عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 03-08-2011, 02:47 PM
الصورة الرمزية جون الكويت
جون الكويت جون الكويت غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 2,208
افتراضي

أضرت بقضاياها وشعوبها وردها الله خائبة مدحورة
«دول الضد»… أصدقاء العار وحلفاء الشيطان والرهان على المستحيل بتأييد الغازي الطاغية
الأردن وتونس والجزائر وليبيا وموريتانيا والسلطة الفلسطينية والسودان واليمن… تأييد للعدوان وارتباك القرار وخديعة الشعوب
زعماء الخيبة انحازوا للغزو وظنوا العالم سيتخلى عن شرعيته الدولية

موقف الحسين بن طلال خيب آمال الكويتيين والمجتمع الدولي بوقوفه المخزي في صف المعتدي
المخلوع بن علي خالف تاريخ تونس الليبرالي وعلاقتها بالأسرة الدولية بتأييد الطاغية

بن جديد أعلن وقوف الجزائر مع العراق بحشد آلاف المتطوعين إلى جانب قوات الغزو

العتيقي يفحم القذافي أثناء القمة العربية الطارئة في القاهرة ويذكر ملك الأردن بفضل الكويت على بلاده

أيدت موريتانيا جريمة العراق مدعية تفهم دوافع العدوان في الحملة العسكرية

القيادة الفلسطينية أضرت بشعبها وقضيتها بتأييدها للطاغية وعرفات خسر مؤيديه ومعارضيه

الموقف السوداني فاجأ الجميع بجحوده ونكرانه وتناسيه العلاقات الأخوية ومساندة الكويت للجمهورية
لم يتصور أحد أن يتناسى اليمن مواقف الكويت تجاهه ويؤيد العدوان في قمة القاهرة

إعداد أحمد حمودة:
لم تكن الكويت تعلم ان الضربة سوف تأتيها من الخلف، ولم تفكر يوما على الاطلاق ان بلدانا أغدقت عليها الكثير ووقفت بجانبها وساعدتها في أحلك أزماتها واشد منعطفات تاريخها، وبذلت الغالي والنفيس لها من اجل العمل على تكوين وطن عربي قوي يلم شمل العرب جميعا، فلم تنكفئ الكويت على نفسها وتتعالى بثرواتها التي انعم الله بها عليها، بل أعطت كل من طلب، وساعدت كل محتاج..صديقا او شقيقا، ولم تكن تدري في يوم من الأيام ان من سيطعنها من الخلف هو اقرب المقربين، ويقف ضدها يناصر المعتدي، ولكن لله الحمد فقد كشفت هذه الأزمة ما تخبئه قيادات تلك النظم الناكرة للجميل من حقد دفين للكويت خاصة ولدول الخليج عامة. الا ان سنة الله باقية وسينتصر الحق دائما مهما طالت فترة الظلم..
وفيما يلي قراءة سريعة لمواقف الدول التي وقف ضد الحق الكويتي وساندت المحتل الغاشم رغم ما قدمته الكويت لها من قبل من مساعدات وما وقفت فيه إلى جانبها في محالك شتى هذه الدول التي أبت إلا أن تسجل في التاريخ صفحات سوداء للخزي والعار ومساندة الشر وإعلاء شأن الظالمين.

الموقف الأردني
جاء الموقف الأردني بقيادة الملك الراحل الحسين بن طلال سواء على المستويين الشعبي او الرسمي مخيبا لآمال وطموحات الكويتيين بل والمجتمع الدولي ايضا بسبب مساندته الواضحة للعدوان العراقي على الكويت ووقوفه في صف المعتدي.
واللافت للنظر انه فور وقوع الغزو سارعت الاردن بتبرير احتلال العراق للكويت على انه يهدف الى الحفاظ على الثروة العربية من أجل ان ترفع الأمة رأسها، كما ان هناك حاجة ملحة وفعلية لتصحيح مسار الوطن العربي..هكذا رأى حاكم الاردن احتلال دولة عربية لاخرى.
العدوان يماثل تأميم القناة
كما وصفت الاردن الاحتلال العراقي للكويت بأنه يماثل تأميم قناة السويس في مصر وان الوجود العراقي في الكويت اصبح امرا واقعا يجب التعامل معه.
كما اعلن ملك الاردن الراحل في الرابع من اغسطس عام 1990 ان طاغية بغداد اراد ان يحل المشاكل سواء ما يتعلق بنزاع الحدود مع الكويت او بالنسبة لاسعار النفط.

