لا خير في كثير من نجواهم
قال الله تعالى: {لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس} يجتمع القوم في المجالس والأندية ويتناجون فيما هب ودرج، وكلامهم هذا، منه ما فيه الإثم ومنه الأجر والثواب، وهو المراد بالآية الشريفة، حيث يقول: إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس، فالصدقة، الظاهر منها أنها صدقة التطوع لا صدقة الزكاة، لأن الزكاة فرض واجب أداؤه، وأما المعروف فهو لفظ عام يجمع أنواع الخير كلها كما قال الحطيئة:
من يفعل الخير لا يعدم جوازيه لا يذهب العرف بين الله والناس وفي الحديث [كل معروف صدقة]، وإن من المعروف أن تلقى أخاك بوجه طلق، وأما الإصلاح بين الناس فهو عام لكل شيء يجري فيه الخلاف بينهم سواء في الدماء والأموال والأعراض والمعاملات وغيرها. فعلى الإنسان أن يسعى جهده في الإصلاح بين الناس ولو بتكلف المشاق وبذل المال في سبيل الإصلاح، [ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس فينمي خيراً ويقول خيراً].
__________________
للمراسلة البريدية: kuwait@kuwait-history.net
|