
08-09-2012, 08:47 AM
|
عضو مشارك فعال
|
|
تاريخ التسجيل: Jan 2011
المشاركات: 693
|
|
د.علاء الدين الفرارجي
22/10/2011وثائق وصفحات من تاريخ الصحة المدرسية بالكويت
يقول د. خالد فهد الجارالله في كتابه عن "تاريخ الخدمات الصحية في الكويت .. من النشأة إلى الاستقلال" الصادر عن مركز البحوث والدراسات الكويتية في العام 1944 تم تكليف الدكتور حكمت الخجا من قبل دائرة الصحة بتولي مسؤولية صحة طلاب المدارس والصحة العامة بالاسواق, وفي العام 1947 انيطت مسؤولية صحة المعارف بالدكتور رياض مختار فرج حيث عين مديراً لصحة المعارف وقام بوضع خطة لعمل عيادة طبية لكل مدرسة لعلاج الطلبة ونشر الوعي الصحي لديهم, وكانت هذه نواة وانطلاقة لصحة المدارس والتي اصبحت فيما بعد ادارة للصحة المدرسية العام 1951 .
وحول دور دائرة المعارف "وزارة التربية" في تطوير مفاهيم الصحة في البلاد يقول د. خالد في العام 1936 تأسست دائرة المعارف واصبح التعليم في الكويت تحت الاشراف الحكومي وفي العام 1939 زار الخبير التربوي البريطاني مستر فانس المدارس في الكويت وكتب بعض التوصيات المهمة في شأن صحة الطلاب حيث ذكر ان التلاميذ في حاجة الى رعاية صحية وجسمانية لذا اقترح توفير طبيب يتولى زيارة المدارس يومياً للكشف على الحالات المرضية لمعالجتها, وقال انه يفضل ان يكون الطبيب متخصصا في امراض العيون التي كانت منتشرة آنذاك في الكويت ويجب ان يكون له دور في توعية التلاميذ بأهمية المحافظة على الصحة والنظاقة وفي محاولة كسب ود التلاميذ وثقتهم حتى يمكن تحقيق مهمته الصحية.
ويستطرد مؤلف كتاب "تاريخ الخدمات الصحية في الكويت" بأن تقرير الخبير التربوي البريطاني ويكلن عن التعليم في الكويت في مارس 1945 اكد على أهمية دروس الصحة في برنامج التدريس واعتبر ويكلن ان هذه الدروس هي الطريقة الصحيحة لتحسين الحالة الصحية في المنزل وفي الاسرة التي تعتبر نواة المجتمع "وتقرير ويكلن منشور بالكتاب المشار اليه عن تاريخ الخدمات الصحية في الكويت" وبناء على تقرير ويكلن عن أهمية دروس الصحة في النواحي التعليمية فقد ادخل المسؤولون عن التعليم بالكويت على مناهج التعليم مادة مبادئ الصحة واصبحت من ضمن الامور التي يتم تقويم الطالب او الطالبة بها.
وفي العام 1952 والحديث مازال للدكتور خالد فهد الجارالله بمرجعه المهم قامت دائرة المعارف بانشاء ادارة لمشروع تغذية التلاميذ لمكافحة امراض سوء التغذية التي كانت منتشرة في تلك الفترة وكانت النواة للمطعم المركزي الذي استمر في تقديم الوجبات المغذية لطلبة مدارس المعارف ووزارة التربية فيما بعد.
وهذه السطور من تاريخ الصحة المدرسية تكشف عن اهتمام الرواد بالعلاقة بين التعليم والصحة باعتبارهما جناحي التنمية الشاملة كما تكشف عن الاهتمام بتنفيذ توصيات تقارير الخبراء والمستشارين الاجانب وعدم الاكتفاء بالاحتفاظ بها بمكاتب المسؤولين كما تفصح هذه الذكريات المكتوبة عن الاهتمام بادراج الصحة ضمن السياسات التعليمية سواء من حيث المناهج المدرسية او التغذية المدرسية مع انشاء الكيان الاداري بالمستوى المناسب "ادارة للصحة المدرسية" .