كما اوفد الملك حسين وفدا برلمانيا فور وقوع الغزو الى دمشق في محاولة لجر سورية والرئيس حافظ الاسد لتأييد الغزو والوقوف ضد اي قرار يدين العراق الا ان محاولاته باءت بالفشل الذريع.
وعلى صعيد القرارات الدولية حاول الملك حسين اعاقة قرار المقاطعة الاقتصادية الذي فرضه مجلس الامة على العراق حيث منحه حق استغلال ميناء العقبة وخرق الحصار الدولي وعلل الملك حسين هذا الاجراء بأن ميثاق الامم المتحدة يمنح الدول حق تحديد موقفها بشأن تنفيذ الاجراءات خلال 30 يوما.
كما زار الملك حسين العديد من دول العالم سواء العربية او الدولية في محاولة لشرح وتبرير موقف الاردن المساند والمؤيد للعراق ومحاولة تخفيف الضغط الدولي عن العراق، وطرح مشروعات ومبادرات لا طائل منها لتسوية الازمة سلميا وابعاد خيار الحل العسكري.

وبعد لقاء الملك حسين بصدام بعد وقوع الغزو اعلن الملك انه يأمل ان يتمكن الزعماء العرب من معالجة الموضوع ضمن الاطار العربي واضاف ان اي تدخل اجنبي يستهدف جزءاً من الوطن العربي لن يكون موضع ترحيب وانه سيكون خطأ فادحا، ذا نتائج مدمرة لجميع الاطراف.

واستكمالا لجولاته التي كان يقوم بها وصل الملك حسين الى مصر للقاء الرئيس المصري السابق حسني مبارك وعقد جلسة مباحثات مع الرئيس المصري في الاسكندرية وتبادلا وجهات النظر لكن مبارك أبلغ الملك بضرورة ابلاغ صدام بالانسحاب الفوري وغير المشروط من الكويت، وعدم التعرض لمشروعية حكومة دولة الكويت الشرعية، الا ان الملك حسين لم يبد حماسا لهذا الامر، حيث كان هدفه هو عرقلة اي قرارات تصدر ضد طاغية بغداد ليس الا.

اما على المستوى الشعبي فقد بدأت وسائل الاعلام الاردنية تعبئة الرأي العام الاردني لمساندة الطاغية وسخرت كل امكانياتها في خدمة المشروع الاستعماري التوسعي لديكتاتور بغداد، في محاولة لايهام الشعب الاردني ان الغزو العراقي يهدف الى الحفاظ على الثروات الاقتصادية العربية، ولاسيما الثروة النفطية، من اجل شموخ الامة وارتفاع هامتها، كما شنت الصحف الاردنية هجوما متتاليا على الولايات المتحدة وعلى الدول التي اشتركت في التحالف الدولي لتحرير الكويت.

الحل الأمثل!
وقد بينت هذه المواقف ان الاردن قد اعترف بشرعية دخول قوات الاحتلال الى الكويت وصورت الغزو على انه الحل الامثل لحل مشاكل الدول العربية والمنطقة ككل، فيما واصل الملك حسين حملته وهجومه على التدخل الدولي لتحرير الكويت قائلا: لماذا لا يعطى العراقيون والعرب فرصة لاعادة ترتيب حياتهم، مضيفا انا لا اعني هنا تغيير الانظمة او الحدود او غيرها وانما اعني ان نعيش حقائق الشعوب في هذه المنطقة على امل ان تحرز التقدم، حتى يستطيع هذا الجزء من العالم ان يواكب التقدم والسلام.
ويذكر ان الاردن قد تحفظ على القرارات التي صدرت من مجلس وزراء خارجية الدول العربية وكذلك قرار القمة العربية الطارئة الذي عقد في 10 اغسطس 1990.

وقد دافع الملك حسين عن العراق في كلمته امام مؤتمر القمة قائلا: ان للعراق دينا في عنق الامة وجميل لا ننساه عندما دافع عن نظامنا العربي وخرج منتصرا!.
كما رفض الملك حسين المشاركة مع قوات التحالف الدولية التي حررت الكويت وشرط ذلك الا اذا انسحبت القوات الامريكية والاجنبية الاخرى من منطقة الخليج، وقال ان القرار الذي وافقت عليه اغلب الدول العربية في قمة القاهرة الطارئة ليس ملزما على الاطلاق.

الموقف التونسي
اندهش الكويتيون بل العالم اجمع من الموقف التونسي المتخاذل من أزمة احتلال العراق لدولة الكويت، فلم يكن هناك من داع لأن تضحي تونس بعلاقاتها القوية مع الكويت سواء على الصعيد السياسي أو الاقتصادي في سبيل مغامرة غير مأمونة العواقب.
الا ان النظام التونسي بقيادة الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي اختار القرار الخاطئ الذي لا يتماشى مع تاريخ تونس الليبرالي وكذلك علاقات تونس بالأسرة الدولية، والتي كانت قد بدأت في التحسن، وكذلك انفتاحها الاقتصادي والسياسي على العالم.

