عرض مشاركة واحدة
  #12  
قديم 09-08-2012, 03:16 AM
ندى الرفاعي ندى الرفاعي غير متواجد حالياً
عضو مشارك فعال
 
تاريخ التسجيل: Jan 2011
المشاركات: 693
افتراضي

http://annaharkw.com/annahar/Article...&date=09082012
ذكريات.. ولقاءات:
الشيخ عبدالله النوري مفتي الكويت

د. أحمد أبوسيدو

القى أول قصيدة تأبين للشيخ على السالم الذي استشهد في معركة الرقعي فبراير 1928التقيت المرحوم الشيخ عبدالله النوري عدة مرات في مكتبه الخاص في منزله بمنطقة القادسية.
وبعد عدة لقاءات مع المرحوم تطورت العلاقة حتى أصبحت أكثر من علاقة صحافي بمفتى الكويت فضيلة الشيخ عبدالله. وكانت اللقاءات تتوالى معه في مختلف المناسبات الدينية في شهر رمضان وموسم الحج، والمولد النبوي الشريف والإسراء والمعراج، لعرض وبحث العديد من الفتاوى وأسئلة القراء، حتى المناسبات الخاصة. وذات يوم دخلت عليه وهو على غير عادته الهادئة الطيبة، فقد كان يحدث سكرتيره الخاص بشدة غير مسبوقة وعندما شاهدت هذا الموقف، انسحبت وخرجت من مكتبه ليتسنى له انهاء الموضوع وما أن عدت للباب للخروج حتى طلب منى العودة والجلوس للمناقشة في الموضوع.
اعتذرت له ولكنه أصر على الجلوس وقال يا أخ أحمد الأخ السكرتير يعمل لدي سكرتيراً من فترة بعد الظهر، ومقابل الا يدفع له الراتب الشهري يقوم بالسكن في الملحق الخارجي الخاص في البيت وطلبت منه أن يطبع ورقة يؤكد فيها أن عمله مقابل السكن مجانا، وأنني أخشى أن يتوفاني الله فيقوم أحدهم بمطالبته بمبالغ الإيجار خلال السنوات الماضية، وهو يصر على رفض كتابة هذا العقد. هنا تنفست الصعداء وقلت له أحمد الله أنك أنت فضيلة الشيخ عبدالله النوري ولا داعي لهذا النقاش لان أولادك أطال الله عمرك وأبقاك ذخراً لهم لن يقوموا بهذا الفعل، وهذه قناعة الأخ السكرتير، فهم من أسرة خير وأسرة قمت بتربيتها على أصول الدين والخلق والدين. هذا موقف من مواقف عديدة شهدتها على المرحوم الشيخ عبد الله النوري، المرحوم الشيخ من مواليد الزبيد في العراق في 17/5/1905 وكان قد بدأ تعليمه في المدارس التركية عام 1914 في مدارس الاحتلال البريطاني في العراق وتخرج من دار المعلمين في بغداد 1922 ثم هاجر مع والده إلى الكويت واستوطنها في شهر إبريل عام 1923.
تربى الشيخ عبدالله في بداية حياته على يد جدته وكانت تحبه حباً جما لأنها لم ترزق طول حياتها إلا بالشيخ عبدالله فكان أول ذكر في ذريتها، علمه والده القراءة والكتابة منذ صغره فختم القرآن وهو في الثامنة من عمره واحتفل به والده لختمه القرآن لأنه كان في زمانه ختم القرآن مرحلة مهمة في حياة المسلم فاستقبل والده الأقارب والأصحاب للتهنئة، وكان استاذ الشيخ عبدالله هو الشيخ عبدالله بن خلف الدحيان وكان الشيخ النوري دائما يذكره «الشيخ عبدالله الخلف» بالخبر إذ كان ورعا وتقيا ومتواضعاً.
في عام 1961م اتجه الشيخ عبدالله النوري لمهنة المحاماة واستمر في ممارستها حتى عام 1977م.
