عرض مشاركة واحدة
  #134  
قديم 22-01-2012, 03:18 AM
الصورة الرمزية جون الكويت
جون الكويت جون الكويت غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 2,208
افتراضي

من أساطير الأولين
روي أن أبا يوسف أرسل إليه الرشيد ليلاً فتخوف من هذا الإرسال بهذا الوقت فقال للرسول أمهلني حتى أغتسل وأتحفظ. فاغتسل وجدد ثيابه وتطيب فلما دخل على الرشيد فإذا عنده عيسى ابن جعفر فقال له الرشيد أظننا روعناك فقال أي والله وكذلك أهلي فقال له اجلس فلما جلس قال له دعوتك لأشهد على هذا عنده جارية سألته أن يهبها لي فامتنع وسألته بيعها فأبى فوالله إن لم يفعل لأقتلنه فالتفت أبو يوسف إلى عيسى بن جعفر فقال له وما بلغ الله بجارية تمنعها أمير المؤمنين وتنزل نفسك هذه المنزلة فقال له أعجلت علي قبل أن تسألني..
فقال له أبو يوسف: هات ما عندك، فقال: علي يمين بالطلاق وعتق وما أملك أن لا أبيع الجارية ولا أهبها، فالتفت الرشيد إلى أبي يوسف فقال له: هل من مخرج عن يمينه؟ فقال: نعم يهبك نصفها ويبيعك النصف الآخر، فيصدق يمينه بأنه لم يهب ولم يبع، فقال عيسى: أو يجوز هذا؟ فقال له أبو يوسف نعم، فقال: أشهد أنني قد وهبت نصفها وبعت نصفها الباقي بمائة ألف دينار، فقال: الرشيد قبلت الهبة وأمر بدفع مائة ألف دينار فدفعت إليه الدنانير وسلمت إلى الرشيد الجارية، فقال الرشيد لأبي يوسف: هي جارية ولا بد من الاستبراء، فو الله إن لم أبت معها هذه الليلة خرجت روحي، فقال له أبو يوسف: اعتقها وتزوجها فإن الحرة لا تستبرأ، فأعتقها الرشيد وزوجها إياه أبو يوسف، وأمر له الرشيد بمبلغ من المال والثياب.
أقول: من حق هذه الرواية أن تدرج في ألف ليلة وليلة وتكون في الروايات التي ليس لها أساس من الصحة لأن أن تكون في الكتب المعتبرة. فما الذي فعل أبو يوسف حتى يخاف من الرشيد ويتحفظ ولو أن الرشيد (هولاكو) أو (جنكيز) لما تخوف أبو يوسف منه لأنه لم يعمل شيئاً يتخوف منه ثم ما الذي دعا الرشيد لقتل ابن عمه وهو رجل مسلم بلا مسوغ شرعي إلا كونه لم يبع جاريته وله عذر شرعي في عدم البيع وما هذه الصفة الحيوانية التي صيرت الرشيد كحيوان جامح. إن هذه الرواية إذا حققتها فهي دسيسة القصد منها انتقاص الرشيد وأبي يوسف والله أعلم.
__________________
للمراسلة البريدية: kuwait@kuwait-history.net