واختار حزب التجمع الحاكم بقيادة بن علي الانحياز الفاضح الى جانب الشر، وأفسح المجال لتحريض الشارع التونسي للتعبير عن تعاطفه مع العراق، وضغطت وسائل الاعلام بكل طاقتها لتعبئة الرأي العام التونسي لتأييد رأي بن علي ومساندة الطاغية البعثي صدام حسين.
أما على المستوى الشعبي فقد شكل التونسيون نواة جيش فدائي للقيام بعمليات انتحارية ضد قوات التحالف الدولي اذا ما هاجمت العراق، وكانت هذه النواة تضم متطوعين من تونس واليمن والسودان وفلسطين.

تعصب مقيت
ووصلت حالة الشارع التونسي الرسمي والشعبي الى أمد بعيد من التعصب والتطرف في الدفاع عن نظام بغداد لدرجة أنهم كانوا يرفضون استقبال اي وفود كويتية كانت تسعى لشرح قضية الكويت العادلة أمام الرأي العام التونسي وما يعانيه الشعب الكويتي الأعزل على يد زبانية جيش الاحتلال.
وتناسى هذا النظام وشعبه ومؤيدوه ممارسات جيش همجي يعيث في ارض عربية شقيقة فسادا وتقتيلا وتخريبا، ووصل بهم الامر الى جمع التبرعات ومواد الاغاثة لمساعدة العراقيين على تحدي العقوبات الاقتصادية التي قررتها الأمم المتحدة، وملأت الاعلانات الصحف المحلية تدعو للتبرع لنظام العار في بغداد.
ووصفت الفعاليات التونسية القرارات الدولية ضد العراق بأنها «عدوان على الأمة العربية»، وكانوا يرددون ان الكويت جزء من العراق.

ووصل الأمر ببعض المهووسين بالدفاع عن طاغية بغداد بأن وصفه بصلاح الدين الأيوبي الحديث، وانتشر ذلك في وسائل الاعلام كافة، وظهرت عمليات التعبئة للشعب التونسي واضحة جلية.
أما نظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي الذي لا يختلف عن غيره من أنظمة دول الضد القمعية والذي يبقى صورة مصغرة ورديفا لنظام العار في بغداد، فقد وجد في احتلال دولة الكويت على يد صدام الفرصة التي كان ينتظرها للهروب من المشاكل الداخلية، واستغلال المشاعر الشعبية لصرف نظرها عن تلك المشاكل التي كادت تعصف به وتزيحه من الحكم.

انتهازية حاكم
ونجح زين العابدين بامتياز في التلاعب بمشاعر الشعب التونسي واستغلها ابشع استغلال وبانتهازية واضحة لا تخفى على ذي بصيرة، املا في نقل معركته في الداخل الى دعم مواقف طاغية بغداد لعل وعسى.
سارع نظام بن علي المخلوع الى ربط نفسه بالموقف العراقي واصبحت لغته اكثر حدة، وهو الامر الذي عرض اقتصاد تونس وعلاقاتها مع دول الخليج والغرب والولايات المتحدة الى خطر داهم في محاولة للحصول على بعض المكاسب اذا ما تمكن صدام من الاحتفاظ بالكويت.

وكان بن علي الرئيس المخلوع على اتصال دائم برئيس نظام العار العراقي على الدوام بالاضافة الى أزلامه الآخرين على صالح وعمر البشير وياسر عرفات والحسين بن طلال، وذلك لتنسيق المبادرات «المؤامرات» والمساعي الكفيلة بعرقلة حرب تحرير الكويت واطالة أمد الاحتلال العراقي للكويت، وهو ما أثمر في النهاية عن غياب تونس عن القمة الطارئة التي عقدت في القاهرة وبالتالي لم تصوت على القرارات التي صدرت منها، والتي تعلل بن علي بعدها بأنه لم يحضر لأنه كان يطلب تأجيل القمة يومين لاتاحة الفرصة للمبادرات السلمية.

أصدرت الخارجية التونسية بيانا اعربت فيه عن القلق البالغ حيال التدهور العسكري في النزاع العراقي الكويتي واكدت ان ما يهمها هو المحافظة على التضامن والوحدة العربيين واعلنت عن اقتناعها ان الجامعة العربية تبقى الاطار الملائم لتسوية الازمة بالسبل السلمية.

