عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 20-11-2011, 01:09 AM
الصورة الرمزية AHMAD
AHMAD AHMAD غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
الدولة: الكويت
المشاركات: 2,663
افتراضي

إعداد فرحان عبدالله الفرحان
18/11/2011 - القبس


نبهني الأخ الفاضل عبدالله الهدلق الى أنه في صحيفة القبس يوم الاربعاء 7 ذي القعدة 1432 هــ الموافق 2011/10/4 يقول هناك تعليق في صفحة 24 حول بحثك عن اليسرة، هذا التنبية كان في يوم السبت وبعدها عدت الى البيت اطلعت على عدد يوم الجمعة فوجدت ذلك التعليق بل الرد على بحث عن اليسرة كتبه الفاضل محمد يعقوب البكر. وأنا شخصياً لا أعرف هذا الكاتب الفاضل، لكنني أتذكر أني قرأت له بحثين وردين قيمين على موضوع «قلعة وادرين»، وأنا أذكر أنه قد كتب بحثاً في هذا الموضوع منذ أمد، وقد اثرت مناقشات الأخ الفاضل البكر الموضوع حول وادرين حيث تفضل عالم من المملكة العربية السعودية وأعطى بالتفصيل عن هذا الموضوع الذي هو عبارة عن قلعة يتجمع فيها الأتراك المجندون ليأخذوهم للحرب وكانت هذه المناقشة أفادتنا كثيراً. اليوم تفضل البكر وتتبعني في موضوع اليسرة فإننا في حاجة الى باحثين ليتابعوا كل صغيرة وكبيرة لاثراء البحث والعلم في هذا البلد العزيز.

انني سعيد برد الأخ الفاضل علي في موضوع اليسرة واعطاء هذا الموقع والمكان تفسيراً مغايراً لما هو واقع عند الكويتيين الأقدمين وما قدمته في بحثي.
كنت قبل الكتابة عن اليسرة سألت الكثيرين عن هذه التسمية، وكنت أشارك أولاً الأخ البكر على أن اليسرة هي من اليسر حيث السير على هذه الصخور ممكن بسهولة ويسر.

لكنني مع طول البحث وأنا أسأل كبار السن واعطيتهم تفسيرات وتحليلات لهذا الاسم ومنها أن هذه المنطقة فيها صخور تشقق الرجل عند السير عليها، والذي يسير على هذه الصخور يكون جسوراً وشجاعاً، وبهذا حول «جسور» حسب لهجة الكويت «يسور»، على اعتبار ابدال (الجيم ياء) كما يقولون في «دجاج» «دياي»، ولكنني لم أستسغ هذا التفسير، وواصلت البحث حتى اهتديت الى سيدة عجوز، جدها محمد الفوزان الشاعر، قرين عبدالله الفرج، وقد روت بالتفصيل أن أهل الكويت القدامى دائماً يتعاملون مع اللغة العربية في كثير من ألفاظ الكويت، وقالت انه عندما حط الرواد الأوائل في الكويت كانوا يطلقون على اليمين الشرق، وعلى الشمال اليسار (يمين، يسار) لكنهم استعاضوا عن ذلك بكلمة القبلة، لأن الجميع يتجه الى ناحية اليسار اليسرة، وهو القبلة وهو الطف، وهي جهة الصلاة والتوجه الى الكعبة، أنا اتكلم عن أهل الكويت الأقدمين، لكن اذا كان الأستاذ الفاضل محمد البكر يرى أن البعض كانوا يسيرون على الصخور لغسل ملابسهم ويسيرون بيسر، فهي يسرة، ربما كما قال المتنبي وجهة نظرك وما رويته عن الأقدمين «حافر يطأ على حافر»، ربما المتأخرون أخذوا التسمية القديمة وطوروها لتكون لهم لليسر والسهولة.

