رموز الثقافة الكويتية ناقشوا إصدارا جديداً للمؤلف أنور النوري
«في مرابع الذكرى» ... أحد مصادر التاريخ الاجتماعي للبلاد
أنور النوري
جريدة الراي
| كتب عمر العلاس |
اجتمع عدد من رموز الثقافة الكويتية في جلسة حوارية عقدت أول من أمس بمقر الجمعية الكويتية لتقدم الطفولة العربية، بمناسبة طباعة كتاب «في مرابع الذكرى» للمؤلف أنور عبدالله النوري.
وقدم استاذ علم الاجتماع السياسي في جامعة الكويت الدكتور محمد الرميحي قراءة للكتاب، اشار فيها الى «ان الكتاب يؤرخ لفترة مهمة من مسيرة النهضة الكويتية الأمر الذي يتيح اعتماده كأحد مصادر التاريخ الاجتماعي، لما يحويه من معلومات غنية وسرد جميل ومواكبة للتغيرات الاقتصادية والاجتماعية بطريقة سلسة، تتلازم فيها صورة نمو وتقدم المؤلف في تعليمه بمراحله المختلفة وتدرجه الوظيفي مع صورة تطور ونمو الكويت».
ورأى الرميحي أن «الكتاب نص جميل يحكي ليس فقط رحلة رجل وانما رحلة رجل في وطن يأخذك قليلا الى الابتسام وكثيرا الى الحسرة، وينقلك من تفاؤل البناة الى تشاؤم من يرى معاول الهدم». مثمنا «شجاعة الكاتب في التصدي الى نشر مذكرات عن نشأته ونشأة الكويت الحديثة من منظور ما رآه وعايشه وصادفه، وسردها بصدق وشفافية».
وأضاف: «ان في هذا السرد تلمح النوستلجيا التي صاحبت انور النوري في كل تجاربه، وأظن أنها هي التي دفعته الى تدوين ما دُون، حيث نلحظ حسرة ظاهرة في آخر الفصول وربما خيبة الأمل بين ما حلُم به الكاتب وما حصل على ارض الواقع»، مبينا «ان الكاتب لم تفته الملاحظات الثاقبة ذات الدلالة، وكذا لمحاته الخفيفة اللماحة، وقدرته على استنباط الحلول الوسطى والوصول بسفينة الخلاف الى ميناء آمن».
وأشار الرميحي الى «بعض الرسائل من محطات في حياة المؤلف فمن ذكريات في الجامعة، الى عالم المال، الى رؤيته للصحافة وتصوره عن رسالتها، الى الغزو العراقي للكويت، الى معاناته الادارية والسياسية كوزير للتربية وبعد ذلك وزيرا للصحة».
ولفت من خلال قراءته لما جاء في الكتاب الى بعض اسباب معوقات التنمية كما يراها المؤلف، والتي منها «تسييس التربية والسلوك الاجتماعي المحبذ للواسطة والمتعلق بالتفسير السلبي لأبسط القرارات الادارية، و التلميح الى الدور السلبي لـ (مؤسسة المسجد والصحف) في اثارة القضايا دون تمحيص».
وخلص الرميحي الى ان «الكتاب ممتع، ويبين ان غير المصرح به والملمح اليه في الكتاب كثير، منه على سبيل المثال لا الحصر حديثه عن (أرض الشويخ) التي تحولت بفضل عبد الله الجابر الى مدينة تعليمية وصحية، مع اشارة مهمة وذات معنى بقوله (لو لم يتم ذلك لتم وضع اليد من الآخرين على الأراضي)!»، واشارته المستبشرة بوجود كلية معلمات قريبة من كليته في جنوب ويلز، وعبارته التي شغلت الرأي العام الكويتي، ابان قضية ما سمي بالقرض الصناعي أثناء فترة تقلده منصب مدير البنك الصناعي، حول (أن الأوضاع في الكويت تجعل من المتعذر على أي مسؤول في البنك عدم تلبية رغبة وزير المالية)».
واشار الى ان «الكتاب جميل ويستحق القراءة لأنه يحتوي مخزونا من الذكرى وليس لتاريخ الكاتب الشخصي، وانما أيضا لتاريخ تطور البلد».
من جهته، أكد وزير التربية السابق حسن الابراهيم على أن «المؤلف ليس أول من كتب سيرة ذاتية، ولكنه من أوائل من تمكنوا من أصول وفن كتابة السيرة الذاتية والتي كان هدفه منها تقديم نموذج ورسالة الى أبناء وطنه وبخاصة الأجيال الحالية والقادمة».
