عرض مشاركة واحدة
  #18  
قديم 17-11-2013, 03:08 AM
الصورة الرمزية جون الكويت
جون الكويت جون الكويت غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 2,208
افتراضي

(جريدة الكويتية)

أيوب حسين.. دمعةٌ على خدّ الكويت!

علي بومجداد

■ خزعل: كان عين الكويتيين التي تستحضر الماضي
■ محمد: فقدنا أحد أعمدة الفن التشكيلي
■ الشطي: رائد تجاوز تاريخه الفني 70 عاماً.. وقامة لا يمكن أن تنسى
■ المسباح: استخدم «المركزي» لوحاته من دون استئذان ولا مكافأة ولا حتى شهادة شكر.. ولكنه بالتأكيد «سامحهم»


رحيل الفنان التشكيلي أيوب حسين الأيوب لم يكن فجيعة الوطن بعشاقه فقط، ولا التاريخ بمن كان يتخيله ويرنو إلى ما يتجاوزه بالأمل والحب، إذ كان لأصدقائه وزملائه كلماتهم التي شيعته أمس.
تحدث الفنان حميد خزعل وصوته مسكون بالحزن والأسى، قائلا: إنه للتو عاد من المقبرة مشيعا الراحل، وأضاف: «فقدت الكويت ركنا مهما من أركان الحركة التشكيلية الكويتية بلا شك، ويُعرف عن الفنان أيوب حسين بأنه ذاكرة الكويت الملونة، سجل بكل دقة تفاصيل المشهد التراثي في الكويت القديمة. وكان عين الكويتيين التي استحضرت الماضي في وقتنا الحاضر، وعلى الرغم من أننا كلنا «ذاهبون» في هذا الطريق إلا أن ذكراه الطيبة تبقى مخلدة، كما يعلم الجميع أنه رجل طيب القلب دمث الأخلاق، يشتهر بعلاقته الأبوية مع الفنانين. ويبقى الإرث الذي تركه شاهداً على مدى اهتمامه بتسجيل المشهد التشكيلي التراثي في الكويت القديمة».
أما الفنان سامي محمد، فعبر بكلمات قصار أصر على إيجازها وعلى نشرها: «الفنان أيوب حسين أحد أعمدة الفن التشكيلي الكويتي والخليجي وأحد مسجلي التراث الكويتي، وهذه الكلمات على الرغم من قصرها.. إلا أني أعنيها في الصميم».


تأريخ المجتمع
أما أستاذ النقد في قسم اللغة العربية بجامعة الكويت د.سليمان الشطي، فقال: «قدم الفنان أيوب حسين جهوداً ينظر إليها من جهات متعددة، من جانب أنه فنان تشكيلي كبير تمتاز أعماله بدقة وخصوصية جعلته يتفرد في الساحة الكويتية، وكان فنه صورةً لكيفية تأريخ مجتمع معين من خلال الريشة، ففي لوحاته رؤية عميقة ودقيقة للبيئة الكويتية، بحيث إنه عزف على وتر لاقى قبولاً وترحيباً وإعحاباً من كثيرٍ من محبي بلده. أيوب حسين، هذا الرائد من الجيل الأول من الفنانين الذين أدخلوا وأسسوا الفن التشكيلي في الساحة الكويتية وظل طوال أكثر من سبعين عاماً وهو يواصل عمله في هذا المجال الرائع. فهو رائدٌ وفنان له بصمته المتميزة والمستمرة. ومن جهة ثانية لا ننسى أنه كان مربياً، وهذا الجانب مهم جداً لأن فناناً مثله استطاع أن يغرس حب الفن وأن يبدي أساساً بحركة تشكيلية وثقافية في أبناء الكويت الذين جلسوا بين يديه متعلمين. الأمر الثالث الذي لا ننساه للفنان أيوب حسين أنه كان مؤرخا، فقد كتب مؤلفات مهمة سجل ووثق جوانب من الألعاب الكويتية ورافقها بتمثيلٍ فني بريشته المبدعة. أيوب حسين قامة لا يمكن أبداً أن ينساها مؤرخو الفن التشكيلي الكويتي. رحمه الله».