لكن كثيراً من الذين يسيرون على الصخور بسهولة ويسر، يتنافى مع أن هذه المنطقة فيها صخور تشقق الرجل، والسير عليها صعب، وهذا ما تعارف عليه الكويتيون الأقدمون.
كنت قد قلت في بحث سابق حول الطوينة، التي بطنها، بعضها تحتها طين، ولهذا سميت الطوينة ولم يرجع الى الكلمة العربية (الطونة التي صفرها الكويتيون) الى الطوينة، علما بأن القاع في منطقة الطوينة صخري، وليس فيه طين البتة، وهذا ما ينطبق على البهيتة، حيث يظن البعض أنك اذا سرت ومشيت من اسفل البهيتة الى أعلاها فإنك تنبهت، اذ تبهت تتعب، ولم يرجع الاخوة الى أن البهيتة من «البهت والبهيت، والمؤنث بهيت» والبهت هو الصخر الباهت، وهذا ما ينطبق على اليسرة التي عرفها الكويتيون الأقدمون من اليسار واليمين على اليمين وعلى اليسار، حينما تقف في وسط مدينة الكويت القديمة قرب قصر السيف فهكذا حدودها، ثم تطورت التسمية الى القبلة والصالحية والزنطة والدهلة والصيهد.. كلها متفرعة من المنطقة التي على اليسار اليسرة، ذلك في القديم بقي على نقطتين: الأولى ذكرها الاستاذ البكر وهي أن اهل الكويت يطلقون على اليسار العسم، وهذه التسمية شائعة في البحرين حتى أن هناك عائلة تحمل هذا الاسم عائلة «العسم»، وهي من الاسر المشهورة، اما كلمة «العسم» حسب اللهجة الكويتية فتعني (اليسار أو الشمال)، فأنا تعمّدت ان اتركها في بحثي لأن معناها في اللهجة الكويتية الأصلية القديمة الناس دائما تأخذ اليمين في كل شيء والرجل أو الشاب الذي يأخذ اتجاه المياسر (اليسار) يطلقون عليه (عسماوي) اي محتال ومختال، هذا في الاصل القديم، ثم انتقلت التسمية الى الذي يكتب في اليسار يسمى عسماوي اي يساري في الكتابة، كما يكتب رئيس الولايات المتحدة الاميركية الاسبق كلينتون بيده اليسرى، وكذلك الرئيس اوباما، وعندنا في الكويت كثيرون يكتبون باليسرى، وكذلك في العالم العربي.
وكلمة «العسم» من اللهجة الكويتية، تعارف الناس عليها وليست من العربية في شيء.

بقي علينا أمر أخير، وهو «الحجر اليسر» كان المرحوم محمد خليفة النبهاني يرى ان في ارض الكويت البحرية حجرا اسود ممكن استخراجه والاستفادة منه على انه (حجر اليسر)، الذي يستعمل في المسابيح، وهذا ما ينطبق على الحجر الأسود المعروف مقابل بيت البدر والمتحف منطقة اليسرة، وهذه تسمية أخرى وتفسير آخر لهذه المنطقة أورده المرحوم محمد خليفة النبهاني في كتابه «التحفة النبهانية».

بقي عليّ شيء أخير، وهو الباحث محمد يعقوب البكر، الذي لم يكن لي الحظ في التعرف عليه، وعندنا في الكويت أكثر من أسرة وعائلة تحمل اسم عائلة البكر وأشهرها أسرة خالد ويوسف البكر، اللذين سجلا تاريخ الغناء والموسيقى في الكويت القديمة وشقيقهما محمد البكر، هذه الأسرة التي انحدرت من جزيرة فيلكا قبل قرن ونصف القرن من الزمان، وهناك عندنا أسرة الشيخ بكر بن حمد بن لؤلؤ القطري الذي عاصر أحمد بن رزق وانتقل معه من العراق إلى الإحساء ثم إلى قطر. وأسرة البكر في المنطقة الشرقية معروفة، ومنها عالم النخلة عبدالجبار البكر، الذي أخرج كتابه الضخم نخلة التمر ماضيها وحاضرها. ويبقى عندنا الأستاذ محمد يعقوب البكر الذي اتحفنا ببحثه القيم حول موضوع «اليسرة»، وأنا سعيد ومسرور أن أجد شباباً من أبنائنا يلتفون إلى مثل هذه الأبحاث المهمة في خدمة الكويت العزيزة، وإنني أشكرهم على ملاحظاتهم القيمة.


ملاحظة:
بعد أن أنهيت هذا الموضوع الجسرة، نبهني بعض المحبين إلى أن «هناك اسم اليسرة أو الجسرة لأحد البيوت الأثرية، وعندما بحثت عنه اكتشفت أن هذا البيت اسمه بيت الجسرة، وأن هذا البيت بناه الشيخ حمد بن عبدالله آل خليفة، وذلك في سنة 1907 قبل قرن من الزمان، وهو متحف اليوم». بيت «الجسرة» هذا لا أدري من أين أخذوا اللفظة وتعبيرها، ولكن هناك عندنا في لهجة المنطقة إبدال الجيم ياء والعكس، وربما دخل هذه التسمية اسم اليسرة في الكويت، أو ربما استعملها من الجسار الشجاعة، وربما غيرها، هذه مجرد ملاحظة.
__________________
رد مع اقتباس