عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 10-06-2013, 01:15 PM
الصورة الرمزية جون الكويت
جون الكويت جون الكويت غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 2,208
افتراضي

غيبه الموت أمس عن 75 عاما

10/06/2013سليمان الفهد... القلم المقاوم والموقف الصامد في وجه المحتل


كانت"السياسة" واحته حيث كتب"سوالفه" منذ سبعينات القرن الماضي
أصدر "الصرخة" أثناء الاحتلال وتصدى فيها للغزاة وبعد التحرير "26 فبراير"

ثلاثة ارباع القرن هو عمر الزميل المخضرم الاديب سليمان الفهد الذي اغمض روحه, امس, تاركا خلفه "سوالف" كثيرة يمكن للمرء ان ينهل منها ليتعلم من هذه المدرسة الصحافية والادبية الكبيرة التي بدأها من"السياسة" ناشرا فيها اولى سوالفه, ويتدرب على جرأة الموقف والكلمة الاكثر دويا من كل أصوات الرصاص والمدافع التي لم تهزمه إبان الاحتلال العراقي للكويت.
سليمان صالح الفهد ليس اسما عابرا في الصحافة الكويتية, بل هو احد اعمدتها الذين على اسنة اقلامهم اقيمت مذابح حرية الرأي في البلاد, وبفقده يكون هذا الوطن خسر واحدة من نخلاته المثمرة ادبا وابداعا الوارفة الظل على الاجيال بصمودها, وقامة أدبية شامخة, هو سليمان الفهد الصامد في الكويت مواجها الغزاة كغيره من الصامدين.
ابن المرقاب الذي رأى فيها النور عام 1938, وفي ازقتها لعب وترعرع, تعلم اول الحروف في مدرسة ملا مرشد الأهلية في الحي نفسه, وذلك في منتصف اربعينات القرن الماضي ثم في مدرسة المرقاب الابتدائية عام 1950, وفي عام 1953 انتقل إلى مدرسة صلاح الدين المتوسطة, وانهى المرحلة المتوسطة عام 1956, ليلتحق بثانوية الشويخ التي منها سافر إلى دمشق ملتحقا ببعثة الكويت إلى دار المعلمين, في العام 1958, ليتخرج عام 1961, وينتقل بعدها إلى جامعة عين شمس في مصر التي نال منها اجازة جامعية في آداب الفلسفة وعلم النفس عام 1966.
بدأ الكتابة منذ كان تلميذا في المرحلة المتوسطة حين أوكلت إليه كتابة افتتاحية صحيفة "أسرة طارق" في مدرسة صلاح الدين المتوسطة, وعندما سافر إلى دمشق بدأ الكتابة, ونشرت له أول مقالة عام 1958 في مجلة "صوت الكويت" التي كانت تصدرها البعثة الكويتية في العاصمة السورية, ثم واصل الكتابة عندما كان يدرس في قسم الدراسات النفسية والاجتماعية في جامعة عين شمس, وذلك في المجلة الدورية الطلابية للدارسين, والتي يصدرها قسم الدراسات النفسية.
بعد عودته من القاهرة حاملا الليسانس عام 1966 التحق بالعمل في وزارة التربية, وعين مدرسا للفلسفة وعلم النفس, وفي العام نفسه عين ملحقا ثقافيا, وفي عام 1970 تولى رئاسة القسم في وزارة التربية, لكن العمل الحكومي لم يكن يستهويه, فيما كانت الصحافة هي مكانه الافضل فكرس حياته لها, اذ توجه عام 1973 للعمل مراقبا في شعبة الصحافة, وفي العام 1977 انتقل الى مجلة "العربي" مستشارا صحافيا في العام نفسه, وفي عام 1979 عين مراقبا للشؤون الصحافية.
عام 1983 شغل منصب مستشار للوكيل المساعد للإعلام الخارجي, وظل في منصبه هذا حتى عام 1987 حيث قدم استقالته. بدأ مشواره الصحافي الفعلي في "السياسة" من خلال زاوية "سوالف" التي انتقلت معه إلى الزميلة "الوطن" ثم الزميلة"القبس" كما كانت له زاوية في "السياسة" بعنوان "خذ وخل" الى ان حط رحاله اخيرا في الزميلة " الجريدة".
كان دوره بارزا خلال الاحتلال العراقي للكويت, اذ اصدر صحيفة "الصرخة" وكانت تحرر وتطبع سرا وهي من اعمال المقاومة التحريضية, واستمرت في الصدور شهرين لكنها احتجبت بسبب ملاحقة سلطات الاحتلال والتضييق الذي مارسته, وكادت تودي بحياة مصدرها ومن معه.
اصدر بعد التحرير صحيفة "26 فبراير" التي كانت توزع مجانا وتوضع سرا تحت الأبواب وأمام المساجد, لكنها احتجبت ايضا لعدم حيازتها على ترخيص من وزارة الإعلام.
وللكاتب سليمان الفهد مجموعة كتب أصدرها بعد الاحتلال, وكانت توضح يوميات المرابطين ومعاناتهم إبان الاحتلال, والتي وثقها في كتاب من جزءين بعنوان "شاهد على زمان الاحتلال العراقي في الكويت" عام 1991, كما صدر له "الأرض والعبد" عام 1995.
سليمان الفهد, رائدا وزميلا وصديقا عزيزا على قلب "السياسة" والعاملين فيها... وداعا ولتكن الجنة مثواك.

"السياسة"
__________________
للمراسلة البريدية: kuwait@kuwait-history.net
رد مع اقتباس