الأيوب.. ذاكرة وطن
الباحث في التاريخ صالح المسباح ومدير تحرير مجلة «البيان» التابعة لرابطة الأدباء الكويتيين عبر عن حزنه ورصده لمسيرة الشاعر، قائلا: «أحزننا فراق المرحوم والمربي الفاضل والفنان الأستاذ أيوب حسين الأيوب، وفقده خسارة كبيرة للكويت. لا شك أنني تعرفت على الأستاذ أيوب حسين عندما كنت طالباً في المرحلة الابتدائية سنة 1966 حيث كان مديراً للنشاط الثقافي والرياضي في المدرسة وكانت مدرستنا تحصد الجوائز المدرسية في مجالي الثقافة والرياضة. وأستذكر عندما كان يقف في طابور الصباح يوجه الطلبة ويرشدهم، كان الأب الحاني عليهم يعرف كيف يتعامل معهم. هذه كانت بدايتي معه، ولم نكن نعرف قيمة هذا الأستاذ حينها، إلى أن وصلنا المرحلة الثانوية، بدأ الراحل معارضه منذ خمسينيات القرن الماضي».


لوحاته محجوزة دوماً
وعن بداية علاقته بالراحل، ذكر المسباح: «بدأ تواصلي معاه حينما عملت في سلك التدريس في جمعية المعلمين، حيث كان يتواجد في ديوانية الرواد، حتى عام 1989 حينما عملت معه معرضاً مشتركاً بعنوان «هوايات المعلمين»، وتوطدت علاقتي معه بعد هذا المعرض حتى زرته في بيته وجلست معه وأبناءه وجلست معه في مرسمه الخاص واطلعت على مكتبته الخاصة. كان الشيخ جابر العبدالله الصباح يفتتح كافة معارض الراحل، وكانت كل لوحاته التي تعرض تكون محجوزة بصورة مسبقة، حتى تجاوب لمطالب أصدقائه ومعجبيه بتقنين عملية بيع اللوحات، فأصبح يعرض ربع لوحات المعرض للحجز قبل افتتاح المعرض، بينما يباع ما تبقى أثناء فترة المعرض، لذا فالناس كانت تنتظر افتتاح معارضه، وكانت تنتظر معارضه كذلك، لأن فنه كان واقعياً، وكان يجسد البيئة الكويتية بطريقة لم يجسدها أحد مثله، حيث تميز بالاستمرارية طوال حياته رحمه الله. كان يقول لي الراحل «أنا أرسم ما أشاهده ولا أعتمد على الخيال»، وهذا ما نلمسه واضحاً عند الاطلاع على اللوحات التقليد التي رسمها فنانون تشكيليون من داخل الكويت وخارجها، حيث قلد لوحاته فنانون من اليابان حتى، فلا نجد لوحاتهم نابضة بالحياة ولا تحتوي على الروح التي تحاكيك فيها بعكس لوحات الراحل. أيوب حسين نجد لوحاته كذلك على العملات الكويتية التي استخدمها البنك المركزي من دون استئذان ولا مكافأة ولا حتى شهادة شكر، ولكنه سامحهم بكل تأكيد».

دور مركز البحوث
تعددت مؤلفات الرحال منذ عام 1960، مثل «قرية حولي قرية الأنس والتسلي»، «الأطفال في الماضي»، «ذكرياتنا الكويتية»، «مختارات شعبية في اللهجة الكويتية»، «مع كلمات أهل الديرة»، كما تجاوزت لوحاته الـ 600 لوحة فنية موزعة على كل أنحاء العالم، واستطاع مركز البحوث أن يجمعها في مجلد كامل.
أيوب حسين كأديب لديه الشعر الشعبي الجميل يجسد فيه كذلك التراث الكويتي، كانت قصائده تحمل موضوعات متعلقة في البيئة الكويتية بكل جوانبها، وكان إصداره الأخير رحمه الله ديواناً شعرياً حمل عنوان «ديوان خواطر شعرية بين الفصحى والعامية»، لا شك أنه كان فناناً موهوباً ومتعدد المواهب ما بين شعر وتاريخ وتجسيد للوحات وكتاب.
كان رحمه الله متواضعا لا يحب التكبر، يحب أهل الكويت ويتمنى لهم كل خير، لم يفوّت صلاة جماعةٍ في المسجد، حتى وأنه كان يصطحب أجهزته الطبية في مراحل مرضه معه لأداء صلاة الجماعة، وهو متواصلٌ اجتماعياً مع الجميع وكان يتواصل مع جمهوره كذلك.

وتمنى المسباح من الجهات المتخصصة في المجلس الوطني بالتعاون مع مركز البحوث أن يقوموا «بتجميع مقالات الراحل التي نشرها في الصحافة الكويتية بين دفتي كتاب، وأن تتم إعادة نشر إصداراته التي اختفت من الساحة الثقافية تكريماً لما قدمه رائد حركة الفن التشميلي الواقعي العم المربي الفاضل أيوب حسين الأيوب».
__________________
للمراسلة البريدية: kuwait@kuwait-history.net
رد مع اقتباس