودها والتحالف معها في ذلك الوقت الذي آل فيه الحكم لرجل قوي مثل الشيخ مبارك الصباح».

ومن ثم «دراسة معركة الصريف باسبابها ووقائعها ونتائجها مستمدا ذلك من بعض المصادر التي تحدثت عن هذه المعركة بروايات متوافقة احيانا ومتناقضة احيانا اخرى، و التركيز على الروايات الشفهية في بعض المراحل ممن خاض غمار هذه المعركة مثل رواية ابو سماح ورواية والد ابو سليمان صالح بن زايد ورواية عثمان الخراز ورواية «النوخذة» علي بن سلطان السمحان، الذي أجاد وأدلى بمعلومات قيمة عن المعركة وازال الكثير من النقاط الغامضة والمبهمة عن هذه المعركة الكبيرة وبوصف دقيق منقطع النظير وبصراحة متناهية، حيث كان هو المنظار الموثق الدقيق الذي تابعنا فيه المعركة لحظة بلحظة وساعة بساعة منذ خيوط الصباح الاولى وحتى ساعة هجوم جيش ابن صباح والاشتباك وسقوط القتلى والجرحى وصمود الجيش الكويتي لساعات عدة متواصلة... ولحظات وقوع الهزيمة، والفوضى والبلبلة التي رافقتها حيث روى كل ذلك عبر ذاكرة قوية لم يزدها تتابع الايام الا قوة.

وابراز قوة التحالف والعلاقة المتينة التاريخية بين حاكم الكويت من آل الصباح والحكام السعوديين والتي تكللت باسترداد عبدالعزيز بن سعود لعاصمته «الرياض»، وتأسيس المملكة العربية السعودية وتوحيدها واستقرارها وتنامت هذه العلاقة واثمرت وقوفا صلبا لابناء الملك عبدالعزيز حفظهم الله إلى جانب الكويت والكويتيين ابان الغزو الهمجي والاحتلال الصدامي لدولة الكويت، حتى استردت الكويت حريتها بفضل الله ثم بالجهود الخيرة لابناء الملك عبدالعزيز وما ذاك الا ثمرة لتلك العلاقة التاريخية الحميمة والمودة التي تضرب في جذور التاريخ.

بالاضافة إلى ابراز تفاصيل دقيقة متعلقة بالجيش الكويتي في تشكيلاته وتحركاته في نجد وعدده وعدته حتى ساعة وقوع المعركة وما بعدها والرسائل التي كان يبعثها الشيخ مبارك لحلفائه ليستدعيهم وحملها مجموعة من المقاتلين الكويتيين برفقة فيصل الدويش. المعاناة والمشقة التي تكبدها الكويتيون في صحراء نجد في اهوال واحوال جسدية ونفسية وجوية سيئة، واعداؤهم يلاحقونهم لقتلهم وتخفي بعضهم والقبض على البعض الآخر ووصف عمليات الاعدام والهروب والتخفي وعدد القتلى والشهداء باذن الله تعالى... في أغرب ما كتب من تاريخ الحروب في عالمنا المعاصر.
ثم وصف الحالات الاجتماعية واللهجة المحلية السائدة ومفرداتها في تلك الحقبة حيث انني حرصت على الابقاء على هذه اللهجة ممثلة برواية علي السمحان ورواية عثمان الخراز وغيرهما والمفردات التي استخدمت وشرحت معانيها، مع ملاحظات ان غالبها ينتمي إلى الفصحى، ووصف البساطة التي يتصف بها الناس في ذلك الوقت.

وتسليط الضوء على موقف اهل نجد بشكل عام واهل عنيزة وبريدة بشكل خاص ومساندتهم لافراد الجيش الكويتي والتعاطف معهم واستضافتهم وتشجيعهم والتكتم الشديد في هذا الامر الدعاء لهم بالتوفيق، واخفائهم عن اعين سرايا ابن رشيد، ومنهم امرأة تزعمت مجموعة من النساء قمن بعملية اخفاء ابناء الكويت بطريقة منظمة في بيوتهن وبيوت اقاربهن في بيوت الطيب والكرم في شجاعة واقدام قلما يشهد التاريخ بمثله في وقت ساد فيه الخوف والرعب والصمت وفي وقت تطايرت فيه رؤوس الاسرى ورفعت راية الظلم ونكست راية العدل والشفقة والرحمة في قصة لو كتبت لظن قراؤها انها قصة من قصص الخيال الادبي او رواية من احلام شاعر!
وتصحيح الخطأ التاريخي الذي وقع فيه المرحوم عبدالله بن خالد الحاتم رحمه الله تعالى في كتابه «من هنا بدأت الكويت» والذي يعتبر من المصادر المهمة لتاريخ الكويت المعاصر...

ولقد ذكر طرفا من رواية علي بن سطان السمحان لكنه وقع في لبس وخلط بين قصة علي السمحان «ابو حسين» وراشد بن مبارك بن صقر ابو سماح «الذي نجا ايضا من القتل ولعل ذلك كان بسبب التشابه في الأسماء وأن كلا منهما قد نجا من الموت بأعجوبة! كما سيأتي بيانه ان شاء الله تعالى }.

وقال الباحث «مجمل القول ان الروايات التاريخية التي استعنت بها ليس لي الحق البتة في ان اتصرف بها او احدث تغييرا في انشائها الا انني وجدت نفسي مضطرا في بعض المواضع إلى عدم نقل ما رأيته من عبارات او الفاظ غير لائقة قد تمثل طعنا او تجريحا غير لائق لجهة معينة او لافراد بعينهم، وهي كثيرة في المصادر التاريخية والروايات الشفهية، واكتفيت بما هو مهم منسوبا إلى اصحابه لبيان الحقيقة دون اي تصرف في الالفاظ التي ابقيتها وهو ما تتطلبه الامانة العلمية»
رد مع اقتباس