والاهتمام بدور المدرسة لنشر المفاهيم الصحية من خلال التلاميذ الى الاسرة والحرص على اتباع منهج التخطيط.
وما يلفت النظر ان ترتيب الاولويات كان وفقا لاهم المشكلات الصحية للتلاميذ حيث حرصت التقارير على لفت الانتباه الى مشكلة امراض العيون ومشكلة سوء التغذية بين التلاميذ كأولويات صحية يجب البدء بها.
وما قاله الخبير التربوي "فالانس" في تقريره المنشور بالصفحة 210 بالمرجع المشار اليه المؤرخ 28 يونيو 1939: "لا يحصل التعليم الصحيح ما لم يكن الجسم صحيحا" وانه من واجب الطبيب المعين للصحة المدرسية ان يزور جيمع المدارس يوميا ويزور الاولاد الذين يتغيبون عن المدرسة بأسباب المرض ويحفظ سجلات منفردة عن صحة طالب المدرسة وان يكون مسوؤلا شخصيا عن صحتهم البدنية طول مدة حياتهم المدرسية ويستطرد الخبير التربوي "فالانس" بأن طبيب الصحة المدرسية يلزم عليه شخصيا ان يلقي محاضرات على كل الطلبة في جميع المدارس عن مواضيع الصحة ويجب ان ينال الطبيب المعين ثقة الاولاد حتى يأتوا اليه طوعا ومن تلقاء انفسهم لطلب المعونة منه بدل ان يحاولوا الهروب من امامه.
ويقول الخبير فالانس في تقريره العام 1939 ارى مسؤولية تعيين طبيب بالمدارس من أولى ضرورات الاصلاحات المدرسية.
اما وثيقة الخبير التربوي ويكلن المؤرخة 11 مارس 1945 والتي نشرها المؤلف بالصفحة رقم 212 ان تدريس الصحة يجب ان يحتل مكانا مهما في برنامج التدريس وان العناية بتدريس النظافة في الوقت الباكر من الحياة سيكون امرا حسنا.
ويقول التقرير الصحي الذي استخلصه مؤلف الكتاب د. خالد فهد الجارالله من التقارير الادارية للمعتمدين السياسيين البريطانيين الذين تعاقبوا على العمل بالكويت من عام 1904 وحتى العام 1951 انه في العام 1945 ان الحدث الصحي المتميز الذي حدث بالكويت عام 1945 كان تعيين طبيب للمدارس ليقوم بالفحص الدوري للتلاميذ.
وذلك رغم ان المستشفى الحكومي المزمع اقامته ظل العمل به متوقفا نظرا لقلة مواد البناء (وقيل انه تم رصد مليون روبية لاكماله)
وفي العام 1945 وكما يقول التقرير لم تحدث اوبئة اذ ان الانفلونزا التي كانت شائعة في العام 1944 لم تتكرر في ذلك العام بينما كانت حمى التيفود والدوسنتاريا حادة في النصف الثاني من العام 1945 وزادت امراض سوء التغذية والسل نظرا لارتفاع أسعار الطعام.
اما عن التطعيمات فإن الصفحة رقم 173 من المرجع التاريخي الهام تقول ان البلدية قد اشرفت على حملات التطعيم قبل انشاء دائرة الصحة ودعت المواطنين الى الاسراع لمراكز التطعيم كما حدث العام 1932 عندما تعرضت البلاد لوباء الجدري! وقد كان بالبلاد اول قانون للصحة اصدره الشيخ أحمد الجابر الصباح في الثلاثين من يوليو 1944 وتضمن اربع عشرة مادة.
وفي التاريخ عشرات الدروس المستفادة عن العلاقة الوثيقة بين التعليم والصحة والتنمية الشاملة.
* عضو الجمعية الدولية لجودة الرعاية الصحية
http://www.al-seyassah.com/AtricleVi...2/Default.aspx
__________________
***** ๑۩۞۩๑
{إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّـيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِين} هود114 ๑۩۞۩๑
*****
|