الشيخ عبدالله النوري.. خدم الإسلام والمسلمين وبالأخص سفراته المتعددة إلى شرق آسيا لتفقد أحوال المسلمين وتلبية احتياجاتهم، عالمنا الجليل كان أديبا وحكيما حكمة العلماء الكبار وله مؤلفات قيمة في الدين والأدب والتاريخ والاجتماع وهي «المنبر» و«المرشد» و«قطف الأزاهير» وتضم مجموعة من الخطب والمواعظ والنصح والارشاد وصدر له كتاب «شهر في الحجاز» تضمن مذكراته عن سفره إلى الحج وكتاب «البهانية سراب» كما صدر له مجموعة من الكتب في التاريخ والاجتماع منها «الأمثال الدارجة في الكويت» وكتاب «حكايات كويتية» و«قصة التعليم في الكويت في نصف قرن» كما صدر له أيضا ديوان شعر بعنوان «من الكويت».
وقد كان للشيخ عبدالله النوري.. برنامج تلفزيوني تحت اسم «مع الدين» كان يرد من خلاله على أسئلة المشاهدين وأذيعت أولى حلقاته عام 1964م بشكل متواصل حتى قبل وفاته في عام 1981م، كما كان له أيضا العديد من البرامج الإذاعية المتضمنة الوعظ والإرشاد والرد على أسئلة المستمعين، وبمناسبة الأسئلة فقد كانت تصله من المشاهدين أو المستمعين أو عن طريق البريد.
الشيخ محمد نوري بن ملا أحمد بن محمد بن أحمد بن زكريا الموصلي، ولد في يوم الثلاثاء 29 ديسمبر 1868 الموافق 14 رمضان 1285، وهو علّامة هاجر إلى الكويت واستوطنها بناء على دعوة من المواطنين الكويتيين للاستفادة من علمه، فقد لمع في مجالات العلم والأدب والموعظة الحسنة، وتولى تدريس اللغة العربية في المدرسة المباركية، وكان أيضا أماما لمسجد الخالد وفي يوم الجمعة 18 مارس 1927 الموافق 14 رمضان 1345هـ كان الشيخ يؤم المصلين في صلاة العشاء وتلاها بأول ركعتين من التراويح ثم قال لابنه الشيخ عبدالله أن يتقدم للامامه لأنه أحس بتعب شديد فذهب مع اثنين من الجماعة ليرتاح فعندما وصل إلى البيت أحس بأنه في حاجة للاستفراغ لكنه لم يستفرغ وذهبت روحه للمولى عز وجل.
عمل في القضاء : فكان مساعد رئيس المحاكم وكان رئيس المحاكم في ذلك الوقت هو الشيخ عبدالله الجابر.
عمل في وزارة الأوقاف والشؤون الاسلامية.
كما عمل مديراً للإذاعة : وقد أدخل برامج جديدة على الإذاعة تناسب الوقت منها «الدين نصيحة» وبرنامج «طبيبك معك» وبرنامج «أطفال» وبرامج أخرى وكان يتولى هذه البرامج بنفسه وعمل إماما لمسجد اليعقوب «الخالد» ومسجد دسمان.
وقد نشرت هذا اللقاء بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك يوم الأربعاء 5 رمضان 1395 الموافق 10/9/1975 وجرى الحوار في مكتبه بالقادسية
ومما يلفت النظر مكتبته الضخمة الموجودة في هذه الغرفة الخاصة لاحتوائها على مئات الكتب والمجلدات التى توحي لناظرها بقيمة مواردها العلمية في تغذية الروح والعقل لينشر نور العلم من حوله ويستطلع كل جديد في مؤلفات علوم الدين الحديثة وما كتب السابقون في ذلك.
وعلى مكتبه العديد من الرسائل البريدية التى قد وصلت إليه مؤخرا يستفسر فيها أصحابها عن شؤونهم الدينية والدنيوية المتعددة ليقوم بالإجابة عليها وتحليلها وتوضيح معالم الطريق أمامهم.
قابلني كعادته بابتسامته المرحة ورحب بي ترحيبه الحار المعروف وبدأت الحوار.
