عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 17-02-2008, 07:05 PM
IE IE غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
الدولة: الكويت
المشاركات: 2,658
افتراضي

كنت قد تحدثت في الحديث السابق عن عائلة موضي العبيدي، وفي هذه المرة سأتطرق الى المنطقة التي عاشت بها هذه الشاعرة.
ربما يكون نصيب فريج الرزاقه والفرج الحظ الوافر في التلاقي والتعارف وتركز العائلات، فكان نصيب هذه الشاعرة ـ موضي العبيدي ـ ان تسكن عائلتها في فريج الفرج قرب المناخ سابقا والفرضه وقرب قصر السيف.
ودعني قارئي العزيز اصف لك هذا الحي حتى تستطيع ان تتماشى مع واقع الحال اليوم فإنك تقف في الشارع الموصل الى قصر السيف فيكون مسجد الرزاقة على يمينك وموقف السيارات على يسارك، هذا الشارع اليوم الذي به مسجد الدولة ومقابلة مسجد الحداد وفيه البورصة والبنك التجاري والمناخ على اسمه القديم وبنك الخليج.
فاذا وقفت وتركت مسجد الرزاقه على يمينك وكأنك تعيش في تاريخ الكويت قبل نصف قرن من الزمان وما سبقه سنة 1950م، فستجد قرب مسجد الرزاقه في طريق ـ شارع ـ دسمان ياخور او اسطبل لخيل الشيوخ وبعده يأتي مسجد الرزاقه ثم منزل احمد الماجد وحفرة ومنزل الشيخ موسى العبد الرزاق وبعده بيوت الرزاقه ثم بيت الحسن الذي منهم وزير المالية الحالي، وتنتسب له الشاعرة «مريم الحسن» ثم بيت محمد شاهين الغانم فبيت الحشاش ثم بعدها تأتي سكة فرعية، وان تواصل السير الى البحر يأتيك بعدها موضي العبيدي وخلفه بيت علي ابو يوسف الفرحان ثم بيت موسى السدرة ثم ديوان الشيوخ ثم بيت الشيخ يوسف بن عيسى.
واذا كنت واقفا قرب مسجد الرزاقه وعلى يسارك بيت الزواوي ثم ديوان الرزاقه فالمسقف لآل العبد الرزاق ثم بيوت الرزاقه ـ البيوت الكبيرة ـ ثم بيت الدويري ثم بيت الفرج، وحول بيت الفرج سكة تكون بها «الدخينه» ديوان عبد الله الفرج وعلى مقربة منهم بالسكه هذه بيت صالح محمد الفرحان «ابو سعد» ثم بيت الدريس وبعده سكة الفرحان والثنيان ثم بيت ام هاشم شقيقة الشيخ يوسف بن عيسى، وتواصل السير حتى تصل لمسقف الشيوخ ثم بيوت الشيوخ ثم البحر.
هذا تبسيط تقريبي للمنطقة التي كانت تسكن بها موضي العبيدية.
هذا المنزل الذي ورثته عن زوجها ابن براك اول ازواجها والذي انجبت به ابنتها نوره قبل ان يتوفى ابن براك ويؤول البيت اليها والى ابنتها نوره.
وقام صالح محمد الفرحان «ابو سعد» ورشح لها عبد الرحمن العويش الذي ينتمي الى نفس قبيلته، مع العلم بان زوجة صالح الفرحان «مريم العامر» صديقتها الحميمة، وكانوا يتدارسون القرآن ومعهم مريم الحسن بصورة مستمرة، فتقدم لها السيد عبد الرحمن العويش فأصبح الزوج الثاني لهذه السيدة وأنجب منها بنتاً اسماها منيرة على اسم خالتها زوجة ناصر بورسلي.
كان عبد الرحمن العويش من المقربين من لدن المسؤولين في الدولة وكان مكلفا بالاعلان عن تقديم الطعام وقت الغداء، فكان ينادي وقت الغداء بالعيش، ولهذا التصقت التسمية مصغرة كما التصقت بـ (جابر عيش) التسمية المشهورة.
كان عبد الرحمن العويش بعد سنوات طويلة وبعد انفصاله عن موضي العبيدي قد تزوج بزوجة اخرى تدعى صالحة، وأنجبت له ابناء وبنات منهم ذرية آل العويش المعروفين في الكويت اليوم، ومنهم السيدة شمة زوجة الحوطي.
وبهذا وبعد ان كبرت ابنة عبد الرحمن العويش «منيرة» تقدم لها السيد حسن الزنكي وتزوجها وأنجب منها اربعة ابناء وبنات وهم عزيزة ودينار ويوسف ويحيى ومريم.
ظلت موضي العبيدي تعيش في بيتها وبقربها بيت علي الفرحان وأمامها منزل صالح الفرحان الذين ذكرتهم في اكثر من قصيدة عندما تحولت بناتها الى ازواجهم (نورة ومريم) وفقدت ابنيها الاثنين اللذين كانت تعتز بهما، وكانت من قبل قد تزوجت بابن عمها «محمد سليمان العبيدي» وانجبت منه ابناء ذكورا كما ذكرنا آنفا، وبفقد زوجها الثالث آثرت الانطواء وانتقلت الى منزل ابنتها «عزيزة» بنت العويش وزوجة حسن الزنكي (ام دينار) وظل بيتها مغلقا فترة من الزمن وكانت تأتي الى البيت مرة في عمرها وهي ترثى البيت وساكنيه وهي تقول في قصيدة حزينة:
أمس الضحى جيت بيت مظلم خالي
وأمغبر عقب صبياني يزورنه
يصفق به الريح بجفاي واقبالي
جابلت بابه على راعيه محزونه
وبعدها غادرت البيت نهائياً الى منزل ابنتها عزيزة العويش زوجة حسن الزنكي مع احفادها دينار واخوانه واخواته.
وشاء القدر ان تتزوج حفيدتها عزيزة وان ترى في اواخر عمرها ابن حفيدتها عيسى احمد العوضي الذي كان له صولة وجولة في الرياضة وكرة القدم وخصوصا نادي العروبة الذي ورثه نادي العربي اليوم.
وهكذا تسجل هذه الراحلة جزءا من قصة حياتها شعرا.
__________________
"وَتِـــلـْــكَ الأيّـَــامُ نُـــدَاوِلـــُهَـــا بـَـيـْـنَ الـــنَّـــاسِ"