عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 18-07-2012, 04:48 PM
ندى الرفاعي ندى الرفاعي غير متواجد حالياً
عضو مشارك فعال
 
تاريخ التسجيل: Jan 2011
المشاركات: 693
افتراضي

الأدباء واجهة الكويت.. المظلومة

أدباء الكويت هم الشريحة الوحيدة، ربما، التي تعاني بصمت، وتنام على أكوام من الهموم من دون أن تسمع لهم صوتاً واحداً، والسبب أن أعضاء رابطة الأدباء ليسوا كأعضاء مجلس الأمة، من حيث أنهم لا يجيدون الصراخ مثلهم، ولا يأخذون حقهم بحناجرهم. وليست لديهم تكتلات ولا محسوبيات ولا يعمدون إلى الضغط على الحكومة كي تستجيب لمطالبهم. لذلك ترى أن مبناهم مهلهل رغم أنه المبنى الأهم - يفترض - في المؤسسات المدنية الكويتية التي نتباهى بها أمام الزوار في الداخل والخارج، فضيوف الكويت، الذين يأتون من بلاد شتى، يصابون بالدهشة والغرابة وتجحظ عيونهم حين تقع على شكل المبنى. فهو يشبه «البيت المسكون» بسبب قاعاته القديمة وسراديبه الموحشة وحديقة بائسة، والأهم من هذا، مسرح على الطراز الأقدم من القديم، فالكراسي لا يتوافر فيها أي شروط فنية، وكذلك المنبر وخشبة المسرح، فهي بناء بمجمله يعود إلى الستينات، ولم يواكبه التطور حتى يومنا هذا. وتمت مخاطبات عدة للمعنيين في الحكومة حول موضوع البناء، ولكن من دون جدوى. وحتى إدارة المرور طنشت طلبات الرابطة، ولم تستجب لأدنى حقوقها في وضع حواجز لمنع عرقلة دخول وخروج سيارات الأعضاء من «المصافط» الخاصة بالرابطة التي تجاورها مرافق كثيرة مما يؤدي إلى ازدحام على الباب الخلفي للمبنى.
ربما كثيرون لا يعرفون أن الكويت كانت من أسبق البلاد العربية في تأسيس النوادي الأدبية، فقد تأسس فيها عام 1924م «النادي الأدبي»، وكان ذلك حدثاً غير مسبوق ومثيراً للإعجاب، ثم أنشئت في الكويت «الرابطة الأدبية» عام 1958م، وفي عام 1964م تأسست «رابطة الأدباء» أي مضى عليها أكثر من نصف قرن، وبعد سنتين من تأسيس الرابطة أصدرت مجلة «البيان» التي تعد الآن المجلة الوحيدة تقريباً في العالم العربي المستمرة بالصدور لما يزيد على الخمسين عاماً.
ومر على تاريخ الرابطة شخصيات أدبية مهمة جداً لا تتسع مساحة الورق هذه لذكرهم، كما نخشى أن ننسى أحداً منهم. شخصيات حققت حضوراً كبيراً في داخل الكويت وخارجها. ثم أكملت الأجيال تواترها في الرابطة، وكان كل جيل يضيف من فكره وثقافته ووعيه ما من شأنه أن يكفل للرابطة استمراريتها في هذا المكان الحميم الدافئ الذي لم يغادره أعضاؤه رغم تهالكه إلا في أول التحرير، حيث لم يكن صالحاً للسكن، فشغل الأعضاء مبنى في كيفان ريثما تم تجهيز المبنى.
الأدباء هم من يرسم للكويت واجهتها الحضارية، وحضارات الدول على مر الأزمان لا تقاس فقط بالمباني الحديثة والشوارع العريضة، بل تقاس بما قدمته من نتاج فكر بشري إنساني، وهو ما لا يستطيع فعله إلا الأدباء والمثقفون، فهل بعد ذلك نستكثر عليهم مبنى حديثاً أو «مصفطاً» للسيارات بلا منغصات؟!

عبدالعزيز التويجري
http://www.alqabas.com.kw/node/88580
__________________

*****
๑۩۞۩๑

{إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّـيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِين}
هود114
๑۩۞۩๑

*****
رد مع اقتباس