مشكلة رؤية هلال رمضان لماذا لم يتوصل المسلمون لحلها بعد رغم العديد من الاجتماعات بين وزراء الأوقاف لتوحيد يوم الصيام ولماذا يكون الشهر في الكويت أقل في عدد الأيام من غيرها؟
في الحقيقة مشكلة رؤية هلال رمضان هي مشكلة المشاكل وكان الأولى بالمسلمين أن يجتمعوا على توحيد الهلال فقد ثبت عند أهل الحديث ومنهم الحنابلة أنه إذا رؤي الهلال في قطر من الأقطار الإسلامية لزم توحيد يوم الصوم ويوم الفطر في جميع الأقطار الإسلامية واذكر أنه عقد عدة مؤتمرات لتوحيد رؤية هلال رمضان ولكن كلها كانت تنتهي بلا شيء، وانني شخصياً لا أدري ما السبب في ذلك لأنني لم أحضر أحد هذه المؤتمرات.
لاشك أنك تعلم أن الشهر العربي 29 يوما كما قال رسول الله صلى عليه وسلم «الشهر تسع وعشرون فإن غم عليكم فأكملوا العدة».
السنة القمرية بلا شك 354 يوما ومعنى ذلك أن الشهر 29 يوما وأقل من النصف لأنه في كل أحد عشر شهرا يكون ثلاثة وخمسين يوما اذن فلا غرابة أن نرى رمضان منذ خمس سنوات أو أكثر من ذلك لا يتعدى التسعة والعشرين يوما ومن الغريب جدا أن نسمع عن أقطار إسلامية ليست بعيدة عنا تصوم بعدنا بأيام وتفطر بعدنا كذلك بأيام ولا أدرى ما هو عذرهم؟ لقد اجتمعت ببعض علمائهم وسألتهم عن هذا التأخير فلم يجيبوا بكلمة غير قولهم في «صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته» علما بأن هذا الحديث لا يقصد به قطر دون آخر فالمسلمون في جميع الأقطار وحدة متماسكة لا تفرقها حدود فالمسلم في المغرب كالمسلم في المشرق يتبع بعضهم بعضا لا سيما في العبادات.
ما صورة رمضان الأمس ورمضان اليوم في الكويت؟
رمضان شهر مبارك وصيامه ركن من أركان الإسلام الخمسة التي نعتز بها نحن المسلمين فقد أخبرنا رسولنا الكريم صلوات الله عليه وسلامه أن أركان الإسلام خمس، وعد صيام رمضان رابعا لها، ولرمضان فينا ذكريات، وأعظم هذه الذكريات أن الله عز وجل بعث نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم هاديا للناس وأنزل عليه أول ما أنزل من القرآن في هذا الشهر وقال في محكم تنزيله (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه».
وعن بداية نشأته وتعليمه قال رحمه الله إن والده بدأ بتعليمه حروف الهجاء وهو في سن الرابعة ثم أتبعه بتعليمه القرآن الكريم فختمه وهو في الثامنة ثم التحق بالمدارس التركية حتى عام 1941 وعندما احتل الانكليز البصرة دخل المدارس الأهلية حتى أكمل الابتدائية لمدة 4 سنوات ورشح في العام 1939 للهجرة 1920 للالتحاق بدار المعلمين في بغداد حيث أكمل السنة الأولى ثم رافق والده الى الكويت، حيث عمل والده مدرسا للدين والنحو بناء على طلب من الشيخ عبدالله الخلف - رحمه الله -.
وكان الشيخ عبدالله النوري يحرص على تثقيف نفسه وقد انعكس هذا على شخصيته المتسامحة وعلمه الغزير وثقافته الواسعة وعمله الصالح مما جعله يتبوأ أعلى المناصب ولعل تعلقه الشديد بالقراءة وولعه بالمطالعة منذ الصغر أوصله الى تثقيف نفسه اضافة الى حضوره مجلس العلم والأدب.
وكان شيخنا عبدالله النوري مربيا ومدرسا ومعلما، بدأ عمله في مدرسة محمد العجيري في حي القبلة عام 1341هـ الموافق 1923 للميلاد وكان عمره 18 عاما، وقد تضافرت عوامل عدة في دفعه الى التوجه نحو التدريس منها نشأته وتربيته ولكون والده - طيّب الله ثراه - مدرسا.
وعين أيضا مدرسا في المدرسة الأحمدية ثم في عام 1942 مدرسا متطوعا في المعهد الديني لمدة 3 سنوات بين عامي 1942 1945م.
