عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 12-01-2009, 11:29 PM
الصورة الرمزية AHMAD
AHMAD AHMAD غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
الدولة: الكويت
المشاركات: 2,663
افتراضي

الطواش خالد المخلد 1880 - 1965

إعداد الدكتور سعود الديحاني

كانت نشأة الحاج خالد المخلد وترعرعه في الحي الشرقي لمدينة الكويت القديمة، وبالتحديد في فريج هلال بن فجحان المطيري، وحين نشأته كانت البيئة المحيطة به تعتمد على تجارة اللؤلؤ والغوص للبحث عنه، فهما عماد الحياة الاقتصادية في البلاد في تلك الحقبة.
نمت خبرة الطواش خالد المخلد واتسعت في بيع اللؤلؤ وشرائه، حيث ان الدراية والمعرفة بالطواشة تتحقق بالالمام بالمعلومات المتعلقة باللؤلؤ، كمعرفة اوزانه واشكاله وانواعه ونحو ذلك، بالاضافة إلى معرفة اسعاره في الكويت وخارجها كالبحرين والهند (بومباي).

ولقد تخلقت هذه الخبرة عند المرحوم خالد المخلد في بيع اللؤلؤ لذلك صار طواشا يذكر اسمه بين الطواويش الذين عملوا في هذه المهنة البحرية وجاء ذكره في كتاب الاستاذ سيف مرزوق الشملان حين ذكر اشهر الطواويش فذكر خالد المخلد في صفحة 156 الجزء الثاني.
ومن الدانات التي اشرف المرحوم خالد المخلد على شرائها دانة (الدوب) الشهيرة والتي كان لها صدى في انحاء الكويت، فلقد جاء المحمل الذي كان فيه الدوب، وطرح في النقعة التي كانت امام ديوان الحاج هلال المطيري، وهي نقعة هلال نفسه، فجاء خبرها لدى الطواويش، فتجمعوا وتجمهروا حول ذلك المحمل الذي لك (رسا) في النقعة، فتقدم خالد المخلد من بين هؤلاء الطواويش، واخذ تلك الدانة ووضعها في غترته، ثم ذهب مسرعا إلى الحاج هلال المطيري، وعرض عليه تلك الدانة، وكان الحاج هلال (كبير الطواويش) في زمانه، واذا قال كلمته في سلعة ما، لم يزد احد عليها.

وجاء الطواش خالد المخلد إلى الحاج هلال بن فجحان المطيري (ابوخالد) فقال له حين قدومه: ماعندك؟ قال: جئت لك بدانة الدوب. فسأل الحاج هلال المطيري الدوب صاحب الدانة عن قيمتها، وكم وصل السعر المعروض لها (السوم)؟ فأجاب الدوب عن سؤال الحاج هلال فقال: عرض علي (5000) روبية، واريد الزيادة على ذلك السعر.
فقال الحاج هلال: زدناك (5000) روبية، فتمت البيعة.

وهذه الدانة التي اشتراها الحاج هلال المطيري طلبها الشيخ/ أحمد الجابر أمير الكويت العاشر الذي تولى الحكم سنة 1921م، وتوفي سنة 1950م، واهداها إلى ملكة بريطانيا عندما سافر اليها.
وكان المرحوم/ خالد المخلد مرافقا للحاج هلال عندما هاجر إلى البحرين.
وهي السنة التي عرفت بهجرة التجار، وهي مشهورة في تاريخ الكويت، وقد ظل المرحوم خالد المخلد ملازما للحاج هلال بن فجحان المطيري، نظرا لصلة القرابة بينهما نسبا وصهرا، فالحاج خالد من اقرب بني عمومة الحاج هلال اليه، وهو زوج لاثنتين من بناته، فقد تزوج من بنت هلال المطيري، فلما توفاها الله تزوج باختها.

وقد استمرت هذه الملازمة حتى وفاة الحاج هلال سنة 1938م، وطوال تلك الملازمة كان الحاج خالد يعد من اقرب الرجال اليه.
ومن الاعمال التي كان المرحوم الطواش خالد المخلد يزاولها مع الطواشة اشرافه مباشرة على بساتين النخيل التي كان يملكها الحاج هلال المطيري، وهي التي يضرب المثل بكثرتها، فلقد كانت متناثرة على مساحات كبيرة واسعة من ارض العراق والمعامر والمخراق واللقطة... الخ.
كان كل حركة في تلك النخيل مسؤولا عنها خالد المخلد، فلا يخرج منها صغير او كبير الا وعند خالد المخلد علم بذلك.

اما بالنسبة إلى اسهامات المرحوم خالد المخلد الوطنية، فنذكر منها مشاركته في معركة الجهراء سنة 1920، فلقد ركب فرسه وانطلق بها إلى تلك المعركة، فلما قرب من ارض المعركة اطلق عنان فرسه، ونزل عنها راجلا، حيث يدور رحى القتال، فلم يستطع الخيل التقدم من كثرة لهيب وازيز رصاص البنادق وكثافته، لذلك اطلق خالد المخلد عنان فرسه وخاض غمار المعركة وهذه المعركة من اشهر المعارك في تاريخ الكويت.

والمرحوم خالد المخلد كان يهوى الصيد بالصقور، وكان مولعا به ولعا شديدا، وهذه الهواية المحببة لدى خالد المخلد تعتبر لدى العرب منذ القدم (رياضة الملوك)، وجاء ذكرها في كتابات اقدم المؤرخين العرب، حيث كان يطلق عليها التصقر، او صيد الصقور، وانتشرت هذه الرياضة في انحاء كثيرة من الارض من الفاتحين العرب ابان انتشار الاسلام.

وكان خالد المخلد يمارس هوايته المفضلة، ويقتني لاجلها اجود الصقور على اختلاف انواعها، وقد ادرك ايضا القنص على الخيل والركائب، ثم السيارات حين اول ظهورها، وكان للمرحوم خالد المخلد براعة في فن الصيد، (واذا عد مشاهير القنص في الماضي القريب عد منهم).

والمرحوم الطواش خالد المخلد كان صاحب نخوة عربية اصيلة، وذا شجاعة وقوة قلب، طيب المعشر، ذا رحمة بالقريب والصديق وذي الحاجة.
قال الشاعر جرار بن راجي الديحاني مادحا خالد المخلد:
ياسرع زفات السلف يوم يمشون
والدير التالي يبا يعجلونه
يتلون (خالد) بالسلف يوم يمشون
وكل على القلطة يقلط صحونه
واهل القهاوي كل وقت يشبون
قدوعهم في البيت ما ينهضونه
وسلاحهم في الحرب خزن ومضمون
والماقع الخالي يبا ينزلونه

وكان باب بيته مفتوحا، ومحله عامرا بالقهوة العربية، فلم يكن يربط محله بساعات معينة، وكان معينا لجماعته، خافضا لهم جناحه بالمساعدة والمؤازرة عند حلول اي مشكلة او معضلة، وكانت شفاعته مقبولة، وسعيه محمودا وموفقا، وذلك كل بسبب ما يتمتع به من الاحترام والتقديم والتبجيل لدى كل افراد المجتمع الكويتي من حاضرة وبادية.
رد مع اقتباس