واشار الى ان «الكاتب لم يسع في سيرته كما هو التقليد السائد في السير الذاتية بالعالم العربي الى تصفية حسابات، وانما هو قال بصفاء وشفافية لأبناء وطنه «هذه حياتي وحياة أبناء جيلي أقدمها لكم عسى أن تكون ذات فائدة لكم، هذه هي رسالتي راجياً أن تصلكم وأن تحكموا لها وعليها». واصفا الكاتب بأنه «وطني من الطراز الرفيع، خدم الوطن باخلاص وتفان بعيداً عن المهاترات والمزايدات».
من جانبه، قال مؤلف الكتاب: «انه عندما فكر في كتابة هذا المؤلف لم يكن يفكر في كتابة سيرته الذاتية، انما اراد ان يكتب عن تطور المجتمع الكويتي موجها رسالته الى الجيل الجديد بالاستفادة من التجارب السابقة»، مذكرا في هذا الصدد «بالأزمة التي حدثت عند انطلاق الحياة البرلمانية عام 65، أزمة المادة 131، والتي كان سببها حالة الاحتقان ما بين المجلس والحكومة».
واضاف النوري: «لم نستفد من تجاربنا للقضاء على السلبيات التي نعاني منها حتى الآن»، متسائلا: «الى متى ذلك، والتاريخ في ظل تلك الأحداث يعيد نفسه»، مشيراً الى «ان المشكلات لا تحل عن طريق ثقافة الشارع وانما من خلال عقول تفكر وسط جو هادئ في غرف مغلقة من قبل أصحاب الاختصاص وليس اصحاب الأهواء».
ولفت الى «بعض المشكلات الاجتماعية التي تعاني منها الكويت، وهي قضية الرقابة والتي رأى ان السائد منها في جميع اجهزة الدولة «الرقابة التسيدية»»، مبينا «ان رقابة مجلس الامة تحولت من سلطة رقابية الى سلطة تسلطية او تسيدية»، مبيناً «ان التسلط في حد ذاته فساد».
من داخل الجلسة الحوارية
• وزير التربية السابق حسن الابراهيم: الكتاب فيه رسائل تحتاج لمن يفهمها، نتمنى في خضم المشاكل التي نعيشها ان نتعلم الدرس.
- ليس لدينا كعرب ثقافة النقد او عقلية النقد لنخرج بدروس من المشكلات التي نواجهها.
- ان الارادة السياسية والرؤية مهمة جدا في اصلاح التعليم.
• وزير التربية السابق المؤلف أنور النوري: مشكلتنا في العالم العربي اننا لا نعرف ان ننقل تجارب الاخرين كما يجب، فننقل جزءا وندع اخر.
- ربط التربية بالتنمية ليس مهمة وزارة التربية فقط، ولكنها مهمة المجتمع.
- التربية في المجتمعات العربية مكبلة بموروث فكري معيق لأن هناك ثوابت كثيرة لا يمكن تجاوزها.
- في احداث العالم العربي ليست هناك مؤامرات خارجية، وكل انسان مسؤول عن تصرفاته.
• الكاتب الكويتي خليل علي حيدر: ثروة مبارك لا تبني مصر، لكن ان اراد المصريون النهوض فعليهم احداث ثورة حقيقية في التعليم.
- ليس لدينا مشاريع دولة في العالم العربي، ولكن لدينا مشاريع حكم بأقل قدر من الضجيج والمعارضة.
• مدير عام مؤسسة الكويت للتقدم العلمي عدنان شهاب الدين: لو الانظمة العربية التي سقطت تعرف ان الفيس بوك مصدر سقوطها لكانت منعته.
• وزير المالية السابق يوسف الابراهيم: متفائل كثيرا بما يحدث في العالم العربي، ومهما تكن النتائج فهي افضل من السابق.
- فشلنا في التنمية الاقتصادية منذ التسعينات لأن الانفتاح الاقتصادي لم يتبعه انفتاح ثقافي وسياسي واجتماعي
- التعليم بالكويت ليس له والٍ... فمن المسؤول عن التعليم؟... هل نلوم وزيرة التربية؟..لا... لدينا ثمانية وكلاء مساعدين هل نعلم كيف تعينوا وما مسؤولياتهم، وما اختصاصاتهم؟
• نائب رئيس مجلس الادارة لشركة عيسى اليوسفي عادل اليوسفي: متفائل بما يحدث في العالم العربي لكن الطريق شاق.
الحاضرون في الجلسة
من نخبة المثقفين
حسن الإبراهيم
محمد الرميحي
أنور النوري
قاسم الصراف
محمد النقي
يوسف الإبراهيم
خليل حيدر
عادل اليوسفي
عدنان شهاب الدين
سليمان العوضي
مناور النوري
عيسى العيسى
__________________
للمراسلة البريدية: kuwait@kuwait-history.net
|