وقد أمضى الشيخ عبدالله النوري - رحمه الله - في التدريس بالمدارس الحكومية 12 عاما وعمل أيضا عملا إضافيا في التدريس وإمامة المسجد 8 سنوات.
وقد أطلقت الحكومة اسمه على إحدى مدارس البنين بوزارة التربية تقديرا وتكريما لجهوده الحميدة في ميدان التدريس والتعليم وتخليدا لأعماله الجليلة وأيضا هناك جمعية عبدالله النوري وهي جمعية خيرية مباركة لها الكثير من الإنجازات.
وكان - رحمه الله - خطيبا بليغا وفصيحا ومحدثا سلساً مؤثرا سمحا يجيد الخطابة ما جعل أكثر الناس تحضر خطبه، وضمّن كتابه «أحاديث» نظرته للإمامة خاصة خطبة الجمعة، لأنه من الأئمة الذين جددوا في الخطبة حيث رأى ان التقليد في الخطبة جمود، لأن أكثر الأئمة ينقلونها من المؤلفات القديمة المعتمدة.
كان رحمه الله يختار موضوع خطبته من الكتب والأحاديث وكان يحدث الجميع مبسطا العلم الشرعي للكبير والصغير وكان يرتجل الخطبة ولعل مهنة التدريس ساعدته كثيرا في أن يكون إماما وخطيبا لأنه ختم القرآن في وقت مبكر ولعل المصادفة كانت في عام 1340هـ الموافق 1927م عندما شعر والده بإعياء وهو يؤم المصلين في صلاة التراويح فاعتذر واستخلف ابنه عبدالله لإكمال الصلاة، وذهب إلى بيته مع اثنين من المصلين ليرتاح ولدى وصوله للبيت أحس بحاجة إلى الاستفراغ لكنه لم يستفرغ وذهبت روحه إلى المولى عز وجل.
عمل الشيخ عبدالله النوري إماما لمسجد الخالد منذ سنة 1346 1352هـ وعمل إماما لمسجد دسمان في عهد المرحوم الشيخ أحمد الجابر، ومسجد بن بحر سنة 1378 وأخيرا مسجد العثمان في القادسية حتى وفاته.
حرص الشيخ عبدالله النوري على دراسته الفقهية على يد مشايخ عصره يأخذ من بحر علومهم ولم يكتف بملازمته العلماء والتعلم بل نهل من معين الكتب حيث قرأ وفهم أمهات الكتب في التفسير والوعظ والخطابة والفتاوى، هذا ما جعله علما في وقته في المجال الخطابي ومن شدة تعلقه بالقراءة وجد بعد وفاته في مكتبته 7 آلاف كتاب وهذا ساعده في إعداد مواد للبرامج الدينية في الإذاعة والتلفزيون وإلقاء الخطب والفتاوى عبر الهاتف والمجالس وكان بحق داعية للإسلام بماله وبمقاله ويكفي أن نعرف انه خبير بعادات الأسر الكويتية، نعم كان فقيها وعالما وداعية ومرشدا علّم النشء الوسطية الحقة في المساجد ودور العبادة بالكلمة والخطبة وتجاوزت شعبيته حدود الكويت وكان ردحا من الزمن رئيسا للجنة الإفتاء ومرشدا عاما للخطباء والأئمة وكانت دروسه تتحول الى مؤلفات وتنشر في داخل وخارج الكويت وهو انموذج يصلح لهذا الزمان لأنه كان منفتحا سابقا لعصره.
وبرع الشيخ عبدالله النوري في تأليف مجموعة من الكتب والمــــؤلفات وهي نتيجة عمله بالخطابة والكتــابة والإعداد الإذاعي والتلفزيوني والمؤتمرات فبدأ بمؤلفات الفتوى الشرعية وهي المجموعة التي أطلق عليها سلسلة سألوني وتضم خمسة كتب وتقع فيما يزيد على ألفين وستمئة صفحة وهي عبارة عن أسئلة الناس من داخل الكويت أو خارجها وإجابات الشيخ عبدالله النوري عليها ومنها أيضا سألوني في العبادات وسألوني في المرأة ومن مؤلفاته أحاديث الرشد والمحمديات والمعجزة الخالدة وكلها دروس وعبر دينية ثم كتب حكايات من الكويت وخالدون في تاريخ الكويت وقصة التعليم في الكويت والأمثال الدارجة بالكويت وهو من جزأين وله أيضا إصدارات في التاريخ الشعبي للكويت والعروة الوثقى والبهائية سراب وله كتاب مذكرات عن حياة المرحوم الشيخ أحمد الجابر ويعرض فيه ما قام به الشيخ أحمد الجابر من أعمال في حقبة حكمه المجيد من تاريخ الكويت، والكتب تعكس شخصية الشيخ الإمام عبدالله النوري المجدد في عصره.
