التسميات المحلية لبعض العملات القديمة المتداولة
اطلق الكويتيون في الماضي أسماء محلية على عدد من العملات التي كانوا يتداولونها ، مما يعكس - إلى حد كبير - طبيعة الوضع الإجتماعي الذي كان يتعايش فيه الكويتيون ، والمتسم بالبساطة ، والمستوى الاقتصادي المتواضع السائد آنذاك ، ونمط التفكير بين الناس ، وبراءة التعبير عما كان يجيش في خاطرهم من تطلعات ، ويحيط بهم من أوضاع. ومن الأسماء التي كانت تطلق على بعض الفئات من العملات مثلاً:
• فئة الخمس ليرات الذهبية العثمانية وكانت تسمى «ريح بالك» . ويبدو واضحاً ما هو المقصود من هذه التسمية التي تعني بالطبع أن من يقتني هذه الليره - أو عدداً محدوداً منها - فإنه يكون قد أراح باله من الهموم وضنك العيش وضمن معيشة هانئة له ولأبنائه.
• »الثالر« النمساوي أو دولار ماريا تيريزا التجاري: وكان يطلق عليه الريال الفرنسي. وكلمة الريال بالطبع عربية وتمثل عادة أكبر فئة متداولة من القطع النقدية. أما تسميته بالفرنسي بدلاً من النمساوي فان ذلك قد يعني عدم معرفة الناس بالنمسا أو عدم السماع بها في ذلك الوقت ، بينما كانت فرنسا حاضرة في نشاطها السياسي والعسكري - سواء في الخليج العربي أو الشام أو مصر- منذ منتصف القرن الثامن عشر.
• أما القطع النقدية الهندية فكان لعدد منها أيضاً أسماء محلية تطلق عليها عاكسة قيمتها أو صفتها باللهجة المحلية. فمثلاً كان يطلق على روبية الملكة فكتوريا (روبية أم بنت) ، وروبيه الملك ادوارد السابع (روبية الأصلع) وروبية الملك جورج الخامس (روبية الشايب) لكونه ذو لحية كثة ، وروبية الملك جورج السادس (روبية الولد) أي الشاب ، والروبية الهندية التي صدرت بعد استقلال الهند والتي تحمل صورة أسد «أسوكا» (روبية أم صنم). وكان يطلق على البيزة الأولى الصادرة في عهد شركة الهند الشرقية "بيزة أم جلاب" - أي البيزة التي تحمل صورة كلاب وكانت تلك القطعة الصادرة عام 1835م تحمل صورة أسدين واقفين وبينهما درع بوسطه صليب، وهو شعار شركة الهند الشرقية (انظر ص 67)، أما فئة الأربع آنات (ربع الروبية) فكان يطلق عليها (آنه أم ست عشر) ، أي 16 بيزة (فالآنه تساوي أربع بيزات وبذلك فان هذه القطعة تساوي 16 بيزه). وكان يطلق على فئة الآنتين الفضية الصغيرة (آنه أم ثمان) أي ثمان بيزات ، بينما أطلق على فئة الآنة الواحدة المشرشرة عند صدورها في عهد الملك ادوارد السابع (آنه أم أربع) أي أربع بيزات. كذلك أطلق على فئة الآنة الواحدة (متليك). ويبدو ان هذا الاسم - المتليك - كان يطلق على احدى فئات العملة البرتغالية المستخدمة في مقاطعة «جوا» الهندية التي كانت خاضعة للحكم البرتغالي. كما قد تفسر كلمة «متليك» بأنها تعني عملة معدنية باللغة الإنجليزية(Metallic) ، أي غير ذهبية أو فضية.
ومن الأسماء المحلية التي اطلقت على الفئات الصغيرة من العملة الايرانية التي استخدمت في الكويت أيضاً (بودبيلة) وهي فئة الغران الفضي الغير منتظم الشكل (المسكوكه بالمطارق) ، و (الشرخي) الذي اطلق على الغران المنتظم الشكل (الدائري) والذي تم سكه فيما بعد بالآلة . كذلك اطلق اسم (الشاهيه) على إحدى العملات النحاسية الإيرانية الصغيرة التي استخدمت في الكويت. ومن الأسماء التي أطلقت أيضاً على أحد الفئات الإيرانية الصغيرة (القَمَري) ، وهي عملة نحاسية أيضاً ، مستديرة الشكل ذات حجم صغير رُسِمَت على أحد وجهيها الشمس وهي تشع أنوارها في كل اتجاه ، مما يكون قد أوحى بأنها القمر لعدم وضوحها ، فسميت القطعة بهذا الإسم المشتق من القمر. كما اطلق على الريال الزنجباري اسم (الريال البرغشي) نسبة إلى السلطان برغش حاكم زنجبار ، بينما اطلق اسم (البيزة السعيدية) على العملة العُمانية نسبة إلى سلطان عُمان.
|