الموقف الجزائري
منذ بداية الغزو العراقي للكويت لم يختلف الموقف الجزائري بقيادة الرئيس الشاذلي بن جديد عن مواقف باقي فريق المؤيدين لنظام العار العراقي، وبدا ذلك جليا خلال القمة الرباعية التي عقدت في الاسكندرية بين رؤساء مصر وليبيا وسورية والجزائر، وحاول الرئيسان المصري والسوري تغيير موقف الرئيسين الشاذلي والقذافي، لكنهما فشلا، ولاسيما حين اعلن الشاذلي بن جديد انه لا يستطيع الوقوف مع الكويت لان الشعب الجزائري يعتزم تقديم العون للعراق من خلال حشد آلاف المتطوعين الذين ينتظرون اشارة البدء لنقلهم ليحاربوا جنبا الى جنب مع القوات العراقية.

وعقب عودة الشاذلي الى الجزائر تشكلت على الفور لجنة اطلق عليها «اللجنة الوطنية الجزائرية لمساندة الشعب العراقي»، وبحلول ديسمبر 1990 اعلنت اللجنة ان اجمالي عدد المتطوعين وصل الى 400 الف متطوع سيذهبون الى العراق للوقوف معها في خندق واحد ضد جيوش العالم التي هبت لتحرير الكويت.

كما حاول بن جديد القيام بعدد من المناورات الفاشلة تحت عنوان «الوساطة من اجل حل أزمة الخليج» فجال في عدة مدن عربية وايران ثم التقى مع الطاغية صدام في بغداد، وحينما عاد من تلك الجولة، أعلن ان المملكة العربية السعودية تجاهلت رحلته، الا ان القيادة السعودية كانت قد رفضت استقباله لاصرارها على ضرورة انسحاب العراق اولا قبل البدء في اي مباحثات.

وحاول بن جديد مجددا مع الدول الأوروبية فزار فرنسا وايطاليا واسبانيا ثم موريتانيا وفي هذه الجولة اتخذ خطا مؤيدا لصدام، الا ان موقفه هذا جعله تقريبا غير مرغوب به في هذه الدول فيما عدا موريتانيا التي باركت خطواته وأعلنت دعمها مساندتها للعراق.
وبعد عودته من جولته تلك وصفت وسائل الاعلام الجزائرية الاحتلال العراقي للكويت بأنه «عمل بطولي».

الموت للكويتيين!
وعلى المستوى الشعبي شهدت الجزائر ايضا مظاهرات حاشدة طوال اشهر اغسطس وسبتمبر واكتوبر ونوفمبر وديسمبر من عام 1990 وكان ابرز شعاراتها «الموت للكويتيين»، وكانت هناك اكثر من 20 لجنة شعبية تشكلت بدعم واموال حكومية للصرف على الحملات الاعلامية لاجراء عمليات غسيل مخ للمواطن الجزائري لدفعه لتأييد ومناصرة ديكتاتور بغداد.

واصدرت الجزائر بيانا نددت فيه بالعدوان الاثم على الكويت وطالبت بالانسحاب الفوري للقوات الغازية من دون قيد او شرط واكدت سيادة الكويت واستقلالها. واعلن الرئيس الجزائري الشاذلي بن جديد ان امتناع الجزائر عن التصويت على قرارات القمة العربية ليس عن المبدا الاساسي ونحن ضد أي احتلال من قبل أي بلد عربي او غير عربي لبلد اخر ايا كانت المبررات والحجج واشار الى ان الامتناع الجزائري كان يهدف الى ادخال بعض التعديلات على نص القرارات لتحصل على غالبية عربية كبيرة.

الموقف الليبي
جاء موقف القذافي في السياق نفسه المؤيد والمشجع للمعتدي على التمادي في غلوه وغطرسته، ولن ينسى الكويتييون ابدا المشادة التي حدثت بين العقيد القذافي والرئيس المصري السابق محمد حسني مبارك خلال التصويت على قرار ادانة الغزو في القمة العربية الطارئة في القاهرة والتي رفض فيها العقيد التصويت وطعن في قانونيته، ويذكر احد شهود العيان على حادثة شهيرة وقعت خلال تلك القمة.
فيقول: لحظة دخول زعيم ليبيا معمر القذافي الى البهو المؤدي الى قاعة مؤتمر القمة علا صوته بالعويل والصراخ مما لفت انتباه الحاضرين قائلا: ياعرب ستأتون بالاحتلال..والاستعمار، وشد القذافي امين عام جامعة الدول العربية آنذاك الشاذلي القليبي وحذره بالويل والثبور، فيما كان الحسين بن طلال وياسر عرفات يراقبان الوضع من بعيد ويبتسمان.
رد مع اقتباس