الكويت بلد الشعراء والشيخ عبدالله النوري رحمه الله بدأ بكتابة الشعر صغيرا يافعا، حيث انه ألقى أول قصيدة له في تأبين المغفور له الشيخ علي السالم الصباح الذي وقع شهيدا في معركة الرقعي في شهر فبراير 1928م وكان عمر شيخنا 22 عاما وفي ذلك الوقت، دخلت الكويت عصر نهضة الأدب العربي فكان لنا شعراء أفذاذ من أمثال السـيد عبـدالله الرفاعي والمرحوم أحمد خالد المشاري والمرحوم عبدالعزيز الرشيد البداح وسبقهم شاعرنا الكبير فهد بورسلي وصقر الشبيب.
لم يتخـذ الشيخ عبدالله النوري الشعر مهنة ولا وسيلة كسب بل عرض شاعريته على مواطنين وأجاد وشمل شعره كل أنواع الشعر الوطني والاجتماعي والديني ومع ذلك فهو لم يترك إلا ديوانا مطبوعا واحدا هو «من الكويت» وقد طبع مرتين بالكويت 1962م والثانية في القاهرة 1965م ويعزى انصرافه عن طبع شعره انه مع تقدم عمره اهتم بتبـسيط ونشـر الفقه الإسلامي لعامة المسلمين. ومن يقرأ أشعاره رحمه الله يدرك عظمة ملكته الشعرية.
من الطريف في أشعاره انها تعكس وجهة نظره في هذا الفن وتكشف مدى تعلقه بالشعر ومن أبيات قصيدته:
ما الشعر إلا كلمة
أدت مع الإيجاز معنى
ترتاح عند سماعها
أذن الخلي مع المعنى
صدرت ومصدرها الضمير
وأحكمت معنى ومبنى
يقول الشيخ عبدالله النوري في رثاء والده سنة 1927م شعرا يفيض حنينا وشجنا ومنه هذا البيت:
فيا أبوي اني في شجون
يمزق مهجتي حرقا اذاها
ولما توفي معلمه الشيخ عبدالله الخلف وحزن عليه حزنا شديدا قال:
دعيني اسطر في المراثي القوافيا
على من فقدنا اليوم فيه المعاليا
في عام 1935م عين عبدالله النوري في محاكم الكويت بناء على طلب من الشيخ عبدالله الجابر وكانت هناك حينذاك محكمة شرعية تنظر في جميع القضايا يرأسها علامة الكويت الشيخ عبدالعزيز بن قاسم حمادة ومحكمة تنفيذية تنفذ ما يحكم به القاضي الشرعي وتنظر في القضايا المستعجلة وقضايا البادية والتأديبية أو الجزائية ويرأسها أحد أفراد الأسرة الحاكمة وكان الشيخ عبدالله الجابر الصباح.
وقد استمر في عمله في المحاكم 21 عاما من 935م حتى 1956م، وعمل أثناء عمله هذا أيضا في الأوقاف وإمامة مسجد دسمان والإذاعة والمعهد الديني وأعمال تطوعية لا حصر لها.
