المحاولة الأولى لإصدار عملة وطنية
كانت هناك محاولة لإصدار عملة محلية في الكويت عام 1304هـ (1886م) في عهد الشيخ عبدالله الصباح الثاني، الحاكم الخامس للكويت. فقد أمر الشيخ عبدالله بن صباح بسك عملة نحاسية خاصة نُقش على أحد وجهيها كلمة (الكويت) وتاريخ الإصدار (1304هـ) بينما حمل الوجه الآخر إمضاء الشيخ عبدالله الصباح. وقد تم سك هذه العملة محليا وبصورة بدائية، حيث تختلف كل قطعة تقريبا من تلك العملة عن غيرها شكلا وحجما وسماكه وكتابة أيضا. وقد استمرت تلك العملة في التداول لفترة قصيرة ثم تم سحبها من الأسواق.
ويمكن اعتبار محاولة الشيخ عبدالله بن صباح إصدار عملة مستقلة للكويت انعكاساً للوضع الاقتصادي القوي الذي تميزت به سنوات حكمه. كما يعكس ذلك طموحاته في بناء كيان مستقل عما جاوره من بلدان، ويؤكد عدم خضوعه لأي تأثيرات خارجية من خلال المواقف والأدوار التي قام بها أثناء فترة حكمه.
ومن المعروف أن فترة حكم الشيخ عبدالله بن صباح بن جابر بن عبدالله بن صباح الأول - الملقب بعبدالله الثاني - قد امتدت حوالي خمسة وعشرين سنة (1866م - 1892م). وقد شهدت الكويت خلال فترة حكمه كثيرا من الأحداث الاقتصادية والسياسية. وكانت الكويت في تلك الفترة تملك أسطولاً بحرياً استخدمه الشيخ عبدالله الصباح لدعم عدد من حلفاءه من حكام المناطق المجاورة عندما واجهوا الأزمات، حيث كانت له أدوار بارزة في ذلك. كما لعب الشيخ عبدالله بن صباح دوراً هاماً في مصالحة بعض حكام المنطقة وحل المشاكل فيما بينهم. ومن الأحداث المهمة التي شهدتها فترة حكمه استقرار الإمام عبدالرحمن الفيصل آل سعود وعائلته في الكويت عام 1891م حيث رحب به الشيخ عبدالله الصباح وأكرم وفادته .
ويذكر عن الشيخ عبدالله الثاني بن صباح «أنه كان يلبس الملابس العربية من الحرير الفاخر ويرتدي عباءة موشاة بالذهب ويداه تشعان بالألماس، وقد غرس في وشاحه الحريري الأبيض الذي لفه حول وسطه خنجراً صغيراً ذا قبضة من الذهب الصلد وقد طعم باللؤلؤ والفيروز والياقوت والزمرد» ويعكس ذلك بالتأكيد الوضع الاقتصادي المزدهر الذي ساد البلاد في معظم فترة حكمه، بالرغم من مرور بعض الأزمات الاقتصادية التي أثرت سلباً على معيشة السكان. ففي عام 1867م وبعد عام واحد من استلامه الحكم واجهت الكويت أزمة اقتصادية خانقة استمرت إلى عام 1870م قاسى الكويتيون خلالها الكثير. وقد فتح الشيخ عبدالله الصباح خزائنه في تلك الفترة أمام الكويتيين ليرفع عنهم الضائقة حيث لم يترك وسيلة إلاّ اتبعها للتخفيف عنهم .
الدينار الكويتي
استمر التداول بالروبية الهندية في الكويت، وكذلك دول الخليج العربية - فيما عدا المملكة العربية السعودية - خلال عهد الحماية والنفوذ البريطاني في المنطقة إلى أن نالت تلك الدول استقلالها. وكانت الكويت سباقة في إصدار عملتها الوطنية عندما برزت الحاجة إليها سواء من الناحية الاقتصادية أو السياسية. ففي اكتوبر من عام 1960 صدر المرسوم الأميري رقم 41 لسنة 1960 بقانون النقد الكويتي الذي نص على جعل الدينار الكويتي العملة الرسمية للبلاد. كما تأسس على أثر ذلك مجلس النقد الكويتي الذي أنيطت به عمليات إصدار تلك العملة. وبذلك طويت صفحة تاريخية طويلة من تعامل الكويتيين بالعملات الأجنبية خلال العصور التي سبقت تداولهم بالدينار.
|