عرض مشاركة واحدة
  #29  
قديم 06-02-2025, 09:23 PM
فاعل خير فاعل خير غير متواجد حالياً
عضو مشارك فعال
 
تاريخ التسجيل: Feb 2008
الدولة: كويت - بلاد العرب
المشاركات: 290
افتراضي

الحلقة الخامسة

وداعا بيتنا القديم



الشملان – يرحمه الله – في ليوان بيته القديم في شرق بمدينة الكويت
يخالط الألم والحسرات قلم المؤرخ وهو يعيش لحظات خروجه من حيهم القديم ، فيقول :

بدأت في تأليف هذا الكتاب (1) في بيتنا القديم مساء السبت (10 من رمضان المبارك 1389 هجرية الموافق 1 من ديسمبر 1968م )، وقد انتهيت من تأليفه مساء (الجمعة 26 من رمضان المبارك هجري – 5 من ديسمبر 1969 م) ، بعد مرور سنة وخمسة أيام .

لهذا فقد رأيت أن اختم كتابي بهذا المقال العزيز لدي ، والذي له علاقة وطيدة بتأليف الكتاب ،وكنت أتمنى أن أتمكن من تأليف الكتاب وأنا في بيتنا القديم ولكن (ما كل ما يتمناه المرء يدركه) .

هذا مقال حزين اكتبه بمناسبة مغادرتنا لبيتنا القديم في مدينة الكويت وفي محلة شملان قرب وزارة الصحة ، إلى منزلنا الجديد في ضاحية الدعية .

اكتب هذه السطور وأنا مشدود للماضي ،الماضي الذي انقضى ونحن في بيتنا القديم ، وكان ماضياً سعيداً ، استعيد ذكرياته الطيبة حالياً ، وكم تؤثر في النفس ذكرى تلك الأيام الجميلة .

عندما كانت مدينة الكويت صغيرة هادئة ، وكان الكويتيون يؤلفون أسرة واحدة كبيرة ، وكانت لهم عاداتهم وتقاليدهم ، وكانوا قائمين بحياتهم البسيطة ، وكانوا يكافحوا كفاحاً مريراً في سبيل الحصول على عيشهم في ذلك الوقت العصيب ، وكانوا يقدمون الخدمات للكويت ، وكانت الكويت بحاجة ماسة لخدمات أبنائها .

اكتب هذه السطور وأنا متعلق بالماضي ، واستعرض شريطه أمام عيني ، وأقارن بين حياة الكويت في الماضي ، وحياتها في الوقت الحاضر ، فأجد بوناً شاسعاً بين الحياتين ، بل أجد كأن ذلك كان حلماً من الاحلام ، ولم يكن له حقيقة واقعة عاشها الكويتيون عيشة سداها المحبة والوئام ، ولحمتها الحمية والايثار .

ومع الأسف والشديد والحسرة ، تبدلت الحال ، فأصبح ذلك كله في خبر كان ، فسبحان مغير الأحوال ، فأين تلك الأبهة والحَنَّة والرَنَّة) كما يُقال ، ولله در الشاعر حين قال وأجاد :


كأن لم يكن بين الحجون (2) إلى الصفا

أنيس ولم يسمر بمكة سامر


والآن ما لي والإطالة في هذا الحديث المؤثر في النفس ، والذي نكأ جراحي الدامية ، فالحديث عنه ذو شجون ، لنرجع إلى الحديث عن بيتنا القديم ، وعما له صلة به .

يقع بيتنا على شارعين جهة الشرق الشارع الرئيسي ، وفيه الباب الرئيس أيضاً ، وكان في السابق باباً قديماً (أبو خوخة) وفي عام 1955 م أبدلناه بباب جديد .

ومن جهة الغرب شارع آخر ، وفي عام 59 م ، فتحت باباً صغيراً جهة الغرب للطباخ ، ويحده جهة الشمال بيتنا الكبير (بيت على بن سيف) ، ويحده جهة الجنوب بيت للأوقاف وقد هدمته البلدية عام 1960 م ، فأصبح بيتنا على ثلاثة شوارع ، وكان هذا البيت ملكاً ل (شريفة يوسف الصقر) ،وحاول جدي (شملان بن على بن سيف) أن يشتريه منها ليدخله على بيتنا ، ولكنها رفضت بيعه بإصرار ، وأوقفته على مسجد الصقر ،وبعد وفاتها صار البيت وقفاً على مسجد الصقر يؤجرونه .

هامش :

1- يقصد كتاب (الألعاب الشعبية الكويتية) .
2- أحد أحياء مكة .

المصدر: https://www.torathona.org/%D8%A7%D9%...A%D9%86%D8%A7/
رد مع اقتباس