من يقرأ تاريخ الشيخ عبدالله النوري - رحمه الله - يعرف أنه إمام مفت وقاضي وفقيه وعالم لأنه أعد نفسه بطريقة متعمقة لهذا الدور الديني، فكان مفتيا ومستشارا ومعلما وكما يعلم القارئ فإن المستشار مؤتمن والفتوى لها أهميتها عند الناس ومسؤولياتها ضخمة وعظيمة ولهذا من ينظر في تاريخ الكويت يجد لدينا أعلاما من القضاة من أمثال عبدالله حيان، الشيخ يوسف القناعي، الشيخ يوسف بن حمود، عبداللطيف العدساني، الشيخ جمعة بن جودر وكل هؤلاء في زمنهم خدموا الناس وأعانوا ولي الأمر لأن الناس لا تثق إلا بالعلماء والمصلحين خاصة فيما يتعلق بالفتوى وهم بلا شك مصابيح مضيئة وشيخنا عبدالله النوري أحدهم علما وتقوى وورعا ومكارم أخلاق.
في سنة 1953م تم تعيين الشيخ عبدالله النوري مديرا للإذاعة الكويتية بجانب وظيفته بالمحاكم وقد عينه الشيخ عبدالله المبارك الصباح الذي كان وقتها نائبا لأمير الكويت.
في عام 1961 افتتح الشيخ عبدالله النوري مكتبا للمحاماة في عمارة العوضي بمنطقة شرق وحقق هذا المكتب نجاحا حيث اختص بدعاوى المواريث والوصايا وقضايا الوقف والقضايا التجارية.
وكان الشيخ رحمه الله من المؤسسين لجمعية المحامين الكويتية وكان معه المرحوم محمد مساعد الصالح، المرحوم عبدالعزيز الصرعاوي، والمحاميان حمد يوسف العيسى ومحمد النصرالله.
ترك الشيخ المهنة في عام 1977 وقد شارك في مؤتمر المحامين العرب الذي انعقد في القاهرة 1964م وكان أحد أبرز أعضاء الوفد المشارك.
كان رحمه الله كثير الأسفار، ففي عام 1924 زار الهند وبرقته أحمد الفرحان ورافق الشيخ عبدالله الجابر الى مصر ولبنان والى القدس عام 1961 علما بأن الشيخ حج في سنة 1932 واعتمر مرات كثيرة بدأت الأولى 1969 ثم سافر الى باكستان 1975 ثم الى الشرق الأقصى ماليزيا واندونيسيا واستراليا والولايات المتحدة.
يوم السبت 11 ربيع الأول 1401هـ الموافق 17 يناير 1981م، شيعه كل الذين عرفوا فضله في نشر الإسلام وإعلاء كلمة الحق وكان في مقدمة المشيعين المرحوم بإذن الله سمو الأمير الوالد الشيخ سعد العبدالله وكان حيـنذاك رئيسا لمجلس الوزراء وجموع غفيرة من داخل وخارج الكويت قدمت للمشاركة في العزاء تحمل نعشه الطاهر حبا ووفاء.
«عبدالله النوري» الأولى كويتيا والخامسة عربيا في الجمعيات الخيرية الأكثر شفافية
اختارت مجلة «فورنس الشرق الأوسط» جمعية الشيخ عبدالله النوري الخيرية لتحتل المركز الأول في الكويت والخامس ضمن قائمة الجمعيات الأكثر شفافية في العالم العربي.
وقالت «فورنس - الشرق الأوسط» في مسح أجرته مؤخرا أن هناك 54 جمعية خيرية في الدول العربية اتسم أداؤها بالشفافية العالية والمميزة لاسيما فيما يتعلق بإجمالي الدخل، وانفاق المساعدات الخيرية.
وقالت الدورية الشهيرة : «ان الجمعيات التي تضمنتها قائمتها لشفافية العمل الخيري استحقت مكانها على القائمة بجدارة لأنها تجسد أرفع معايير الشفافية في حساباتها»، مشيرة إلى أن هذه الجمعيات الخيرية تدرك أهميتها في مجتمعاتها بما يؤهلها لأن تصبح سفيرا للعمل الخيرى بالطريقة والآلية التي وضعت لأجلها بالأساس ضمن اطار واضح لا يقبل الشك. وفي الكويت جاءت جمعية الشيخ عبدالله النوري الخيرية في المركز الأول في الكويت والخامس عربيا ضمن قائمة الجمعيات الخيرية الأكثر شفافية لتتبوأ الجمعية في الكويت هذه المكانة.
__________________

*****
๑۩۞۩๑

{إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّـيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِين}
هود114
๑۩۞۩๑

*****
رد مع اقتباس